معركة الأقنعة ..
02-10-2012, 11:08 PM
معركة الأقنعة ..
إنه لمن الغفلة بمكان أن نزعم أن النفاق في حياتنا هو اليوم أكثر أو أقل مما كان عليه الحال في العصور التي خلت ، ولكن الظاهرة تفاقمت في جملة قطاعات حياتنا بحيث أصبحنا نقبل دون دهشة او أستغراب جميع انواع التفاق التي نشهدها
معركة الاقنعة
أريد بهذا القول الذي لا أبتدع فيه شيئا من العدم أن اتبع ما وطنت نفسي عليه منذ عهد من بذل اوسع في كشف الغطاء عن بعض وجوه أفعالنا التي لم يعد واقع الاحوال يأذن بإغماض العين عنها أو بالمرور عليها مر الكرام . وذلك موافقة لما أستقر عندي من الاعتقاد بأن المسألة لا تكمن في العقل وحده ، وإنما في الفعل من قبل ومن بعد ، ولما ترتب على ذلك من أمر توجيه النظر النقدي المحلل إلى هذه الجوه التي تعبث بوجودنا كله وتحوله الى وجود "زائف" يتعذر بناء عالم حقيقي فعلي عليه ، عالم جدير بالثقة وبالرجاء ، قادر على أداء مهمات صعبة وأفعال ذات جدوى في كون يحمل كل علامات الخطر .
والصورة الشخصية التي سأقف أمامها هنا وجها لوجه ليست صورة جديدة وإنما هي صورة قديمة تمتد جذورها في ثقافتنا العربية إلى مبدأ الوحي الإسلامي نفسه ، وإلى ما قبله أيضا بكل تأكيد . وقد عبر اللفظ الإسلامي عن هذه الصورة بمصطلح "النفاق " ، وأشارت اليها اللغة الخالصة بكلمة تقرب من ذلك المصطلح " الرياء" . وقد زعم اللغويون أن هذا المصطلح " النفاق " ، " إسم اسلامي لم تعرف العرب بالمعنى المخصوص به " - أي بمعنى الذي يستر كفره ويضهر ايمانه ، أو بمعنى القوم الذين يبطنون غير ما يظهرون - وأن الأصل كان من " نفقاء اليربوع " إذ بدخل اليربوع من نفق او السرب من باب ليستتر ، ثم يخرج من باب آخر . وقياسا على ذلك عرفوا النفاق بأنه " الدخول في الإسلام من وجه والخروج عنه من وجه آخر " السيوطي " وأيا ما كان أصل اللفظ فإن مفهومه اتسع ليقال على كل من يظهر غير ما يضمر . وعلى ذلك يكون " المنافقون " الذين خصهم القرآن بسورة كاملة ووصفهم بأنهم " كاذبون " هم أبرز المنافقين القدامى ، ويشبههم في ذلك كل كل " المرائين " القائلين بــ " التقية الاجتماعية " أو غيرها ، وكذلك جميع الذين في كل العصور ، يخفون ذواتهم الحقيقية ويصطنعون أفكارا وآراء ومشاعر وعواطف وفضائل لا يؤمنون بها أو لا يمثلونها أو لا بتحلون بها ، وبوجه خاص في عصور الملك الكلاسيكية العربية ، أولئك الذين جعلوا من التملق لأولي الامر وللخلفاء والسلاطين سبيلهم الى ادراك أغراضهم الخاصة وتحقيق منافعهم القريبة بأقل جهد وأقل ثمن بوجوه متباينة ودرجات متفاوتة قارب بعضها حدود العبث والجنون واختراق أصول العدل والخير والرحمة .
وفي نهاية التحليل إذا كان النفاق لا يعني أكثر من سيادة الأنا الظاهر التملكي وطغيانه وتغييب الأنا الحقيقي ولجمه ، فإن استراتيجية الفعل الأساسية التي ينبغي الأخذ بها تقضي باستخدام جميع الأدوات والآليات من أجل بث الروح في الأنا الحقيقي والوجودي ، وتقديمه لدفع عجلة حياة الأفراد والمجتمع والدولة ، بإرساء القيم التي تتيح له تحقيق هذه الدفعة الحيوية ، التي يمكن ان تؤذن بمسار جديد أبعث للأمل والرجاء ، وتلك رسالة المفكر الحقيقي ، والمؤسسة المطهرة ، والدولة الطيبة .
.gif)
نَحْنُ أَبْنَاءُ فِلِسْطِينْ لاَ نَنْحَنِيْ إِلاَّ لِـ ثَلاَثٍ
1- لـِ [لله]
2- أَوْ لِـ [زَرْعِ قُنْبُلَةٍ]
3- أَوْ لِـ [طَبْعِ قٌبْلَةٍ عَلَىْ جَبِينِ شَهِيدْ]
1- لـِ [لله]
2- أَوْ لِـ [زَرْعِ قُنْبُلَةٍ]
3- أَوْ لِـ [طَبْعِ قٌبْلَةٍ عَلَىْ جَبِينِ شَهِيدْ]