تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله
07-06-2018, 11:31 AM
عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله
وليد بن راشد السعيدان


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

جمعت لكم عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في خمسة عشر قاعدة طيبة:

1. أننا نحب الصحابة لإيمانهم ونصرتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وجهادهم معه، ولأن الله أثنى عليهم.

2. لا نفرط في حب أحدهم منهم، فلا إفراط ولا تفريط في حبهم، فنحن وسط بين النواصب والروافض.

3. نبغض في الله من يبغضهم ويعاديهم.

4. نؤمن بما ثبت لهم من الفضائل إجمالاً وتفصيلاً.

5. الصحابة يتفاضلون، فالمهاجرون أفضل من الأنصار، والعشرة المبشرين بالجنة أفضل المهاجرين، وأفضل العشرة المبشرين بالجنة: الخلفاء الأربعة، وأفضل الخلفاء الأربعة: أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-.

6. وجوب كف اللسان عما شجر بين الصحابة في أمر الفتنة والقتال.

7. الاعتقاد الجازم: أن ما حصل بينهم في أمر الفتنة والقتال: اجتهاد منهم -رضي الله عنهم- فالمصيب له أجران، والمخطئ له أجر واحد.

8. الاعتقاد الجازم: أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خير الأمم بعد الأنبياء.

9. الاعتقاد الجازم: أن أعمالهم الصالحة مضاعفة الأجر، وذلك لصحبتهم ونصرتهم للرسول صلى الله عليه وسلم.

10. الإيمان بأن الصحابة نقلوا الدين، وبلغوا البلاغ المبين، لا كما تقوله الرافضة.

11. أن نعرف حق الله في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نحبهم لقرابتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن نؤدي حقوقهم كاملة غير منقوصة، ((وأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من جملة آل البيت)).

12. الاعتقاد الجازم: بأن لهم من الفضائل والمناقب ما يوجب مغفرة ما صدر من الواحد منهم: إن ثبت ذلك عنهم.

13. الاعتقاد الجازم: أنهم ماتوا على الإيمان والدين، وهناك قاعدة، وهي (كل من أثنى الله عليه في القرآن، فإنه سيموت على الخير).

14. الصحابة عدول أثبات ثقات، لا يبحث عن عدالتهم، ولا يحتاج إلى توثيقهم.

15. وجوب سلامة قلوبنا من حمل الغل أو الحقد على أحد منهم.

وختاماً: نذكر أبياتا جميلة رائعة وسمتها ب:(النظم الواضح في بيان معتقد السلف الصالح)، أقول فيها:

ونحب أصحاب الرسول جميعهم من غير إفراط ولا نقصانِ
ونحب آل البيت حقاً واجباً بل من كمال عقيدة الإيمانِ
لا تفعلن كفعل عباد الهوى أو تفعلن كشيعة الشيطانِ
إن الخلافة بعد موت المصطفى بالنص للصديق في الرجحانِ
وبعده الفاروق صار خليفةً وبعقدنا لهما عظيم الشانِ
من بعدهم عثمان بالشورى فرا.. بعهم علي يا أخا الإيمانِ
والقدح فسق في خلافة هؤلا كالقدح في ترتيبهم بوزانِ
من سبهم أو قال كفار همُ فبه أحق الوصف بالكفرانِ
والصمت حق عن خلاف قد جرى بين الصحاب وهم به نوعانِ
فالمخطئون لهم ثواب واحد أما المصيب ثوابه أجرانِ
ولهم فضائل جمة قد دونت تقضي على الزلات والعصيانِ
بل كل من أثنى عليه مليكنا بالمدح أو بالذم في القرآنِ
فلأنه سيموت وفق ثنائه كصحابةالمعصوم والشيطانِ


وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله
28-06-2018, 03:10 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:


إن فضيلة الصحبة و لو للحظة، لا يوازيها عملٌ، ولا تنال درجتها بشيء، فالفضائل لا تؤخذ بالقياس.
وللصحابة رضوان الله عليهم فضائل عديدة ثبتت بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، نذكر طرفا منها: طاعة لله بحبهم بذكر فضائلهم، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: أن يجعلنا ممن قال فيهم:
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}. [الحشر].

أولاً: فضائلهم عموماً من القرآن الكريم:
قال تعالى في شأن غزوة حنين:{ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ}. [التوبة/26].

وقال تعالى:{ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}. [الحديد/10].

وقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. [الأنفال/64].
في هذه الآية الكريمة: أثنى الله تعالى على جميع المؤمنين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يكفونه في جميع أموره، أو أنهم يكفونه الحرب بينه وبين أعدائه من الكفار والمشركين، وفي ذلك: تنويه بفضلهم وبيان لعظم شرفهم.
انظر:( روح المعاني: 10/30) .

وقال تعالى:{ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[التوبة/88-89 ].
في هاتين الآيتان الكريمتين: أثنى الله تعالى بهما على جميع المؤمنين الذين آمنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فجعل لهم الخيرات، وهي: منافع الدارين، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وفي ذلك من الفضل ما فيه.
انظر:( تفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود: 4 / 91).

وقال تعالى:{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.(الفتح: 29).
في هذه الآية الكريمة: أثنى الله تعالى على جميع المؤمنين الذين آمنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الله وعدهم بأن لهم مغفرة وأجراً عظيماً.
انظر:(تفسير ابن كثير: 4/203- 205).

وقال تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }.[البقرة/143].
في هذه الآية: خطاب إلى جميع الأمة المحمدية إلى أنها من خيار الأمم يوم القيامة، وأنها ستكون شهيدة على الناس، وأولوية الدخول في هذا الخطاب إنما هو: لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل بقية الأمة الإسلامية، إذ هم: أول من وجه إليهم هذا الخطاب، إذ هم الموجودون حين نزولها.
انظر أقول أهل العلم في تفسير هذه الآية من مثل:( تفسير الطبري: 2/ 6 - 8 )، و:( تفسر القرطبي:2/ 153 - 154 )، و:( تفسير ابن كثير: 1 / 78).

وقال تعالى:{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }.[آل عمران/ 110].
في هذه الآية: يبين الله تعالى أنه جعل أمة محمد خير أمة، والصحابة رضي الله عنهم هم: أولى وأفضل من دخل في هذا الخطاب، وحاز قصب السبق في هذه الخيرية بلا نزاع، لأنهم أول من خوطب بهذه الآية الكريمة.
انظر أقوال أهل العلم في تفسير هذه الآية مثل قول الزجاج في:( معاني القرآن: 1 / 467)، والخطيب البغدادي في:(الكفاية: ص 94)، والسفاريني في:(لوامع الأنوار البهية: 2/ 377).

وقال تعالى:{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[التوبة/100].
هذه الآية: اشتملت على أبلغ الثناء من الله تعالى على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، حيث أخبر تعالى أنه رضي عنهم.

وقال تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }.[النور/55].
الوعد بالاستخلاف في هذه الآية عام يدخل تحته كل من تولى وظيفة من وظائف المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن بشرط أن تتوفر الصفتان المذكورتان في الآية وهما: الإيمان والعمل الصالح، فيندرج تحت هذا العموم جميع الصحابة والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم الذين تحققت فيهم صفة الإيمان والعمل الصالح.
انظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حول تفسير هذه الآية في:( منهاج السنة: 1 / 157).

وقال تعالى:{ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}.[النمل/59].
قال الطبري رحمه الله:" .. الذين اجتباهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فجعلهم أصحابه ووزراءه".
انظر:( جامع البيان: 20 / 2)، وانظر حول تفسير هذه الآية:(تفسير ابن كثير: 5 / 245)، و:( منهاج السنة لابن تيمية: 1 / 156)، و:( لوامع الأنوار البهية للسفاريني: 2 / 384).

يتبع إن شاء الله.

  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله
02-07-2018, 01:00 PM
ثانياً: فضائلهم عموماً من السنة النبوية.

1- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ". مسلم ( 2/ 1967) والبخاري (2/292 ).
ففي هذا الحديث: بيان لفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نهى عن سبهم، ووصفهم بالصحبة، وأضافها إلى نفسه تنويهاً لفضلهم وبيان لشرف منزلتهم. انظر:( الفتح: 7/34 ).

2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يأتي عن الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقولون: فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون لهم: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون نعم فيفتح لهم". البخاري (2/287) ومسلم (4/1962).
فلله ما أعظم هذا التكريم الذي حظي به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ما كان ولم يكن لأحد سواهم بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا الحديث: إثبات لفضل الصحابة رضي الله عنهم، وذلك لما لهم من حسن قصد، وسلامة نية، وصدق في نشر الدعوة الإسلامية، وكل ذلك كرامة لهم وبياناً لفضلهم، وكذلك فيه إثبات الفضيلة لمن صاحبهم أو صاحب من صاحبهم.

3- عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم..". الحديث. البخاري ( 2/ 287-288 ) ومسلم (4/1964).
في هذا الحديث: إثبات الخيرية للصحابة رضي الله عنهم الذين هم قرن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم مقدمون على التابعين وأتباع التابعين، وفضيلتهم في ذلك ظاهرة. انظر: الفتح (7/6 ).

4- عن أبي بردة عن أبيه رضي الله عنه قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء، قال فجلسنا، فخرج علينا فقال:" مازلتم ههنا ؟، قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب، ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال:" أحسنتم أو أصبتم"، قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء، فقال: " النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون". مسلم ( 4 / 1961 ).
في هذا الحديث: بيان لفضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أنهم أمان للأمة من ظهور البدع والحوادث في الدين، والفتن واختلاف القلوب ونحو ذلك، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه من ذلك. انظر:(شرح النووي على مسلم:16/83) .

5- قال صلى الله عليه وسلم:" مثل أمتي مثل المطر، لا يدري أوله خير أم آخره". حديث حسن له طرق يرتقي بها إلى الصحة. انظر: سنن الترمذي ( 4 / 229 ) والمسند ( 3 / 143 ).

والحاصل:
أن الأحاديث الواردة في فضلهم كثيرة وشهيرة، بل ومتواترة، وقد اقتصرنا على ذكر بعضها هنا وللمزيد راجع كتاب:( فضائل الصحابة للإمام أحمد) بتحقيق وصي الله عباس. وغيرها من كتب الفضائل.

قال شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر بعض الأحاديث المتقدم ذكرها:" وهذه الأحاديث مستفيضة، بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم، وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون، والقدح فيهم قدح في القرآن والسنة".(مجموع الفتاوى: 4 / 430).

وقد خاب من خالف كلام الله تعالى وقضاء رسوله صلى الله في أن الصحابة رضي الله عنهم هم:" صفوة الأمة المحمدية وساداتها على الإطلاق".

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله
06-07-2018, 04:49 PM
ثالثاً: ثناء العلماء على الصحابة - رضوان الله عليهم -
لقد كثر الثناء في كلام السلف الصالح على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بما امتازوا به من الصفات الطيبة والسيرة الحسنة والأخلاق المشرقة والأعمال الصالحة التي جعلتهم أهلاً لأن يكونوا أصحاباً ووزراء لخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك:

1- قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
" إن الله نظر إلى قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً، فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً، فهو عند الله سيء".(المسند:1 /379).

2- قول الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
" من كان مستناً، فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة: أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا على الهدى المستقيم، والله رب الكعبة".(الحلية:1/305 - 306)، و:(منهاج السنة:1/166).
3- قال حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
" إن الله جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه: خص نبيه محمداً بصحابة آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم الله في كتابه، فقال:{ رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً}. قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين حتى تهذبت طرقه، وقويت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياء، وكانوا لعباد الله نصحاء، رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها".(مروج الذهب:3/75).

4- وقال علي رضي الله عنه كما رواه أبو نعيم في:( الحلية: 1/76) بإسناده إلى أبي أراكة قال: صلى علي الغداة، ثم لبث في مجلسه حتى ارتفعت الشمس قيد رمح كأن عليه كآبة، ثم قال:
" لقد رأيت أثراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم، والله إن كانوا ليصبحون شعثاً غبراً صفراً بين أعينهم مثل ركب المعزي قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم، إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح، فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم، والله لكأن القوم باتوا غافلين".

5- وقال علي رضي الله عنه أيضاً:
" أولئك مصابيح الهدى: يكشف الله بهم كل فتنة مظلمة، سيدخلهم الله في رحمة منه، ليس أولئك بالمذاييع - أي الذين يشيعون الفاحشة ويذيعونها – البذر، ولا الجفاة المرائين".(الحلية:1/77)، و:(البداية والنهاية:8/7).

6- وروى مسلم في:( صحيحه: 3/1461) بإسناده إلى الحسن بن عائذ بن عمرو، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل على عبيد الله بن زياد، فقال: أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن شر الرعاء الحطمة"، فإياك أن تكون منهم، فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة - أي من قشور أو حثالة - أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فقال:" وهل كانت لهم نخالة، إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم".

وقول عائذ بن عمرو رضي الله عنه هنا، إنما هو من جزل الكلام وفصيحه وصدقه الذي ينقاد له كل مسلم، فإن الصحابة رضي الله عنهم كلهم: صفوة الناس، وسادات الأمة، وأفضل ممن بعدهم، وكلهم عدول قدوة لا نخالة فيهم، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم، وفيمن بعدهم كانت النخالة. انظر: (شرح مسلم: 12/ 216).

7- ذكر السيوطي في:( الدر المنثور: 4/ 272) عن أبي صخر حميد بن زياد قال: قلت لمحمد بن كعب القرظي: أخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أريد الفتن؟، قال:
" إن الله قد غفر لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم، قلت له: وفي أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟، قال: ألا تقرأ:{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، أوجب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطاً لم يشترطه فيهم، قلت: وما اشترط عليهم؟، قال: اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان، يقول: يقتدون بهم في أعمالهم الحسنة، ولا يقتدون بهم في غير ذلك"، قال أبو صخر: لكأني لم أقرأها قبل ذلك، وما عرفت تفسيرها حتى قرأها عليّ محمد بن كعب.

8- روى أبو نعيم بإسناده إلى الحسن البصري: أن بعض القوم قال له أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكى وقال:
" ظهرت منهم علامات الخير، والسيماء والسمت، والهدي والصدق، وخشونة ملابسهم بالاقتصاد، وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق، وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى، واستفادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم، ظمئت هواجرهم، ونحلت أجسامهم، واستخفوا بسخط المخلوقين في رضى الخالق، ولم يفرطوا في غضب، ولم يحيفوا ولم يجاوزوا حكم الله تعالى في القرآن، شغلوا الألسن بالذكر، بذلوا دماءهم حين استنصرهم، وبذلوا أموالهم حين استقرضهم، ولم يمنعهم خوفهم من المخلوقين، حسنت أخلاقهم، وهانت مؤنتهم، وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم".(الحلية: 2/ 150).

9- روى الإمام أحمد بإسناده إلى قتادة بن دعامة السدوسي أنه قال:
" أحق من صدقتهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه".(المسند: 3/ 134).

وذكر ابن كثير في:( البداية: 8 /13) عن أيوب السختياني أنه قال:
" ومن قال الحسنى في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد برئ من النفاق".
إلى غيرها من الأقوال الكثيرة التي تبين فضل الصحابة عموماً لما قدموه من الأعمال الصالحة، وبما لهم من شرف الصحبة. انظر على سبيل المثال: جامع بيان العلم:( 2/ 36 ) وطبقات ابن سعد:( 2/ 342 - 343 )، والحلية:( 1 / 84 - 85 ).

وكما جاء الثناء على الصحابة عموماً من التابعين، كذلك أثنى عليهم غيرهم من أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم ممن جاء بعدهم من أئمة العلم والهدى، وقد أكثرت من الإحالة إلى هذه الكتب، ليعلم مدى حرص العلماء في الثناء على الصحابة ومدى معرفتهم لأقدارهم ومكانتهم، ولمزيد بيان ذلك راجع: العقيدة الطحاوية مع شرحها:(ص 528، 531- 532)، و: شرح السنة للبغوي( 1 / 229)، ومناقب الشافعي للبيهقي ( 1 / 442 - 443)، وأعلام الموقعين (1 / 79، 80، 82 )، وطبقات الحنابلة (1 / 30)، و السنة للإمام أحمد(ص 17)، وجامع بيان العلم وفضله(2/ 227)، ومقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم(1/ 7 -8)، ورسالة أبي زيد القيرواني مع شرحها في تقريب المعاني( ص 22- 23 )، وعقيدة السلف أصحاب الحديث الرسالة السادسة للصابوني ضمن مجموعة الرسائل المنيرية (1/129)، و العقيدة الواسطية مع شرحها لمحمد خليل هراس( ص 142- 151)، والرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة300 - 301)، ولوامع الأنوار البهية(2/ 379 - 380)، ودراسات تاريخية في رجال الحديث ( ص 32 ) إلى غيرها من الكتب.

والذي نخلص إليه من تلكم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكلام السلف الذي تقدم في بيان فضل الصحابة على وجه العموم:
أنه يجب على كل مسلم أن ينقاد لما دل على إثبات فضلهم رضي الله عنهم، ويسلم لهم بذلك، ويعتقد اعتقاداً جازماً أنهم خير القرون، وأفضل الأمة بعد النبيين، ومن لم يسلم لهم بذلك أو يشك فيه، فليتدارك نفسه ويتب إلى الله، لأن مقتضى ذلك: تكذيب خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن كذب الله ورسوله، فلا حظ له في الإسلام.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 08:16 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى