سفه إعلامي في خير الشهور
03-06-2018, 05:33 PM
سفه إعلامي في خير الشهور!!؟
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

لقد تميز شهر رمضان لهذه السنة:(1439 هـ/2018 م) على المستوى الإعلامي ب:" تهافت بعض القنوات على بث برامج ساقطة تافهة لجلب أكبر عدد من المشاهدين!!؟، بل إن بعضها: يروج للانحلال الأخلاقي جاهلين أو متجاهلين: وعيد ذي القوة المتين لأمثالهم في القرآن المبين، فقال، وهو: أصدق القائلين":
[إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(19)].(النور).
وليت الوقاحة والسفه الإعلامي توقفا عند هذا الحد من الانحلال والابتذال،
فقد فاقت جرأة ووقاحة قنوات أخرى: وقاحة وجرأة القنوات السالفة الذكر، فإذا كانت الأولى: مروجة للانحلال الأخلاقي، وهو دون شك معدود من كبائر الذنوب، فإن هذه القنوات قد تطاولت على بعض شعائر الدين مستهزئة بها وبالمتمسكين بها: غافلة أو متغافلة عن مآل فعلها الذي يتجاوز كبائر الذنوب!!؟، ومصداق ذلك: ما ذكره الحق العظيم في القرآن الكريم:
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)].(التوبة).

إن الواجب الشرعي يحتم على كل من شارك في تلك الموبقات من قريب أو بعيد:( منتجا كان أو مخرجا أو ممثلا أو ناقلا أو مروجا): أن يتوب إلى الله توبة نصوحا قبل أن يداهمهم:( الموت: هادم اللذات ومفرق الجماعات!!؟)، فليبادروا وليسارعوا قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، خاصة وأن شهر رمضان لا تزال فيه بقية من أيام مباركة، فالبدار البدار.

وأما من أصر وكابر وعاند، فليعلم بأن:" الموت أقرب إليه من شراك نعله!!؟"، وليستعد للمساءلة بين يدي العزيز الجبار الواحد القهار:
[وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)].(الصافات).
سيسأل هؤلاء الجاحدون المعاندون المكابرون عن أعمالهم المخزية المشينة في يوم: لن تنفعهم فيه شهرتهم ولا أموالهم ولا معجبوهم ولا صفحاتهم الشخصية، فكل ذلك لن يغني عنهم من الله شيئا!!؟:
[وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47)].(الزمر).
[وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33)].(الجاثية).

وأما فيما يخص المشاهدين، فليحرص كل واحد منهم: أن يصون صومه مما يخدشه، فلا يضيع في الليل كل ما جناه نهارا من صيام، وليلا من قيام، فيشبه بذلك تلك التي نقضت غزلها، وليتدبر قول الخبير العليم في القرآن الكريم:
[إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا].(النحل).

وليعلم كل مشاهد بأن:( عينه وسمعه وبصره) من أعظم نعم الله عليه:
[وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)].(النحل).
فلا ينبغي للعاقل: أن يصرف نعم ربه عليه في معصيته، وليتذكر بأن خالقه سائله عن تلك النعم فيما صرفها!!؟:
[إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)].(الإسراء).

ختاما:
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: أن يرينا الحق حقا، ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.