زعيم حركة طالبان الملا عمر يدعم المفاوضات مع الحكومة الأفغانية
18-07-2015, 02:49 AM
عبر زعيم طالبان الملا محمد عمر الأربعاء، وفي أول رسالة له منذ بدء هذا الحوار في باكستان الأسبوع الماضي عن دعمه لمحادثات السلام التي تجري بين الحركة والحكومة الأفغانية، واصفا إياها بأنها "شرعية". وترعى الصين والولايات المتحدة هذا الحوار.
وكانت عواصم الدول الكبرى والأمم المتحدة رحبت بهذا الاتصال الأول المباشر الأسبوع الماضي بين وفد من طالبان والحكومة الأفغانية بهدف فتح الطريق لمحادثات سلام بهدف إحلال الاستقرار في بلد يشهد منذ سنين حركة تمرد إسلامي.
ونشر رد فعل الملا عمر على الموقع الرسمي لحركة طالبان، ولم يذكر زعيم الحركة بشكل واضح هذه الدورة التمهيدية، لكنه عبر عن موافقته على إجراء محادثات لإحلال السلام في البلاد.
وقال الزعيم الغامض للحركة الذي يلقبه أعضاء طالبان "بأمير المؤمنين" إنه "بموازاة الجهاد المسلح، تشكل الجهود السياسية والطرق السلمية (...) مبدأ إسلاميا شرعيا".
وتابع في هذا النص الطويل الذي نشر بمناسبة عيد الفطر الذي يصادف نهاية الأسبوع الجاري "عندما نتمعن بمبادئنا الدينية ندرك أن اللقاءات وحتى الاتصالات السلمية مع الأعداء ليست محظورة".
ومن المقرر إجراء المحادثات المقبلة بعد عيد الفطر. لكن رئيس السلطة التنفيذية في أفغانستان عبد الله عبد الله قال إنه لا يعرف متى ولا أين ستنظم.
ويؤكد خبراء أن الملا عمر يعيش في مكان سري في باكستان المجاورة حيث لم يظهر يوما. وتتحدث شائعات من حين لآخر عن وفاته.
توتر بين حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية
وقد دفع غياب الملا عمر وصمته واحتمال إلقاء السلاح بعد فترة، بعض مقاتلي طالبان إلى مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات ناشطوه منتشرين بقوة في شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان.
وفي الأسابيع الماضية، جرت معارك طاحنة بين الفصيلين فيما قتل كوادر في تنظيم الدولة الإسلامية بينهم زعيم فرعه في باكستان وأفغانستان حافظ سعيد خان، وناشط منذ البداية يدعى شهيد الله شهيد بضربات لطائرات بدون طيار في هذه المنطقة.
ومطلع الأسبوع الحالي، نشر تنظيم الدولة الاسلامية "فتوى" تدعو كل المقاتلين في المنطقة إلى إعلان ولائهم لزعيم التنظيم ابو بكر البغدادي.
وفي هذه "الفتوى" التي نشرت في النشرة الدعائية للتنظيم، يتهم "الدولة الاسلامية" الملا محمد عمر بأنه قائد "قومي" يريد السيطرة على أفغانستان ويرفض إقامة دولة "خلافة" عالمية الهدف الأخير للتنظيم.
وتشير "الفتوى" أيضا إلى أن الملا عمر لا يمكنه قيادة أي "خلافة" لأنه ليس "قرشيا" مثل أبو بكر البغدادي الذي يدعي أنه كذلك.
وتعقد حالات الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية مهمة الملا عمر الذي يواجه إنهاك القادة بعد عقد من الحرب وشكوك آخرين في جدوى تقارب مع كابول بإشراف الصين والولايات المتحدة القوتين العظميين اللتين باتتا تسعيان معا إلى إحلال الاستقرار في أفغانستان.
وكان عدد من القادة الميدانيين لطالبان يتساءلون علنا الأسبوع الماضي عن شرعية المقاتلين الذين حضروا هذه الجولة المباشرة الأولى من المفاوضات، مما يطرح تساؤلات كبيرة عن وحدة الحركة المتمردة.
والدليل الإضافي على صعوبة وضع خط واضح هو أن الملا عمر أكد في رسالته أن "المكتب السياسي" هو السلطة الوحيدة المخولة دون أن يسمي الكوادر المكلفين هذه المفاوضات.
على الأرض، ما زال مقاتلو طالبان بعيدين عن وقف القتال. فقد ضاعفوا في الأشهر الأخيرة الهجمات وما زالوا يطالبون برحيل جنود حلف شمال الأطلسي البالغ عددهم 12 ألفا و500 ولم تعد مهمتهم سوى تقديم النصح والتأهيل للجيش الأفغاني.
وفي هذا السياق، اتسمت الأيام الأخيرة من رمضان بالعنف. فمساء الأحد أدى هجوم انتحاري بالقرب من قاعدة للحلف الأطلسي في خوست إلى سقوط 33 قتيلا.
فرانس 24/ أ ف ب