تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
علمدار
زائر
  • المشاركات : n/a
علمدار
زائر
من حمًار .. إلى .. حاكم الأندلس !!
14-07-2015, 04:53 PM


قصة أعجب من خيال سمعتها وقرأتها ..
والتاريخ مليء بالعجائب ..
أترككم لتقرأوها لندرك جميعاً أنه في هذه الحياة ليس بشيء مستحيل
وأنه سبحانه قادر على كل شيء ..
فتفائلوا بالخير تجدوه ..



محمد بن أبي عامر الملقب ( الحاجب المنصور )

الرجل الذي ملك بلاد الاندلس .. الرجل الذي أدب النصارى وتوغل في بلادهم
.. هل تعلم كيف وصل لهذه المنزلة .. حدد أهدافه .. ثم بدأ يفكر في كيفية
تحقيق هدفه ..إليك قصّته :

كان يعمل حمّاراً .. نعم حماراً يحمل الناس والبضائع في السوق .. وكان له
رفيقين يعيشان معه ويعملان معه بنفس المهنة .. وفي يوم من الأيام وعند
رجوعهم من يوم عملٍ شاقّ .. جلس يتسامر مع صديقية وقال لهما إذا اصبحت
حاكم الاندلس ماهي امنية كل منكما التي يرغب أن أحققها له .. ضحكا وقال
الأول اريدك ان تعطيني قصرا منيفاً وجواري حسان وكذا من المال ... أما
الآخر فقال له إذا اصبحت حاكماً على الاندلس اتمنى ان تأمر بي فأحمل على
حمار ووجهي الى قفى الحمار وان يدار بي في انحاء المدينة وان يقال نصاب
كذاب لايباع ولا يشترى منه .. ضحكوا .. ومرت بعدها الايام .. ففكر وعرف
انه لو استمر على مهنته هذه لن يصل الى هدفه .. تركها وانضم جندياً في
الجيش الاسلامي .. مرت الايام وبفضل جده وإخلاصه وذكائه بدأ نجمه يبرز الى
أن أصبح صاحب الشرطة" رئيس الشرطه " .. كان هذا من اعلى المناصب .. حيث
كانت المناصب مرتبة من حيث المرتبه الاعلى : الخليفه يأتي بعده الوزير
يأتي بعده قائد الجند.. يأتي بعده صاحب الشرطة .. يعني هو الرجل الثالث في
الدولة .. مات الخليفة الناصر وكان ابنه مازال صغيراً فخاف بنو أمية إن هم
جعلو عليه وصياً منهم أن يستأثر بالحكم ويقتله .. فقرروا ان يرشحوا مجلس
وصاية من خارج بنو أمية " الأسرة الحاكمة " فجعلو المجلس يتكون من الوزير
ورئيس الجند وصاحب الشرطة .. فقام الحاجب المنصور وتزوج من ابنة رئيس
الجند حتى يكسبه في صفه .. ثم مالبث ان اتهم الوزير بتبديد اموال الدولة
وسجنه وقضى على كل اقاربه واعوانه وصادر املاكه ... فأعلن أحد بني اميه
نفسه خليفة للمسلمين وخلع ابن الناصر .. فما كان من الحاجب المنصور الا ان
قتل الخليفة الجديد واعلن انا الخليفة مازال ابن الناصر .. وقام بتغيير كل
الحرس الخاص بالأمير الى جند من الشرطة بحجة تواطئ الحرس ضد الامير .. ثم
قام المسيحيين بالإستيلاء على مدن اسلاميه في اطراف الاندلس .. ولم يتحرك
قائد الجند خوفاً من ان يستأثر الحاجب المنصور بالحكم .. فما كان من
الحاجب المنصور الا ان جمع القوات واسنرد المدن المسلوبة وتوغل في ارض
الفرنجة وطارد فلول جيشهم واستولى على الغنائم .. وفي طريق عودته بدأ يوزع
الغنائم على المسلمين .. فزادت شعبيته .. وزاد اعجاب المسلمين به ..
وبعدها حاول عمه قائد الجند اغتياله وكان ذلك في احدى القلاع المحتشدة
بالموالين لقائد الجند واجتمع الجنود عليه لقتله فدافع قليلاً ثم انتهز
الفرصة وقفز من فوق القلعة الى خارجها وكسرت ساقه ومن حسن حظه وجد حصاناً
مربوطاً بالقرب منه وقفز اليه وعاد الى جنوده ومواليه وهجم على عمه وقتله
وشتت جنده بأن وزعهم على انحاء البلاد .. لم يبقى له منازع فهو الحاكم
الفعلي الآن .. ثم قام بمنع دخول احد على الامير الصغير الا بإذنه بحجة
حمايته .. ثم مالبث ان منع خروج الامير من قصره الا بإذنه .. وكانت عاصمة
الخلافه هي الزهراء .. فبنى مدينة بجوارها اسماها الزاهرة ونقل لها كل
دواوين الحكم .. وبهذا تمكن من عزل الخليفة بالتدريج .. حتى أعلن نفسه
حاكماً مطلقاً للأندلس .. وفي حكمه رجعت لدولة المسلمين هناك هيبتها .

بعد ما استقرّ له الحكم ارسل في طلب صديقيه .. فوجدوهم مازالو حمارين
ويسكنون في نفس المسكن .. فلما حضروا وكان لديه وجهاء الدولة قال لهما
اتذكروني .. قالو نعم ولكن خشينا ان تكون قد نسيتنا .. فقال اتذكرون ما
حدثتكم به .. قالوا نعم .. قال فاحكوا القصة .. فحكوها فقال للأول ماذا
تمنيت علي وقتها .. فقال طلبت قصرا منيفا .. فقال اعطوه القصر الفلاني ..
قال وماذا بعد فقال وجواري حسان فقال اعطوه الجواري .. وقضى له طلبه وزاده
مالاً فوق الذي طلب ... فقال للآخر وانت ماذا تمنيت .. فأطرق وقال ايام
وانقضت .. فأصر عليه .. فقال طلبت ان احمل على حمار ووجهي الى دبر الحمار
ويقال كذاب محتال لايباع ولا يشترى منه .. فقال للجند افعلوا به كذلك ..

فلما ولوا جاء الوزير إلى المنصور وقال له كأنك قسوت على هذا بقدر ما أكرمت صاحبه !!
فقال نعم ليعلم أن الله على كل شيء قدير ولكي يعمل لما خلق


يتبع ...
  • ملف العضو
  • معلومات
علمدار
زائر
  • المشاركات : n/a
علمدار
زائر
رد: من حمًار .. إلى .. حاكم الأندلس !!
14-07-2015, 04:55 PM




أن التاريخ هو من يتحدث عنه وليس أنا فحين مات القائد الحاجب المنصور فرحت بخبر موته كل أوربا وبلاد الفرنج حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب على قبره خيمة كبيره وفيها سرير من الذهب فوق قبر الحاجب المنصور ونام عليه ومعه زوجته متكئه يملاهم نشوه موت قائد الجيوش الاسلاميه في الأندلس وهو تحت التراب وقال الفونسو أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب !! وجلست على قبر اكبر قادتهم

فقال احد الموجودين والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه

وقالت صدق المتحدث أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !! والله ان هذا ليزيده شرف حتى بموته لا نستطيع هزيمته والتاريخ يسجل انتصار له وهو ميت قبحا بما صنعنا وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك
تمثال الحاجب المنصور أبي عامر فى أسبانيا



تمثال الحاكم منصور


الحاجب المنصور ولد سنه 326 هجري بجنوب الأندلس دخل متطوع في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أمير الأندلس وقائد الجيوش خاض بالجيوش الاسلاميه 54 معركة انتصر فيها جميعا ولم تسقط ولم تهزم له راية وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط

اكبر انتصاراته غزوه ‘ ليون ‘ حيث تجمعت القوات الاوربيه مع جيوش ليون فقتل معظم قادة هذه الدول وأسر جيوشهم وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة الطاغية كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل ارض يفتحها ويرفع الأذان فيها ويجمع الغبار في قارورة أوصى أن تدفن القارورة معه لتكون شاهده له عند الله يوم يعرض للحساب

كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثره ما قتل من أسيادهم وقادتهم لقد حاربهم 30 سنه مستمرة قتالا شديدا لا يستريح ابد ولا يدعهم يرتاحون كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواد آخر للحرب وكانت اوربا كلها ترتعد منه خوفا وفرقا كبارهم قبل صغارهم حتى كان الأبوين إذا ارادا تخويف الطفل من الخروج ليلا خوفوه بالحاجب المنصور ليذهب الطفل الى فراشه وينام
فأى رجل كان !! رحمه الله ..

كان الحاجب المنصور يدعوا الله أن يموت مجاهدا وقد مات كما يتمنى إذ وافته المنية وهو في مسيره لغزو حدود فرنسا حيث كان عمره حين مات 60 سنه قضى منها 30 سنه في الجهاد والفتوحات
ذهب المنصور إلى لقاء ربه وسيبقى اسمه خالدا مع أسماء الإبطال في تاريخ المسلمين وكان في نيته فتح مدن فرنسا الجنوبية من خلال اختراق ( جبال البيرينيه )

فهل عرفتم لماذا أقام الفونسو قائد االفرنج خيمة على قبره الآن !!!!!!!!
لقد استشهد وفي جيبه قارورة تحمل غبار معارك وفتوحات المسلمين استشهد وجسده يحمل جروح المعارك التي خاضها لتشهد عند الله فقد كان كل همه لقاء ربه ومعه مايشفع له بدخول الجنه



وصل بجيوشه في الأندلس
الى أماكن لم يفتحها المسلمون من قبل من أيام طارق بن زياد وموسى بن نصير , وبلغت الأندلس فى عهده من العزة والمجد والتمكين الى درجة لم يبلغها حاكم قبله ولا بعده !! ويكفى أن تعلم أن المنصور بن أبى عامر قاد جيوش المسلمين الى النصر والفتح فى زهاء 54 غزوة ومعركة , فلم يهزم فى واحدة منها قط !!

قال عنه الفتح بن خاقان فى كتابه ( إنه تمرّس ببلاد الشرك أعظم تمرّس ومحا من طواغيتها كل تعجرف وتغطرس وغادرهم صرعى البقاع وتركهم أذل من وتدٍ بقاع ووالى على بلادهم الوقائع وسدّد الى أكبادهم سهام الفجائع وأغصّ بالحِمام أرواحهم ونغّص تلك الآلام بكورهم وروَاحهم )

حتى أنه من كثرة قوى الجيش النظامية عنده أصدر مرسوما عام 388هـ بإعفاء الناس من إجبارهم على الغزو اكتفاء بعدد الجيش المرابط وقرأ الخطباء على الناس ذلك المرسوم وفيه ( بأن من تطوع خيراً فهو خير , ومن خف اليه فمبرور ومأجور ومن تثاقل فمعذور ) فسُرّ لذلك الناس سرورا بالغاً .

وكانت له سُنّة وطريقة غريبة فى غزواته وهى أن يحمل النصارى بأنفسهم الغنائم الى قرطبة إمعانا فى ذلهم وتدميرا لكيدهم وكانت جميع الممالك النصرانية فى الشمال تدفع للمسلمين الجزية عن يدٍ وهم صاغرون …

دمّر المنصور بن أبى عامر جميع الممالك النصرانية المتواجدة فى شمال الأندلس تدميرا بالغاً كانت غزواته فى الممالك النصرانية كالصاعقة والعاصفة المدمرة التى لا تبقى ولا تذر , فكم من قلوع وحصون للنصارى سواها بالتراب , وكم من ملوك وقواد للنصارى هلكوا على يد المنصور بن أبى عامر !!

قال عنه ابن حيان ( وكان متسماً بصحه باطنه , واعترافه بذنبه , وخوفه من ربه , وكثرة جهاده , واذا ذُكّر بالله ذكر , واذا خُوّف من عقابه ازدجر … )

وقال عنه ابن خلدون ( أرخص للجند فى العطاء وأعلى مراتب العلماء وقمع أهل البدع , وكان ذا عقل ورأى وشجاعة وبصر بالحروب ودين متين .. )

قال ابن سماك العاملى عن هيبة الحاجب المنصور ( انتهت هيبة المنصور بن أبى عامر وضبطه للجند واستخدام ذكور الرجال وقوّام الملك الى غاية لم يؤتها ملكٌ قبله !! فكانت مواقفهم فى الميدان على احتفاله مثلا فى الزماته والإطراق , حتى أن الخيل لتتمثل إطراق فرسانها فلا تكثر الصهيل والحمحمة …. !!!! )

ومن مواقف الحاجب المنصور الشهيرة انه سيّر جيشا جرارا مرعبا تهتز الأرض من تحته لإنقاذ ثلاث نساء مسلمات كانو اسيرات في سجون دولة نصرانية فلما علم ملك تلك الدولة النصرانية أن الحاجب المنصور سير جيشه ارسل له النسوة الثلاث وهو يعتذر منه أنه لايعلم انهن كن أسيرات في سجونه وأرسل له خطاب يعتذر منه ويتاسف ويعده ان لايتكرر ذلك



ومن أهم مناقب المنصور
هو عمله على إذلال الممالك النصرانية فى الشمال والعمل على تأديبهم المستمر حتى لا يفكروا إلا فى طلب ود وجوار المسلمين ومن أجل ذلك أرسل ملك قشتالة “شانجة” ابنته جارية عند المنصور فى قرطبة لينال رضاه !!

وعندما جاء الى قرطبة بعد هزيمته مع المسلمين وأثناء مروره بين صفوف العسكر والجند وأهل الخدمة انخلع قلبه من الرهبة والهيبة حتى ارتعدت فرائصه ودخل مجلس المنصور فما إن وقعت عينه على المنصور بن أبى عامر حتى هوى على الأرض من فرط هيبيته وقبّل قدم المنصور ويده !!!

أى هيبة وعزة كانت في هذا الرجل

كان كلما غزا المنصور غزوة أخذو جنوده الرايات فيثبتونها على الأماكن العالية ثم يأخذونها حين يرحلون وفى أحد الغزوات نسى أحد الجنود راية على أعلى التبة بين الحصون والقلاع بعدما فر أهلها وهرب جنود النصارى بين الشعاب والجبال ورحل المسلمين ونسوا تلك الراية , فظل النصارى يرمقون تلك الراية فى رعب شديد وهم يظنون أن المسلمين مازالوا هناك , وظلوا على ذلك زمن حتى علموا برجوع المسلمين منذ زمن !! نعم هكذا كانت العزة .. راية واحدة منسية أرعبت جنود النصارى وعاشوا من أجلها فى ذعر ورعب وهلع !!
وكان المنصور بن أبى عامر كثير السهر جدا حتى أن أحد خدمه اسمه ” شعلة ” قال له فى ليلة : قد أفرط مولانا فى السهر وبدنه يحتاج الى أكثر من هذا النوم وهو أعلم بما يحركه عدم النوم من علّة العصب فقال المنصور : يا شعلة الملك لا ينام اذا نامت الرعية ولو استوفيت نومى لما كان فى دور هذا البلد العظيم عين نائمة ..

هكذا كان حرصه على دولة المسلمين واهتمامه بشؤونها !!

ومآثر المنصور لا تحصى ومناقبه وأخباره كثيرة ومن اراد الزيادة فليبحث عن سيرته العطره التي الهمت كثيرا من شباب الأمة

حكم المنصور بن أبى عامر الأندلس زهاء 27 سنة , وغزا أكثر من 54 غزة لم يهزم فى واحدة قط !! كانت كلها عز للإسلام والمسلمين حتى قال عنه ابن الخطيب فى كتابه اعمال الاعلام ( وعلى الجملة فكان نسيج وحده فى صقعه وقلّ أن يسمع بمثله فى غيره … )

أمر أن يدفن رحمه الله غبار المعارك التي جاهد فيها حتى تشهد له أمام الله بجهاده وأمر أن يكفن بتلك الأكفات التى كان يحملها معه دائما فى المعارك وهى أكفان صنعت من غزل بناته واشتريت من خالص ماله الموروث

  • ملف العضو
  • معلومات
علمدار
زائر
  • المشاركات : n/a
علمدار
زائر
رد: من حمًار .. إلى .. حاكم الأندلس !!
14-07-2015, 05:13 PM

ماذا فعل الحاكم منصور للاسيرات المسلمات



(المنصور ابن أبي عامر يغيث)

جاء في سيرة حروب الحاجب المنصور ابن أبي عامر حاكم الأندلس أنه سَيَّر جيشًا كاملاً لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كنَّ أسيرات لدى مملكة نافار (أقصى الجنوب الفرنسي وشمال أسبانيا النصرانية).

ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألاََّ يأسروا أحدًا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، غير أنه قد حدث أمرٌ استفز المنصور وجيَّش من أجله الأندلس بكاملها، فتأمل ما يقوله ابن عذارى المراكشي عن هذا الأمر في كلمات بديعة وعبارات أنيقة، أجمل ما تقرأه من حال أمة عزيزة كريمة:


"ومن أوضح الأمور هنالك، وأفصح الأخبار في ذلك، أن أحد رسله (رسل المنصور) كان كثير الانتياب، لذلك الجناب، فسار في بعض مسيراته إلى غرسية (ت 390هـ / 1000م) صاحب البشكنس (ممكلة نبره أو نافار النصرانية) فوالى في إكرامه، وتناهى في برِّه واحترامه، فطالت مدَّته فلا متنزَّه إلا مرَّ عليه متفرِّجا، ولا منزل إلا سار عليه معرِّجا، فحلَّ في ذلك، أكثر الكنائس هنالك، فبينا هو يجول في ساحتها، ويجيل العين في مساحتها، إذ عرضت له امرأة قديمة الأسر، قويمة على طول الكسر، فكلمته، وعرَّفته بنفسها وأعلمته، وقالت له: أيرضى المنصور أن ينسى بتنعمه بوسها، ويتمتَّع بلبوس العافية وقد نضت لبوسها، وزعمت أن لها عدة سنين بتلك الكنيسة محبسة، وبكل ذل وصغار ملبسة، وناشدته الله في إنهاء قصتها، وإبراء غصَّتها، واستحلفته بأغلظ الأيمان، وأخذت عليه في ذلك أوكد مواثيق الرحمن. فلمَّا وصل إلى المنصور عرَّفه بما يجب تعريفه به وإعلامه، وهو مصغٍ إليه حتى تم كلامه، فلما فرغ قال له المنصور: هل وقفت هناك على أمر أنكرته، أم لم تقف على غير ما ذكرته؟ فأعلمه بقصة المرأة وما خرجت عنه إليه، وبالمواثيق التي أخذت عليه. فعتبه ولامه، على أن لم يبدأ بها كلامه، ثم أخذ للجهاد من فوره، وعرض من من الأجناد في نجده وغوره، وأصبح غازيًا على سرجه، مباهيًا مروان يوم مرجه، حتى وافى ابن شانجة في جمعه، فأخذت مهابته ببصره وسمعه، فبادر بالكتاب إليه يتعرف ما الجليَّة، ويحلف له بأعظم أليَّة، أنه ما جنى ذنبًا، ولا جفا عن مضجع الطاعة جنبًا، فعنف أرساله، وقال لهم -أي المنصور: كان قد عاقدني أن لا يبقى ببلاده مأسورةٌ ولا مأسور، ولو حملته في حواصلها النسور، وقد بلغني بعد بقاء فلانة المسلمة في تلك الكنيسة، ووالله لا أنتهي عن أرضه حتى أكتسحها. فأرسل إليه المرأة في اثنتين معها، وأقسم أنه ما أبصرهنَّ ولا سمع بهنَّ، وأعلمه أن الكنيسة التي أشار بعلمها، قد بالغ في هدمها، تحقيقًا لقوله، وتضرع إليه في الأخذ في بطوله، فاستحيا منه، وصرف الجيش عنه، وأوصل المرأة إلى نفسه، وألحف توحشها بأنسه، وغيَّر من حالها، وعاد بسواكب نعماه على جدبها وإمحالها، وحملها إلى قومها، وكحلها بما كان شرد من نومها". فهل رأت أمة من الكرامة والعزة مثل ما كان من أمر الحاجب المنصور ابن أبي عامر(366هـ - 392هـ)، المجاهد الذي لا يهزم، غزا في حياته أربعًا وخمسين غزوة، لم يُهزم أبدًا في واحدة منها.


(6)
فمن الآن لأعراض المسلمين!!

ذلكم كان التاريخ المجيد فماذا عن صورتنا الآن !! إنها صور مؤلمة تتقطع القلوب منها حسرات، وتدمع العيون منها دماء، عندما نرى ونسمع صور لنداءات المسلمات العزل، تنتهك أعراضهن وتنجس حرماتهن ولا تجد قلب يتفطر ولا عين تدمع، فيا لحسرة القلب على نداءات هناك وهناك وهناك وهناك في فلسطين وفي افغانستان وبورما والعراق وسوريا و..!!، ولا تجد لها مجيب!!

"يا أمتي، أي خير في رجالك إن كانوا لا يستطيعون الحفاظ على طهر أخواتهن من قذارة ذلك النجس! آهات في صدري لا أدري كيف أخرجها، كيف أصوغها، كيف أترجمها .. فهي أكبر من أن أحوِّلها إلى حروف!".


أمـتــي كـــــــم غصــة داميــــة *** خنقت نجوى عــلاك في فمـي
اسمعي نوح الحزانى واطـــربي *** وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعــي القـــــادة فـــي أهوائها *** تتفانـى فـــي خسيــس المغنــم
رب وا مــعتصمـــــاه انطلقــــت *** مـلء أفــــواه البنـــات اليتــم
لامســـــت أسماعهـــــم لكنهــــا *** لـم تـلامس نخـوة المعتصــــم



احذري يا أمتي، فـ: "كُلُّ أُمَّةٍ وُضِعَتِ الْغَيْرَةُ فِي رِجَالِهَا، وُضِعَتِ الصِّيَانَةُ فِي نِسَائِهَا".


  • ملف العضو
  • معلومات
علمدار
زائر
  • المشاركات : n/a
علمدار
زائر
رد: من حمًار .. إلى .. حاكم الأندلس !!
14-07-2015, 05:28 PM
اقتباس:
وكان المنصور بن أبى عامر كثير السهر جدا حتى أن أحد خدمه اسمه ” شعلة ” قال له فى ليلة : قد أفرط مولانا فى السهر وبدنه يحتاج الى أكثر من هذا النوم وهو أعلم بما يحركه عدم النوم من علّة العصب فقال المنصور : يا شعلة الملك لا ينام اذا نامت الرعية ولو استوفيت نومى لما كان فى دور هذا البلد العظيم عين نائمة ..
هكذا هم الحكام الصالحون
يسهرون الليالي من اجل هموم الامة الاسلامية واحزانها













مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:03 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى