بذور الفناء في نقض كتاب جذور البلاء لشمس الدين 1
14-10-2020, 08:12 PM
بذور الوباء في نقد كتاب جذور البلاء وبيان طريقة شمس الدين الجهلاء 1:
لقد سمعت منذ مدة يسيرة بصدور كتاب جذور البلاء (إن صحت التسمية لأنه في الحقيقة عبارة عن نقول شتى في مجمله)لجامعه الشيخ شمس الدين الجزائري ،فهالتني تلك الزوبعة الإعلامية التي أثارها الكتاب ودفعني حب الإستطلاع إلى البحث عن الكتاب حتى ألفيته في إحدى المواقع الإلكترونية ،لكن بعد اطلاعي على مضمون الكتاب ومنهجية أصبت بخيبة أمل كبيرة وحسرة عظيمة بسبب المستوى الخلقي والتعصب المذهبي الذي انحدر إليه صاحبه تجاه مذهب أصيل من مذاهب أهل السنة والجماعة أو مذهب السلف وأهل الحديث (على اختلاف تسمياته) وإن حاول الجاني الباس جل تهمه لشيخ الإسلام ابن تيمية و فرقة الوهابية بعدهم ،لكنه رغم ذلك لم يخجل من نفسه وهو يطعن في علماء أعلام وحفاظ محدثين من عصر تابعي تابعين كالإمام الدارمي وابن خزيمة وحماد بن سلمة وغيرهم كثير ....
وسننشر بإذن الله حلقات في نقد هذا الكتاب المزعوم ونقض دعاويه الباطلة بالحجج العقلية والنقلية وبنقول من أهل العلم من القرون الثلاثة المفضلة ومن بعدهم مدعمة بأقوال لكبار فقهاء المذهب المالكي في عصوره الذهبية كالإمام ابن عبد البر القرطبي والإمام ابن زيد القيرواني وابن رشد الجد وابن أبي زمنين وغيرهم بل عرجنا حتى على أقوال الإمام ابن باديس وبعض علماء الجمعية التي يتمسح عليها الرجل أحيانا كذبا وزورا ليتبوء من مطيتها مكانةوهيبة لا يستحقها .
وسوف لن يفوتنا نقل شهدات كثيرة لأئمة أعلام حول مكانة ابن تيمية وتبرأته من تهمة التجسيم و الكفر وغيرها من الأسهم المسمومة التي رمي بها ونسجل كذلك اقرارات بذلك حتى من بعض خصومه وأعدائه بل حتى الشيخ البوطي رحمه الله الذي عرف بمعاداته للسلفية أقر بأن ابن تيمية عالم لايقل مكانة على أئيمة المذاهب المتبوعة بل راح يبرؤه من شبهة التجسيم المكذوبة.
كما سنعرض لمنهجية الكتاب القائمة على التلفيق بين النقول المتناقضة والأقوال المجملة لأصحابها وأهملت تفصيلاتها لترى أخي القارئ كيف اجتثها الرجل - بدافع من العصبية والحقد والهوى- من ثنايا كتب أصحابها دون حمل للمطلق على المقيد و تخصيص للعام بمخصصه فراح يحمل كلامهم الحقيقي على المجاز والعكس حتى يستميل الحمقى والغفل من المسلمين ،لكن الله كشف سوأته و فضح سريرته فظهرت دسيسته وحقده الدفين على أئمة المسلمين فطرد شر طردة من قناة النهار بعد أن تزمت بقول مشهور عند مالك في ز من السلم دون أدنى اعتبار لفقهاء لجنة الفتوى الذين اجتهدوا في البحث في النازلة على ضوء المصلحة والضرورة العامتين المقررتين في زمن الجائحة والفتنة وغيرها ،وربما لم يطلع الأحمق على جواز تسبيق أو تقديم اخرج الزكاة (المفروضة) حتى أوصل بعض المالكية ذلك إلى الستة أشهر قبل حولان الحول،فما يصدق على الفرض يصدق على السنة من باب أولى ولو كانت سنة واجبة كما هو مقرر عند أهل العلم.
ويكفيك ما يزهدك في هذا السفر المنتحل أن عنوانه مسروق مما يدل دلالة واضحة على فقر صاحبه العلمي وجهله العمي وعنوان الكتاب الأصلي هو للأستاذ عبد الله التل رحمه الذي ألفه لكشف حقيقة اليهود ،وعلى ذكر اليهود فالرجل راح ينسب عقيدة أهل السنة في اثبات صفات الله الواردة في النصوص إلى عقيدة اليهود والعياذ بالله وهنا يتجاوز الأحمق كل الخطوط الحمراء ليستعيض بالجنون ليبرر دعواه الباطلة التي لم يسبقه إليها إلا بعض الحمقى والمتعصبين.(يتبع...)