بذور الفناء في نقض كتاب جذور البلاء لشمس الدين4
26-10-2020, 07:09 PM
:
لقد جاء في الأثر أن لحوم العلماء مسمومة ومن تسلط عليهم بالثلب ابتلاه الله بموت القلب) نسأل الله العافية .
لقد دأب العلماء من العصور المفضلة على نقد بعضهم ورد كلام غيرهم اذا اعتقدوا انه مخالف للكتاب والسنة نووصل الامر الى تجريح بعضهم لبعض بسبب مسائل اعتقدوا ان الحق فيها إلى جانبهم ،كما نال بعض الأقران من بعضهم البعض مثلما هو وقع للإمام مالك مع أبن اسحاق السبيعي أو قتادة مع يحي بن أبي كثير أو جرير مع الأعمش وغيرهم كثير.
ولكن علماء الجرح والتعديل ترفعوا على هذه الحساسيات والخلافات الشخصية ان صح القول وقرروا قاعدة (كلام الأقران يطوى ولا يروى) وفي هذا النوع من الخلاف أو الكلام بين الأقران صنف بعض العلماء رسالة صفي الدين الهندي الأرموي لإبن تيمية ، هذه الرسالة التي تبجح بها أحد جذور البلاء في مقدمته ص 12ليشفي غليله من شيخ الإسلام ابن تيمية ،لكن الرجل كعادته ليس أمينا في نقله من الكتب ويحاول دوما اجتثاث العبارات المجملة من كلام أًصحابها حتى تشهد زورا على ادعاءاته في غفلة من أهلها .
قلت لقد نقل هذا الرجل في ص 12 من مقدمته رسالة الأرموي لإبن تيمية نقلا عن كتاب فتاوى البرزلي ولكنه توقف عندها ولم يذكر انصاف العلامة البرزلي لخصمه ابن تيمية والآن أنقل لك يا أخي القارئ كلام البرزلي الذي حذفه المفتي أو توقف دونه لأنه في الثناء على ابن تيمية ورفض الإطاحة به قال البرزلي (لا خفاء أن من نظر كلام الرجل -أي ابن تيمية-فيما نسب إليه من تواليف يقتضي نفي أكثر ما نسب إليه من هذه المسائل).
ثم ينتقد بأدب قول ابن تيمية بالجهة (غير أنه من القائلين بالجهة ،وله في اثباتها جزء،وهو من الحنابلة وعلى مذهب عامة المحدثين،وسماهم أبو المعالي- يقصد الجويني-بالحشوية لكنهم يقولون من غير تكييف ولا شك أن أه تحامل على بعض المتأخرين من الصوفية وأبطل مذاهبهم منهم من هو مشهور بما نسب إليه مثل ابن سبعين وابن عربي-يقصد القول بوحدة الوجود-وبعض تواليف الغزالي وابي الحسن الشاذلي مع اقراره له بالفضل والعلم والدين ونحو ذلك,وهو-اي ابن تيمية-مادح لعامة السلف متشيع لهم ماض على الاقتداء بهم وله حفظ كثير واطلاع على الكتب غاية اطلاع فساعد قلمه لسانه والله يعلم المصلح من المفسد)
انظر يا اخي وتمعن في كلام هذا العلامة الذي ذهب صاحبنا ليستجير به ضد محي السنة فجاء رد الرجل على عكس نيته تماما بل انكر اكثر ما ينسب لابن تيمية من الطوام التي يراد الصاقها به زورا وبهتانا ،ولم يكتف البرزلي بهذا بل أٌر بأن الرجل متبع لأثار السلف وله اطلاع واسع وحفظ كثير لمسائل العلم وعند حديثه عن تهمة الحشوية نسبها للجويني حتى لا يقال أنه هو من صرح بها ثم بين أن سبب الحنق على شيخ الإسلام هو محاربته للصوفية المنحرفة من أصحاب القول بوحدة الوجود كابن سبعين وابن الفارض وابن العربي وغيرهم أي أن المعركة هي قديمة وسابقة عن ابن تيمية وتتعلق بالحرب بين السنة والبدعة وما ابن تيمية إلا أحد صورها مثلما وقع للعلامة ابن باديس مع الطرقية المنحرفة أيام الإستعمار الفرنسي.