انتظروا الأسوأ بسبب طوابير الزلابية وقلب اللوز والألبسة
02-05-2020, 07:00 PM



حصد الأسبوع الأول من شهر رمضان، أكبر حصيلة لعدد ضحايا فيروس كورونا، حيث فاقوا الألف حالة منذ بداية الشهر وإلى غاية اليوم السابع منه. ويرى كثير من المتابعين للشأن الصحي في الجزائر، من أطباء ومجتمع مدني، أن هذه النتائج هي من تداعيات طوابير السميد والتهافت على الأسواق الشعبية قبيل حلول شهر رمضان في إطار التحضيرات المعتادة لدى الجزائريين، متوقعين الأسوأ خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب طوابير الزلابية والقلبلوز وكذا طوابير محلات بيع ألبسة العيد التي عرفت تزاحما وتجمعات غفيرة لمواطنين خافوا الحجر الصحي ولم يحترموا مسافات الأمان الموصى بها.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر حملات افتراضية لتحسيس المواطنين بأهمية البقاء في البيت وعدم الخروج دون أسباب ضرورية، محذرين من عواقب تلك التصرفات غير المسؤولة التي تعرضهم وتعرض ذويهم إلى مخاطر لا تحمد عقباها وتجعل المؤسسات الصحية والمستشفيات في حالة ضغط وارتباك تتجاوز إمكانياتهم الحالية. وقال رئيس جمعية مرضى السكري فيصل أوحدة إن الخطر قادم إذا لم تسارع إلى احتواء الوضع على وجه السرعة والأرقام الحالية لا تبشر بالخير خاصة مع تسجيل 199حالة جديدة في يوم واحد.
من جهته، أفاد بأن ما يقوم بعض المواطنين من سلوكات سلبية تضرهم وتضر غيرهم خاصة ما تقدم عليه بعض العائلات لاقتناء ملابس العيد. وأي ذلك حذرت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك من التمادي في الاستهتار بالإجراءات الوقائية والاكتظاظ في المساحات التجارية ومحلات الألبسة، موضحة أن طوابير الزلابية والقلبلوز ستحدث الكارثة في الأيام القليلة المقبلة بعد انقضاء فترة حضانة الفيروس.
وأفاد الدكتور بقاط بركاني، عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي وباء كورونا بأننا أمام أعلى المستويات الخاصة بالحالات الجديدة، فالحالات تتكاثر ولا تتضاعف كما قال. وانتقد بقاط الاستهتار والتهاون المطبق من قبل المواطنين الذين لا يحترمون مسافات الأمان ولا يرتدون الكمامات أثناء تواجدهم في تجمعات. وبحسب المختص فإن الأرقام التي نسجلها يوميا هي حصيلة الأسبوعين اللذين سبقا شهر رمضان وما تخلله ذلك من تهافت على الأسواق الشعبية، في انتظار الأرقام الأخرى المتعلقة بشهر رمضان.
وفسّر المتحدث الارتفاع المسجل، خلال أول أسبوع، من رمضان الكريم باحتمالين الأوّل مرتبط بتكثيف حملات التشخيص عن الفيروس والتي ازدادت بشكل ملحوظ هذه الأيام وكلما كانت الحالات المشخصة كبيرة كلما كانت الحالات المكتشفة أكبر، والاحتمال الثاني المرتبط بالإقبال الكبير للمواطنين على مختلف المحلات والمساحات التجارية بعد تمديد الحجر الصحي بعديد الولايات ما سهل من انتقال المواطنين الذين لم يستوعبوا أهمية الإجراء وأطلقوا العنان لأنفسهم في تنقلات مبررة وغير مبررة وهو ما قد يعرضنا إلى أخطار أكبر في غياب الحماية.
ولفت بقاط الانتباه إلى مؤشر مهم جدا بنظر المختصين والمتعلق بتراجع عدد الوفيات التي تعد ضئيلة جدا رغم أن كل نفس بشرية هي خسارة كبيرة إلا أنّها لم تعد تتجاوز 6-7 حالات يوميا، إلى جانب هذا تراجع عدد الحالات في العناية المركزة التي لا تتجاوز 27 حالة، واستطرد، قائلا “لقد سيطرنا على خطورة الوباء، أما الحالات المقبلة فلا أحد يستطيع الجزم بارتفاعها أو تراجعها لأن المسؤولية اليوم عند المواطنين الذين يستوجب عليهم إدراك المغزى الحقيقي من الحجر الصحي للتخلص من تنقل الفيروس”.
وقال عضو اللجنة العلمية بقاط بركاني إنّ الباب مفتوح على كل الاحتمالات ربما قد تستقر الأوضاع العامة وربما قد نزداد خطورة.”