تازبنت عمق من حضارة
20-01-2021, 12:06 PM
تازبنت تبسة العاشقة التي كانت لها مع التاريخ حكايات كألف ليلة وليلة, بجمالها الأصيل المنتشي بعطر الأزمنة الغابرة العذراء, بترابها المرصع بالندى, صاحبة الشموخ الذهبي المتجذر في أعماق الحضارة تقع على ارتفاع 1100متر على مستوى سطح البحر, تعانق قمم جبال المستيري و العنبة والدكان ومرتفعات جبال الكراث لتنبسط باتجاه بئر مقدم الذي عشقت مياهه أميرات الدلال والصبايا الحالمات بعظمة الأحرار والماء الأبيض المقدس بالجهاد, تازبنت اليد العليا من قمتها تنبسط المروءة لتعانق تبسة سهل الكرم ومنطلق الفرسان نحو الشهادة الذي كان يدعى ذات يوم سهل الذهب ومرتع الغزلان, تازبنت الأخت التوأم لمشنتل النابض قلبيهما بقوة العروس التي لم تتزوج بحيرة الأرنب قديسة الثوار وملجأهم وقت الشدائد.
تازبنت التي تكلم باسمها التاريخ أنها منبت المعالم التاريخية المنسية وأحجارها الناطقة وخطوط حضارتها الزراعية الضاربة في القدم من عهد النوميد التي أكتشفت سنة 1946 من طرف مصالح مهندسو الخرائط وتأكد فيما بعد أن هذه الخطوط نتاج لسياسة ماسينيسا الزراعية, تعيش اليوم النزوح والهجران والتهميش بعدما كانت محمية التاريخ ولم يبقى فيها إلا من يعرف قيمتها من أولاد سعد وماتفرع عنهم من البطنون كأولاد سليمان واولاد مسعود والفتاتنة واولاد أحمد بن عيسى والصوالحية اللذين يتمركزون في الشرق والجنوب الشرقى حيث يفصلهم وادي الحمال عن أولاد الشامخ وفي الغرب اولاد عون الله والطكاكة في الشمال والشمال الغربي.
بلخيري محمد الناصر