لا يتوهم كثيراُ هؤلاء أصحاب الألسن والأقـــلام !!
13-10-2019, 07:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم









لا يتوهم كثيراُ هؤلاء أصحاب الألسن والأقـــلام !!

حين يقول قائل أو يكتب كاتب يظن أنه بذلك المقال يحدث الكبيرة التي تزلزل الأرض .. وقد يرقص في أعماقه طرباُ لأنه بذل تلك المقولة .. كما قد يحس بنوع من النشوة الكاذبة .. وتلك علل تغري أصحاب الألسن والأقلام بتلك الأحاسيس الكاذبة .. والحقيقة أن هؤلاء يجهلون أو يتجاهلون أن للآخرين عقولاُ توازن الأمور.. ولا تأخذ كل الكلام والحروف بعلاتها .. ولذلك فإن معظم تلك الثرثرة والحروف تدخل في خانة : ( مجرد كلام يقال وبس !!! ) .. والناس في الحياة بأفكارها ووجهات نظرها الخاصة التي لا تقبل التلاعب والمساس .. كما أن لديها تلك الفراسة والمهارة التي تكشف النوايا .. وهي الناس في كل المجتمعات التي لها الحق كل الحق في تقبل أو رفض ما يقال أو يكتب .. ومع الأسف الشديد فإن باحات الأقلام والألسن هي من أكثر الباحات التي تعج بغثاء الكلام .. وهي باحات تمثل الفوضى التي تعرض فيها الأشكال والألوان من تلك السلع البائرة !!. حيث يجتهد فيها كل وارد وشارد ليدلي بالحروف والكلمات دون أن تكون هي المطلوبة والجاذبة .. وهي تلك الحروف والكلمات التي تدخل من أذن لتخرج بالأخرى دون أثراُ يبقى في الذاكرة .. فكم وكم من تلك الحروف والكلمات التي يبذلها هؤلاء وهؤلاء لمجرد الثرثرة والاستهلاك ثم ترحل مع أدراج الرياح !.. وهي كلمات وحروف قد تعجب أصحابها ولا تجد ذلك الإعجاب والاهتمام من الناس .. وليس كل من يبذل الحروف والكلمات هو ذلك الصادق في المقال .. فقد يكون مجرد ثرثار يشتكي من الفراغ .. وكم من قائل يردد القول والناس تقول : ( يا ليته صمت وسكت !!) .. وكم كاتب يبذل الحروف والناس تقول : ( يا ليته توقف وأمسك !! ) .

يقولون ويقولون .. ثم يكتبون ويكتبون .. فذاك شاتم يشتم وهو يظن أنه يملك المفعول !؟.. وهو في حقيقة أمره قد يكون أقل شأناُ من ذلك المشتوم .. وذاك ناقد ينتقد وهو يجهل أنه مجهول الهوية والمقام لدى المقصود !.. وذاك يصول ويجول ليجرح المشاعر وهو في حقيقة الأمر نكرة !!.. وفي المحصلة يقال في الأمثال : ( أن الأقزام لا تستطيع أن تحدث الآثار في جبين العمالقة ! ) !!.. فالمقامات هي المقامات ولا تنال بالألسن والأقلام .. والأوزان هي الأوزان لا تنقصها كثرة المساس بالكلام !.. ولو كانت تلك الألسن تملك الآثار وتعطل الهمم لما سلمت منها رسالات الرسل والأنبياء !.. وفي نهاية المطاف فتلك الحروف والكلمات مهما يجتهد أصحابها بالتلميع والإثارة فهي تدخل في خانة ( مجرد كلام يقال وبس !! ) .. ولا تملك القيمة والأثر في النفوس .. بل هي بالعكس تشين أصحابها بنعوت الإسراف والإسهاب في الفارغة .. وهؤلاء أصحاب تلك الألسن والأقلام في أغلب الأحيان تطيش سهامهم ولا تصيب أهدافها !.. والعيوب في ذلك لا تتمثل في أصحاب المرامي بقدر ما هي تتمثل في هؤلاء الرماة أصحاب الثرثرة الذين لا يجيدون غير الكلام .

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد