لهذا السبب مارادونا الأفضل في تاريخ كرة القدم
27-11-2020, 05:12 PM



حقق العديد من نجوم الكرة نجاحا باهرا بمساعدة زملاء موهوبين في فرقهم، لكن مارادونا كان استثناء، وصنع المجد من لا شيء، وهو ما يجعله يستحق أن يكون الأفضل في تاريخ كرة القدم.
يقول الكاتب بوبي غوش في مقال له بموقع “ذا برنت” الهندي، إن عشاق كرة القدم في هذه الأيام محظوظون للغاية، لأنهم يستطيعون أن يشاهدوا باستمرار مهارات لاعبيهم المفضلين، وفي مقدمتهم النجمان ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، وأن يحاججوا من خلال عدد كبير من مقاطع الفيديو على اليوتيوب حول اللاعب الأفضل، لكن ذلك لم يكن متاحا لعشاق الأسطورة دييغو مارادونا، الذي رحل عن عالمنا يوم أمس.
عندما كان دييغو في أوج تألقه وتربع على عرش الكرة العالمية، لم تتمكن معظم الجماهير حول العالم من مشاهدة لمحاته العبقرية على الملعب إلا كل 4 سنوات، عندما كان يشارك مع منتخب الأرجنتين في نهائيات كأس العالم.
ويؤكد الكاتب أن إرث مارادونا لم يبق منه سوى عدد قليل من مقاطع الفيديو، التي توثّق أجمل لحظات مشواره، وفي مقدمتها ذلك الهدف الأسطوري الذي سجله في مرمى إنجلترا بملعب أزتيكا في المكسيك يوم 22 جوان 1986.
ورغم أن تلك المقاطع -كما يقول الكاتب- تظهر الموهبة الفذة، التي كان يتمتع بها مارادونا، إلا أنها لا تشكل بسبب قلتها دليلا كافيا للجزم بأنه كان الأفضل على الإطلاق.
وما يجعل الحكم أكثر صعوبة، وفقا للكاتب، أن هناك من يرشح لاعبين سبقوا مارادونا، مثل المجري بوشكاش والإسباني الأرجنتيني دي ستيفانو، والبرازيلي بيلي، والألماني بيكنباور، والهولندي كرويف، للقب اللاعب الأفضل في التاريخ، رغم اختلاف قوانين الكرة في تلك المرحلة، وتنوع مراكز هؤلاء اللاعبين.
رغم كل ذلك، يرى الكاتب أن مارادونا كان أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ، والسبب أنه لعب خلال مسيرته في فرق لا تضم لاعبين من الطراز الرفيع، ومع ذلك حقق نجاحا منقطع النظير، وصعد سلم المجد بأدوات متواضعة.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك، كما يقول الكاتب، مشوار دييغو مع نادي نابولي، الذي أحرز معه مارادونا عدة بطولات بدون أن يكون في صفوفه نجوم بارزون عدا مارادونا.وعندما وقّع النجم الأرجنتيني مع نابولي عام 1984، لم يكن نادي الجنوب الإيطالي قد فاز بالدوري من قبل.غير أن الحلم بدأ يكبر شيئا فشيئا مع “الفتى الذهبي” الساحر والقائد واللاعب الفذ، الذي صعد بالفريق إلى منصات التتويج.
أما في المنتخب، فإن الأمور كانت أفضل قليلا، وفقا للكاتب، حيث لعب إلى جانب مارادونا بعض اللاعبين المميزين، وقد تمكن الفريق من الفوز بكأس العالم 1986، وبلغ النهائي في نسخة 1990.ويضيف الكاتب أن نجوم كرة القدم الحاليين يحظون بدعم كبير خارج الملعب لمواجهة الضغوط، إذ تعمل معهم طواقم علاقات عامة وأخصائيون نفسيون، وهو ما لم يُتح لمارادونا، لكنه قدم رغم ذلك أفضل ما لديه في الأندية والمنتخب، وفي النهاية “دمّرته أعباء عبقريته الفريدة”.