مجرد رأي
01-05-2008, 02:48 PM
أحيانا تمر علينا أوقات صعبة نظن بأنها أحلك أيام أعمارنا وندعو الله بأن تكون هذه أصعب الأيام في حياتنا الدنيوية طبعاً، وكثيراً نرى أناساً نحسب بأنهم يفهمونا كلامنا وبأنهم يؤمنون بأنفسهم وبكفاءاتهم ولكنهم يختلفون عنا فإن كانوا رجالاً فنقول لهم ليس كل ذكر رجل وإن كن نسوة فنقول لهن ليست كل أنثى امرأة ،حتى الأولاد ذكوراً والبنات إناثاً ولا نحسبهم من الرجال والنساء وهناك الكثير طبعاً فهناك المجانين والسفهاء والحمقى والأغبياء... ، وهناك من لا يعلم ولا يعلم بأنه لا يعلم ...، الفرق بين الذكر والرجل أو بين الأنثى والمرأة هو فرق سهل ويعلمه الكل كما يجهله الجميع ، هو العلم كيف ذاك متى تعلمنا أو علمنا شيء ولم يستعمل في حياتنا اليومية فذاك فرق أي الفرق بين الرجل والذكر هو تطبيق ما يعلم على نفسه في الخير والمرأة كذلك ، فإذا علمنا بأن رسول الحق محمد صلى الله عليه وسلم يقول : خيركم ،خيركم لأهله . ويقول : من أدخل السرور على أنثى كمن بكي لله خشية ، ولا يطبق هذا الحديث على الأهل والزوجة والأخت والأم فنحن إذا لا ننتمي إلى الكائن البشري أصلا فنحن كائنات حية تعيش كما يعيش القمل في جلد الكلب، وإن كنا نعلم بأن وحدة قياس الناس هي الأخلاق الباقية وليست الأشياء الفانية وندير وجهنا عنهم ، بذلك فنحن هنا أشد قبحاً وأعظم ذنباً من الأولى .
هناك أوقات عصيبة تمر على الإنسان يود أن يموت ولا تعود تلك الأوقات ، وتسحبه غريزته إلى الانتقام وعذره في ذلك الجزاء من جنس العمل ، فإن ظلمه إنسان أراد أن يظلم آخرين وإن أخذ منه مال أراد أن يسرق ليعيد ماله ، وإن أحرج أمام الناس تمنى لو أن محرجه مكانه ...، ومن هذا العفن تكون الحقد والحسد وهذا هو الهوى أو إتباع الهوى الذي نهى عنه الدين الإгلامي السمح ، ولو عدنا إلى حقيقة هذا الدين فنجد أن عدد آيات العبادة في القرآن الكريم لا تمثل سوى 1 من جزء من 61 آية أي تقريباً 1 بمائة من آيات القرآن تحكي على العبادات والباقي وما أكثره يحكي على الأخلاق أي التعاملات مع الناس وخاصة مع الأهل والزوجة الحبيبة ، أذكر كل هذا علي أصل إلى مفهوم يعرفه الكل ويجهله الجميع بأن الأخلاق هي أساس الحياة السعيدة إن تكلمنا عن السعادة ،فالسعادة هي بالنسبة للمريض الشفاء وبالنسبة للفقير الغنى وبالنسبة للغني الهناء ووو...،أما السعادة بالنسبة للزوجين فهي الترابط العاطفي الموصول مادام هناك قلب يخفق بحب الله .
للشيطان مداخل لا يعلمها إلا الله فإن لم يستطع الشيطان الدخول من باب التكبر أو من باب الشهوة أو من باب ارتكاب المحرمات فإنه يلجئ إلا طرق خبيثة وأول باب يطرقه الشيطان هو التشكيك في قدرات العبد وشخصيته ربما يعتبر هذا من غير ممكن أو غير وارد ولكنه موجود حقاً ،فإن استطاع هذا المجرم أن يشكك في قدرات العبد على اتخاذ القرارات فإنه ينتزع منه شيء لا يقدر بأي ثمن ولا يمكن أن يعالج أبداً فشارب الخمر أو الزاني مثلاً لم يأتي الشيطان له في أول يوم من ارتكابه المعصية وقال له أشرب أو ازني بلا ، فقد جاء قبلها وأحبط له كل معنوياته وصور له صورة عن نفسه بأنه إنسان غير قادر على العيش أو بأنه لا حظ له في الدنيا أو بأن الناس كلهم يفعلون وهو لا يفعل ويرى الذين يفعلون ناجحون في نظره وحاشا لله أن يكونوا كذلك فإن الله يمهل ولا يهمل وبأن الله خلق هذه الشهوات لأناس مثله ...إلخ ، وبعدها أي بعدما يقضي عليه وعلى شخصيته وقدراته يصبح هذا الإنسان سهل المراس أي سهل القيادة فيشرب ويزني ويقتل ويفعل ما لا يتقبله العقل ولا الدين .
القدر إن تكلمنا عن القضاء والقدر فإنهما أمران تكلم عنهما الدين والرسول الحبيب ولكن متى يسمى القضاء قضاء والقدر قدرا ، القضاء هو أمر من الله كقوله: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، أي أمر ربنا والقضاء نوعان قضاء لا نتحكم فيه وهو الأجل يعني مدة الحياة والرزق وهذا لا يعني بالضرورة بأنه على الإنسان الفقير أن يجلس ويقول هذا قضاء الله لأنه أصلا لا يعرف ماذا يكون غداً فمن قال بأن الله قد كتب عليه الفقر وهو لا يعلم الغيب إلا الله ،وقضاء يمكن التحكم فيه وهذا عن طريق الدعاء فقد أخبرنا الحبيب وعلمنا بأن الدعاء قد يغير أو يسرع في القضاء ، أما القدر فكثيرا منا يجهله ونحسبه شيء لا يقهر أو بمعنى آخر شيء قد جبرنا عليه ، القدر هو المقدار الذي كتب لنا في حياتنا من هو تقدير الله تعالى الأشياء في القِدَم ، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة ، وكتابته سبحانه لذلك ، ومشيئته له ، ووقوعها على حسب ما قدرها ، وخَلْقُه لها . وأن القدر سر الله في خلقه فما بينه لنا علمناه وآمنا به وما غاب عنا سلمنا به وآمنا ، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وإفهامنا الضعيفة بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده ، ومنه كيف لنا أن نعرف أو أن نحكم بأن هذا قدر أو اختيار أو بعبارة أخرى مشيئة العبد لذلك الشيء ،ومن لوازم صحة الإيمان بالقدر أن تؤمن : - بأن للعبد مشيئة واختياراً بها تتحقق أفعاله كما قال تعالى : لمن شاء منكم أن يستقيم .وقال : لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.، وأن مشيئة العبد وقدرته غير خارجة عن قدرة الله ومشيئته فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادراً على التمييز والاختيار كما قال تعالى : وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين . فهناك منا من لا يختار أصلاً ولا يميز ويقول هذا قدر الله ، وهناك فرق بين المشيئة والمحبة فالله عزوجل خلق الشهوات والمعاصي وهو لا يحبها أي شاء لها أن تكون ، لذلك فإذا أردنا التكلم عن شيء حدث أو قد يحدث فعلينا أن نفكر مليا قبل أن نقول بأنه قدر الله .
الحب : كل شيء مخلوق أو كل هذا الوجود من سماوات وأرض وملائكة وجن وإنس ووو..،وجدوا عن حب حتى الأفلاك التي تسيير في ملكوت الله تسيير بالحب قال تعالى لأرض والسماوات :إإتيا طوعا أو كرها ، قالتا بل جئنا طائعين. والطاعة هي الحب فمتى طاع الحبيب حبيبه فإنه قد أحبه حقاً ، كثيراً منا يخجل من كلمة الحب لأنها تعبر عن الشهوة والخلوة والعذاب وقيس وليلى ،لكن أصل الحب هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأل من أحب الناس إليك فقال : عائشة. ذكرها باسمها وأمام الصحابة أي أمام الرجال وهم حقاً رجال ،الحب هو حقيقة لا يستشعرها إلا من أحب قلبه مع روحه وكيف تحب الروح ،الروح ليس بشيء ولا بمادة قال تعالى :قل الروح من أمر ربي. ولكن إذا أحب أحد أحداً فإنه يحبه حتى ولم يكن يراه أو أمامه كحبنا للحبيب محمد ، ولله إن شاء الله . فحب الأجساد هو فان وزائل وحب الأرواح باق ودائم لأن الأرواح لا تبلى ولا تموت ،وإذا علم الإنسان بأنه خليفة الله في الأرض كان عليه أن يحب خلفاء الله أيضاً وما أجمله حب زوج لزوجته وما أجمله حب أب لأولاده وأم لأولادها فهم خلائف الله أيضاً، حب الرجل للمرأة نقول الرجل للمرأة وليس الذكر للأنثى حبهما ناتج عن حب قد سبقهما وهو حب أرواحهما والأرواح خالية من الغش والحسد والنفاق فهناك حب صافي أو لنقول منبع الحب ،ليس الحب كلاما فقط فهناك أشياء لا تكتب بأي لغة وهناك أمور لا يمكن شرحها لأنه ببساطة أمر يجهله العشاق ، وليس العشق حباً ولا الغرام حباً فالحب هو الحب.

الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس، الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره. الخوف غمّ يلحق بالنفس لتوقع مكروه . الخوف الخوف الخوف ، يقال الكثير عن الخوف ولا يقال عن الأسباب المؤدية للخوف إن كان الخوف من الله فهو حقا الخوف ، وإن كان الخوف من دنيا أو من فقر أو من مرض أو من تعاسة أو من كبر أو من ...، فهذا طبع الإنسان خلقنا هكذا نخاف من أن نكبر ونهرم ونموت ،ولكن هناك من يغلق الخوف ويقفل على تفكيره ويبقى جامدا أمامه حتى يصيبه ما خاف منه فهذا ليس خوف وحده فقط ولكن أسر الخوف فهو أسير لدى الخوف وعليه فإن حياته قد إنتهت حتى وإن كان شاب في ربيع عمره،وهناك من يصارع أفكاره التي تقوده إلى الخوف فهكذا يجب أن نكون أو لا ،فإذا توكلنا على ربنا فلا نخاف لأننا تحت رحمته وتحت رعايته ،إذن الخوف موجود نعم موجود ولكنه ينعدم إذا كان الله معنا ، وما هو تفسير عدم خوف الصحابة من الموت وعدم خوف الرسول من قريش يوم الغار وعدم خوف سيدنا إبراهيم يوم ألقي في النار ،نعم هم أنبياء ولكن تركوا لنا قواعد الأمن فعلينا أن نطبقها لكي نكون رجالا.
القرار ، كلنا يجب أن يقرر يوماً ومن يستطيع أخذ قراره بنفسه بعد المشاورة طبعاً فهو حر ،الحرية ليست حرية الجسد فقط بل حرية الأفكار وحرية المشاعر وحرية الأحاسيس ،كيف تكون كل هذه الأشياء حرة ،تكون حرة إذا لم يتدخل عامل خارجي فيها مثلا :إذا كان الإنسان يحب أكل السكريات وهم مريض بالسكري فهو ليس حر وإذا كان الإنسان يحب أن يعيش في سعادة وهو يطلب أكثر مما يمكن توفيره له فهو ليس حر فعليه هنا أن يتخذ القرار يجب أن يتحرر وأن يؤمن بالشيء الذي أمامه ويرضى به ويقنع لأنه لو بقي يبحث عن شيء كامل فلا كمال إلا لله وحده، ومنه فكل شيء ناقص وإذا رضينا بالنقص الذي فينا وهذا لا يجبرنا على الخضوع لهذا النقص طبعاً ولا نجعله سبب فشلنا أبداً ربما يكون هذا محفزاً لبداية حياة جديدة فكم من معوق برهن للناس بأنه قادر على أن يعيش وهذا ما يسمى بالتحدي ،إذن القرار هو نوع من التحدي للنفس ومتى غلبنا أنفسنا فإننا نعيش خارج القيم الحيوانية وبعيدا عن الشهوات وهذا هو القرار الحقيقي.
الزواج هو الحالة الوحيدة التي ترتبط بها الروح مع الجسد وتظهر للعيان فتتكشف الروح الطيبة ليعيش الزوجين حياة طيبة وليس بالضرورة أن تكون سعيدة إلى أقصى الحدود أو كما تسمى سعادة أبدية فلو كانت في الدنيا فلما خلقت الجنة إذن ،والزواج نعني به زواج الشرعي على سنة الحبيب محمد ، وكثيراً ما يخطئ الناس وينظر إلى السنة بأنها محافظة على الكائن البشري فقط ،السنة هي أن يحب الزوج زوجته ويعاملها كما كان يعامل الرسول السيدة عائشة فهذه أيضاً سنة ، والبهائم تتزوج أيضا والفرق بين زواج الأبدان أي الزواج الميكانيكي والزواج الشرعي هو زواج الروح مع الأبدان ولا يكون هذا إلا إذا الزوجين يعيان معنى قوله تعالى : ولقد خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها. فالسكن هنا سكن الروح وليس سكن البدن ومن أنفسكم (من) هذه فصلت في كل حقوق المرأة المسلمة فأنت مني فكيف أعامل شيء مني كلنا يعلم كيف يعامل الرأس واليد والقلب إذا مرض أو اشتكى ،وهناك من يرى بأن الزواج هذا شيء ككل الأشياء في الدنيا كشراء سيارة أو أكل أو فسحة ،فنقول لهم لو لم يكن الزواج شيء مقدس والمرأة شيء أصيل وُدرة وجوهرة ثمينة ما سمى الله سورة في القرآن بسورة النساء أبداً، ولما أراد الله أن يضرب مثل المؤمنين لم يقل الرجال حتى وإن وجدوا بل قال مريم ومرآة فرعون ، الزواج هو زواج الأرواح مع الأبدان.
الاحترام كل منا يحب أن يكون محترما من قبل الناس ويقدر كل على حسب ما يكسب ،فالعالم يحب أن يحترم لعلمه والغني لماله والسلطان لسلطانه والجميل لجماله والقوي لقوته فإذا غاب العلم غاب الاحترام وإذا فني المال ذهب الاحترام وهكذا دوليك ،إذن الاحترام لا يدوم إلا إذا دام الشيء الذي يربطه فيك ،فلنبحث عن الأشياء التي لا تزول بزوال الأيام ،الأخلاق لا تزول والقيم لا تزول والمبادئ لا تزول ربما تضعف أحيانا ولكن من شب على شيء شاب عليه ،فاحترام الناس إذن شيء مقيد نعم شيء مقيد ولكن من يحترم نفسه أولا ولا يهينها فعلى الناس أن تحترمه طبعاً ومن كان غير ذاك فمن يحترم من لا يحترم نفسه ،الإحترام شيء يبدأ من الداخل ثم يخرج إلى الخارج وليس العكس .