آيت أحمد كان وفيا للشبيبة ويقول لنا: "كونوا رجالا" لتشريف الجزائر
31-12-2015, 08:17 PM

صالح سعودي



كشف اللاعب الأسبق لشبيبة القبائل، ميلود عيبود، لـ "الشروق" عن عدة جوانب رياضية خفية للمجاهد والمناضل حسين آيت أحمد، مؤكدا أن الراحل كان وفيا لشبيبة القبائل، بدليل اهتمامه بنتائج وإنجازات الفريق على الصعيدين الوطني والإفريقي.

وقال قائد الشبيبة في السبعينيات والثمانينيات إن آيت أحمد سبق له أن التقى لاعبي شبيبة القبائل في عدة مناسبات، على غرار ما حدث في تيزي وزو لما توفيت والدة أحد مناضلي "الأفافاس" ممثلا في السيد سعيد خليل، كما حضر نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة الذي نشطته شبيبة القبائل أمام نكانا ريد ديفيلس الزامبي عام 1990 بمعية قاصدي مرباح وسعيد سعدي وعدد من مناضلي الأفافاس والأرسيدي. "ولما انتهى اللقاء خصص لنا حفل عشاء، وسجل حضوره معنا، حيث فرح بالنتيجة، وزادت فرحته بعد الظفر باللقب الإفريقي خلال نهائي العودة الذي نشطناه في زامبيا بركلات الترجيح"، ما سمح لشبيبة القبائل بإحراز ثاني كأس إفريقية للأندية البطلة. وأكد محدثنا أن لاعبي شبيبة القبائل سبق أن التقوا أيضا آيت أحمد في مطار جنيف، على هامش إحدى السفريات إلى إفريقيا، "وتكلم معنا بكثير من التفصيل عن أمور الفريق، ودعانا إلى أن نكون رجالا من أجل تشريف ألوان الفريق والجزائر بشكل عام".

وأوضح اللاعب الأسبق ميلود عيبود أن الزعيم آيت أحمد لم تمعنه السياسية من الاهتمام بشؤون الكرة، بدليل أنه يسأل عن نتائج ووضعية شبيبة القبائل، حيث يفرح حسب محدثنا لانتصاراتها، ويهتم بها مثلما يهتم بنتائج المنتخب الوطني، مؤكدا أن الجزائر فقدت زعيما كبيرا بحجم آيت أحمد الذي يملك ثقافة عالية ووعيا استثنائيا، وتواضعا يعترف به الجميع، وهو ما تعكسه، حسب عيبود، المكانة التي يحتلها زعيم "الأفافاس" وسط الأسرة الكروية لشبيبة القبائل، وعبارات الاحترام والتقدير الصادرة من الشعب الجزائري على كامل ربوع الوطن.

من جانب آخر، كشف اللاعب الأسبق ميلود عيبود عن حادثة تاريخية لشبيبة القبائل مع الرئيس الراحل هواري بومدين، خلال نهائي كأس الجمهورية الذي جرى عام 1977، حين عبر بومدين عن استيائه من رد فعل أنصار الشبيبة، بسبب ترديد عبارة "إيمازيغن.. إيمازيغن" وبعض الهتافات التي لم ترقه، وبحكم أن عيبود كان قائد الفريق، فقد تقدم منه لتسلم الكأس بكثير من الخوف والتحفظ، لكن بومدين تعامل مع الأمر بصورة عادية وعلى وجهه مؤشرات الغضب، مهنئا إياه بصورة عادية، لكن لم تمر مدة طويلة وتم إصدار قانون الإصلاح الرياضي الذي حوّل اسم فريق شبيبة القبائل إلى شبيبة إلكترونيك تيزي وزو، وهو القرار الذي شمل بقية الأندية الجزائرية التي تم إدماجها في المؤسسات الاقتصادية.

وتأسف عيبود للوضعية التي تعرفها حاليا شبيبة القبائل، بسبب سوء التسيير الذي بات يميزها، مؤكدا أن لجنة إنقاذ الشبيبة لا تزال مصرة على إحداث تغييرات عميقة، بناء على الاجتماعات القائمة في هذا الجانب، مضيفا أن الوضع السائد لا يبعث على الارتياح، ما يتطلب مزيدا من الجهود لرد الاعتبار، وإعادة الفريق إلى السكة الصحيحة من الناحية الفنية والإدارية.