إلى المدام "فيمينيست"
30-10-2011, 12:12 PM
أقصى ما استطعت فهمه من دعوة مناضلات الحركات النسوية إلى المساواة بين الرجل والمرأة مساواة تامّة،هو أنهن يُردن من وراء كفاحهن المستميت لتحرير المرأة المقهورة في مجتمعنا الذكوري،أن يتعامل معها الرجل كما يتعامل مع رجل مثله،إذ لا فرق بين معاملة رجل لرجل ومعاملة رجل لامرأة طالما كان الرجل والمرأة شيئا واحدا...
فإن كنت قد فهمتُ قصدكُم بالشكل المناسب فلا داعي للشكر،ولكنني أعتذر عن جهلي وتخلُّفي فأنا لم أتمكن حتى الآن من استيعاب كيفية تطبيق ما استطعت فهمه في الواقع...
وكيف استوعب ذلك،وهذا المجتمع الذكوري يُعلّمني ويُربّيني على أن معاملة المرأة لابد من أن تختلف عن معاملة الرجل...
فإذا كنتُ مثلا أستمتع بسفري على الحافلة وأنا جالس في مقعد مُريح قبالة النافذة،ثم تصعد امرأة ولا تجد مكانا تجلس فيه،فإنه يفترض بي أن أتركها تُكابد وتُصارع مع الواقفين،لأن معاملتي لها لا تختلف عن معاملتي لرجل مثلي،ولكنني لا افعل ذلك،بل أتنازل لها عن مكاني طواعية وبكل احترام...
وإذا كنت مع كذا عددٍ من الرجال في طابور طويل لقبض الرواتب في مركز البريد أو لدفع الفواتير في شبّاك سونلغاز،ودخلت امرأة فنظرت إلى مقدمة الطابور ثم إلى مؤخرته،فوقفت في مكانها تتساءل في حيرة عن محلِّها في هذه السلسلة الطويلة من الرجال،فمن الطبيعي أن يدعوها كل رجال الطابور بلا استثناء إلى التقدُّم لقضاء حاجتها مباشرة دون انتظار دورها مثل البقية،لأنها ليست مثل البقية...
وإذا حدث وأن أساءت إليّ امرأة بأن داست مثلا على حذائي(حاشاكم) الذي أنفقت عليه نصف ما ربحت في الصيف،فطبعا لن أتبادل معها اللكمات و النطحات التي قد أتبادلها مع رجل فعل نفس ما فعَلَت دون أن يعتذر،وهذا بكل بساطة لأنني لا أجد في نفسي الاستعداد لأُعامل أختي المرأة كما أُعامل أخي الرجل، فرواسب التمييز لا تزال عالقة بذهنيتي الجزائرية،ولذلك فإنني أعتذر مرة أخرى من " المدام فيمينيست"،فالمساواة المثالية التي تدعو إليها لا تطبّق في حافلات هذا البلد ولا في طوابيره
فإن كنت قد فهمتُ قصدكُم بالشكل المناسب فلا داعي للشكر،ولكنني أعتذر عن جهلي وتخلُّفي فأنا لم أتمكن حتى الآن من استيعاب كيفية تطبيق ما استطعت فهمه في الواقع...
وكيف استوعب ذلك،وهذا المجتمع الذكوري يُعلّمني ويُربّيني على أن معاملة المرأة لابد من أن تختلف عن معاملة الرجل...
فإذا كنتُ مثلا أستمتع بسفري على الحافلة وأنا جالس في مقعد مُريح قبالة النافذة،ثم تصعد امرأة ولا تجد مكانا تجلس فيه،فإنه يفترض بي أن أتركها تُكابد وتُصارع مع الواقفين،لأن معاملتي لها لا تختلف عن معاملتي لرجل مثلي،ولكنني لا افعل ذلك،بل أتنازل لها عن مكاني طواعية وبكل احترام...
وإذا كنت مع كذا عددٍ من الرجال في طابور طويل لقبض الرواتب في مركز البريد أو لدفع الفواتير في شبّاك سونلغاز،ودخلت امرأة فنظرت إلى مقدمة الطابور ثم إلى مؤخرته،فوقفت في مكانها تتساءل في حيرة عن محلِّها في هذه السلسلة الطويلة من الرجال،فمن الطبيعي أن يدعوها كل رجال الطابور بلا استثناء إلى التقدُّم لقضاء حاجتها مباشرة دون انتظار دورها مثل البقية،لأنها ليست مثل البقية...
وإذا حدث وأن أساءت إليّ امرأة بأن داست مثلا على حذائي(حاشاكم) الذي أنفقت عليه نصف ما ربحت في الصيف،فطبعا لن أتبادل معها اللكمات و النطحات التي قد أتبادلها مع رجل فعل نفس ما فعَلَت دون أن يعتذر،وهذا بكل بساطة لأنني لا أجد في نفسي الاستعداد لأُعامل أختي المرأة كما أُعامل أخي الرجل، فرواسب التمييز لا تزال عالقة بذهنيتي الجزائرية،ولذلك فإنني أعتذر مرة أخرى من " المدام فيمينيست"،فالمساواة المثالية التي تدعو إليها لا تطبّق في حافلات هذا البلد ولا في طوابيره