الرئيس بومدين..بوتفليقة..بين الأمس واليوم
06-06-2008, 11:02 PM
السلام عليكم
...
أولا وقبل كل شيء أود أن أتقدم بالتحية الخالصة للسيد رئيس الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية عبد العزيز بوتفليقة "سي عبد القادر" على مولقفه الخالدة يوم كانت
الجزائر دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، دولة برجالها ومؤسساتها وجيشها الباسل
ومخابراتها الفذة والتي كانت لها صولات وجولات وبطولات برجالها الفحول.
مخابرات السبعينات التي كان يحسب لها ألف حساب، كانت تضع الجزائر فوق كل إعتبار
كانت السيف الذي يشهر في وجه كل معتد والأداة التي تشرف على تنفيذ وإنجاح مشاريع الرئيس
الراحل بومدين وليس مخابرات اليوم، مخابرات السكر والتهريب والموانئ والمطارات، مخابرات
الثروة قبل الثورة.
...
أعلم علم اليقين أن الرئيس بوتفليقة حينما يقرأ جانبا من التاريخ المشرف ويتذكر
أيام السبعينات وعزة النفس والانفة وقتها ويتذكر جيدا مواقف الشرف وحركات التحرر
ويتذكر الرجال المخلصين من الساسة ورجال المخابرات ويقارن بين الأمس واليوم، حينما
يرى أقزام اليوم يتطاولون على عمالقة الأمس فإنه وبدون شعور تتدفق الأعين دموعا وحسرة
حسرة على الزمن الغدار وعلى الرجال الذين رحلوا وتركوا الخنافس تطرح فضلاتها على جسد
بلد الثورة والثوار، وكيف يرى بأم عينيه الخنافس والخفافيش تطمس آثار الأمس بفضلاتها.
...
يوم كانت كلمة الجزائر مسموعة، كان لها وزن وثقل يحسب لها ألف حساب
ولكن الخنافس أبوا إلا أن يختطفوا الوطن ويلطخوا سمعته وينهبوا ثرواته ويرهنوا ما تبقى
منه إلى أعداء الله والرسول، أعداء الأمس صاروا إخوانا اليوم، حتى أنهم تنكروا للجميل فقاموا
بمصادرة أملاك بعض الشرفاء الذين قامت الجزائر برد الجميل لهم بالأمس لما قاموا به من
وقفات ودعم للقضية الجزائرية، فقاموا بمصادرة وسرقة فيلات وضياع وهبتها لهم الجزائر
خسة منهم وحقدا منهم ولكن الزمن أنصفهم وشهد لهم بالشرف رغم الحملات المسعورة
التي تشنونها عليهم، فالشريف شريف والذليل ذليل والتاريخ لن يرحم الخونة.
...
لا تقلق سيادة الرئيس..حتى ولو أنك تغرد خارج سرب الخنافس وحتى لو لم تستطع بناء
دولة الشبعينات واستعادة مجد الجزائر فإن التاريخ سيشهد لك بالأمس واليوم..سيشهد لك
كاسترو وغيفارا وكارلوس ومانديلا وغيرهم لن يتجاهلك التاريخ رغم كل الظروف القاسية..
نعلم انك أتيت علك تضع القطار على السكة ولكنك ونحن نعلم
مثلك أو أكثر أن حولك زبانية وانتهازيون الأقربون إليك عيون عليك..نعلم أنك لا تثق بأحد
ولايمكن أن تثق بهم ونعلم كل العلم أنك متيقن أن جزائر السبعينات لايمكن أن تعود إلا على أشلاء
هؤلاء ودمائهم..نعلم أنك تتحسر على أيام هواري بومدين وتتحسر على مخابرات بومدين
ولم تجد من يقف إلى جانبك.
ولكنك حينما ترحل فإنك ستترك ورائك إرثا حضاريا كبيرا..وماضي عريق من النظال من الثورة
إلى بناء الدولة القوية إلى دعم حركات التحرر إلى إصلاح ذات البين..كلها ستحسب لك لا عليك
ولكن التاريخ لن يرحم المرتزقة الذين لطخوا سمعة الجزائر وباعوا شرف الجزائريين للمستعمر
الفرنسي الأمريكي..رهنوا ثرواتنا وقاموا بتجويعنا حتى نتبعهم ويحاولون إلقاء اللوم عليك ولكن
عبثا يحاولون فليست يديك ملطخة بدماء الجزائريين لكنهم قاموا بالغدر بأحد القادة الثوريين
على مرئى ومسمع العالم كله ولم تفعله أنت.