اصحب الأخيار تفلح
02-03-2016, 04:00 PM
اصحب الأخيار تفلح
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

يا ولدي صحبة الأخيار ليست خاصةً بصغير أو كبير، فكم من رجلٍ كبيرٍ: سقط في وحل المعصية بعد أن جاوز الأربعين بسبب
رفقة السوء!!؟، وكم من شيخ كبير: امتنع عن قبول الحق بسبب رفقة السوء!!؟.

ألم تسمع عن حوار
نبيكلعمه أبي طالب عند موته:
عن المسيب بن حزن قال:
لما حضَرَتْ أبا طالبٍ الوَفاةُ ، دخَل عليه
النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعِندَه أبو جهلٍ وعبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :" أيْ عمِّ ، قُلْ لا إلهَ إلا اللهُ ، أُحاجُّ لك بها عِندَ اللهِ "، فقال أبو جهلٍ وعبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ : يا أبا طالبٍ ، أتَرغَبُ عن ملةِ عبدِ المُطَّلِبِ ؟، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :" لأستَغفِرَنَّ لك ما لم أُنهَ عنك "، فنزَلَتْ :[مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ].رواه البخاري.
لقد حجبه صاحباه عن ا
لإسلام مع أنه كان من أشد المدافعين عن نبينا!!؟.
إنها
رفقة السوء يا ولدي.

صحبة الأخيار: لها فوائد عاجلة وآجلة:

أما العاجلة:
١/ يَدُلُّونك على صالح القول والعمل.
٢/ ينهونك عن كل ما قبح من الأقوال والأفعال.
٣/ يحفظونك في غَيبَتك، فلا يذكرونك إلا بخير.
٤/ لك من دعائهم أوفر الحظ والنصيب.
٥/ إن وقعت في مصيبةٍ: وجدتهم أول المبادرين لإعانتك.
٦/ مهما طال الفراق: تبقى مودتهم لك، وحبهم لك، ودعاؤهم لك.

أما الآجلة:
١/ عند موتك: هم آخر الناس مفارقةً لقبرك، يدعون لك بصدقٍ وإلحاح.
٢/ تستظل أنت وإياهم تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ففي حديث السبعة الذي رواه أبوهريرة:"...ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه..". البخاري
٣/ إن زلت بك القدم: شفعوا لك بين يدي الله، بينما غيرهم يكونون لك أعداء فقد قال الله جل جلاله:[ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين].
٤/ تجتمعون على منابر من نور، ففي الحديث القدسي الذي رواه معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت:" قال اللهُ تعالى : المتحابُّونَ في جلالِي لهمْ مَنابِرُ من نورٍ ، يَغبطُهمُ النَّبيُّونَ والشهداءُ". صححه الألباني.
وما ذكرته هنا قليلٌ من كثير من مزايا صحبة الأخيار، فاخترت أهمها.

وهنا إلماحةٌ
لأخطر الأصحاب:
١/ من تساهل في انتهاك محارم الله: لا تقربه، فإنه سيخونك يوماً ما.
٢/ من طعن في العلماء والدعاة: لا تجالسه، فإن قلبك يمرض بمجالسته.
٣/ من كفّر الناس، وبدّعهم بغير علمٍ: ندَّ بك عن هدي حبيبك إلى مسلك المنحرفين، فاحذره.

وختاماً:
اصحب
الأخيار: تفلح، واقطع الأشرار: تنجو من أذاهم.

وتذكر أن:" من خان الله: سهلٌ عليه أن يخونك، ومن عصى الله، وهو يُنعم عليه: لن يتورع عن الغدر بك".
ففر يا ولدي من
المجذوم: فرارك من الأسد.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

منقول بتصرف يسير.