تخريج حديث: “كتبت نبيًا، وآدم بين الروح والجسد” (منقول)
20-10-2016, 10:44 PM
اولا: المتن:

قالوا: يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة؟ قال: “فيما بين خلق آدم، ونفخ الروح فيه”.
قالوا: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: “وآدم منجدل في طينته”.
قال: قيل يا رسول الله متى كتبت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ.
قال: قلت: يا رسول الله، متى بعثت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.
أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى كنت نبيا؟ قال: “بين الروح والطين من آدم”.
قال: قال رجل: يا نبي الله، متى كتبت نبوتك؟ قال: “بين الطين، وبين الروح من خلق آدم”.
قال: قام أبي فقال: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ فقال الناس: مه فقال: “دعوه كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد”.
ثانيا: تخريج الحديث ودراسته:

يروى من حديث أبي هريرة، وميسرة الفجر، وعبد الله بن عباس، والعرباض بن سارية رضي الله عنهم، ومن مرسل مطرف بن عبد الله بن الشخير.

حديث أبو هريرة:

أخرجه الترمذي في “جامعه” (3609)، وفي “العلل الكبير” (684)، والفريابي في “القدر” (14) – ومن طريقه الآجري في “الشريعة” (946)، وأبو نعيم الأصبهاني في “دلائل النبوة” (8)، وفي “أخبار أصبهان” (2/197)، والخطيب البغدادي في “تاريخه” (11/378 – 379)، وابن عساكر في “تاريخه” (45/488) – ، وابن دحيم في “فوائده” (16)، وابن حبان في “الثقات” (1/47)، وابن الصواف في “الثاني من أجزائه” (35)، والآجري في “الشريعة” (947)، وابن شاهين في “دلائل النبوة” – كما في “البداية والنهاية” (3/498) لابن كثير – ، والوزير أبو القاسم الجراح في “الجزء الثاني من حديثه” (16) – ومن طريق ابن عساكر في “تاريخه” (63/142) – ، والحاكم في “المستدرك” (4269)، واللالكائي في “شرح أصول الاعتقاد” (1403)، والبيهقي في “دلائل النبوة” (2/130)، والخطيب البغدادي في “تاريخه” (4/119) و(6/253)، وابن عساكر في “تاريخه” (26/382)، عن الوليد بن مسلم.

وتمام الرازي في “فوائده” (581): أخبرنا أبو عمر محمد بن سليمان بن داود اللباد، ثنا أبو الطيب طاهر بن علي بطبرية سنة أربع وثلاثمائة، ثنا إبراهيم بن سلمة، ثنا محمد بن شعيب.

وتمام الرازي في “فوائده” (580): حدثنا خيثمة، ثنا أبو جعفر محمد بن علي الطبري بصور، ثنا حفص بن عمر البصري.

كلهم (الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب، وحفص بن عمر)، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا.

وخالفهم عباد بن جويرية، أخرجه البزار في “مسنده” (8610): حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عباد بن جويرية، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: قيل يا رسول الله متى كتبت نبيا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد.

قال البزار: “هكذا رواه عباد، عن الأوزاعي. ورواه أيضا غير واحد من أصحاب الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة. وأسنده بعض أصحاب الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم”.

وقال المروذي: قلت له (يعني لأبي عبد الله أحمد بن حنبل) : فتعرف عن الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – متى كتبت نبيًا. قال: هذا منكر، هذا من خطأ الأوزاعي، هو كثيرًا مما يخطى عن يحيى بن أبي كثير. «سؤالاته» (268) .

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال أيضا: سألت محمدا – أي البخاري – عن هذا الحديث فلم يعرفه. قال الترمذي: “وهو حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم , رواه رجل واحد من أصحاب الوليد”.

قلت: ويروى من حديث أبي هريرة أيضا بلفظ آخر:

أخرجه ابن أبي حاتم في “تفسيره” – كما في “تفسير ابن كثير” (6/342) – ، والطبراني في “مسند الشاميين” (2662)، وتمام الرازي في “فوائده” (1003)، وأبو نعيم في “الدلائل” (3)، والواحدي في “التفسير الوسيط” (742)، والبغوي في “معالم التنزيل” (1679).

كلهم من طريق سعيد بن بشير، حدثني قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كنت أول النبيين في الخلق، وآخرهم في البعث، فبدأ بي قبلهم”.

قال ابن كثير: “سعيد بن بشير فيه ضعف، وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا وهو أشبه، ورواه بعضهم عن قتادة موقوفا، والله علم”.

وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه:

سعيد بن بشير: وهو متروك الحديث.
المخالفة: وسعيد بن بشير قد خولف، فروي عن قتادة مرسلا، وتارة موقوفا:
أ- عن قتادة مرسلا: أخرجه ابن سعد في “طبقاته” (1/124)، وابن أبي شيبة[1] في “المصنف” (33924)، والطبري في “تفسيره” (19/23)، من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قوله: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) [الأحزاب: 7] قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث”، (وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) [الأحزاب: 7] ميثاق أخذه الله على النبيين خصوصا أن يصدق بعضهم بعضا، وأن يتبع بعضهم بعضا”.
وأخرجه ابن سعد في “طبقاته” (1/124): أخبرنا عمر بن عاصم الكلابي، أخبرنا أبو هلال، عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث”، وأبو هلال: هو الراسبي. وعزاه السيوطي في “الدر المنثور” (6/568) لتفسير ابن أبي حاتم.
قلت: وهو الصواب.

ب- عن قتادة موقوفا: أخرجه الطبري في “تفسيره” (19/23): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال (وهو الراسبي)، قال: كان قتادة إذا تلا هذه الآية {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7]، قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم أول النبيين في الخلق”

حديث ميسرة الفجر:

مداره على عبد الله بن شقيق العقيلي، واختلف عليه، فرواه عنه كل من:

بديل بن ميسرة: واختلف عليه، فرواه عنه كل من:
منصور بن سعد:
أخرجه يحيى بن معين في “جزئه” (23 – الشيباني) – ومن طريقه ابن الصواف في “الثاني من أجزائه” (33)، والطبراني في “المعجم الكبير” (20/353)، وأبو نعيم في “الحلية” (9/53)، والخطيب في “الأسماء المهمة” (5/384) – ، وأحمد في “مسنده” (20927) – ومن طريقه عبد الله بن أحمد في “السنة” (864)، والطبراني في “المعجم الكبير” (20/353)، والسهمي في “تاريخ جرجان” (653) – ، والترمذي في “العلل الكبير” (683)، وابن أبي عاصم في “السنة” (410)، والفريابي في “القدر” (17) – ومن طريقه الآجري في “الشريعة” (943) – ، وابن قانع في “معجم الصحابة” (3/129)، والآجري في “الشريعة” (944)، كلهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثنا منصور بن سعد، عن بديل العقيلي، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول الله متى كتبت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.

قال الْقَاضِي إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ عليّ بْن عَبْدِ اللَّهِ المديني – وذكر مَنْصُور بْن سعد هَذَا الَّذِي روى عن بديل هَذَا الحديث – فَقَالَ: شيخ مصري صاحب لؤلؤ لم يكن بِهِ بأس. وقَالَ أيضا: وسَمِعْتُ عليّ بْن المديني يَقُولُ: قلت لعبد الرَّحْمَن: سمعه من بديل – يعني مَنْصُور بْن سعد هَذَا – ؟ قَالَ: لا أعلم إلا أَنَّهُ قد سمعه. [“الأسماء المبهمة” (ص 385) للخطيب].

إبراهيم بن طهمان:
أخرجه البخاري في “التاريخ الكبير” (7/374) معلقاً، وابن أبي خيثمة في “تاريخه” (1/553 – السفر الثاني)، والطحاوي في “مشكل الآثار” (5977)، وابن قانع في “معجم الصحابة” (3/129)، والطبراني في “المعجم الكبير” (20/353) – وعنه أبي نعيم في “معرفة الصحابة” (5/2612) – ، وأبو عمرو السلمي في “جزء من أحاديثه”[2] (963)، والحاكم في “المستدرك” (4268) – وعنه البيهقي في “الدلائل” (2/129) – ، وابن بشران في “أماليه” (906)، وفي “جزء فيه سبعة من أماليه” (21- مخطوط)، والبيهقي في “الدلائل” (1/84)، والخطيب البغدادي في “الأسماء المبهمة” (ص 385)، عن محمد بن سنان العوقي.

وأبو يعلى الموصلي في “مسنده”، كما في “إتحاف الخيرة المهرة” (6310) للبوصيري – وعنه ابن عدي في “الكامل” (6/468) – ، والآجري في “الشريعة” (945)، عن شعيب بن حرب.

وابن سعد في “طبقاته” (9/58)، والبيهقي في “الدلائل” (2/129)، عن معاذ بن هانيء البهراني.

كلهم (العوقي، وشعيب، والبهراني)، عن إبراهيم بن الطهمان، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.

قال الحاكم: “هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ”.

سفيان الثوري:
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في “الحلية” (7/122): أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثني أبو علي بن إبراهيم، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا سليمان الشاذكوني، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق العقيلي، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: “يا رسول الله متى كتبت نبيا قال: فقال الناس: مه, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوه, كتبت نبيا وآدم بين الروح والجسد».

قال أبو نعيم: “بديل هذا هو بديل بن ميسرة, والحديث تفرد به الشاذكوني, ورواه الناس عن عبد الرحمن عن بديل نفسه”.

قلت: بل رواه الناس (ومنهم أئمة) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن منصور بن سعد، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر مرفوعا، والشاذكوني أحد الهلكى، فالإسناد ساقط.

فتخلصت لنا رواية منصور بن سعد ومتابعة ابن طهمان له عَنْ بُدَيْلٍ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ, عَنْ مَيْسَرَةِ الْفَجْرِ, قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: “وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ”.

وخالفهما كل من:

حماد بن زيد: أخرجه الفريابي في “القدر” (16): حدثنا قتيبة، وابن بشران– كما في “السادس من معجم شيوخ الدمياطي” (16) – من طريق عارم بن الفضل.
كلاهما (قتيبة، وعارم) عن حماد بن زيد, عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق, قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: متى كنت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.

قلت: وخالفهما مؤمل بن إسماعيل، أخرجه ابن قانع في “معجم الصحابة” (2/127): حدثنا إبراهيم بن أحمد الوكيعي، نا أبي، نا مؤمل، نا حماد بن زيد، عن أيوب، وبديل، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجذعاء قال: قلت: يا رسول الله , متى كنت نبيا؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد»، ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ والوهم، ولا شك في خطأ روايته، قال القاضي إسماعيل بن إسحاق: “وقد رواه حماد بن زيد، عن بديل، وعن خالد الحذاء، جميعًا عن عبد الله بن شقيق مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم” [“الأسماء المبهمة” (ص385) للخطيب].

يزيد بن زريع وغير واحد: ذكره الترمذي في “العلل الكبير” (683).
خالد الحذاء: واختلف عليه، فرواه عنه كل من:
حماد بن سلمة: واختلف عليه:
سريج بن النعمان: أخرجه أحمد في “مسنده” (16891) و(23683): حَدَّثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ, قَالَ: حَدَّثنا حَمَّادٌ, عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ, عَنْ رَجُلٍ, قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, مَتَى جُعِلْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ.
هدبة بن خالد: أخرجه ابن أبي عاصم في “الآحاد والمثاني” (2918)، وفي “السنة” (411): حدثنا هدبة بن خالد، نا حماد بن سلمة، نا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل قال: قلت: يا رسول الله، متى بعثت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.
حجاج بن المنهال: أخرجه ابن بطة في “الإبانة” (1892)، وابن بشران – كما في “السادس من معجم شيوخ الدمياطي” (17) – ، من طريق حجاج، قال: حدثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل، قال: قلت: يا رسول الله متى خلقت نبيا؟ قال: «إذ آدم بين الروح والجسد».
عبيد الله بن محمد التيمي: أخرجه الطحاوي في “مشكل الآثار” (5976): حدثنا أحمد بن داود بن موسى، حدثني عبيد الله بن محمد التيمي، حدثنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء قال: قلت: يا رسول الله: متى كنت نبيا؟، قال: “وآدم بين الروح والجسد”.
عفان بن مسلم، وعمرو بن عاصم الكلابي: أخرجه ابن سعد في “طبقاته” (1/123) و(9/58): أخبرنا عفان بن مسلم، وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: أخبرنا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء قال: قلت يا رسول الله: متى كنت نبيا؟ قال: “إذ آدم بين الروح والجسد”.
كامل بن طلحة أبو يحيى الجحدري: أخرجه البغوي في “معجم الصحابة” (1652)، ومن طريقه أبو طاهر المخلص في “المخلصيات” (127) و(3098)، وأبو ذر الهروي في “جزء فيه أحاديث من مسموعاته” (36)، والخطيب في “الأسماء المبهمة” (ص384): حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، نا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول الله متي كنت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.
مؤمل بن إسماعيل: أخرجه الضياء المقدسي في “الأحاديث المختارة” (9/143): أخبرنا أبو محمد عبد الرزاق بن نصر بن المسلم بن نصر النجار بدمشق، أن أبا عبد الله محمد بن علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السلمي أخبرهم، أبنا أبي، أبنا أبو القاسم الشيباني، ثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن راشد، ثنا بكار بن قتيبة، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا خالد، عن عبد الله بن شفيق، عن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول الله، متى كتبت نبيا؟ قال: “إذ آدم بين الروح والجسد”.
قال الضياء المقدسي: “كذا هو سماعنا عن أبي الجدعاء وإنما هو ابن أبي الجدعاء”.

علي بن عثمان اللاحقي: أخرجه ابن بشران كما في “السادس من معجم شيوخ الدمياطي” (19): عن النجاد، ثنا أحمد بن علي بن مسلم الأبار، ثنا علي بن عثمان وهو اللاحقي، ثنا حماد بن سلمة، ثنا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول الله متى جعلت نبيا؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد»
قلت: وملخص ما سبق الآتي:

رواه سريج بن النعمان وهدبة بن خالد وحجاج بن المنهال عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل قال: قلت: يا رسول الله … فذكره.
ورواه عبيد الله بن محمد التيمي وعفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي وكامل بن طلحة الجحدري، عن حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول الله … فذكره.
ورواه مؤمل بن إسماعيل وعلي بن عثمان اللاحقي، حماد بن سلمة، ثنا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي الجدعاء، قال: قلت: يا رسول … فذكره.
قال الدارقطني: “ورواه حماد بن سلمة, عن خالد، عن ابن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء, وقيل: عنه، عن أبي الجدعاء” [“العلل” (3432)].

قلت: ولا شك في اضطراب حماد بن سلمة وغلطه في روايته هذه، قال محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي: جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة ، فقال له : ما سمعتها من أحد؟ قَالَ: نعم حدثني سبعة عشرة نفسا عن حماد بن سلمة، فقال: والله لأحدثنك، فقال: إنما هو وهم، وأنحدر إلى البصرة وأسمع من التبوذكي، فقال: شأنك، فانحدر إلى البصرة، وجاء إلى موسى بن إسماعيل، فقال له موسى: لم تسمع هذه الكتب عن أحد؟ قَالَ: سمعتها على الوجه من سبعة عشر نفسا وأنت الثامن عشر، فقال: وماذا تصنع بهذا؟ فقال: “إن حماد بن سلمة كان يخطئ، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره، فإذا رأيت أصحابه قد اجتمعوا على شيء علمت أن الخطأ من حماد نفسه، وإذا اجتمعوا على شيء عنه، وقال واحد منهم بخلافهم علمت أن الخطأ منه لا من حماد، فأميز بين ما أخطأ هو بنفسه وبين ما أخطئ عليه”[3].

يزيد بن زريع:
أخرجه الفريابي في “القدر” (15): حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، قال: قال أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: متى كنت نبيا؟ قال له الناس: مه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوه، كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد”.

قلت: وقتيبة قد خولف، خالفه طرخان بن العلاء، فوصله، وجعله من مسند شقيق العقيلي، أخرجه ابن قانع في “معجم الصحابة” (1/347): حدثنا موسى بن زكريا التستري، نا طرخان بن العلاء، نا يزيد بن زريع، نا خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن أبيه قال: قام أبي فقال: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ فقال الناس: مه فقال: “دعوه كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد”، وهذا إسناد ساقط، موسى بن زكريا التستري متروك الحديث، وطرخان بن العلاء لا يُعرف!

وهيب بن خالد:
أخرجه ابن أبي شيبة في “المصنف” (39312)، وابن الصواف في “الثاني من أجزائه” (34)، من طريق عفان, قال: حدثنا وهيب, قال: حدثنا خالد الحذاء, عن عبد الله بن شقيق, أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: متى كتبت نبيا؟ قال: كنت نبيا، وآدم بين الروح والجسد”.



إسماعيل بن إبراهيم ابن علية:
أخرجه ابن سعد في “طبقاته” (1/123): أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، قال: قال رجل: يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ فقال الناس: مه مه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوه كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد”.



هشيم بن بشير:
أخرجه الدارمي في “الرد على الجهمية” (260)، وأبو نعيم الأصبهاني في “معرفة الصحابة” (4064)، وابن بشران – كما في “السادس من معجم شيوخ الدمياطي” (18) – ، والضياء المقدسي في “الأحاديث المختارة” (9/142)، كلهم من طريق هشيم، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، قال: قال رجل: يا رسول الله متى كتبت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.



سفيان الثوري:
واختلف عليه، فرواه عنه كل من:

يوسف بن أسباط: أخرجه الخطيب في “الأسماء المبهمة” (ص 383): أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: حدثنا أبو يعلى الطوسي الوراق، حدثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول، حدثنا سفيان بن محمد الفزاري، حدثنا يوسف بن أسباط، حدثنا سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قلت: يا نبي الله، متى اتخذت نبيا؟ فقال: “وآدم بين الروح والجسد”.
قلت: وهذا إسناد ساقط فيه سفيان بن محمد الفزاري، متروك الحديث.

محمد بن يوسف: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزار – إن لم يكن قراءة عليه فإجازة – قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد المصري، أخبرنا عبد الله بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال: قال رجل: يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.
قلت: وهذا إسناد ساقط، فيه عَبد الله بن مُحمد بن سعيد بن أبي مريم، حط عليه ابن عدي[4].

شعيب بن حرب: واختلف عليه، فرواه عنه كل من:
# سهل بن صالح:

أخرجه الخطيب في “الأسماء المبهمة” (ص 384): أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني، حدثنا أبو الطاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن قيل الإمام بأنطاكية، حدثنا سهل بن صالح، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.

قلت: فيه الْحَسَن بن الْحُسَيْن بن الْعَبَّاس النعالي، قال الخطيب: “كتبنا عنه وكان كثير السماع إلا أَنَّهُ أفسد أمره بأن ألحق لنفسه السماع فِي أشياء لم تكن سماعه”[5].

# أبو صالح الفراء:

خالفه، فرواه عن شعيب بن حرب، عن الثوري، عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا، ذكره الدارقطني في “العلل” (3432).

خالد الطحان:
أخرجه الروياني في “مسنده” (1527): حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا خالد، عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، أن رجلا، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: متى كتبت نبيا؟ ، فقال له الناس: مه، قال: “دعوه، كتبت نبيا وآدم بين الروح، والجسد”.



حجاج بن المنهال:
أخرجه ابن بطة في “الإبانة” (1893): حدثنا أبو علي محمد بن يوسف، قال: حدثنا عبد الرحمن بن خلف، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا خالد، عن عبد الله بن شقيق، قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ فقال الناس: مه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوه، كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد”.



حماد بن زيد:
أخرجه ابن بشران – كما في “السادس من معجم شيوخ الدمياطي” (16) – عن النجاد، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا ابن حساب، عن حماد بن زيد، عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، قال: قيل: يا رسول الله متى كتبت أو متى كنت نبيا؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد».





عبد الله بن المبارك:
رواه عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا، ذكره الدارقطني في “العلل” (3432).



بشر بن المفضل:
رواه عن خالد، عن عبد الله بن شقيق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا، ذكره الدارقطني في “العلل” (3432).



قلت: فتبين لي أن الاختلاف على خالد الحذاء، الصواب فيه أنه عن عبد الله بن شفيق مرسلا، كما قال الدارقطني: “أشبهها بالصواب المرسل” [“العلل” (3432)].

كذا رواه كل من: يزيد بن زريع، ووهيب بن خالد، وإسماعيل بن إبراهيم ابن علية، وخالد الطحان، وحجاج بن منهال، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك، وبشر بن المفضل، وهؤلاء أكثر عددا، وأجل شأنا.

وخالفهم كل من: حماد بن سلمة [وقد اضطرب فيه، فقد روي عنه الوجه المرسل أيضا]، وهشيم بن بشير.

وأما سفيان الثوري، فلم يسلم أي وجه عنه من النقد، ولعله قد رواه مرسلا أو لم يثبت عنه أصلا، والله أعلم.



ملحوظة:

قال الضياء المقدسي: “ذكر الدارقطني جماعة من الصحابة رويت أحاديثهم من وجوه صحاح لا مطعن في ناقليها، ولم يخرجا أحاديثهم، يعني: البخاري ومسلما، فيلزم إخراجها على مذهبهما مما أخرجاه أو أحدهما، فذكر منهم: عبد الله بن أبي الجدعاء روى حديثه خالد الحذاء عن عبدا لله بن شقيق عنه” [“الأحاديث المختارة” (9/144)، وهو في “الإلزامات والتتبع” (ص 105) للدارقطني].

قلت: وحديثه ليس هو حديثنا، بل ما روي عن عبد الله بن شقيق، قال: جلست إلى رهط، أنا رابعهم، بإيلياء، فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ليدخلن الجنة، بشفاعة رجل من أمتي، أكثر من بني تميم، قلنا: سواك يا رسول الله؟ قال: سواي”، قلت: أنت سمعته؟ قال: نعم، فلما قام قلت: من هذا؟ قالوا: ابن أبي الجدعاء.

وهو حديث صحيح، أخرجه الطيالسي (1379)، وأحمد (16099) و(16100) و(23575)، والدارمي (3015)، وابن ماجه (4316)، والترمذي (2438)، وأبو يعلى (6866)، وابن حبان (5138)، من طريق خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق به، قال أبو عيسى الترمذي: “هذا حديث حسن صحيح غريب، وابن أبي الجدعاء هو: عبد الله، وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد“.

وهذا إشارة من الترمذي إلى تضعيف حديث: “كتبت نبيا وآدم بين الروح والجسد”، لأنه لا يصح عنه إلا حديث واحد، وهو حديث شفاعة الرجل غير النبي صلى الله عليه وسلم.

أما ما ورد عن الإمام أحمد بن حنبل والبغوي عن أن له حديثين:

قال مهنا: “سألت أحمد، يعني ابن حنبل، عن حديث ميسرة الفجر: متى كنت نبيا؟ قال أحمد: يقولون أيضا: «متى كتبت»، قاله حماد بن سلمة، عن خالد، عن ابن شقيق، عن ابن أبي الجدعاء، وابن أبي الجدعاء هو ميسرة الفجر. قلت: له حديث غير هذا؟ قال: نعم، آخر” .

قال البغوي: “عبد الله ابن الجدعاء العبدي سكن بيت المقدس، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين”.

فهما يخبرا عن عدد الأحاديث المنسوبة إليه، وإلا فلم يصح عنه إلا أحدهما، كما تقدم.

الحسن بن دينار:
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني – كما في “البداية والنهاية” (3/534): عن محمد بن عمر بن سلم [6]، عن محمد بن بكر بن عمرو الباهلي، عن شيبان، عن الحسن بن دينار، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.

قلت: وهذا إسناد ساقط، فيه:

الحسن بن دينار: متروك الحديث، متهم بالكذب.
محمد بن بكر بن عمرو الباهلي: وهو ابن حبان بن بكر (الأزهر) بن عمرو الباهلي، وهو ضعيف[7].


حديث ابن عباس:

ويروى عنه من طريقين:

الطريق الأول:

أخرجه البزار في “مسنده” (5358)، والعقيلي في “الضعفاء” (6/190)، وابن عدي في “الكامل” (10/184)، والطبراني في “المعجم الكبير” (12/92)، وفي “المعجم الأوسط” (4175).

كلهم من طريق محمد بن عمارة بن صبيح، قال: حدثنا نصر بن مزاحم، عن قيس بن الربيع، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: قيل: يا رسول الله متى كتبت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد”.

قال البزار: “وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلاَّ مِن هَذَا الْوَجْهِ، ولاَ نَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَابِرٍ إلاَّ قَيْسٌ، ولاَ عَنْ قَيْسٍ إلاَّ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ وَلَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ، وَلكن لَمَّا لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ إلاَّ عَنْهُ أَخْرَجْنَاهُ عَنْهُ وَنَصْرٌ لَمْ يَكُنْ كَذَّابًا وَلَكِنَّهُ كَانَتْ فِيهِ شِيعِيَّةٌ”.

وقال العقيلي: “نَصر بن مُزاحِم المِنقَريُّ، كان يَذهَب إِلى التَّشَيُّع، وفي حَديثه اضطِراب وخَطَأ كَثيرٌ”.

وقال الطبراني: “لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به: نصر بن مزاحم”.

قلت: وهذا إسناد واه، فيه:

نصر بن مزاحم: متروك، رافضي جلد.
جابر الجعفي: متروك الحديث، كان يؤمن بالرجعة.
قيس بن الربيع: كبر فساء حفظه، وامتحن بابن سوء، فأفسد عليه حديث، قال ابن حبان: “قد سبرت أخبار قيس بن الربيع من رواية القدماء والمتأخرين وتتبعتها، فرأيته صدوقا مأمونا حيث كان شابا، فلما كبر ساء حفظه، وامتحن بابن سوء، فكان يدخل عليه الحديث، فيجيب فيه ثقة منه بابنه، فلما غلب المناكير على صحيح حديثه ولم يتميز، استحق مجانبته عند الاحتجاج، فكل من مدحه من أئمتنا وحث عليه، كان ذلك منهم لما نظروا إلى الأشياء المستقيمة التي حدث بها عن سماعه، وكل من وهاه منهم، فكان ذلك لما علموا مما في حديثه من المناكير التي أدخل عليه ابنه وغيره”[8].
المخالفة: قيس بن الربيع، قد خولف – في الظاهر، وإلا فإنه لا يثبت عنه – ، خالفه إسرائيل بن يونس، أخرجه ابن سعد في “طبقاته” (1/124) أخبرنا الفضل بن دكين، أخبرنا إسرائيل بن يونس، عن جابر، عن عامر، قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: متى استنبئت؟ فقال: “وآدم بين الروح والجسد، حين أخذ مني الميثاق”، فرواه مرسلا، وهذا أصح، ولا يثبت أيضا.
قلت: والمرسل أصح، ولكنه ضعيف أيضا، لأجل جابر الجعفي.

الطريق الثاني:

أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (12/119): حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ، ثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , مَتَى أُخِذَ مِيثَاقُكَ؟ قَالَ: “وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ”.

قلت: وهذا إسناد ساقط، فيه:

زيد بن الحريش الأهوازي: قال ابن القطان الفاسي: “مجهول الحال”[9].
يحيى بن كثير أبو النضر: متروك الحديث.
جويبر بن سعيد الأزدي: متروك الحديث.
الانقطاع: الضحاك لم يسمع من ابن عباس.
حديث العرباض بن سارية:

أخرجه ابن سعد في “طبقاته” (1/124)، وأحمد في “مسنده” (17425)، والطبري في “تفسيره” (2/573)، والطبراني في “المعجم الكبير” (18/252)، عن الليث بن سعد.

وأحمد في “مسنده” (17424)، وعنه ابنه عبد الله في “السنة” (865)، ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في “الدلائل” (10)، عن عبد الرحمن بن مهدي.

والبخاري في “التاريخ الكبير” (6/68)، وفي “التاريخ الأوسط” (1/13) معلقا، والفسوي في “المعرفة والتاريخ” (2/345) – ومن طريقه البيهقي في “الشعب” (1322)، وفي “الدلائل” (1/80)، وابن عساكر في “تاريخه” (1/169) – ، والطبري في “تفسيره” (2/574)، وابن أبي حاتم في “تفسيره” (1/236)، والطبراني في “المعجم الكبير” (18/252)، وفي “مسند الشاميين” (1939)، والآجري في “الشريعة” (948)، والحاكم في “المستدرك” (3623)، وعنه البيهقي في “الدلائل” (2/130)، عن عبد الله بن صالح كاتب الليث.

وابن شبة في “تاريخ المدينة” (2/636)، والطبري في “تفسيره” (2/573)، وابن حبان في “التقاسيم والانواع” (2979)، والخطابي في “غريب الحديث” (2/156)، وأبو نعيم الأصبهاني في “دلائل النبوة” (9)، وأبو محمد البغوي في “الأنوار” (4)، عن عبد الله بن وهب.

كلهم من طريق معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد الكلبي[10]، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن العرباض بن سارية الفزاري, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني عند الله، لخاتم النبيين، وإن آدم، عليه السلام، لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين ترين».

كلهم قالوا: “عبد الأعلى بن هلال السلمي”، إلا عبد الرحمن بن مهدي قال وحده: “عبد الله بن هلال السلمي”، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: “عبد الأعلى بن هلال، هو الصواب”.

قال الحاكم: “هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه”.

قلت: ومعاوية بن صالح قد خولف، خالفه أبو بكر بن أبي مريم:

أخرجه أحمد في “مسنده” (17437)، والدارمي في “الرد على الجهمية” (261) – ومن طريقه البيهقي في “الدلائل” (1/83)، وابن عساكر في “تاريخه” (1/168) – ، وابن أبي عاصم في “السنة” (409)، والبزار في “مسنده” (4199)، والطبري في “تفسيره” (2/573)، وأبو يعلى الموصلي في “مسنده” كما في “اتحاف الخيرة المهرة” (6309)، والطبراني في “المعجم الكبير” (18/ 253)، وفي “مسند الشاميين” (1455)، والحاكم في “المستدرك” (4234)، وأبو نعيم في “الحلية” (6/89).

كلهم من طريق أبي بكر بن أبي مريم،عن سعيد بن سويد الكلبي، عن العرباض بن سارية السلمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى أمهات النبيين صلوات الله عليهم”، فأسقط الواسطة بين سعيد بن سويد، وبين العرباض، وهو: عبد الأعلى بن هلال السلمي.

قال البزار: “وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل عنه بأحسن من هذا الإسناد، وسعيد بن سويد رجل من أهل الشام ليس به بأس، وأبو بكر بن أبي مريم قد تقدم ذكرنا له في غير هذا الحديث”.

قال الحاكم: “هذا حديث صحيح الإسناد شاهد للحديث الأول”.

قلت: والصواب رواية معاوية بن صالح لأنه ثقة، وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف.



** ترجمة عبد الأعلى بن هلال السلمي:

من أهل الشام، كنيته أبو النضر، سماه عبدُ الرحمن بن مهدي: (عبد الله)، وهو خطأ، والصواب: (عبد الأعلى)، نبَّه على ذلك عبد الله بن أحمد كما أسلفنا، قال الحسيني: “مجهول”[11]، ولم يترجم له الحافظ في “التعجيل”، وهو على شرطه، وترجم له البخاري في “التاريخ الكبير”[12]، وابن أبي حاتم في “الجرح والتعديل” [13]، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى اثنين، وذكره ابن حبان في “الثقات”[14]، فهو مجهول.



**ترجمة سعيد بن سويد الكلبي:

قال البخاري في ترجمة سعيد بن سويد الكلبي: “لم يَصح حَدِيثه“[15]، قال ابن حجر: “يَعْنِي الَّذِي رَوَاهُ مُعَاوِيَة عَنهُ مَرْفُوعا إِنِّي عبد الله وَخَاتم النَّبِيين فِي أم الْكتاب وآدَم منجدل فِي طينته وَخَالفهُ بن حبَان وَالْحَاكِم فصححاه”، وقال البزار: “سعيد بن سويد رجل من أهل الشام ليس به بأس”.



قلت: فالحديث ضعيف، لجهالة عبد الأعلى بن هلال السلمي، ونص البخاري على عدم صحته.



مرسل مطرف:

أخرجه يحيى بن سلام في “تفسيره” (2/702)، عن عمار، وابن سعد في “طبقاته” (1/124): أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي.

كلاهما (عمار، وعمرو بن عاصم)، عن أبي هلال، عن داود بن أبي هند، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير.

ولفظ عمار: (قال رجل: يا نبي الله، متى كتبت نبوتك؟ قال: “بين الطين، وبين الروح من خلق آدم”)، ولفظ الكلابي: (أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى كنت نبيا؟ قال: “بين الروح والطين من آدم”).

قلت: وهذا إسناد ضعيف لإرساله، وأبو هلال هو الراسبي، وهو صدوق.





ملحوظة:

قال أبو بكر الخلال: أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: قلت لإسحاق يعني ابن راهويه: حديث ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، متى كنت نبيا؟ قال: “وآدم بين الروح والجسد” ، ما معناه؟ قال: «قبل أن تنفخ فيه الروح، وقد خلق»[16].

قلت: والتأويل فرع عن التصحيح، ولم يثبت الحديث!



ثالثا: الحكم النهائي:

الحديث لا يصح.

———–

الهوامش:

[1] ولفظه: “عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلى الله عَليهِ وسَلمَ إِذَا قَرَأَ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} يَقُولُ: بُدِئَ بِي فِي الْخَيْرِ, وَكُنْت آخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ”.

[2] ضمن مجموع طبعته دار الكتب العلمية في مجلدين باسم (الفوائد لابن منده)، وكان الأجدر أن يسمى بـ (مجموعة أجزاء حديثية) لمجموعة من العلماء أو نحو ذلك، هذا غير كثرة التصحيفات والتحريفات والسقط في هذه الطبعة، والخطأ الذي لم يسلم منه اسم الكتاب! فالكتاب أصله مخطوط محفوظ في دار الكتب المصرية برقم (1558)، وهو يضم مجموعة من الأجزاء الحديثية، طبع معظمها مفردا.

[3] “المجروحين” لابن حبان.

[4] “الكامل” (7/77).

[5] “تاريخ مدينة السلام” (8/255).

[6] في الأصل: “أسلم”، وهو خطأ، والصواب ما أثبتنا، وهو أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي الجعابي، قاضي الموصل، ولد سنة 284، وتوفي سنة 355، انظر ترجمته في : “سير أعلام النبلاء” (16/88) للذهبي.

[7] “انظر ترجمته في: “إرشاد القاصي والداني” (ص 528).

[8] “المجروحين” (2/218).

[9] “بيان الوهم والايهام” (3/383).

[10] انقلب اسمه عند الطبراني في “المعجم الكبير” (18/252)، فقال: “سويد بن سعيد”.

[11] “التذكرة” (2/943).

[12] “التاريخ الكبير” (6/68).

[13] “الجرح والتعديل” (6/25).

[14] “الثقات” (5/128).

[15] “تعجيل المنفعة” (1/584) لابن حجر.

[16] “السنة” (200).


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع