ماهذا الإعراب يا عرب؟
09-04-2018, 11:35 AM
بقلم: رمضان بوشارب
ماهذا الإعراب يا عرب؟

بين الأفعال يتقرر مصير الشعوب، بين الماضي والمضارع الأمر بيد فعل الأمر، الفاعل يقيد الفعل في الزمان والمكان يرفع وينصب، أول الفعل يحكم الآخر، وفي الأخير فعل الأمر يجزم ويحسم الأمر.
بين الأفعال... حوار جرى بيني وبين طاعن، طعنني بذمه لزماني وراح يمدح ماضيه، الذي وافته المنية حينما قتله جيل هو في الحقيقة ضحية جيل فَرَضَ عليه ما فُرِضَ عليه فراح يعاقب بمثل ما عوقب به.
جيل قتل جيلا سبقه، ربما عن طريق الخطأ أو نتيجة خلل في التواصل .
قال لي الشيخ:
يا بني...كنا نحن فعل ماضي، كان حَدَثٌ قد حَدَثَ فوقع وانقطع ونحن ما انقطعنا عنكم.
كانت أفعالنا الماضية مبنية، لا يتغير إعرابها عند العرب بحسب الموقع، كنا بالأمس أفعال ماضية لا تعود .
قلت: له أيها الطاعن الفاضل، أعطني دليلا ملموسا غير الكلام، واثبت لي أنكم كنتم فعلا، فعلا له وزن في الماضي لنضعكم فوق كفتي الميزان، كفة الماضي والحاضر، لنرى أي الكفتين سترجح بكم.
بسرعة الملقن الحافظ للدرس
قال: قد كنا بالأمس عمالقة...
ثم سكت برهة، وكأنه يفكر في شيء نسيه، بعدها أردف فزاد.
أما أنتم يا بني، مُجَرَدْ جيل مُجَرَّدٍ من كل شيء، أنتم مجرد أفعال أمر لا غير، أفعال مجزومة بالسكون، مساكين أنتم تحلمون بمستقبل، نحن من سطره، لم تدرسوا ماضيكم لأنكم بالجزم حُذِفَتْ نونكم من مؤخراتكم.
يا بني المكتوب عليكم،العيش بفعل الأمركلوا... اشربوا بقدر ما عندنا... ما نعطيكم وما نعطيكم.
عيشوا كما أردنا لكم أن تعيشوا، ولا تسألوا أهل الذكر، فإنا نحن الذكرى ومن يتذكر.
عيشوا بالجزم (تحت الجزمة) عيشوا بحذف الأخير من أفعالكم... فأنتم المحذوفين.
صمت ولم يزد...
زادني الفضول إلى الاستزادة من حُكْمِهِ (حِكْمَتِهِ) فرحت استفزه غير مبال بأفعالي المخلة بالقوانين والاحترام الذي وقع بيننا.
قلت له :
أنتم فعل ماض، مضى وانقضى، ونحن مأمورون بفعل الأمر.
فمن هم الفاعلون في بالكم ورأيكم؟ ومن هم أصحاب المضارع؟
صرخ في وجهي من باب النصح طبعا، وكأني به قد أزعجه ذكر المضارع أمامه، لأن المضارع يحمل التشابه.
راح يخطب بالفعل، قائلا:
أيها المُسْتَقْبِلْ نحن من يصنع المُسْتَقْبَل.
نحن لم نمض في الفعل ... لم نزل ولا نزال حتى الأزل نصنع المضارع لازلنا نحرر ونمضي المواثيق
إن الماضي صنعناه ووضعناه، ولازلنا نتحدث ونحدث الأفعال، في زمنكم الذي لا يقبل الحال و الاستقبال.
نعم فلكل فعل مضارع من فاعل، ولا يهم أن يكون ظاهرا يتحدث ويصنع الحدث، أو خفيا متخفيا وراء الحدث، مسئولا متسترا عن صياغة الحدث.
واعلم أننا نسمي المضارع، مضارعا لأنه يماثل الفاعل في حركاته، سكناته، ووظيفته الأَعرابية أقصد الإعرابية.
في المضارع تشابه في جملتنا، فيعرب...
إن المضارع يقع في زمن يتصل بنون النسوة، فيبنى على سكنونهن (يصبح في حكم المسكون)...
مثل النسوة يعملن ...في المحكمة يَحْكُمْنَ فَيُزَوِجْنَ ويُطَلِقْنَ.
كما، وأن المضارع يا بني، له صلة وطيدة بالتوكيد فيتصل بنون التوكيد فيبقى مبنيا على الفتح في حال التهديد والوعيد كأن يقال لكم إن لم تسكتوا لأ قطعن رؤوسكم...لأصلبن أجسادكم أو
"لأملأن بأصواتكم صناديق، أَصِلُ بها إلى سدة الحكم عليكم بالسمع والطاعة"
لا تنسى أيضا بان المضارع يرفع بالضم، حينما يتفق الجميع على ضمه فيضموه، وينصب بالنصب إن هم سبقوه بالنَصْبِ.
لا يجر المضارع ولا يجزم بسكون، وإن كان أخره معتلا به علة، فيجوز جره بحذف العلة.
إن المضارع وإن كان من الأفعال الخمس، فإنه ملزم برفعه بثابت (أقصد ثبوت) ولا ينصب ولا يجزم، بحذف (النون) وقليلا ما تحذفون النون في زمانكم. (نون السنوة)
يا بني إن الفعل المضارع، لا ينصب إلا في حال الجحود كأن يقال:
"أن تقولوا الحقيقة، ولن تقولوا، كي تَبْقَوْا على المنصة حتى تموتوا، لتبقوا انتم الماضي والمضارع، فابقوا فوقنا"
سألته وقلت:
متى تُجْزَمونَ، عذرا أقصد الفعل المضارع.
قال قول المصارع:
لا تُجزم أفعالنا (أفعال المضارع)إلا سبقتها أحرف القوة
(لم، لا النهي، لام الأمر إن تحتم الأمر ولما نُأْمَرُ بالجزم) كأن نُأْمَرْ فيقال لنا:
(أنتم لم تَظْلِمُوا أَحَدًا، لا ترحلوا، ابقوا معنا إنا معكم و لتقتلوا المجرمين الذين أجرموا)[/color]
هكذا الإعراب يا عرب.[/color][/right]

التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 09-04-2018 الساعة 12:21 PM