تسجيل الدخول

بعدما نضبت الأفكار الإبداعية المتجددة في عقل الإنسان راح يتأمّل ما هو موجود ومتاح لكن تأمّله له كان برأية مقلوبة فجعل لنفسه سلما متحركا وهو الثابت عليه وصنع ساعة تتحرك عقاربها من اليمين إلى اليسارواستعمل تقنية جديدة في زراعة البطيخ الأحمر"الدلاع" بشكل مربع ملفت وجذاب..
إذن التفكير بالمقلوب طريقة من طرق التفكير الإبداعي توظيفها يعطينا نتائج مبهرة.
قد يقول قائل إنّ عالمنا كلّه يسير بالمقلوب أين هذا الإبداع والأرض تحترق تحت أقدامنا وما حصدنا سوى المآسي فلا حاجة لنا للتفكير بالمقلوب ..!
بل علينا قلب هذا المقلوب لتستقيم حياتنا فلا يمكننا أن نستمتع بجمال صورة مقلوبة إلاّ بعد تعديلها لوضعها الطبيعي ..
ألا نحتاج لقلب بعض الأمور في جامعاتنا مثلا والتوقف عن سد الثغرات وإعطاء أهمية لكل التخصصات وإنفاق المال في البحث العلمي بدل تبذيره في ما لاينفع؟
ألا نحتاج لقلب بعض الأمور في مستشفياتنا لتسير بمدراء يتفوقون ويتميّزون على من يسيّرون؟
ألا نحتاج إلى قلبة لوضع المرأة العاملة لعودتها لما خلقت له لتربية جيل سليم نفسيا وجسديا وذلك بتحفيزها ماديا..
لذلك يبقى التفكير بالمقلوب لا يتعدى ما صنعته أيادي البشرالخيّرة شرط أن لا تزول عنه صفة الخير وخدمة الإنسانية ، فلو حاولنا قلب ما خلقه الله فإنّ حياتنا ستنقلب رأسا على عقب ويختل التوازن في كوكبنا..
يقول الله تعالى في سورة غافر
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} الآية67
وقوله في سورة النبأ
{ وجعلنا الّليل لباسا وجعلنا النّهار معاشا}
تخيّلوا لو بدأت حياتنا مقلوبة أي من الشيخوخة وتنتهي بالطفولة أو إلى ما دون ذلك..
أو نعكس الآية في سورة النبأ فكيف سيكون مصير كوكبنا؟
لهذا كل شيء صنعه الله وسوّاه وقام البشر بقلبه انقلبت معه حياتهم وعمّت فيها الفوضى.
التفكير بالمقلوب لزيادة الخيرونشره بين الناس هو إبداع..
وقلب المقلوب الذي يغرق كوكبنا هو رحمة ولبّ الإبداع.