أزمة حديد تلهب ورشات البناء بسبب "صفقة صينية"
07-05-2016, 02:52 PM

إيمان كيموش

صحافية في القسم الإقتصادي بجريدة االشروق

شهدت أسعار الحديد ارتفاعا حادا في السوق الوطنية في ظرف الـ72 ساعة الماضية، تجاوزت نسبته الستين بالمائة وارتفع سعر قنطار الحديد من 5000 دج إلى 8000 دج، فيما تشهد السوق الدولية نقصا حادا في هذه المادة بسبب استحواذ جمهورية الصين الشعبية على 80 بالمائة من حصة السوق الدولية، ويتهافت متعاملو البناء والمقاولون الجزائريون على صالون البناء "باتيماتيك" بقصر المعارض للتفاوض حول إمكانية الحصول على كوطة جديدة تنقذ مشاريعهم.
ويؤكد رئيس المجمع الوطني لخبراء المهندسين المعماريين عبد الحميد بوداود لـ"الشروق" أن أزمة الحديد تفاقمت خلال الساعات الماضية، بسبب استحواذ العملاق الصيني على حصة الأسد من السوق الدولية، متسائلا عن سبب إغفال الحكومة الجزائرية استشراف احتياجات السوق، لاقتناء كوطة تتناسب وحجم الورشات المفتوحة، خاصة وأن هذه المادة غير معرضة لا للتلف ولا للكساد، مشيرا إلى أن السعر بلغ أمس 8000 دج للقنطار، وهو ما وصفه بالمرتفع جدا ،مقارنة مع 5000 دج قبل أيام.

وشدد المتحدث على أن الحكومة يجب أن تتوفر على الأقل على مخزون يكفي احتياجات الورشات لمدة 80 شهرا، مشيرا إلى أن فرض رخص الاستيراد غير التلقائية وتجميد استقدام الحديد من الخارج لشهرين متتاليين ،ليس هو سبب الأزمة التي تشهدها السوق اليوم، وإنما غياب الاستشراف، مشددا على أن الجزائر البلد الوحيد الذي يشتكي في كل مرة من ارتفاع الأسعار ويعيش هذا المشكل ويعلق عليه سبب تأخر المشاريع، بالرغم من أن الحديد أو الاسمنت مهما بلغ سعره، سيرفع التكاليف بـ10 بالمائة على أقصى تقدير في أصعب الحالات.

وعاد بوداود ليتحدث عن أزمة الاسمنت مشددا على أن 12 معملا وطنيا عاجزا عن تلبية كافة احتياجات السوق، بحكم أن أجندة غلق المصانع للصيانة تبقى اعتباطية وغير مبرمجة، مطالبا بوضع رزنامة زمنية لتواريخ صيانة المصانع تفاديا للأزمات، ومشددا على أن غلق مصنع سور الغزلان قبل أيام أحدث ندرة في السوق، في حين تساءل عن سبب اغتنام قدوم فصل الصيف لغلق المصانع في كل مرة، معلقا بأن هدف مثل هذه الإجراءات هو المضاربة ورفع الأسعار، بحكم أن كافة الجزائريين يغتنمون هذا الفصل لترميم منازلهم.

من جهته تحدث الممثل التجاري لشركة "سيبيا" لصناعة البراغي والحديد بالشرق عادل عتروش على هامش مشاركته في صالون "باتيماتيك" عن أزمة حديد حادة تشهدها السوق الوطنية منذ أيام، بسبب استحواذ الصينيين على كل الحديد المعروض في السوق الدولية، وهو ما قال أنه ألهب الأسعار بنسبة حادة خلال الساعات الماضية، الأمر الذي اعتبر أنه سيؤدي بشكل أو بآخر لرهن المشاريع أو تعطيلها، مطالبا بالتدخل العاجل للحكومة لحل الأزمة.