تلاميذ يحوّلون مسحوق تحضير العصائر إلى “كوكايين”
18-11-2018, 04:18 AM



دقّ مكتب الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ بالبويرة ناقوس الخطر بعد تسجيل انتشار ظاهرة غريبة قد تشكل خطرا حقيقيا وسط تلاميذ المدارس لاسيما المتوسطات، وتتمثل في استنشاق هؤلاء التلاميذ لمسحوق يباع في الأسواق خاص بتحضير العصير بنكهة الليمون، وهو عبارة عن مسحوق أبيض ذات رائحة قوية تقليدا منهم لمدمني مخدر الكوكايين، حيث تسبب لبعضهم في أعراض صحية مفاجئة مع تحويل تلميذ منهم إلى المستشفى، داعيا جميع الأطراف إلى التدخل قصد إنقاذ الأبناء قبل استفحال الظاهرة وطنيا وتسببها في أضرار صحية أو عقلية قد تكون وخيمة على المدى البعيد.
يستنشقون المسحوق الأبيض باستعمال الأقلام بحثا عن نشوة زائفة

تنقلت “الشروق” بعد سماعها بالموضوع الغريب إلى بعض المؤسسات التربوية بعاصمة الولاية على غرار متوسطة ابن باديس وسط المدينة، حيث أكد لنا تلاميذ يدرسون بها انتشار الظاهرة بشكل كبير وبصورة سرية، حيث يجهلون تبعات استنشاق المسحوق الأبيض بواسطة الأقلام الفارغة مباشرة عن طريق الأنف ماعدا حصولهم على نشوة من وراء ذلك، دون إخفاء تسبب ذلك في إدخال زميل لهم للمستشفى فيما أصيب بعضهم بأعراض مفاجئة كالتقيؤ وصعوبة في التنفس جراء قوة نكهة المسحوق، وهو ما أكده الأمين العام لجمعية أولياء التلاميذ بالبويرة جلول شنوف خلال حديثنا إليه، حيث أبرز انتشار الظاهرة فعليا بأكثر من 3 مؤسسات تربوية بعاصمة البويرة، وذلك عبر اقتناء التلاميذ للمسحوق من علامة معينة وبنكهة الليمون بالتحديد المباع بالأسواق واستنشاقه كتقليد منهم لما يقوم به مدمنو “الكوكايين”، داعيا جميع الأطراف بمن فيهم الأولياء إلى التدخل العاجل لإنقاذ أبنائهم قبل استفحال الظاهرة أكثر وانتشارها وطنيا، فضلا عن الأضرار الصحية أو العقلية الممكن أن تخلفها عليهم سواء على المدى المباشر أو البعيد.
تجار: المسحوق يباع بكميات فاقت مثيلتها في رمضان والصيف !!!

تحدثنا إلى أحد تجار التجزئة الذي كشف لنا بأنه يبيع، في الآونة الأخيرة، المسحوق بكميات متزايدة لاسيما نكهة الليمون رغم برودة الطقس، وهي كميات قد تفوق مثيلاتها في شهر رمضان أو فصل الصيف حيث يكثر استهلاك المسحوق المستعمل في تحضير العصير المنعش، مستدركا بأنه يجهل سبب ذلك بعد أن اعتبر الأمر لا يخرج عن نطاق استعماله في هذا الغرض بالذات رغم اقتنائه من طرف أطفال متمدرسين، وقد أبدى اندهاشه بعد إخبارنا له وسماعه الظاهرة التي لم تخطر على باله ولو للحظة كما قال وهو احتمال كان أبعد من الخيال.
أطباء: استنشاق مسحوق العصير قد يشكل خطرا حقيقيا على الأطفال

كشف طبيب عام بمستشفى محمد بوضياف بالبويرة بأن شرب العصير المحضر عن طريق مزج الماء بمسحوق مباع في الأسواق على شكل أكياس صغيرة وبعلامات وتسميات مختلفة لا ينصح به الأطفال لاسيما الصغار منهم، وذلك لاحتمال تسببه في أمراض لما يحتويه من مضافات وأحماض، لاسيما مادة “الفينيلالانين” التي تأكد احتواء المسحوق المذكور عليها، حيث يخلف تزايد كميتها في الجسم أمراضا عدة أهمها نوبات دماغية وخلل في الحركة إضافة إلى الاكتئاب.
أما استنشاق المسحوق مباشرة عن طريق الأنف فهذا قد يشكل خطرا حقيقيا على صحة الأطفال والبالغين كما أضاف الطبيب خاصة عدم قدرة الرئتين على تحمل الرائحة أو النكهة القوية المنبعثة من مكوّناته على غرار الأحماض وهو ما يفسر حسبه، إصابة بعض الأطفال بتداعيات تنفسية مباشرة بعد استنشاقهم له، هذا دون استبعاد فرضية تسبب ذلك في تداعيات صحية وعقلية خاصة في حالة الإدمان عليه.
مصالح التجارة: المسحوق يباع بترخيص تجاري ولا يمكن منعه بسبب استهلاكه الخاطئ

أما مصالح التجارة بالولاية فقد كشف مسؤول بها عن تسويق المنتوج المذكور بترخيص تجاري بعد عدم ثبوت تسببه في أمراض معينة، حيث ينتج محليا بترخيص من الشركة الأم المتواجدة بإحدى الدول الأوروبية، كما أن الكيس يحمل إشارة احتوائه على المكونات خاصة نصح تجنبه من طرف الأشخاص المصابين بالحساسية والحساسية المفرطة وكذا من طرف الأطفال، وعبارة احتوائه على مصدر الفينيلالانين، أما استعماله من طرف أطفال بواسطة استنشاق المسحوق مباشرة فقد أكد ذات المسؤول بأن مصالحه لا تتحمّل مسؤولية الاستعمال الخاطئ لأي منتوج من طرف المستهلك خاصة بعد ثبوت سلامة الغرض المنتج لأجله، وهو ما يحول دون منعه لذات السبب إلا في حالة ثبوت العكس من طرف جهات صحية مختصة بناء على تقارير مثبتة.
هذا، ويبقى الدور الأهم في الحلقة المتعلقة بالظاهرة الغريبة المسجلة بمدارس عاصمة البويرة حسب مختصين، على عاتق الأولياء بالدرجة الأولى وكذا الأسرة التربوية لما لهم من رقابة مباشرة على تصرفات الأبناء وإبعادهم عن مسببات أي تصرف قد يشكل خطرا على تحصيلهم الدراسي أو صحتهم وسلامتهم العامة سواء داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها، وبما يجنب جدلا فيما بعد قد لا يفيد مثلما كان الشأن بالنسبة للألعاب الإلكترونية كلعبة الحوت الأزرق وما خلفته من وفيات وسط تلاميذ أبرياء.