الفكرة الخرافية للنسب الشريف في البلدان المغاربية
22-10-2014, 03:54 PM
من بين كل الأفكار الخاطئة التي تروج ببلداننا المغاربية كحقائق وبديهيات حول اللغة والتاريخ والهوية، هناك واحدة هي التي تثير الغضب أكثر وتستفز بشكل لا يحتمل. إنها الفكرة الخرافية "للنسب الشريف".
كيف يعقل ويقبل ادعاء "نسب شريف" في القرن الواحد والعشرين؟
ان إدريس الأول، الذي يدّعي "شرفاء" المغاربة أنهم ينحدرون منه، ينتمي إلى الدوحة النبوية عبر جدته فاطمة فقط، وليس عبر آبائه وأجداده الآخرين الذين قد لا تربطهم أية علاقة بيولوجية مباشرة بالنسب النبوي. لنطبق الآن نفس القاعدة، أي اعتماد المرأة في تحديد النسب، على أبناء إدريس الأول وكل حفدتهم المفترضين بالمغرب. فماذا ستكون النتيجة؟ سيكون كل هؤلاء "الشرفاء"، الذين يستمدون "شرفهم" من جدهم إدريس الأول، أمازيغيين لانحدارهم جميعا من امرأة أمازيغية هي كنزة الأوْربية زوجة إدريس الأول. فكما أن كل الذين ينحدرون من علي بن أبي طالب ينتسبون إلى الدم النبوي عبر فاطمة زوجة علي، فكذلك كل الذين ينحدرون من إدريس الأول ينتسبون إلى الدم الأمازيغي عبر زوجته كنزة الأمازيغية.
الأنساب "الشريفة" بالدول المغاربية، التي هي في الحقيقة أنساب أمازيغية، والتي ملأت تاريخ المغرب الاسلامي بعد دخول الإسلام، مصدرها وسببها هو البحث عن سند خرافي لسلطة سياسية واقعية. وهذا ما عناه ابن خلدون بقوله إن «النسب أمر وهمي لا حقيقة له»، رغم أنه بنى نظريته في التاريخ على مفهوم العصبية. لهذا لا نجد انتشارا لثقافة "النسب الشريف" بالعربية السعودية، مثلا، التي من المفترض أن يكون حضور هذا "النسب الشريف" بها قويا أكثر من دول المغرب، نظرا للقرب الجغرافي والتاريخي والعرقي من نسب الرسول عليه الصلاة و السلام ومن الأرض التي انطلقت منها الدعوة النبوية.
"فالنسب الشريف" ببلدان المغاربية كان في الأصل، وقبل أن يصبح أداة نصْب ناجعة للحصول على امتيازات سياسية واجتماعية واقتصادية ورمزية ودينية، وسيلة يلجأ إليها الأجانب لإعطاء أنفسهم مشروعية عرقية كبديل عن المشروعية الترابية التي يفتقرون إليها، وذلك بهدف الوصول إلى السلطة والحكم وما يصاحبهما من امتيازات أخرى. وهذا ما جعل كل طامع في السلطة، وحتى من الأمازيغيين في ما بعد، ينتحل "نسبا شريفا" إلى أن أصبحت "أشجار النسب الشريف" تشكل، لكثرتها، "غابة" كثيفة في كل البلدان المغاربية.
حيث يذهب بنسب بعض القبائل الى الاشراف وهذا شئ مبالغ فيه، مثلاً كثرة هذه الاعداد التي تنسب الى الاشراف حتى تقدر بعشرات الملايين وهذا رقم مبالغ فيه .
قبائل المرابطين الذين يدعون انهم من الأشراف، رغم أن أصل المرابطون يرجع الى قبيلة صنهاجة الأمازيغية وهي كانت في الصحراء ثم إستقرت في المغرب حيث أسست دولة المرابطون التي حكمت شمال أفريقيا، وعملت على نشر الدين والخير بين الناس.
ولا يمكن أن يكونوا أشراف من العرب وفي نفس الوقت ينتسبون الى المرابطون وصنهاجة التي هي قبيلة امازيغية.
هذا الاستعمال السياسي والنصْبي "للنسب الشريف" كانت له آثاره المدمرة على الهوية الأمازيغية للمغاربة. فلأن هذا "النسب الشريف" أصبح مصدرا للحظوة ولامتيازات عديدة، فمن الطبيعي أن يتكاثر مدعو "النسب الشريف"، الذين يعلنون أنهم من أصول عربية "شريفة" طمعا في تلك الحظوة وتلك الامتيازات، وهو ما ساهم في تنكر الكثير لانتمائهم الأمازيغي، وانتحالهم لانتماء عرقي عربي مزعوم، مقترفين بذلك ردّة هوياتية حقيقية بتغيير جنسهم الأمازيغي إلى جنس آخر.
كيف يعقل ويقبل ادعاء "نسب شريف" في القرن الواحد والعشرين؟
ان إدريس الأول، الذي يدّعي "شرفاء" المغاربة أنهم ينحدرون منه، ينتمي إلى الدوحة النبوية عبر جدته فاطمة فقط، وليس عبر آبائه وأجداده الآخرين الذين قد لا تربطهم أية علاقة بيولوجية مباشرة بالنسب النبوي. لنطبق الآن نفس القاعدة، أي اعتماد المرأة في تحديد النسب، على أبناء إدريس الأول وكل حفدتهم المفترضين بالمغرب. فماذا ستكون النتيجة؟ سيكون كل هؤلاء "الشرفاء"، الذين يستمدون "شرفهم" من جدهم إدريس الأول، أمازيغيين لانحدارهم جميعا من امرأة أمازيغية هي كنزة الأوْربية زوجة إدريس الأول. فكما أن كل الذين ينحدرون من علي بن أبي طالب ينتسبون إلى الدم النبوي عبر فاطمة زوجة علي، فكذلك كل الذين ينحدرون من إدريس الأول ينتسبون إلى الدم الأمازيغي عبر زوجته كنزة الأمازيغية.
الأنساب "الشريفة" بالدول المغاربية، التي هي في الحقيقة أنساب أمازيغية، والتي ملأت تاريخ المغرب الاسلامي بعد دخول الإسلام، مصدرها وسببها هو البحث عن سند خرافي لسلطة سياسية واقعية. وهذا ما عناه ابن خلدون بقوله إن «النسب أمر وهمي لا حقيقة له»، رغم أنه بنى نظريته في التاريخ على مفهوم العصبية. لهذا لا نجد انتشارا لثقافة "النسب الشريف" بالعربية السعودية، مثلا، التي من المفترض أن يكون حضور هذا "النسب الشريف" بها قويا أكثر من دول المغرب، نظرا للقرب الجغرافي والتاريخي والعرقي من نسب الرسول عليه الصلاة و السلام ومن الأرض التي انطلقت منها الدعوة النبوية.
"فالنسب الشريف" ببلدان المغاربية كان في الأصل، وقبل أن يصبح أداة نصْب ناجعة للحصول على امتيازات سياسية واجتماعية واقتصادية ورمزية ودينية، وسيلة يلجأ إليها الأجانب لإعطاء أنفسهم مشروعية عرقية كبديل عن المشروعية الترابية التي يفتقرون إليها، وذلك بهدف الوصول إلى السلطة والحكم وما يصاحبهما من امتيازات أخرى. وهذا ما جعل كل طامع في السلطة، وحتى من الأمازيغيين في ما بعد، ينتحل "نسبا شريفا" إلى أن أصبحت "أشجار النسب الشريف" تشكل، لكثرتها، "غابة" كثيفة في كل البلدان المغاربية.
حيث يذهب بنسب بعض القبائل الى الاشراف وهذا شئ مبالغ فيه، مثلاً كثرة هذه الاعداد التي تنسب الى الاشراف حتى تقدر بعشرات الملايين وهذا رقم مبالغ فيه .
قبائل المرابطين الذين يدعون انهم من الأشراف، رغم أن أصل المرابطون يرجع الى قبيلة صنهاجة الأمازيغية وهي كانت في الصحراء ثم إستقرت في المغرب حيث أسست دولة المرابطون التي حكمت شمال أفريقيا، وعملت على نشر الدين والخير بين الناس.
ولا يمكن أن يكونوا أشراف من العرب وفي نفس الوقت ينتسبون الى المرابطون وصنهاجة التي هي قبيلة امازيغية.
هذا الاستعمال السياسي والنصْبي "للنسب الشريف" كانت له آثاره المدمرة على الهوية الأمازيغية للمغاربة. فلأن هذا "النسب الشريف" أصبح مصدرا للحظوة ولامتيازات عديدة، فمن الطبيعي أن يتكاثر مدعو "النسب الشريف"، الذين يعلنون أنهم من أصول عربية "شريفة" طمعا في تلك الحظوة وتلك الامتيازات، وهو ما ساهم في تنكر الكثير لانتمائهم الأمازيغي، وانتحالهم لانتماء عرقي عربي مزعوم، مقترفين بذلك ردّة هوياتية حقيقية بتغيير جنسهم الأمازيغي إلى جنس آخر.
من مواضيعي
0 إدعاء النسب الشريف عند الامازيغ
0 الحرب الباردة بين ايران و السعودية ميدانُها الدول الضعيفة
0 لوكيوس أبوليوس ... حياة وأعمال مثقف جزائري لفترة ما قبل الإسلام صاحب اول رواية في تاريخ البشرية
0 الامبراطور الامازيغي ماركوس أوبيليوس ماكرينوس
0 الامبراطور الامازيغي سبتيموس سيفيروس
0 الإمبراطور الأمازيغي سبيتيموس سيفيروس
0 الحرب الباردة بين ايران و السعودية ميدانُها الدول الضعيفة
0 لوكيوس أبوليوس ... حياة وأعمال مثقف جزائري لفترة ما قبل الإسلام صاحب اول رواية في تاريخ البشرية
0 الامبراطور الامازيغي ماركوس أوبيليوس ماكرينوس
0 الامبراطور الامازيغي سبتيموس سيفيروس
0 الإمبراطور الأمازيغي سبيتيموس سيفيروس
التعديل الأخير تم بواسطة مولود.. ; 23-10-2014 الساعة 08:03 PM