ذلك الليـــــل قــد خــــان العهــــد !!
26-09-2020, 08:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم















ذلك الليـــــل قــد خــــان العـهــــد !!
لقد أوثقت في ليل قد أحاطني بالود وأوجدني بجواره .. وتعمقت في عينيه ورأيت ملامح الصدق في نظراته .. لقد بادرني بقبلات تؤكد ذلك الجد في إخلاصه .. فبحت له بأسراري وشرحت له بواعث أحزاني .. فقال أسرارك في خزائن كتماني .. فتوسمت فيه الخير ورميت نفسي في أحضانه .. ثم نمت قرير العين راجياً صدق الإخاء في كلامه .. ولكني حين صحوت وجدت نفسي في أحضان غيــره ! .. فذاك فجر يعانقني ويداعب خدي ببنانه .. وشمس تلسع الوجه غضباً وترجمني بسياطه .. وتلومني لأنهض قائماً وأغادر مضجعي ومكاني .. فنظرت حولي فلم أجد ذلك الليل الذي كان يلاطف روعتي .. وتلك العيون من حولي تراقبني وتفضح لوعتي وهيامي .. فيا عجباً من ليل قد رحل دون سابق إنذار يطيب خواطري .. كيف يرحل تاركاً متيماً يهلوس بحبه وغرامه ؟ .. لقد خانني ذلك الليل حين أودعت الأمانة في عنقه .. وقد أسقط الأمانة على الأرض دون أن يخشى الملامة .. فهل كان ذلك الليل يرائي وكنت أجهل مرامه ؟؟ .. لقد رحل ذلك الليل دون أن يستر عاشقاً يسبح في بحار أوهامه .. وتلك النظرات للشامتين قد أينعت في القلب أحزانه .. فيا أسفاً على ليــل قد خان العهد وقد بالغ في إهماله .. ليل قد فقد الصدق والوفاء حين كان يرمى برمياته .. فكم كنت أرجو أن يلازمني ذلك الليل مدى العمر بالإحسان .. ولكن حالة الهجران بين الخل والخل قد أصبحت جدلاً يجادل بالنكران .. فقد هجرني ذلك الخل كما هجرني ذلك الليل بالنسيان .. وتلك حظوظي في الحياة تمثل قمــة الخسران .. لا يفيدها ذلك البكاء ولا يفيدها ذلك العناق بالأحضان !!. فلما تغلق الأبواب والمنافذ بين الخل والخل دون حسبان ؟

الأديب والكاتب السوداني / عمر عسى محمد أحمد
التعديل الأخير تم بواسطة عمر عيسى محمد ; 27-09-2020 الساعة 05:58 AM