تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى العلوم والمعارف > منتدى الثقافة الأمازيغية

> إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر

موضوع مغلق
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية النحالجي
النحالجي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 11-04-2007
  • المشاركات : 102
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • النحالجي is on a distinguished road
الصورة الرمزية النحالجي
النحالجي
عضو فعال
إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
26-07-2008, 02:29 PM
مقال منقول


قصة القائدة الأمازيغية البربرية الكاهنة الحقيقية وأكاذيب المحامية الفرنسية جيزيل حليمي
د. عثمان سعدي

21/06/2007

نشرت القدس العربي في عدد 16/6/2007، مقالا للكاتب المغربي الدكتور محمد الوادي، تحت عنوان إعادة كتابة تاريخ المغرب من منظور يهودي ، وعلق علي أدعاء الكاتب المغربي اليهودي حاييم الزعفراني بأن يهود المغرب لم يأتوا مهاجرين وإنما هم مغاربة تهودوا ، فقال الوادي: معني هذا أن اليهود هم أصحاب حق في البلاد المغربية، ولا بد من إعادة كتابة تاريخ المغرب من منظور يهودي .
وأنا أكتب في هذا الميدان بلا عقدة لأنني من الذين يقال عنهم أمازيغ ـ بربر.
فقد أصدرت المحامية اليهودية الفرنسية من أصل تونسي جيزيل حليمي سنة 2006 رواية عنوانها (الكاهنية) طبعتها الدار الفرنسية المشهورة Plon زعمت أن الكاهنة يهودية، وهو كذب وافتراء، ويبدو أن يهودية حليمي تغلبت علي تقدمية حليمي فأبرزت الكاهنة كيهودية، بينما يجمع المؤرخون العرب المسلمون الذين أرخوا لها بمن فيهم العلامة ابن خلدون علي أنها كانت وثنية تعبد صنما من خشب، وتنقله علي جمل، وقبل كل معركة تبخّره وترقص حوله، ولو كانت يهودية لروي عنها ذلك الرواة المسلمون علي أنها من أهل الكتاب. كما أن حليمي تردد أكاذيب المستشرقين الفرنسيين الزاعمين بأنها كانت عاشقة لخالد العبسي، بينما يجمع المؤرخون علي أنها عاملته كإبنها بل وتبنته، فهو شاب وهي معمرة عمرها 127 سنة. وحليمي تعكس النظرية الصهيونية، فقد قامت إسرائيل بنحت تمثال للكاهنة قبل سنوات، أثناء المد للنزعة البربرية، واتصلت بعناصر البيربريست في الجزائر وأرسلته إلي روما، تمهيدا لنقله إلي الجزائر، ولا أدري هل التمثال المنصوب في باغاي بالأوراس في الجزائر هو التمثال المصنوع في إسرائيل. وقد رأيت أن أنشر نص ما ورد عن الكاهنة في كتابي (الجزائر في التاريخ) الذي هو بصدد دفعه للمطبعة، وذلك تنويرا لقراء القدس العربي :
وصل حسان بن النعمان المغرب فحاصر قرطاج التي كانت بين أيدي الرومان كعاصمة للمغرب، فاقتحمها وافتتحها وأمر بتدمير سورها، ثم تقدم فافتك بنزرت من الروم، ثم عاد إلي القيروان بعد أنطهر الساحل من برقة حتي قرطاج. ثم توجه إلي جبال أوراس النمامشة للقضاء علي حركة الكاهنة التي خلفت كسيلة في تمردها علي الفتح العربي الإسلامي. كانت الكاهنة جالسة علي عرش رئاسة قبيلة جراوة بهذه الجبال. (توجد قبيلة باليمن حتي الآن تسمي آل جراو).
كان جيش حسان قد أضعفته المعارك التي خاضها ضد البيزنطيين، فعندما واجه جيش الكاهنة الذي كان جاهزا للحرب مرتاحا، انهزم أمامه. اتخذت الكاهنة هضبة ثازبنت كمقر لجيشها قرب مدينة تبسة، تدربه فيها وتستعد للقتال، وما زالت حتي الآن صومعة الكاهنة كما يسميها الشعب قائمة بدوار ثازبنت، وهي عبارة عن برج معسكر بني بحجارة ضخمة يشير إلي أن هذا هو مقر الكاهنة الرئيسي. ومن الغريب أن هذه المنطقة نفسها هي التي اتخذها تاكفاريناس ويوغورطا معقلا لجيوشهما. ومن غير شك فإن الكاهنة كانت تراقب من مرتفعات الهضبة المطلة علي سهل تبسة تحركات الجيش العربي. وتتابع تقدمه، وأنها اختارت هي موقع المعركة سنة 75 هـ 693 م.
يبدو أن القائدة البربرية عندما شاهدت جيش حسان يطل من بكارية آتيا من الحدود التونسية الجزائرية الحالية، ويتقدم نحو الغرب مخترقا سهل تبسة ومتجها نحو منطقة حلوفة، نزلت من هضبة ثازبنت، وتوجهت إلي المنطقة المسماة مسكيانة (اسمها بالبربرية: ميس الكاهنة، أي ابن الكاهنة)، فقد قتل بالمكان ابن الكاهنة فسمي باسمه، وما زالت هذه القرية تحمل نفس الاسم. انتشرت الكاهنة بجيشها في التلال المحيطة بهذه المنطقة، وفاجأت الجيش الإسلامي، فانطلقت من التلال، ويبدو أن الجيش العربي فوجئ بالهجوم الذي كان يشبه كمينا كبيرا، ودارت معركة شرسة، تمكنت الكاهنة من هزم الجيش العربي، وأسر ثمانين من قادته جلهم من التابعين. وعندما شعر حسان بأن المعركة حسمت، انسحب بما تبقي له من قوات. وطاردته الكاهنة حتي مدينة قابس. وانسحب حسان بقواته إلي طرابلس وبقي ينتظر المدد. وبني بهذه المدينة معسكرا لجيشه سمي منازل حسان. أما القيروان فقد بقيت بأيدي المسلمين ولم تلحق الكاهنة بهم أي أذي بل وأمّنتهم. ثم سقطت فيما بعد مدينة قرطاجة بين أيدي البيزنطيين وذلك سنة 76 هـ 695 م. ويذكر المؤرخون أن الزعيمة البربرية كانت تتصور أن العرب مثل الرومان، فقامت بتدمير الحصون، وحرق المدن والبساتين، حتي يزهد العرب في بلاد خراب، فيعودون من حيث أتَوا. ويذكر ابن عذاري: إن الكاهنة عملت علي القضاء علي مظاهر العمران، اعتقادا منها بأن العرب يسعون وراء العمران حيث الذهب والفضة، فوجهت قومها إلي كل ناحية في بلاد إفريقية يحرقون المزارع، ويهدمون الحصون، فبعد أن كانت إفريقيا ظلا واحدا من طرابلس إلي طنجة، قري متصلة ومدنا منتظمة، تلاشي هذا كله، وشمل الخراب سائر هذه البلاد (1). وفي رأيي فإن كلام ابن عذاري فيه كثير من المبالغة.
عادت الكاهنة إلي موقعها في جبال أوراس النمامشة. ويبدو أن هضبة ثازبنت استمرت كمقر لقيادتها. اجتمعت بالأسري الثمانين، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فاكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة، كما اكتشفت أن لغتهم ليست غريبة عن لغة قومها غرابة لغة الرومان، بل هي أخت لها، ومن غير شك فإنها تمكنت من التحدث مع بعضهم القادمين من اليمن بدون ترجمان، سألتهم عن عاداتهم وتقاليدهم فوجدت توافقا غريبا بينها وبين عادات وتقاليد قومها، فحدث زلزال في نفسها، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسري، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقها في الدين وهو خالد بن يزيد العبسي، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن. بل وعمدت إلي تبنيها لخالد وفقا لشعائر دينها، ولنستعرض ما كتبه المالكي حول هذا التبني: عمدت إلي دقيق الشعير فلثته بزيت، وجعلته علي ثديها، ودعت ولديها وقالت: كلا معه علي ثديي من هذا.. ففعلا، فقالت: صرتم إخوة (2).
ويبدو وفقا لروايات المؤرخين أن الكاهنة ضعف حماسها بحربها ضد العرب، ودخلت في صراع نفسي حاد، توصلت بضغطه إلي اتخاذ قرار بتحرير ولديها بل وحثهم علي عدم اتباعها في حربها، أما هي فقد وعدت قومها عند تعيينها ملكة عليهم أن تقاتل في سبيلهم حتي الموت، ولا بد لها من أن تفي بوعدها. ويجمع المؤرخون أنه ما كادت الكاهنة تعلم بوصول جيش حسان إلي إفريقية وتوجهه نحو منطقة تبسة حيث ترابط، حتي غادرت المنطقة واتجهت نحو الجنوب، بعد أن أوصت خالد العبسي أن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند حسان. ويقول ابن خلدون: وكان للكاهنة ابنان قد لحقا بحسان قبل الواقعة، أشارت عليهما بذلك أمهما دهيا، وهبا لإشارة علم كان لديها في ذلك من شيطانها، فتقبلهما حسان، وحسن إسلامهما واستقامت طاعتهما.. وعقد لهما علي قومهما جراوة ومن انضوي إليهم بجبل الأوراس (3).
ويوعز ابن خلدون موقفها هذا إلي كهانتها، أي مهارتها في قراءة الغيب، التي كشفت لها أن العرب سينتصروا وسيدين المغرب بدينهم. ولهذا فقد لقبها العرب بالكاهنة. ويروي عنها أنها قالت لولديها وهي تودعهما: خذ يا خالد أخويك إلي حسان، أوصيكما يا ولديّ بالإسلام خيرا أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت.. .
ويلاحظ أنها قالت كيف تموت، ولم تقل كيف تنتصر، وهكذا توجهت بغير إيمان بحربها فخاضت آخر معركة لها في منطقة بئر العاتر جنوب ولاية تبسة، سنة 82 هـ ، وهزم جيشها وقتلت في المعركة. وما زالت حتي الآن البئر التي حفرتها عندما حصرها العرب ومنعوا عن جيشها الماء، ما زالت قائمة تدر الماء، ويسميها الناس بهذه المنطقة: (بئر الكاهنة).
نستنتج من قصة الكاهنة ما يلي:
1 ـ إن الكاهنة حاربت العرب لأنها كانت تجهل عنهم أي شيء، وعندما احتكت بهم من خلال حوارها مع الأسري العرب الذين وقعوا بين يديها في معركة مسكيانة، لم تكتشف فيهم فحسب عدالة الرسالة التي حملوها، وإنما اكتشفت في لغتهم وعاداتهم تشابها كبيرا بل وتطابقا مع لغتها وعادات قومها، فاهتز في نفسها الإصرار علي دحر العرب. فقررت أن تفي بعهدها فتقاتل حتي الموت، لكنها حررت ولديها وكل من يريد التخلي عن الحرب.
2 ـ تدل قصتها مع خالد بن يزيد العبسي، ومع ولديها علي ما أوردناه في الفقرة السابقة، لأنه ليس من المعقول أن يقوم قائد عسكري مثل الكاهنة بتسليم فلذات كبده إلي عدوه يربيهم علي دينه وعلي لغته وثقافته، ما لم يقع زلزال في نفسه. لدرجة أن المؤرخين العرب فسروه علي أنه كهانة. أما عن تخريج بعض المؤرخين الغربيين ـ الذي تبنته جيزيل حليمي ـ بأنها وقعت في غرام خالد فأمر غير منطقي، لأن فارق السن كبير. فخالد كان شابا، والكاهنة كان عمرها 127 سنة مثلما يذكر المؤرخون.
3 ـ لقد أورد المؤرخون قصة احتاروا في أمرها، فعندما هزمت جيش حسان وطاردته حتي طرابلس، دخلت مدينة القيروان، وتجولت في شوارعها ثم غادرتها دون أن تتعرض لا للمدينة ولا لأهلها بسوء، وهو أمر غريب ومحير. هل بدأت تدرك مدي قربها وقرب قومها من هؤلاء العرب؟ هل بدأت تقتنع بعدالة الرسالة التي حملوها معهم، وبخاصة وهي المرأة المحنكة مثلما أورد ابن خلدون: عاشت 127 سنة، وملكت 35 سنة ، فأتاحت لها هذه التجربة الواسعة اكتشاف أصول قومها في العرب، فحررت ولديها من مهمة الاستمرار في محاربة العرب، بل وحثتهما علي اعتناق الإسلام، والتآخي مع العرب. يتبين مما سبق أن قصتي كسيلة والكاهنة قد حرفتا من طرف المؤرخين الفرنسيين، المنظرين للاستعمار، وفلاسفة فرْنسة الجزائر، والآباء البيض مبشري الاستعمار ورواده، وتلاميذهم الجزائريين من أتباع النزعة البربرية. إن موقف الكاهنة هذا يؤكد انتماء البربر والعرب إلي أرومة واحدة. فقبل دخول الفرنسيين الجزائر سنة 1830 م، لم يكن في المغرب بربري واحد يقول بفصل العرب عن البربر، وباستبدال العربية بالبربرية. هذه كلها حقائق تفند أكاذيب جيزيل حليمي التي تغلبت يهوديتها علي تقدميتها، التي تزعم أن لليهود الحق في المغرب العربي كما أشار لذلك الدكتور محمد الوادي، وهي نظرية صهيونية، فهي تزعم أن الكاهنة يهودية وهي وثنية بشهادة الرواة والمؤرخين العرب. ونحن لا ننكر أبدا أن الفتح الإسلامي وجد مغاربة يدينون باليهودية والمسيحية فعاملهم معاملة أهل الكتاب، لكن الكاهنة لم تكن يهودية.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية Abdelbasset Kab
Abdelbasset Kab
مشرف ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 19-06-2008
  • الدولة : الجزائر ، ولاية البيَّضْ
  • المشاركات : 19,422
  • معدل تقييم المستوى :

    36

  • Abdelbasset Kab has a spectacular aura aboutAbdelbasset Kab has a spectacular aura about
الصورة الرمزية Abdelbasset Kab
Abdelbasset Kab
مشرف ( سابق )
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
26-07-2008, 02:44 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النحالجي مشاهدة المشاركة
مقال منقول


قصة القائدة الأمازيغية البربرية الكاهنة الحقيقية وأكاذيب المحامية الفرنسية جيزيل حليمي
د. عثمان سعدي

21/06/2007

نشرت القدس العربي في عدد 16/6/2007، مقالا للكاتب المغربي الدكتور محمد الوادي، تحت عنوان إعادة كتابة تاريخ المغرب من منظور يهودي ، وعلق علي أدعاء الكاتب المغربي اليهودي حاييم الزعفراني بأن يهود المغرب لم يأتوا مهاجرين وإنما هم مغاربة تهودوا ، فقال الوادي: معني هذا أن اليهود هم أصحاب حق في البلاد المغربية، ولا بد من إعادة كتابة تاريخ المغرب من منظور يهودي .
وأنا أكتب في هذا الميدان بلا عقدة لأنني من الذين يقال عنهم أمازيغ ـ بربر.
فقد أصدرت المحامية اليهودية الفرنسية من أصل تونسي جيزيل حليمي سنة 2006 رواية عنوانها (الكاهنية) طبعتها الدار الفرنسية المشهورة Plon زعمت أن الكاهنة يهودية، وهو كذب وافتراء، ويبدو أن يهودية حليمي تغلبت علي تقدمية حليمي فأبرزت الكاهنة كيهودية، بينما يجمع المؤرخون العرب المسلمون الذين أرخوا لها بمن فيهم العلامة ابن خلدون علي أنها كانت وثنية تعبد صنما من خشب، وتنقله علي جمل، وقبل كل معركة تبخّره وترقص حوله، ولو كانت يهودية لروي عنها ذلك الرواة المسلمون علي أنها من أهل الكتاب. كما أن حليمي تردد أكاذيب المستشرقين الفرنسيين الزاعمين بأنها كانت عاشقة لخالد العبسي، بينما يجمع المؤرخون علي أنها عاملته كإبنها بل وتبنته، فهو شاب وهي معمرة عمرها 127 سنة. وحليمي تعكس النظرية الصهيونية، فقد قامت إسرائيل بنحت تمثال للكاهنة قبل سنوات، أثناء المد للنزعة البربرية، واتصلت بعناصر البيربريست في الجزائر وأرسلته إلي روما، تمهيدا لنقله إلي الجزائر، ولا أدري هل التمثال المنصوب في باغاي بالأوراس في الجزائر هو التمثال المصنوع في إسرائيل. وقد رأيت أن أنشر نص ما ورد عن الكاهنة في كتابي (الجزائر في التاريخ) الذي هو بصدد دفعه للمطبعة، وذلك تنويرا لقراء القدس العربي :
وصل حسان بن النعمان المغرب فحاصر قرطاج التي كانت بين أيدي الرومان كعاصمة للمغرب، فاقتحمها وافتتحها وأمر بتدمير سورها، ثم تقدم فافتك بنزرت من الروم، ثم عاد إلي القيروان بعد أنطهر الساحل من برقة حتي قرطاج. ثم توجه إلي جبال أوراس النمامشة للقضاء علي حركة الكاهنة التي خلفت كسيلة في تمردها علي الفتح العربي الإسلامي. كانت الكاهنة جالسة علي عرش رئاسة قبيلة جراوة بهذه الجبال. (توجد قبيلة باليمن حتي الآن تسمي آل جراو).
كان جيش حسان قد أضعفته المعارك التي خاضها ضد البيزنطيين، فعندما واجه جيش الكاهنة الذي كان جاهزا للحرب مرتاحا، انهزم أمامه. اتخذت الكاهنة هضبة ثازبنت كمقر لجيشها قرب مدينة تبسة، تدربه فيها وتستعد للقتال، وما زالت حتي الآن صومعة الكاهنة كما يسميها الشعب قائمة بدوار ثازبنت، وهي عبارة عن برج معسكر بني بحجارة ضخمة يشير إلي أن هذا هو مقر الكاهنة الرئيسي. ومن الغريب أن هذه المنطقة نفسها هي التي اتخذها تاكفاريناس ويوغورطا معقلا لجيوشهما. ومن غير شك فإن الكاهنة كانت تراقب من مرتفعات الهضبة المطلة علي سهل تبسة تحركات الجيش العربي. وتتابع تقدمه، وأنها اختارت هي موقع المعركة سنة 75 هـ 693 م.
يبدو أن القائدة البربرية عندما شاهدت جيش حسان يطل من بكارية آتيا من الحدود التونسية الجزائرية الحالية، ويتقدم نحو الغرب مخترقا سهل تبسة ومتجها نحو منطقة حلوفة، نزلت من هضبة ثازبنت، وتوجهت إلي المنطقة المسماة مسكيانة (اسمها بالبربرية: ميس الكاهنة، أي ابن الكاهنة)، فقد قتل بالمكان ابن الكاهنة فسمي باسمه، وما زالت هذه القرية تحمل نفس الاسم. انتشرت الكاهنة بجيشها في التلال المحيطة بهذه المنطقة، وفاجأت الجيش الإسلامي، فانطلقت من التلال، ويبدو أن الجيش العربي فوجئ بالهجوم الذي كان يشبه كمينا كبيرا، ودارت معركة شرسة، تمكنت الكاهنة من هزم الجيش العربي، وأسر ثمانين من قادته جلهم من التابعين. وعندما شعر حسان بأن المعركة حسمت، انسحب بما تبقي له من قوات. وطاردته الكاهنة حتي مدينة قابس. وانسحب حسان بقواته إلي طرابلس وبقي ينتظر المدد. وبني بهذه المدينة معسكرا لجيشه سمي منازل حسان. أما القيروان فقد بقيت بأيدي المسلمين ولم تلحق الكاهنة بهم أي أذي بل وأمّنتهم. ثم سقطت فيما بعد مدينة قرطاجة بين أيدي البيزنطيين وذلك سنة 76 هـ 695 م. ويذكر المؤرخون أن الزعيمة البربرية كانت تتصور أن العرب مثل الرومان، فقامت بتدمير الحصون، وحرق المدن والبساتين، حتي يزهد العرب في بلاد خراب، فيعودون من حيث أتَوا. ويذكر ابن عذاري: إن الكاهنة عملت علي القضاء علي مظاهر العمران، اعتقادا منها بأن العرب يسعون وراء العمران حيث الذهب والفضة، فوجهت قومها إلي كل ناحية في بلاد إفريقية يحرقون المزارع، ويهدمون الحصون، فبعد أن كانت إفريقيا ظلا واحدا من طرابلس إلي طنجة، قري متصلة ومدنا منتظمة، تلاشي هذا كله، وشمل الخراب سائر هذه البلاد (1). وفي رأيي فإن كلام ابن عذاري فيه كثير من المبالغة.
عادت الكاهنة إلي موقعها في جبال أوراس النمامشة. ويبدو أن هضبة ثازبنت استمرت كمقر لقيادتها. اجتمعت بالأسري الثمانين، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فاكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة، كما اكتشفت أن لغتهم ليست غريبة عن لغة قومها غرابة لغة الرومان، بل هي أخت لها، ومن غير شك فإنها تمكنت من التحدث مع بعضهم القادمين من اليمن بدون ترجمان، سألتهم عن عاداتهم وتقاليدهم فوجدت توافقا غريبا بينها وبين عادات وتقاليد قومها، فحدث زلزال في نفسها، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسري، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقها في الدين وهو خالد بن يزيد العبسي، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن. بل وعمدت إلي تبنيها لخالد وفقا لشعائر دينها، ولنستعرض ما كتبه المالكي حول هذا التبني: عمدت إلي دقيق الشعير فلثته بزيت، وجعلته علي ثديها، ودعت ولديها وقالت: كلا معه علي ثديي من هذا.. ففعلا، فقالت: صرتم إخوة (2).
ويبدو وفقا لروايات المؤرخين أن الكاهنة ضعف حماسها بحربها ضد العرب، ودخلت في صراع نفسي حاد، توصلت بضغطه إلي اتخاذ قرار بتحرير ولديها بل وحثهم علي عدم اتباعها في حربها، أما هي فقد وعدت قومها عند تعيينها ملكة عليهم أن تقاتل في سبيلهم حتي الموت، ولا بد لها من أن تفي بوعدها. ويجمع المؤرخون أنه ما كادت الكاهنة تعلم بوصول جيش حسان إلي إفريقية وتوجهه نحو منطقة تبسة حيث ترابط، حتي غادرت المنطقة واتجهت نحو الجنوب، بعد أن أوصت خالد العبسي أن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند حسان. ويقول ابن خلدون: وكان للكاهنة ابنان قد لحقا بحسان قبل الواقعة، أشارت عليهما بذلك أمهما دهيا، وهبا لإشارة علم كان لديها في ذلك من شيطانها، فتقبلهما حسان، وحسن إسلامهما واستقامت طاعتهما.. وعقد لهما علي قومهما جراوة ومن انضوي إليهم بجبل الأوراس (3).
ويوعز ابن خلدون موقفها هذا إلي كهانتها، أي مهارتها في قراءة الغيب، التي كشفت لها أن العرب سينتصروا وسيدين المغرب بدينهم. ولهذا فقد لقبها العرب بالكاهنة. ويروي عنها أنها قالت لولديها وهي تودعهما: خذ يا خالد أخويك إلي حسان، أوصيكما يا ولديّ بالإسلام خيرا أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت.. .
ويلاحظ أنها قالت كيف تموت، ولم تقل كيف تنتصر، وهكذا توجهت بغير إيمان بحربها فخاضت آخر معركة لها في منطقة بئر العاتر جنوب ولاية تبسة، سنة 82 هـ ، وهزم جيشها وقتلت في المعركة. وما زالت حتي الآن البئر التي حفرتها عندما حصرها العرب ومنعوا عن جيشها الماء، ما زالت قائمة تدر الماء، ويسميها الناس بهذه المنطقة: (بئر الكاهنة).
نستنتج من قصة الكاهنة ما يلي:
1 ـ إن الكاهنة حاربت العرب لأنها كانت تجهل عنهم أي شيء، وعندما احتكت بهم من خلال حوارها مع الأسري العرب الذين وقعوا بين يديها في معركة مسكيانة، لم تكتشف فيهم فحسب عدالة الرسالة التي حملوها، وإنما اكتشفت في لغتهم وعاداتهم تشابها كبيرا بل وتطابقا مع لغتها وعادات قومها، فاهتز في نفسها الإصرار علي دحر العرب. فقررت أن تفي بعهدها فتقاتل حتي الموت، لكنها حررت ولديها وكل من يريد التخلي عن الحرب.
2 ـ تدل قصتها مع خالد بن يزيد العبسي، ومع ولديها علي ما أوردناه في الفقرة السابقة، لأنه ليس من المعقول أن يقوم قائد عسكري مثل الكاهنة بتسليم فلذات كبده إلي عدوه يربيهم علي دينه وعلي لغته وثقافته، ما لم يقع زلزال في نفسه. لدرجة أن المؤرخين العرب فسروه علي أنه كهانة. أما عن تخريج بعض المؤرخين الغربيين ـ الذي تبنته جيزيل حليمي ـ بأنها وقعت في غرام خالد فأمر غير منطقي، لأن فارق السن كبير. فخالد كان شابا، والكاهنة كان عمرها 127 سنة مثلما يذكر المؤرخون.
3 ـ لقد أورد المؤرخون قصة احتاروا في أمرها، فعندما هزمت جيش حسان وطاردته حتي طرابلس، دخلت مدينة القيروان، وتجولت في شوارعها ثم غادرتها دون أن تتعرض لا للمدينة ولا لأهلها بسوء، وهو أمر غريب ومحير. هل بدأت تدرك مدي قربها وقرب قومها من هؤلاء العرب؟ هل بدأت تقتنع بعدالة الرسالة التي حملوها معهم، وبخاصة وهي المرأة المحنكة مثلما أورد ابن خلدون: عاشت 127 سنة، وملكت 35 سنة ، فأتاحت لها هذه التجربة الواسعة اكتشاف أصول قومها في العرب، فحررت ولديها من مهمة الاستمرار في محاربة العرب، بل وحثتهما علي اعتناق الإسلام، والتآخي مع العرب. يتبين مما سبق أن قصتي كسيلة والكاهنة قد حرفتا من طرف المؤرخين الفرنسيين، المنظرين للاستعمار، وفلاسفة فرْنسة الجزائر، والآباء البيض مبشري الاستعمار ورواده، وتلاميذهم الجزائريين من أتباع النزعة البربرية. إن موقف الكاهنة هذا يؤكد انتماء البربر والعرب إلي أرومة واحدة. فقبل دخول الفرنسيين الجزائر سنة 1830 م، لم يكن في المغرب بربري واحد يقول بفصل العرب عن البربر، وباستبدال العربية بالبربرية. هذه كلها حقائق تفند أكاذيب جيزيل حليمي التي تغلبت يهوديتها علي تقدميتها، التي تزعم أن لليهود الحق في المغرب العربي كما أشار لذلك الدكتور محمد الوادي، وهي نظرية صهيونية، فهي تزعم أن الكاهنة يهودية وهي وثنية بشهادة الرواة والمؤرخين العرب. ونحن لا ننكر أبدا أن الفتح الإسلامي وجد مغاربة يدينون باليهودية والمسيحية فعاملهم معاملة أهل الكتاب، لكن الكاهنة لم تكن يهودية.
و هل سيقتنع اليهود بما يقوله العرب المسلمون مجتمعين ؟ أبدا وسيتطور مفهوم هده الفكرة إلى أشياء أبعد .لعنة الله على اليهود ومن والاهم.شكرا أخي عى الوضوع


<table height="46" width="16"><tbody><tr><td>
</td><td align="center">
</td></tr></tbody></table>
أنت الزائر رقم
  • ملف العضو
  • معلومات
brn28
زائر
  • المشاركات : n/a
brn28
زائر
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
01-08-2008, 02:01 PM
والله موضوع في قمة القمم الله يجازيك خيرا و الله نحن الجزائرين في غفلة كبيرة عن تاريخنا و لكن من المفروض ان يكون التاريخ المفتخر به هو التاريخ الاسلامي فلا نفخر لا بالكاهنة و لا بعنترة العبسي و لا نسمي ابناءنا و بناتنا بأسماء الكفار مثل من يسمي ابنته الكاهنة ثم يريدها ان تقتفي اثر خديجة رضي الله عنها
  • ملف العضو
  • معلومات
أبو حمزة
زائر
  • المشاركات : n/a
أبو حمزة
زائر
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
06-09-2008, 08:42 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة brn28 مشاهدة المشاركة
والله موضوع في قمة القمم الله يجازيك خيرا و الله نحن الجزائرين في غفلة كبيرة عن تاريخنا و لكن من المفروض ان يكون التاريخ المفتخر به هو التاريخ الاسلامي فلا نفخر لا بالكاهنة و لا بعنترة العبسي و لا نسمي ابناءنا و بناتنا بأسماء الكفار مثل من يسمي ابنته الكاهنة ثم يريدها ان تقتفي اثر خديجة رضي الله عنها
...
اليس ارجوع الى الاصل فضيلة
كلامك لايلزم الا نفسك وهو مردود عليك
الكاهنة رمز ن رموزنا فلا تتجاوزي حدودك
الرة القادمة سنتصرف

نتشني ذي مازيغن ايرران
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عباس المرعب
عباس المرعب
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 04-08-2008
  • الدولة : مينيسوتا الولايات المتحدة
  • المشاركات : 435
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عباس المرعب is on a distinguished road
الصورة الرمزية عباس المرعب
عباس المرعب
عضو فعال
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
08-09-2008, 12:56 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حمزة مشاهدة المشاركة
...
اليس ارجوع الى الاصل فضيلة
كلامك لايلزم الا نفسك وهو مردود عليك
الكاهنة رمز ن رموزنا فلا تتجاوزي حدودك
المرة القادمة سنتصرف

نتشني ذي مازيغن ايرران
متى اكيڤى اوقليل هسيڤذت :D

ااااااااثمورث اومزيغ ايمورث انيراااااااان.....
  • ملف العضو
  • معلومات
القناص الكبير
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 08-09-2008
  • المشاركات : 86
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • القناص الكبير is on a distinguished road
القناص الكبير
عضو نشيط
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
09-09-2008, 10:17 AM
السلام عليك يأخي
و الله لا نجد في هذه الايام أناس يهتمون بألتاريخ كما تفعل انت الله عاونك
  • ملف العضو
  • معلومات
زيري1
عضو جديد
  • تاريخ التسجيل : 22-11-2008
  • المشاركات : 9
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • زيري1 is on a distinguished road
زيري1
عضو جديد
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
29-11-2008, 11:39 PM
صحح اسمك و اترك التاريخ لاهله الزاير تامورث اناغ
من مواضيعي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية aksal
aksal
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 28-09-2008
  • الدولة : Tamazgha
  • المشاركات : 104
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • aksal is on a distinguished road
الصورة الرمزية aksal
aksal
عضو فعال
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
10-12-2008, 08:01 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النحالجي مشاهدة المشاركة
مقال منقول


قصة القائدة الأمازيغية البربرية الكاهنة الحقيقية وأكاذيب المحامية الفرنسية جيزيل حليمي
د. عثمان سعدي

21/06/2007

نشرت القدس العربي في عدد 16/6/2007، مقالا للكاتب المغربي الدكتور محمد الوادي، تحت عنوان إعادة كتابة تاريخ المغرب من منظور يهودي ، وعلق علي أدعاء الكاتب المغربي اليهودي حاييم الزعفراني بأن يهود المغرب لم يأتوا مهاجرين وإنما هم مغاربة تهودوا ، فقال الوادي: معني هذا أن اليهود هم أصحاب حق في البلاد المغربية، ولا بد من إعادة كتابة تاريخ المغرب من منظور يهودي .
وأنا أكتب في هذا الميدان بلا عقدة لأنني من الذين يقال عنهم أمازيغ ـ بربر.
فقد أصدرت المحامية اليهودية الفرنسية من أصل تونسي جيزيل حليمي سنة 2006 رواية عنوانها (الكاهنية) طبعتها الدار الفرنسية المشهورة Plon زعمت أن الكاهنة يهودية، وهو كذب وافتراء، ويبدو أن يهودية حليمي تغلبت علي تقدمية حليمي فأبرزت الكاهنة كيهودية، بينما يجمع المؤرخون العرب المسلمون الذين أرخوا لها بمن فيهم العلامة ابن خلدون علي أنها كانت وثنية تعبد صنما من خشب، وتنقله علي جمل، وقبل كل معركة تبخّره وترقص حوله، ولو كانت يهودية لروي عنها ذلك الرواة المسلمون علي أنها من أهل الكتاب. كما أن حليمي تردد أكاذيب المستشرقين الفرنسيين الزاعمين بأنها كانت عاشقة لخالد العبسي، بينما يجمع المؤرخون علي أنها عاملته كإبنها بل وتبنته، فهو شاب وهي معمرة عمرها 127 سنة. وحليمي تعكس النظرية الصهيونية، فقد قامت إسرائيل بنحت تمثال للكاهنة قبل سنوات، أثناء المد للنزعة البربرية، واتصلت بعناصر البيربريست في الجزائر وأرسلته إلي روما، تمهيدا لنقله إلي الجزائر، ولا أدري هل التمثال المنصوب في باغاي بالأوراس في الجزائر هو التمثال المصنوع في إسرائيل. وقد رأيت أن أنشر نص ما ورد عن الكاهنة في كتابي (الجزائر في التاريخ) الذي هو بصدد دفعه للمطبعة، وذلك تنويرا لقراء القدس العربي :
وصل حسان بن النعمان المغرب فحاصر قرطاج التي كانت بين أيدي الرومان كعاصمة للمغرب، فاقتحمها وافتتحها وأمر بتدمير سورها، ثم تقدم فافتك بنزرت من الروم، ثم عاد إلي القيروان بعد أنطهر الساحل من برقة حتي قرطاج. ثم توجه إلي جبال أوراس النمامشة للقضاء علي حركة الكاهنة التي خلفت كسيلة في تمردها علي الفتح العربي الإسلامي. كانت الكاهنة جالسة علي عرش رئاسة قبيلة جراوة بهذه الجبال. (توجد قبيلة باليمن حتي الآن تسمي آل جراو).
كان جيش حسان قد أضعفته المعارك التي خاضها ضد البيزنطيين، فعندما واجه جيش الكاهنة الذي كان جاهزا للحرب مرتاحا، انهزم أمامه. اتخذت الكاهنة هضبة ثازبنت كمقر لجيشها قرب مدينة تبسة، تدربه فيها وتستعد للقتال، وما زالت حتي الآن صومعة الكاهنة كما يسميها الشعب قائمة بدوار ثازبنت، وهي عبارة عن برج معسكر بني بحجارة ضخمة يشير إلي أن هذا هو مقر الكاهنة الرئيسي. ومن الغريب أن هذه المنطقة نفسها هي التي اتخذها تاكفاريناس ويوغورطا معقلا لجيوشهما. ومن غير شك فإن الكاهنة كانت تراقب من مرتفعات الهضبة المطلة علي سهل تبسة تحركات الجيش العربي. وتتابع تقدمه، وأنها اختارت هي موقع المعركة سنة 75 هـ 693 م.
يبدو أن القائدة البربرية عندما شاهدت جيش حسان يطل من بكارية آتيا من الحدود التونسية الجزائرية الحالية، ويتقدم نحو الغرب مخترقا سهل تبسة ومتجها نحو منطقة حلوفة، نزلت من هضبة ثازبنت، وتوجهت إلي المنطقة المسماة مسكيانة (اسمها بالبربرية: ميس الكاهنة، أي ابن الكاهنة)، فقد قتل بالمكان ابن الكاهنة فسمي باسمه، وما زالت هذه القرية تحمل نفس الاسم. انتشرت الكاهنة بجيشها في التلال المحيطة بهذه المنطقة، وفاجأت الجيش الإسلامي، فانطلقت من التلال، ويبدو أن الجيش العربي فوجئ بالهجوم الذي كان يشبه كمينا كبيرا، ودارت معركة شرسة، تمكنت الكاهنة من هزم الجيش العربي، وأسر ثمانين من قادته جلهم من التابعين. وعندما شعر حسان بأن المعركة حسمت، انسحب بما تبقي له من قوات. وطاردته الكاهنة حتي مدينة قابس. وانسحب حسان بقواته إلي طرابلس وبقي ينتظر المدد. وبني بهذه المدينة معسكرا لجيشه سمي منازل حسان. أما القيروان فقد بقيت بأيدي المسلمين ولم تلحق الكاهنة بهم أي أذي بل وأمّنتهم. ثم سقطت فيما بعد مدينة قرطاجة بين أيدي البيزنطيين وذلك سنة 76 هـ 695 م. ويذكر المؤرخون أن الزعيمة البربرية كانت تتصور أن العرب مثل الرومان، فقامت بتدمير الحصون، وحرق المدن والبساتين، حتي يزهد العرب في بلاد خراب، فيعودون من حيث أتَوا. ويذكر ابن عذاري: إن الكاهنة عملت علي القضاء علي مظاهر العمران، اعتقادا منها بأن العرب يسعون وراء العمران حيث الذهب والفضة، فوجهت قومها إلي كل ناحية في بلاد إفريقية يحرقون المزارع، ويهدمون الحصون، فبعد أن كانت إفريقيا ظلا واحدا من طرابلس إلي طنجة، قري متصلة ومدنا منتظمة، تلاشي هذا كله، وشمل الخراب سائر هذه البلاد (1). وفي رأيي فإن كلام ابن عذاري فيه كثير من المبالغة.
عادت الكاهنة إلي موقعها في جبال أوراس النمامشة. ويبدو أن هضبة ثازبنت استمرت كمقر لقيادتها. اجتمعت بالأسري الثمانين، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فاكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة، كما اكتشفت أن لغتهم ليست غريبة عن لغة قومها غرابة لغة الرومان، بل هي أخت لها، ومن غير شك فإنها تمكنت من التحدث مع بعضهم القادمين من اليمن بدون ترجمان، سألتهم عن عاداتهم وتقاليدهم فوجدت توافقا غريبا بينها وبين عادات وتقاليد قومها، فحدث زلزال في نفسها، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسري، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقها في الدين وهو خالد بن يزيد العبسي، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن. بل وعمدت إلي تبنيها لخالد وفقا لشعائر دينها، ولنستعرض ما كتبه المالكي حول هذا التبني: عمدت إلي دقيق الشعير فلثته بزيت، وجعلته علي ثديها، ودعت ولديها وقالت: كلا معه علي ثديي من هذا.. ففعلا، فقالت: صرتم إخوة (2).
ويبدو وفقا لروايات المؤرخين أن الكاهنة ضعف حماسها بحربها ضد العرب، ودخلت في صراع نفسي حاد، توصلت بضغطه إلي اتخاذ قرار بتحرير ولديها بل وحثهم علي عدم اتباعها في حربها، أما هي فقد وعدت قومها عند تعيينها ملكة عليهم أن تقاتل في سبيلهم حتي الموت، ولا بد لها من أن تفي بوعدها. ويجمع المؤرخون أنه ما كادت الكاهنة تعلم بوصول جيش حسان إلي إفريقية وتوجهه نحو منطقة تبسة حيث ترابط، حتي غادرت المنطقة واتجهت نحو الجنوب، بعد أن أوصت خالد العبسي أن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند حسان. ويقول ابن خلدون: وكان للكاهنة ابنان قد لحقا بحسان قبل الواقعة، أشارت عليهما بذلك أمهما دهيا، وهبا لإشارة علم كان لديها في ذلك من شيطانها، فتقبلهما حسان، وحسن إسلامهما واستقامت طاعتهما.. وعقد لهما علي قومهما جراوة ومن انضوي إليهم بجبل الأوراس (3).
ويوعز ابن خلدون موقفها هذا إلي كهانتها، أي مهارتها في قراءة الغيب، التي كشفت لها أن العرب سينتصروا وسيدين المغرب بدينهم. ولهذا فقد لقبها العرب بالكاهنة. ويروي عنها أنها قالت لولديها وهي تودعهما: خذ يا خالد أخويك إلي حسان، أوصيكما يا ولديّ بالإسلام خيرا أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت.. .
ويلاحظ أنها قالت كيف تموت، ولم تقل كيف تنتصر، وهكذا توجهت بغير إيمان بحربها فخاضت آخر معركة لها في منطقة بئر العاتر جنوب ولاية تبسة، سنة 82 هـ ، وهزم جيشها وقتلت في المعركة. وما زالت حتي الآن البئر التي حفرتها عندما حصرها العرب ومنعوا عن جيشها الماء، ما زالت قائمة تدر الماء، ويسميها الناس بهذه المنطقة: (بئر الكاهنة).
نستنتج من قصة الكاهنة ما يلي:
1 ـ إن الكاهنة حاربت العرب لأنها كانت تجهل عنهم أي شيء، وعندما احتكت بهم من خلال حوارها مع الأسري العرب الذين وقعوا بين يديها في معركة مسكيانة، لم تكتشف فيهم فحسب عدالة الرسالة التي حملوها، وإنما اكتشفت في لغتهم وعاداتهم تشابها كبيرا بل وتطابقا مع لغتها وعادات قومها، فاهتز في نفسها الإصرار علي دحر العرب. فقررت أن تفي بعهدها فتقاتل حتي الموت، لكنها حررت ولديها وكل من يريد التخلي عن الحرب.
2 ـ تدل قصتها مع خالد بن يزيد العبسي، ومع ولديها علي ما أوردناه في الفقرة السابقة، لأنه ليس من المعقول أن يقوم قائد عسكري مثل الكاهنة بتسليم فلذات كبده إلي عدوه يربيهم علي دينه وعلي لغته وثقافته، ما لم يقع زلزال في نفسه. لدرجة أن المؤرخين العرب فسروه علي أنه كهانة. أما عن تخريج بعض المؤرخين الغربيين ـ الذي تبنته جيزيل حليمي ـ بأنها وقعت في غرام خالد فأمر غير منطقي، لأن فارق السن كبير. فخالد كان شابا، والكاهنة كان عمرها 127 سنة مثلما يذكر المؤرخون.
3 ـ لقد أورد المؤرخون قصة احتاروا في أمرها، فعندما هزمت جيش حسان وطاردته حتي طرابلس، دخلت مدينة القيروان، وتجولت في شوارعها ثم غادرتها دون أن تتعرض لا للمدينة ولا لأهلها بسوء، وهو أمر غريب ومحير. هل بدأت تدرك مدي قربها وقرب قومها من هؤلاء العرب؟ هل بدأت تقتنع بعدالة الرسالة التي حملوها معهم، وبخاصة وهي المرأة المحنكة مثلما أورد ابن خلدون: عاشت 127 سنة، وملكت 35 سنة ، فأتاحت لها هذه التجربة الواسعة اكتشاف أصول قومها في العرب، فحررت ولديها من مهمة الاستمرار في محاربة العرب، بل وحثتهما علي اعتناق الإسلام، والتآخي مع العرب. يتبين مما سبق أن قصتي كسيلة والكاهنة قد حرفتا من طرف المؤرخين الفرنسيين، المنظرين للاستعمار، وفلاسفة فرْنسة الجزائر، والآباء البيض مبشري الاستعمار ورواده، وتلاميذهم الجزائريين من أتباع النزعة البربرية. إن موقف الكاهنة هذا يؤكد انتماء البربر والعرب إلي أرومة واحدة. فقبل دخول الفرنسيين الجزائر سنة 1830 م، لم يكن في المغرب بربري واحد يقول بفصل العرب عن البربر، وباستبدال العربية بالبربرية. هذه كلها حقائق تفند أكاذيب جيزيل حليمي التي تغلبت يهوديتها علي تقدميتها، التي تزعم أن لليهود الحق في المغرب العربي كما أشار لذلك الدكتور محمد الوادي، وهي نظرية صهيونية، فهي تزعم أن الكاهنة يهودية وهي وثنية بشهادة الرواة والمؤرخين العرب. ونحن لا ننكر أبدا أن الفتح الإسلامي وجد مغاربة يدينون باليهودية والمسيحية فعاملهم معاملة أهل الكتاب، لكن الكاهنة لم تكن يهودية.
Salam aleikoum,
Je vous souhaitent que cette fête de l'aid el kbir, soit pour vous aussi, un agréable moments familiales..,d'échanges... et de joies. Que la paix.., l'ouverture des yeux et de l'esprit soit sur tous les humains!! Qu'ALLAH soubhanhou nous guides et nous conduises pour sa satisfaction... Que sa miséricorde et son pardon, nous écartons des abîmes de nos passions... Mes Meilleurs voeux de santé, et de prospérité à vous cher amis et tt les musulmans.
merci

أزول
ننصح هذا الاخ الذي كتب هذا المقال أن يصحح معلوماته وأن لا يستند في كتاباته لمصدر واحد خاصة اذا كان هذا الاخير عنصري و متعصب ومتحيز للعرب حاشاكم أمثال ح. عثمان سعدي وليس د. سعدي لانه ليس كل من يقال له دكتور فهو دكتور ونحن درسنا في الجامعه ورأينا معظم مستوى دكاترتنا الا من رحم ربي.
الله ارحم ابن خلدون الامازيغي الذي قال مقولته المشهورة
اذا عربت خربت واذا خربت لم تعمر
وارجو من الاخ ان لا ينسى في كتاباته القادمه ان يكتب الغزو العربي وأن لا يقول الفتح الاسلامي لان مبادئ الاسلام تتنافى مع خصال العرب الخنازير

لا تخدعونا باسم الاسلام
حاشا الاسلام بل انتم السوس الذي يقوض قيام الدوله الاسلامية الحقيقية
تانميرث
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية فارس-300
فارس-300
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 28-08-2008
  • الدولة : قمار_الوادي
  • المشاركات : 39
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • فارس-300 is on a distinguished road
الصورة الرمزية فارس-300
فارس-300
عضو نشيط
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
11-12-2008, 07:09 AM
بسم الله الرحمان الرحيم:الى من يتطاول على اسياده العرب وينعتهم بالخنازيرالمدعو aksalكلامي ليس موجه الى الامازيغ الاحرار بل الى اشباه الامازيغ من يرتمون بين احضان فرنسا انتم سبب مصائب الجزائركلام عنصري .اوجه لك سؤال فقط .لماذا المتنصرون يركزون على منطقة القبائل دون المناطق الاخرى .وشكرا
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية colla
colla
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 18-07-2007
  • الدولة : °ºҖ kabylie Җº°
  • العمر : 37
  • المشاركات : 2,175
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • colla will become famous soon enough
الصورة الرمزية colla
colla
شروقي
رد: إسرائيل تنحث صنما للكاهنة اليهودية ديهيا تمهيدا لنقله للجزائر
11-12-2008, 07:16 AM
واو واو

بلاكم بلبلة

قصة التنصير ماهي الا سياسة لرد كل شيء الى مكانه كالسابق...

اما قصة الكاهنة الكثير يعرفها

موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع
هكذا يتوقع المفكرون الصهاينة زوال إسرائيل
الساعة الآن 05:33 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى