تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى التاريخ > منتدى السير والتراجم

> إلى متى التعتيم والعبث بالتاريخ والشخصيات

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
درب اليقين
زائر
  • المشاركات : n/a
درب اليقين
زائر
إلى متى التعتيم والعبث بالتاريخ والشخصيات
18-12-2015, 10:20 PM

وحدها الأمم البائسة القابعة في قعر تخلفها من تستحي بدراسة تاريخها بموضوعية، وتفضل التدليس من أجل خدمة رؤى ضيقة لا تتجاوز أرنبات أنوف أصحابها، عندما فازت الكاتبة الصحفية البلاروسية سفيتلانا اليكسييفيتش بنوبل للآداب ذهب الكثيرون إلى ربط الإمتياز والتكريم بسياسة المعسكرين في حربهما التقليدية المتجددة بمختلف الأساليب غير أن السبب الحقيقي كان في شجاعة صحفية جريئة أنفت مساحيق التجميل طالما اعتمدها المتطفلون على الثقافة، فقد كان لها قصب السبق في تركيب "جنره " على بصمتها الأدبية الخاصة فنقلت لنا صورة وكأننا نحياها في عصرنا من واقع بشع تجرعته وهي تتعثر في أنقاص ماض أليم تفضح فيه عوار الحرب التي هي في النهاية صنيعة الانتهازية والمصالح البشرية.

وانا أقرأ عن جرأة هذه الكاتبة وعن سيرة حياتها وكيف اهتدت الى التقاف شهادات من جيل اوشك على الانقراض، تذكرت المأساة التي نعيشها مع تاريخنا ، وشخصياتنا التي تجاذبتها التيارات من هنا وهناك في مشهد قاتم لفقدان ذاتنا الجامعة لمعنى ومفهوم الإنتماء بين التاريخ والحاضر وأُفق المستقبل .
وكنموذج مثير للجدل عالمنا عبد الحميد بن باديس رحمه الله الذي ظلت آثاره وما نقلت عنه الشهادات من مواقف أرجوحة تهتز حبالها مع عبث العابثين وانتهازية الانتهازيين.

لماذا التعتيم عن توجّه الشيخ العلماني التنويري ؟؟؟

منقول للدعم

يذكر الشّيخ بن باديس في نضاله ضدّ الإستدمار الفرنسي، في دفاعه عن الإسلام الصافي الخالي من شوائب البدع و الخرافات، في دفاعه عن اللغة العربية وعن وجود أمّة جزائرية .

لا أحد يستطيع أن ينكر أنّ اسم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ارتبط أساسا بدور الشيخ، و إن لم تكن حزبًا سياسيًا في بوتقة الحركة الوطنية، إلاّ أنّ أهدافها كانت سياسية بامتياز على المدى البعيد، بيد أنّ تعاملنا مع وقائع التاريخ بانتقاء أحداثه و مواقفه خدمة لمآرب السياسيين ظل سارياً ، حتى إنّ هذا السلوك أي الانتقائية بات بقبع على صدور المؤرّخين والباحثين، وتحول إلى ما يشبه “عقدة نفسيّة” تلازمهم في دراسة تاريخنا.


بن باديس و أتاتورك.. رغم التباعد لكن يلتقيان في إحدى النقاط

لم يكن الشيخ بن باديس في منأى عن هذا، فالباحث في أرشيف “مجلة البصائر” ، إحدى المنابر الإعلامية للجمعية، يجد نفسه أمام كل المقالات التي كتبت منذ عام 1936، إلاً مقال واحد اختفى كقطرة ماء في لجّ عميق، هو مقال تشجّع الشيخ بن باديس لكتابته، يوم قضى فيه مصطفى كمال أتاتورك، الأب الروحي للدولة التركية العلمانية، تحت عنوان “مصطفى كمال رحمه الله..”، فالمقال يرثي أتاتورك و يشيد بمناقبه و انجازاته لتركيا الحديثة، فالأمر يثير الاندهاش و الاستغراب لمعطيات عدّة، أولاها أنّ الشيخ بن باديس، وفقًا لمصادر تاريخية، يحسب على المحافظين من أهل السُّنة و الجماعة نظرًا لمكوثه في المدينة المنوّرة، و تأثّره لاحقًا بالحركة الإصلاحية في القرن 19م التي قادها جمال الدين الأفغاني وَ محمد عبده، و كلاهما يحسبان على الفكر الإخواني الذي يحاول مدّ الجسور بين أصل الأمة و تراثها و الانفتاح على ثقافات الآخرين .

لا ريب إنّنا أمام موقف سياسي، تبنّاه أحد أبرز روّاد الحركة الإصلاحية في تاريخ الجزائر، لا يمكن القفز عليه، خصوصًا أنّنا نعلم جيدّا العداوة التاريخية، التي لا تزال، بين السلفيين و دعاة العلمانية، وهو ما قد ينسحب جزئيًا على الإخوان لكن بدرجة أقل، مع ذلك لا يرون إلّا في الإسلام حلاّ لمشاكل الأمة.

لا يمكن الجزم أنّ موقف الشيخ بن باديس المؤيّد للعلمانية ظاهراً، هو موقف الجمعية و بقية شيوخها قبله و بعده من الشيخ الطالب الإبراهيمي أو الطيّب العقبي، لأنّنا لا نملك أدّلة تثبت أو تفنّد هذا الطرح، لكن علينا أن نبحث عن تفسيرات حين يستهلّ بن باديس مقاله بالقول : ” في السّابع عشر من رمضان المعظّم ختمت أنفاس أعظم رجل عرفته البشريّة في التّاريخ الحديث، و عبقريّ من أعظم عباقرة الشّرق، الّذين يطلعون على العالم في مختلف الأحقاب، فيحوّلون مجرى التّاريخ و يخلقونه خلقًا جديدًا.. ذلك هو مصطفى كمال بطل غاليبولي في الدّردنيل و بطل سقاريا في الأناضول، و باعث تركيا من شبه الموت إلى حيث هي اليوم من الغنى و العزّ و السّمو”.

لن نغوص في أعماق التاريخ، و نردّد ما نقله بعص المحققين أنّ أتاتورك الذي أجهز على الرجل المريض بإنهاء حكم الخلافة العثمانية، هو من يهود سالونيكا، يعادي كل ما هو إسلامي لأنّه “تخلّف و تراجع و انحطاط” ، عقيدته العلمانية المتوحّشة الماقتة للإسلام جعلته يولع بالفكر الغربي، الذي رآه الفضاء الأنسب لتطور الشعب التركي .

واضح أنّ الشيخ معجب بشخص و فكر مصطفى أتاتورك و انجازاته، و له حق كل الحق في التعبير عن ذلك حين يصفه بـ”باعث تركيا من شبه الموت إلى حيث هي اليوم من الغنى و العزّ و السموّ”، ما قد يذهب إليه البعض أنّ المقال طعن في الشيخ بن باديس أو اختزال لمساره الإصلاحي، فهو ليس كذلك ، لأنّ شجاعته و جرأته تخطّت من جاء بعده، ففي زمن مبكّر طرح بن باديس مسألة علاقة الإسلام بالعلمانية، أمّا في ثنايا تحليله لتوجّه أتاتورك لا يدعو بن باديس صراحة إلى استنساخ التجربة العلمانية التركية.

غير أنّ الجزئية المخيفة في كل هذا الجدل ليست هل بن باديس من أنصار العلمانية أم لا ؟ لكن النقاش الفعلي هو حول : لماذا حُذف المقال من أرشيف مجلة البصائر، و من فعل ذلك؟ و بعدما فعلوه، فبأيّ حق ؟، فحتّى الشيخ بن باديس نفسه الذي شُهد له بمجالسة علماء الأمة، و يُشهد له بالعلم و الفقه، لم ير عيبًا أو خجلًا بالجهر بموقفه من العلمانية ، فكيف بمن يقلّ عنه علمًا و نضالًا و شجاعةً أدبيةً أن يحذف حلقة مهمّة توثّق موقفًا قد يدفعنا إلى إعادة قراءة فكر بن باديس الإصلاحي !.

لا جرم أنّ مقصّ الرقابة طال و يطال جميع رموز الجزائر الأحياء منهم و الأموات، و هو الخطأ الذي نرتكبه و نصرّ عليه، كأن نكتشف بعد 72 عامًا أنّ فكر بن باديس به شيء من العلمانية أو كاد أن يكون !.


انا + مقال داعم


  • ملف العضو
  • معلومات
الأمازيغي52
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-08-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 2,347

  • وسام اول نوفمبر وسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • الأمازيغي52 will become famous soon enough
الأمازيغي52
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
imad43
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2014
  • المشاركات : 68
  • معدل تقييم المستوى :

    11

  • imad43 is on a distinguished road
imad43
عضو نشيط
رد: إلى متى التعتيم والعبث بالتاريخ والشخصيات
18-03-2016, 05:29 PM
الله يبارك موضوع قمة
اولا اتاتورك علماني وقح وبامكاننا الان بعد ان مر ما مر و تكشف ماتكشف ان نقول هذا
ثانيا هناك الكثير من الاوصياء على الفكر ممن يعتقدون انهم يفعلون الصواب رم انهم يسيؤون فنحن اقولها بكل صدق عندما ناخذ سيرة شخص ما نعتقد فيه العصمة لذا فربما مخفيه كان ذو نية طيبة
ثالثا علاقة الاسلام بالعلمانية علاقة معقدة و ربما مازادها تعقيدا الفكر التخلفي للوهابية- و لا اقول السلفية-
لكن على العموم الاسلام رسالة اخلاقية كاملة لم يستطع مسلموا العصر الحديث التشبع بها و بالتالي فشلوا في اعطائها صبغة الحداثة وقد كان في الماضي الاسلام مرتبطا تماما بالتخلف - ومازال- رغم ان المؤكد ان الاسلام بريئ من التخلف و لكن مسلمي الوقت الحاضر هم السبب
لانهم لم يستطيعوا ان يخرجوا للعالم العالم المسلم الحق الملم بدينه و الناجح في تخصص علمي ما
وربما لو كتب لابن باديس-رحمه الله- ان عاصر الاربكان لراى فيه رجل الاسلام الحقيقي الذي افاد دينه و بلده
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 11:07 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى