اختلاف الجزائر مع السعودية لن يؤثر على موسم الحج
25-04-2016, 06:42 PM

م. روابح

قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في تصريح لـ "الشروق" من ولاية إيليزي، إن اختلاف وجهات النظر بين الجزائر والسعودية، لن ينعكس على موسم الحج هذه السنة. وقال إن تنظيم هذه الشعيرة يتم بإشراف مجلس التعاون الإسلامي العالمي، مطمئنا الحجاج هذه السنة بأنه لا تأثير لاختلاف وجهات النظر في الحج، مؤكدا أن هناك تعاونا كبيرا بين وزارته والسفارة السعودية، من أجل تبادل الخبرات والنصائح.
وقال الوزير، خلال زيارته أمس إلى ولاية إليزي، إنه لا وجود لمساجد في الجزائر لا تخضع لرقابة الوزارة أو السلطات الأمنية المختلفة. وأوضح أكثر بقوله إنه لا يوجد مسجد لا تعرف مصالحه ما يقوله الإمام، مضيفا أن كل المساجد تعمل بمرجع واحد، وهو المرجعية الدينية الوطنية، وأن ما يتداول في أوساط البعض، عن وجود متطوعين لا يعرفونهم، هو خطأ كبير، بحيث إنه قبل أن يصعد المتطوع إلى المحراب ويلقي خطبة أو درسا، لابد من حصوله على رخصة مسبقة من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف .

وقال الوزير إن الإدارة لها حق منعه في حالة رأت أنه يؤثر بالتشدد على الرأي العام، مؤكدا أنه يعرف ما يحصل بالمساجد، وما يقوله المتطوعون فيها، داعيا إلى الالتحاق بما أسماه بالخطة الدينية وهي المرجعية الوطنية، مضيفا أن الوزارة لاحظت أن بعض المفتشين أصبحوا لا يراقبون المساجد الموجودة في دائرة تعيينهم، وعليه فقد أمرت مصالحه بترك المنابر، والتفرغ لمراقبة المساجد، وبعد هذا القرار تمكنوا من متابعة ومراقبة نشاط أكثر من 4500 مسجد، إضافة إلى المساجد المتابعة عن كثب من قبل مصالحه ومصالح الأمن المختلفة.

ولدى التدشين الرسمي للمعهد الوطني للتكوين المتخصص للأسلاك الخاصة بإدارة الشؤون الدينية بإيليزي، قال الوزير إنه سيستقبل في المواسم القادمة طلبة من دول ليبيا والنيجر ومالي المجاورة وحتى تونس، الذين يريدون دراسة الدين المعتدل الوسطي الذي تتميز به الجزائر عن باقي الدول.

وعن المشكلة التي تواجه خريجي الزوايا بالولاية، الذين غادروا المدارس وحفظوا القرآن، ولكنهم حرموا من التسجيل في هذا المعهد بسبب المستوى، فقد أكد الوزير أن مصالحه قد رخصت عملية إثبات المستوى لحفظة القرآن من ولاية إيليزي، بحيث يكفي إجراء اختبار بسيط للحفظة، من أجل التسجيل بالمعهد في مختلف الرتب، وذلك لتستفيد منهم الولاية محليا، وهو الهدف الأول الذي من أجله بني المعهد بإيليزي، مؤكدا أن هذا المعهد يعد منارة بالمنطقة، وأن إنقاذ الجزائر من الجانب الديني لا يكون إلا عن طريق التكوين الصحيح على إسلام وسطي غير متشدد.

كما أكد محمد عيسى، لدى افتتاحه لملتقى حول دور المساجد في الحفاظ على الوطن، بأن هناك مذاهب دينية متطرفة قتلها التاريخ، يحاول البعض إعادة إحياءها، من أجل تخريب البلدان، من خلال بث السموم عبر الوسائط ومواقع التواصل الاجتماعي، للإطاحة بعقول الشباب، وأثنى الوزير على دور الجيش الوطني الشعبي، وعلى جميع الأجهزة الأمنية التي تسهر على تأمين حدود الوطن.. وأكد عيسى بأنه ينبغي على الجميع الوقوف في وجه محاولات ضرب الجزائر في دينها وأمازيغيتها.

مشيرا إلى إن الزوايا قلاع حصينة ومبنية على تطور حضاري، ولا تمد يدها، مثلما يصفها بعض من يريد تشويه سمعتها والذين وصفهم بالكذابين والمشوشين.