افتراءات كتاب الكنيسة حول نبي الله داود
19-04-2014, 12:22 PM
افتراءات كتاب الكنيسة حول نبي الله داود
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يوجد نبي من انبياء الله في العهد القديم الا و أساء اليه كتاب الكنيسة المكدس ورماه بالفحش و السرقة والكفر
في عقيدة النصارى النبي غير معصوم الا من جهة التبليغ ، اي يمكن لنبي ان يكون سارق او زاني او كذاب او قاتل او حتى قواد ( معذرة على هذه الكلمة) ومع ذلك فهو رسول من عند الله معصوم في التبليغ عن ربه فقط
وليس هذا فقط فالمتناقضات يمكن ان تجتمع في عقول عباد الانسان المصلوب ، مثلا اللعنة تتحول الى بركة كما جاء في رسائل بولس اليهودي ، و الثالوث هو توحيد في جوهره وان الخالد الذي لا يفن يمكن ان يصلب و يموت و الكثير الكثير من الامور الغريبة و الغير المعقولة التي اصطنعه مؤلفي كتاب الكنيسة
ما سنتكلم عنه في هذا الموضوع هو الافتراء حول نبي الله داود عليه السلام
هذا الاخير الذي كان نبيا ملكا على بني اسرائيل ، اتهمه كتاب الكنيسة بانه كان زانيا مخادعا قاتلا وفحشا فاسقا
وانا الان ساخدكم في جولة قصيرة عبر صفحات كتاب الكنيسة ونقرا ما جاء فيه حول هذا النبي الكريم المبرئ في القران الحكيم ونعلق كذلك على تلك القصص الرومنتسية المقدسة في عقيدة عباد المصفوع على وجهه

القصة موجودة في صموئيل الاول الاصحاح العشر من الفقرة الاول الى الفقرة السادسة وعشرون

وعِندَ المَساءِ قامَ داوُدُ عَنْ سريرهِ وتمشَّى على سطحِ القصرِ، فرأى على السَّطحِ اَمرأةً تَستحِمُّ وكانَت جميلةً جدُا. 3فسألَ عَنها، فقيلَ لَه: ((هذِهِ بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ، زوجةُ أوريَّا الحِثِّيِّ)). و اوريا الحثي هو قائد جيش نبي الله داود
من الوهلة الاولى نكتشف التزوير المقدس و الافتراء على هذا النبي ، اذ كيف بنبي من عند الله يتلقى الوحي وفيه من الشرائع ما يمنع اطلاق النظر الى المحرمات يزني بعينيه وشاهد امراة عريانة تستحم
وكذلك هناك غموض كيف كانت تستحم بتشابع في الخارج هاكذا بدون ان تستتر ؟؟؟؟
4فأرسَلَ إليها رُسُلاً عادوا بها وكانَت اَغتَسلت وتَطهَّرت، فدخلَ علَيها ونامَ معَها، ثُمَ رجعت إلى بَيتِها. 5وحينَ أحسَّت أنَّها حُبلى أعلَمتهُ بذلِكَ.
يالمصيبتك يا داود ترسل اليه خدمك ليأتوا به اليك حتى تطفىء نار شهوتك لا و الاعظم من ذلك المراة حبلة بسبب هذا الزنا
ماذا حدث بعد ذلك يا ترى ؟؟؟؟
فأرسَلَ داوُدُ إلى يوآبَ يقولُ: ((أرسِلْ إليَ أوريَّا الحِثِّيَّ)) فأرسَلَهُ. 7فلمَّا جاءَ سألَهُ داوُدُ عَنْ سلامةِ يوآبَ والجيشِ وعَنِ الحربِ، 8ثُمَ قالَ لَه: ((إنزِلْ إلى بَيتِكَ واَغسِلْ رِجلَيكَ واَسترِحْ)).
يعني داود من اجل ان ينقذ نفسه من هذه المصيبة ماذا فعل ؟ ارسل الى قائد جيشه الذي كان موجود في جبهة الجهاد واراد ان يرسله بخبث الى زوجته حتى يضمن النجاة من تهمة الزنا بزوجته
ولكن ماذا جرى يا ترى ؟؟
فخرج أوريَّا مِنَ القصرِ وتَبِعتْهُ هديَّةٌ مِنْ عِندِ داوُدَ. 9فنامَ على بابِ القصرِ معَ الحرَسِ ولم ينزِلْ إلى بَيتِهِ.
لحضوا انه اراد ان يشتري عرض قائد جيشه بهدية فأي خسست هذه ، لا ولان اوريا كان شخص يؤمن بمهمته اثر على نفسه النوم مع اهله و رجاله يجاهدون في الجبهة بعيدين عن اهلهم
10فلمَّا قيلَ لداوُدَ: ((أوريَّا لم يَنزِلْ إلى بَيتِهِ))، دَعاهُ وقالَ لَه: ((أما جئتَ مِنَ السَّفرِ؟ فما بالُكَ لا تنزِلُ إلى بَيتِكَ؟))
يبدوا ان داود غضب من قائد جيشه فالخطة رقم واحد لم يكتب لها النجاح
كيف كان رد اوريا يا ترى
11فأجابَهُ أوريَّا: ((تابوتُ العَهدِ ورِجالُ إسرائيلَ ويَهوذا مُقيمونَ في الخيامِ، ويوآبُ وقادَةُ سيِّدي المَلِكِ في البَرِّيَّةِ، فكيفَ أدخلُ بَيتي وآكُلُ وأشربُ وأنامُ معَ زوجتي؟ لا وحياتِكَ، لا أفعَلُ هذا)).
ياله من جواب قاسم ترفع له القبعات من طرف رجل اثبت بانه يملك من الشرف و النبل ما لا يملكه مولاه و ولي نعمته الذي خانه مع زوجته
فقالَ لَه داوُدُ: ((أقمْ هُنا اليومَ، وغَدًا أصرِفُكَ)). فبقيَ أوريَّا ذلِكَ اليومَ في أورُشليمَ، 13وفي اليومِ التَّالي دعاهُ داوُدُ، فأكلَ معَهُ وشربَ حتى سَكِرَ. ثُمَ خرَج مساءً، فنامَ حيثُ ينامُ الحرَسُ، ولم ينزِلْ إلى بَيتِهِ.
مرة أخرى حاول داود ابقاء اوريا في المملكة عله يدخل على زوجته ولا تلتصق تهمة الزنا به ، ولكن هيهات فالرجل شريف صاحب المبادئ لا يفرط فيه ابدا
هناك ما كان امام داود الا ان يفكر في خطة بديلة تضمن له التخلص هذه المرة من الفضيحة و قائد جيشه المخلص في آن واحد
14فلمَّا طلَعَ الصَّباحُ كتَبَ داوُدُ إلى يوآبَ مكتوبًا وأرسَلَهُ بيَدِ أوريَّا، 15يقولُ فيهِ: ((وجهوا أوريَّا إلى حيثُ يكونُ القِتالُ شديدًا، واَرجعوا مِنْ ورائِه فيَضرِبَهُ العَدوُّ ويموتُ)).
هكذا صور الكتاب نبي الله داود فحش زاني ومجرم ، يدبر الخطط ويتامر على قائد جيشه المخلص ويرسله الى حتفه حتى يغطي على ذنبه الشنيع
16وكانَ يوآبُ يحاصِرُ المدينةَ، فعيَّنَ لأوريَّا موضِعًا عَلِمَ أنَّ للعدوِّ فيهِ رِجالاً أشدَّاءَ. 17فخرَج رِجالُ المدينةِ وحارَبوا يوآبَ، فسقَطَ لداوُدَ بَعضُ القادَةِ ومِنْ بَينِهِم أوريَّا الحِثِّيُّ. 18فأرسَلَ يوآبُ وأخبَرَ داوُدَ بكلِّ ما جرى في الحربِ. ...((قَويَ علَينا الأعداءُ وخرَجوا لقِتالِنا في البَرِّيَّةِ، فطارَدناهُم إلى بابِ المدينةِ، 24فرَمانا العَدوُّ بالسِّهامِ مِنْ فوقِ السُّورِ، فماتَ البَعضُ مِنْ قادَةِ المَلِكِ، وقُتِلَ أيضًا عبدُكَ أوريَّا الحِثِّيُّ)). 25فقالَ لَه داوُدُ: ((هذا ما تقولُ ليوآبَ: ((لا يُحزِنُكَ ذلِكَ، لأنَّ السَّيفَ لا يرحَمُ أحدًا. تابِعْ هُجومَكَ على المدينةِ ودمِّرْها. قُل لَه ذلِكَ حتى يتشجعَ)).
هنا ضمن داود كتاب الكنيسة مقتل اوريا وحتى لو قتل جميع قادته فلن يغضب ما دامت الفضيحة لن تحدث
26وسمِعَت زوجةُ أوريَّا أنَّ زوجها ماتَ، فناحَت علَيهِ. 27ولمَّا اَنتَهَت أيّام مَناحَتِها، أرسَلَ داوُدُ وضَمَّها إلى بَيتِهِ، فكانَت زوجةً لَه وولدَت لَه اَبنًا. واَستاءَ الرّبُّ مِمَّا فعلَهُ داوُدُ.
هنا داود كان عليه ان ينهي المسرحية وبالفعل فعل حيث ضم المراة التي زنا به وقتل زوجه الى ازواجه ومن ثمرة ذلك زنا كما تزعم التوراة ولد نبي الله سليمان
و الغريب ان القصة تنتهي باستياء الله منه فقط من غير ان يعاقب عن جرائمه تلك و هو في مكانة الانبياء و المشرعين
نحن كمسلمين نرفض هذا الافتراء جملة وتفصيل ولا نعتقد به بل نؤمن ان الله سبحانه تعالى قد عصم انبيائه من هذه الافعال الخبيثة وقد اصطفاهم الله من بين عباده فهم خير الناس من حيث الاخلاق و الشرف والعفة
فكما انه لا يمكن ان ياتي مع المالح شيء حلوى و مع الحلوى شيء مالح كذلك هذا ينطبق على من اختارهم الله لحمل رسالته
اذ يبلغون الناس شرائعه تعالى التي تصلح حالهم ويأتون هم بالنقيض هذا غير ممكن البتة ولا يجتمع هذا الا في عقول من رضوا بان يتجسد الله في صورة البشر ويخضع بذلك لكل النواميس الطبيعية
في موضوع قادم سنتطرق لنبي تعرض هو الاخر للافتراء اليهودي الكنسي
ونالوا منه ضعف ما نالوه من ابيه و هو سليمان عليه السلام
و الحمد لله على نعمة الاسلام
و الصلاة والسلام على نبينا وعلى الانبياء اجمعين
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01

قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .