كيف نقرأ نصا أديبا ؟
27-09-2012, 06:49 PM
النص الأدبي يتطلب أفكارا وعواطف ومعان وخيال واللغة هي الوعاء الذي يضم كل هذه الأشياء التحليل الأدبي لنص معين يعني الكشف عن عناصره وتقويمها وإبراز مواطن الجمال ومناطق القبح وشرح أسباب القوة أو الضعف ومن أجل أن تكون عملية التحليل للنص الأدبي دقيقة وموضوعية فإن قراءة واحدة لا تكفي بل لابد من قراءتين أو ثلاث تمنحنا نظرة فاحصة وفي كل قراءة يسعى القارئ إلى تسليط الضوء على جانب معين من جوانب العمل الأدبي فالقراءة الأولى لمعرفة الأفكار والمعاني والقراءة الثانية للتعرف على طريقة الكاتب وأسلوبه في التعبير أما القراءة الثالثة فلتحديد مناطق القوة أو الضعف.
القراءة الأولى اصطلح على تسميتها ( التفسير ) والقراءة الثانية أطلق عليها لفظة ( التحليل ) أما القراءة الثالثة التي يتم فيها الحكم لصالح العمل الأدبي أو ضده ( التقويم ) و الحكم.
قراءة ( التحليل ): تتطلب معرفة الظروف المحيطة بالنص وهي عدة أمور صاحب النص والمناسبة التي دفعته للكتابة، والبيئة التي عاش فيها والأمور الثلاثة مهمة لابد منها لأن الأدب يتأثر بشخصية المنشئ وينبعث مما يمتلكه ذلك الإنسان من عوامل الإبداع والموهبة ويتلون بلونهما والإطلاع على الخطوط المهمة في حياة الأديب هادية في إتقان الفهم وإصدار الحكم الدقيق الصائب كما أن فهم مناسبة الكتابة تساعد في سبر غور المعاني وترتبط المعرفة بشخصية الأديب و المناسبة بعصر المبدع ارتباطا كبيرا لأن الأدب إن كان نتاج المنشئ، فإن الأخير نتاج البيئة أو العصر ومعرفة هذه الأمور تعتبر أضواء كاشفة تساعد في القراءة الصحيحة مما يؤدي إلى الحكم الصائب.
الأدباء المشهرون معروفة حياتهم واضحة المناسبات التي دفعتهم للكتابة والقراءة الواحدة غالبا لا تكفي رغم أن بعض النقاد قد يتمكنون من قراءة واحدة أن يصدروا حكما ولكن ذلك الحكم قد لا يكون دقيقا ولكن الذي نلاحظه في قراءات هذه الأيام أن بعض القارئين قد يكتفون بقراءة قصيدة واحدة أو قصة واحدة من مجموعة قصصية أو ديوان وبسرعة فائقة تفقدهم القدرة على الرؤية الواضحة للأفكار والمعاني والعواطف وطريقة الكاتب في التعبير خاصة إن كان النص لا يمنح نفسه بسهولة فيظلمون الكاتب أولا ويظلمون أنفسهم ثانيا.