تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-04-2007
  • الدولة : بسكرة -الجزائر-
  • المشاركات : 44,562
  • معدل تقييم المستوى :

    64

  • أبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the roughأبو اسامة is a jewel in the rough
الصورة الرمزية أبو اسامة
أبو اسامة
مشرف عام ( سابق )
بحث: ستون عاماً من الصراع العربي-الإسرائيلي: جدلية المقاومة والتسوية
14-02-2015, 05:42 PM




د.أحمد يوسف أحمد

في صراع مصيري كالصراع العربي-الإسرائيلي تكتسب الأسئلة حول الطرق المثلى لإدارته أهمية فائقة، إذ يترتب على الإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة إمكان تحقيق طرف ما لأهدافه، أو على الأقل لجزء منها. وبعد مرور ستين عاماً على نشأة دولة إسرائيل التي تعد علامة فارقة في تطور هذا الصراع يزداد إلحاح الحاجة إلى البحث عن الإجابات الصحيحة خاصة وأن كلاً من منهجي المقاومة والتسوية يبدو مأزوماً، ولذلك فإن من شأن البحث أن يساعد على إيضاح الأمور ومن ثم اتخاذ قرارات رشيدة.

أولاً- المقاومة أو التسوية: دروس الخبرة العملية:
يشتد الجدل في الآونة الراهنة على الصعيد العربي عامة والفلسطيني خاصة حول نهجي التسوية والمقاومة خاصة وقد انفرط عقد فصيلي المقاومة الرئيسيين في فلسطين جغرافياً وسياسياً بسيطرة حماس المتبنية خيار المقاومة على قطاع غزة وسيطرة فتح التي تتبنى قيادتها خيار التسوية على الضفة الغربية. فهل يمكن أن تقدم القراءة المقارنة لخبرات التحرر الوطني المعاصرة دروساً مفيدة في هذا الصدد؟
كقانون عام يكون التناقض بين المشروع الاستعماري والوطنيين واضحاً منذ بدايته فيؤدي إلى إرهاصات لمقاومة وطنية عفوية للاستعمار تأخذ عادة في البداية الطابع العنيف ربما لتصور جدواها في دحض المشروع الاستعماري نظراً لعدم الإلمام بأبعاده المتكاملة ومدى ضراوته، ومع مرور الوقت "تتعلم" الحركات الوطنية المزيد عن المشاريع الاستعمارية فتهدأ إلى حين، و"تتعلم" السلطات الاستعمارية المزيد عن حركات التحرر الوطني فتحسن في أساليبها في مواجهتها، غير أن التناقض يأخذ في التجذر مرحلة بعد مرحلة فتستمر هذه الحركات في نضالها وتوسع نطاقه أفقياً على المستويين الاجتماعي –بضم طبقات جديدة للنضال- والجغرافي –بانتشار مكاني أوسع له، وتطور أساليبه رأسياً على مستوى أشكال النضال وأدواته، فاستمرار حركات التحرر الوطني في نضالها ليس إن مجرد نبض روتيني يشير إلى بقاء الحياة، وإنما هو إرادة فعل متزايدة تتحرك بثبات –بسرعة أحياناً وببطء في أغلب الأحيان- نحو تحقيق أهدافها، ولا يعني الاستمرار، كما تشير خبرات أغلب حركات التحرر الوطني، النضال –اليومي- الذي لا يتوقف لحظة واحدة، فهناك التوقف الذي أعقب الهزائم والنكسات التي بقيت بالمنظور التاريخي ظاهرة مؤقتة في المسار العام لعملية التحرر الوطني، وهناك التوقف الذي كان يعني إعادة الحسابات والتخطيط للمواجهة.
ويؤدي هذا المسار المستمر تاريخياً والمتصاعد موضوعياً لحركات التحرر الوطني إلى آلية أكيدة لتآكل المشروعات الاستعمارية نتيجة للضرر المتزايد الذي تلحقه هذه الحركات بمستعمريها، وفي البداية يصل الإخفاق في إدراك حقيقة الموقف وجوهر التاريخ من قبل المستعمرين إلى حد العمى الكامل فيتصورون أن حركات التحرر الوطني ما هي إلا ظواهر مؤقتة تطفح على جلد المشروعات الاستعمارية فيعملون على استئصالها بأعمال القوانين والنظم الاستعمارية من خلال استخدام مكثف لأدوات الإكراه، ويرتبط ذلك عادة بمواقف سياسية بالغة التطرف ضد مطالب هذه الحركات تكون هي في حد ذاتها بعد ذلك خير دليل على بداية التآكل الحقيقي في المشروع الاستعماري عندما تبدأ هذه المواقف في التغيير تحت وطأة الضغط المستمر والضربات المتزايدة لحركات التحرر. وعند نقطة معينة يكون من الواضح أن تكلفة المشروع الاستعماري قد أصبحت تفوق العائد المترتب عليه، وعادة ما يستمر العمى لدى نظام الحكم القائم في الدولة الاستعمارية فلا تحدث الاستجابة المطلوبة للمتغيرات الجديدة النابعة من بيئة حركات التحرر الوطني، وهنا تصل آلية التآكل إلى قمتها بحدوث تغيرات سياسية في معسكر المستعمر قد تكون جذرية في بعض الأحيان، وتضطلع السلطة الجديدة في الدول الاستعمارية بمهمة التكيف مع حركات التحرر الوطني بضرورة التسليم بمطلبها في الاستقلال السياسي.
ومن الأهمية بمكان أن نناقش في سياق تحليل ظاهرة المقاومة الوطنية لعمليات الاستعمار والاحتلال الأجنبيين العلاقة الجدلية بين الكفاح المسلح والنضال السلمي، فليس صحيحاً أن كل مقاومة ينبغي أن تكون مسلحة أو يستحسن أن تكون ذات طابع سلمي.
تظهر القراءة المتأنية لمسار حركات التحرر الوطني من منظور أساليب النضال أن ثمة نموذجاً يكاد أن يكون عاماً تنكشف أبعاده من خلال هذا المسار، إذ أن تطبيق المشروعات الاستعمارية على أرض الواقع من خلال الغزو العسكري بصفة خاصة يولد إرادة المقاومة لدى الشعوب المعرضة لهذه المشروعات تنعكس في شكل مقاومة عنيفة لهذا الغزو، غير أن الخلل العام في ميزان القوى بين الاستعماريين والوطنيين يؤدي بعد فترة تطول أو تقصر وفقاً للظروف الخاصة بكل حالة على حدة، إلى إخماد المقاومة العنيفة للوطنيين.
وتمر مرحلة من السكون من الواضح أن المجتمع المقهور يتأمل خلالها في كل ما جرى، ويعيد حسابات المواجهة، وذلك في الوقت الذي تكون فيه أبعاد المشروع الاستعماري قد بدأت تتكشف شيئاً فشيئاً عن أبشع صور الاستغلال والقهر لجماهير الوطنيين، وتبرز المقاومة من جديد باعتبارها الطريق الوحيد والحتمي للخلاص، غير أنها تأخذ في البداية الطابع السلمي السياسي وربما الوعي بالخلل الهائل بين معسكر الاستعمار ومعسكر التحرر، وتبرز طلائع من الوطنيين لقيادة عملية المقاومة، ويتم بالتدريج جذب مزيد من القوى الاجتماعية في عدد أكبر من المناطق إلى معسكر التحرر، وفي لحظة معينة يتأكد إفلاس الطابع السلمي السياسي وحده، وتبرز ضرورة إدخال الكفاح المسلح في المجرى العام للنضال، وتنطلق الشرارة الأولى في اللحظة التي تثق فيها طلائع التحرر في قدرتها على تحقيق النصر. لكن تبني الكفاح المسلح لا يعني في حد ذاته انتهاء المشكلات، فهناك بطبيعة الحال مشكلات مواجهة العنف المضاد من الاستعماريين، وهناك مشكلة العلاقة بين النضال العسكري والنضال السياسي خاصة عندما يكون لكل من الأسلوبين رجاله، وهناك مشكلة الدعم الخارجي للكفاح المسلح، والذي يتوقف على ظروف لا تسيطر عليها هذه الحركات بطبيعة الحال، وتؤدي هذه الظروف في أحيان غير قليلة إلى تقلبات غير مواتية في هذا الدعم.
وفي مواجهة هذه الإشكاليات يلاحظ أن الكفاح المسلح في بعض حركات التحرر الوطني قد سار -على الرغم من كافة الصعوبات الهائلة- في مسار صاعد وصولاً إلى الاستقلال السياسي الكامل، بينما أصيب في حركات أخرى بانتكاسات واضحة أو على الأقل لم يفض إلى نتائج فعالة في المواجهة مع المشروع الاستعماري، الأمر الذي يفتح الباب للحديث عن "النضال السلمي". وهنا يمكن الإشارة إلى الملاحظات الأربعة التالية:
الملاحظة الأولى أن الخيار بين النضال السلمي والكفاح المسلح ليس خياراً "مبدئياً" في حركات التحرر الوطني وإنما هو خيار يتعلق بالتكتيك، ومن ثم فإن الانتقال من أسلوب إلى آخر أو المزاوجة بينهما بحسب الظروف لا تمثل "تنازلاً" أو "تشدداً" أو "وسطية" في حد ذاته، ذلك أن الأمر يجب أن يقاس بالعائد الذي يترتب على أي أسلوب يتبع من منظور تحقيق حركة التحرر الوطني لأهدافها. وقد يقال في هذا الصدد: وما الذي يستطيع النضال السلمي أن يحققه من عائد؟ وهنا نسارع إلى القول بأن الخيار المطروح ليس خياراًَ بين "اللاقوة" و"القوة" فالقوة ليست بالضرورة مسلحة، والمقاطعة الاقتصادية مثلاً أسلوب سلمي يمكن أن يرتب نتائج أكثر فعالية بكثير من الكفاح المسلح في ظروف معينة بالنسبة لعملية التآكل الاستعماري، وقد فشلت بريطانيا في الهند لأن الشعب الهندي بقيادة غاندي نجح في تحويل ضعفه من المنظور المسلح إلى قوة سياسية، وذلك باستخدام وسائل غير مسلحة نجحت في ضعضعة الاحتلال وإداراته وثقته بنفسه.
والملاحظة الثانية أن الخيار بين النضال السلمي والكفاح المسلح لا يبدو بأي حال خياراً نظرياً، وذلك بمعنى أن أساليب النضال التي تأخذ بها حركات التحرر الوطني تتبلور من خلال تطور عملية التحرر ذاتها، ولا نقصد بذلك أن نقاشاً لا يحدث في صفوف حركة التحرر الوطني حول هذه المسألة، ولكننا نقصد معنيين محددين: أولهما أن هذا الخيار لا يمكن أن يفرض من أعلى بتحليلات أكاديمية على سبيل المثال، أو من خارج الحركة التحررية ذاتها، وثانيهما أن الانتقال الفعلي إلى أسلوب محدد من أساليب النضال يحدث على أرض الواقع عندما يدرك المناضلون جدوى هذا الانتقال. ومع ذلك فثمة فائدة أكيدة دون شك في دراسة الخبرات التحررية الأخرى واستخلاص الدروس منها في هذا الخصوص ووضعها أمام المناضلين لمجرد الاسترشاد بها.
والملاحظة الثالثة أنه في مجال المفاضلة بين النضال السلمي والكفاح المسلح تبدو حجة التحسب لردود الفعل العنيفة من جانب السلطات الاستعمارية إزاء لجوء حركة التحرر الوطني للكفاح المسلح حجة واهية. إذ تظهر خبرات التحرر الوطني أن هذه السلطات قد عاملت كلاً من النضال السلمي والكفاح المسلح بنفس العنف. وليست لدينا بطبيعة الحال أرقام محددة عن ضحايا النضال السلمي والنضال المسلح كل على حدة حتى نقول إن هذا الأسلوب أكثر "أماناً" من ذاك، ومن المؤكد أن الشعوب لا تسأل نفسها أصلاً مثل هذه الأسئلة الترفية وهي تواجه الاستغلال والقهر الاستعماريين، لكن الثابت على الأقل أنه لم يكن هناك تناسب على الإطلاق بين رد الفعل الاستعماري وبين الفعل التحرري السلمي، وتبرز المذابح الجماعية للوطنيين المسالمين في الهند والجزائر وفلسطين وجنوب أفريقيا وغيرها شاهداً على ذلك. بل إن عدم التناسب هذا كان في حد ذاته هو العامل الذي حسم ضرورة الأخذ بالكفاح المسلح في عدد من الحالات.
والملاحظة الرابعة والأخيرة أن الجدل النظري حول الخيار بين النضال السلمي والكفاح المسلح يظهر المسألة –ربما لأنه نظري- وكأنها "إما" "أو"، مع أن الخبرات العملية تشير إلى الحدوث الفعلي على أرض الواقع للمزاوجة بين الخيارين.
ويشير النموذج العام لتطور حركات التحرر الوطني إلى نجاحها في تحقيق هدف الاستقلال السياسي من المستعمر، غير أن هناك تمايزاً واضحاً في صور الحصول على هذا الهدف، فهناك من هذه الحركات ما نجح في انتزاع الاستقلال انتزاعاً بقوة السلاح بحيث أن الاتفاق الذي وقع مع المستعمر لم يكن سوى تسليم منه بالأمر الواقع الموجود في الساحتين العسكرية والسياسية، ويكون الحصول على الاستقلال السياسي على هذا النحو حلاً نهائياً للتناقض السياسي بين الاستعمار وحركات التحرر الوطني لصالح الأحيرة، ويمكن أن نلحق الخبرات الفيتنامية والجزائرية واليمنية والأنجولية بصفة عامة بهذه الصورة من صور تحقيق الاستقلال السياسي، غير أن هناك من حركات التحرر الوطني ما حصل على الاستقلال السياسي من خلال تسوية تتضمن حلولاً وسطاً في إطار التسليم بمطلب الاستقلال بطبيعة الحال، وذلك نتيجة لكون النضال التحرري لم يحسم بعد لصالح حركات التحرر، ويمكن أن نستشهد هنا بخبرات التسوية في الجنوب الأفريقي (زيمبابوي وناميبيا وجنوب أفريقيا).
وتحدث التسوية عادة لأن حسابات طرفي الصراع تشير بدرجة أو بأخرى إلى وجود مصلحة في التسوية، فعلى الجانب الاستعماري سبقت الإشارة إلى عملية التآكل التي يتعرض لها والتي يأتي وقت لابد أن يشعر بآثارها الحتمية، وفي هذه اللحظة يصبح من الحكمة بالنسبة لمعسكر الاستعمار أن يبادر بإظهار المرونة والاستعداد للتسوية، لتحقيق أكثر من هدف، فهو أولاً يأمل في أن يحقق له هذا السلوك المرن فترة لالتقاط الأنفاس في مواجهة تصاعد النضال التحرري سلمياً وعسكرياً في حالة نجاح بالونات المرونة التي يطلقها في تحذير الحركة الوطنية وإشاعة الانقسام في صفوفها، وهو يأمل ثانياً في أن يحصل من خلال المفاوضات على أفضل الشروط خاصة إذا نجح في تحقيق الانقسام في صفوف الوطنيين واستغلاله. وهو يأمل ثانياً في أن يفضي هذا كله إلى ضمان أن يجئ مجتمع ما بعد الاستقلال على النحو الذي يكفل لمصلحة الاستمرار.
وإذا كانت هذه هي الدوافع التي تحرك المعسكر الاستعماري نحو التسوية، فما الذي يدفع حركات التحرر التي يفترض فيها أن تكون مسلحة –خاصة إذا كنا نتحدث عن تجارب استمرت في نضالها إلى عقد الثمانينات- بوعي كامل بحتمية النصر إلى قبول الحلول الوسط؟ يجب ألا ننسى ونحن نحاول الإجابة على هذا السؤال أننا نتحدث عن نضال فعلي وليس عن مجادلات نظرية، وهنا فإن حركات التحرر الوطني التي تتعرض بدورها لا للتآكل، فمسارها صاعد تدريجياً كما رأينا، وإنما لخسائر مادية وبشرية رهيبة، ولانقسامات –شديدة في بعض الأحيان- في صفوفها، ولتناقض أو توقف مصادر الدعم الخارجي في ظروف معينة، وهنا يثور الجدل داخلها بقوة حول جدوى القبول بالتفاوض، وقد يؤدي هذا الجدل إلى مزيد من الانقسام كما يطمح العدو، وقد يصل الأمر إلى حد انسلاخ الفصائل الأكثر اعتدالاً والتي تكون عادة الأقل أداءً في ميدان النضال ومسارعتها بالسير في اتجاه العدو مما يخلق ضغوطاً إضافية على الفصائل الأكثر نضالية في اتجاه قبول التسوية، وعادة ما ينتهي الأمر بقبولها وبدء مرحلة من النضال السياسي، ويكون من الأهمية بمكان هنا أن يأتي هذا القبول في التوقيت السليم من وجهة نظر حركات التحرر، والذي يفترض فيه أن يشير إلى توازن ولو نسبي في القوة بينها وبين معسكر الاستعمار وإلا فإن قبول التسوية لن يكون سوى بداية لقبول التنازلات.
وتتضمن هذه المرحلة عادة أعمالاً تفاوضية مع العدو سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، وتواجه حركات التحرر الوطني هنا في سلوكها التفاوضي بمشكلة التنازلات التي يجب أن تقدمها، وفي الواقع أنها طالما رضيت بدخول المفاوضات في الإطار السابق فلابد من توقع أنها ستقدم تنازلات، ويقدم بعضها بالفعل تنازلات واضحة إما كتكتيك سليم أو كخطأ جسيم، وقد يترتب الخطأ أصلاً على سوء توقيت قبول التسوية، ومن هنا فإن شروط التسوية تكون مهمة للغاية في العملية النهائية للحصول على الاستقلال سواء هذه الخاصة بالمرحلة الانتقالية أو تلك المتعلقة بتنظيم مجتمع ما بعد الاستقلال، وقد تؤثر هذه الشروط على أمور بالغة الأهمية مثل طبيعة القوى الحاكمة في هذا المجتمع. وهذا يجعل الحديث عن الضمانات الموضوعية لمرحلة ما بعد الاستقلال يكتسب أهمية خاصة، وإن كان هذا موضوع آخر.




ثانياً- موقع الصراع العربي-الإسرائيلي من جدلية المقاومة والتسوية:
في محاولة الاستفادة من الدروس السابقة التي أمكن استخلاصها من الخبرات المعاصرة لحركات التحرر الوطني يمكن الإشارة إلى ثلاث ملاحظات رئيسية.
أما الملاحظة الرئيسية فتكشف عن أن الصراع العربي-الإسرائيلي قد سار وفقاً لنموذج حركات التحرر الوطني الذي سبقت الإشارة إليه، وقد بدأ النضال التحرر الفلسطيني كرد فعل لتبلور المشروع الصهيوني على فلسطين منذ الربع الأول من القرن الماضي، وما انتفاضة البراق في العشرينيات وثورة1936 في الثلاثينات من ذلك القرن إلا علامتان بارزتان في هذا الصدد، وفي أعقاب إعلان دولة إسرائيل على معظم أراضي فلسطين في1948 استمرت المقاومة الفلسطينية المسلحة وإن اتخذت في البداية طابعاً عفوياً غير منظم، ثم بدأ الكفاح المسلح المنظم في1965 على أيدي حركة "فتح"، وفي1967 وبعد الهزيمة العربية في مواجهة العدوان المسلح في تلك السنة واحتلال أراض تابعة لثلاث دول عربية هي مصر وسوريا والأردن دخلت هذه الدول على خط استخدام الأداة العسكرية في الصراع مع إسرائيل بشكل أو بآخر كما في حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية اعتباراً من عام1968 وكما في حرب أكتوبر1973 التي كانت عملاً مشتركاً بين مصر وسوريا.
وإذا كانت الظروف الذاتية الخارجية بالنسبة للنضال الفلسطيني المسلح قد أدت إلى محدودية نتائجه حتى نهاية الستينات فإن هذا النضال في السبعينات وبصفة خاصة في الثمانينات قد وصل إلى مستوى جماهيري غير مسبوق بالغاً ذروته في انتفاضة الحجارة في نهاية ذلك العقد وتحديداً اعتباراً من ديسمبر1987 وحتى تفجر أزمة الخليج الثانية باحتلال العراق للكويت في أغسطس1990، وبعد فترة من الهدوء الذي سببته ملابسات التسوية في العقد الأخير من القرن العشرين تفجر النضال الفلسطيني المسلح في شكل انتفاضة الأقصى اعتباراً من سبتمبر2000 وحتى الآن. وتضاف إلى سجل الكفاح العربي المسلح في الصراع العربي-الإسرائيلي بطبيعة الحال المقاومة اللبنانية التي بزغت في لبنان اعتباراً من ثمانينات القرن الماضي وتمحورت لاحقاً حول حزب الله.
ويلاحظ أن كافة الإنجازات التي حققها العرب حتى الآن على صعيد الصراع مع إسرائيل قد تحققت بفضل المقاومة وحدها، فلم يكن ممكناً أن تقبل إسرائيل الانسحاب من باقي شبه جزيرة سيناء لو لم تكن القوات المصرية قد أثبتت بأدائها قبل حرب أكتوبر وأثناءها وبعدها أنها قادرة على إلحاق الهزيمة بالمحتل أو على الأقل رفع تكلفة بقائه في شبه جزيرة سيناء إلى درجة لا يحتملها، ولم يكن ممكناً انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان بعد احتلالها في1982 بدون المقاومة اللبنانية والفلسطينية بوجه الاحتلال، ولم يكن ممكناً أن تهرب إسرائيل من الشريط الحدودي الجنوبي في لبنان في2000 بدون مقاومة حزب الله، ولم يكن ممكنًا أن تفشل في تحقيق أهدافها في لبنان من خلال عدوانها عليه في صيف2006 بدون الأداء القتالي الرفيع لحزب الله. وعلى الصعيد الفلسطيني لم يكن ممكناً أن تقبل إسرائيل الاعتراف بالشعب الفلسطيني ومنظمته –كما جاء في اتفاقية أوسلو1993- بدون انتفاضة الحجارة، ولك يكن ممكناً لشارون أن يتخلى عن قطاع غزة ويفكك مستوطناته الاستعمارية في2005 لو لم تتفجر انتفاضة الأقصى وتفشل القوات الإسرائيلية المرة تلو المرة في القضاء عليها، ومن منظور زمني ممتد فإن تحول السياسة الإسرائيلية من اعتبار الضفة والقطاع بالكامل أراضٍ إسرائيلية محررة إلى قبول فكرة إنشاء دولة فلسطين على جزء منها –مهما كان الجزء ضئيلاً- ليس إلا ثمرة من ثمار المقاومة.
تكشف الملاحظة الثانية عن أن الصراع العربي-الإسرائيلي قد دخل أيضاً مسار التسوية وفقاً للنموذج السابق بيانه لحركات التحرر الوطني المعاصرة، غير أن المشكلة أن الطرف العربي قبل مبدأ التسوية في لحظة انكسار (هزيمة يونيو1967) ولذلك ظل نموذج التسوية مع إسرائيل متأثراً بهذه الحقيقة التي تشير إلى خلل بنيوي في ميزان القوى العربي-الإسرائيلي، ولذلك فإن التسويات العربية-الإسرائيلية إما أنها لم تتم أصلاً (المسار السوري) وإما أنها تمت وإن بشكل لا يحقق تطلعات الطرف العربي بالكامل كما في المسار المصري الذي تعيب التسوية فيه الشروط المتعلقة بتوزيع القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء وبصفة خاصة فيما يتعلق بالمنطقة الفاصلة بين مصر وإسرائيل، وهو توزيع ثبت مؤخراً أنه غير قادر على التصدي لاجتياح جماهيري فما بالنا بعدوان من دولة إقليمية كبرى، وإما أنها –أي التسويات العربية-الإسرائيلية- قد انتكست دوماً وعادت إلى نقطة الصفر (اتفاقية كامب ديفيد الثانية الخاصة بتسوية الصراع العربي-الإسرائيلي على المسارين الأردني والفلسطيني في1978- اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في1993- خارطة الطريق الأمريكية2003، ويلاحظ أن ثمة إنجازات لافتة قد تحققت دون تسويات أصلاً كما في طرد القوات الإسرائيلية من لبنان بعد واقعة احتلاله في1982 ثم من الشريط الحدودي الجنوبي في ذلك البلد في2000 ثم التصدي الناجح للعدوان الإسرائيلي في2006.
ويعني ما سبق أن الخلل في ميزان القوى العربي-الإسرائيلي ما زال قيداً على إمكان التوصل إلى تسوية شاملة ومتوازنة –ولا نقول عادلة- في الصراع وأن ثمة جهداً فائقاً ينبغي بذله لتصحيح ذلك الخلل من خلال استمرار مقاومة الاحتلال وتصعيدها غير أن المعضلة العربية عامة والفلسطينية خاصة تشير إلى أن هذه المقاومة تواجه في الوقت الراهن ومنذ عدة سنوات صعوبات هائلة على النحو الذي يمثل قيداً واضحاً على إنجازاتها وهو ما ينقلنا إلى الملاحظة التالية.
تشير هذه الملاحظة الثالثة إلى أن المقاومة العربية في الصراع مع إسرائيل تواجه صعوبات على كافة الأصعدة على النحو التالي.
فعلى الصعيد العالمي نجحت إسرائيل في أن تستغل توجهات إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وبالذات في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 في أن تقنع هذه الإدارة بأن ثمة تطابقاً بين حربها العالمية على الإرهاب وبين حرب إسرائيل على المقاومة الفلسطينية، وبالتالي تبنت هذه الإدارة من المواقف ما عقد الأمور كثيراً بالنسبة للمقاومة ووصل إلى ذورة جديدة في الانحياز إلى إسرائيل ودعمها، وهكذا أصبحت الإدارة الأمريكية ترى أن السلام في الشرق الأوسط مرتهن بيد حفنة من الإرهابيين (خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في يونيو2002)، وبالتالي فإنه يبدأ بالقضاء عليهم (وليس بتغيير سياسة الاحتلال الإسرائيلي أو حتى تعديلها)، وأصبح الرئيس جورج بوش نفسه لا يرى أن عودة اللاجئين إلى وطنهم أمر عملي وكذلك الحال بالنسبة لتفكيك الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية (المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون في أبريل2004) كما أخذ يؤكد علينا –وبصفة خاصة في سنتي2007 و2008 دعمه لمبدأ يهودية الدولة الإسرائيلية بكل ما ينطوي عليه من تداعيات فادحة.
وعلى الصعيد الإقليمي تراجع التأييد العربي للمقاومة الفلسطينية على نحو لافت، ويبدو معقولاً أن مرد هذا التراجع إلى عاملين أحدهما ذاتي والآخر خارجي، أما العامل الذاتي فهو انفضاض عدد من الدول العربية من حول المقاومة الفلسطينية في أعقاب رهانها الخاسر على صدام حسين إبان احتلاله للكويت في1990، وأما العامل الخارجي فهو تأثر الحسابات العربية بالموقف الأمريكي من المقاومة السابق الإشارة إليه.
وهكذا تحول النظام العربي الرسمي من المبادرة بتأسيس المقاومة الفلسطينية وتبنيها (كما في قمتي القاهرة والإسكندرية في1964) وحمايتها من مخاطر الصدام مع الدول التي تعمل على أراضيها (كما في قمة القاهرة1970) إلى الاكتفاء بدعمها لفظياً واقتصادياً (كما في القمم التي عقدت في أعقاب انتفاضة الحجارة1987 وانتفاضة الأقصى2000) إلى المشاركة في حصارها كما هو الحال منذ عام2006 بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية في مطلع تلك السنة. ويلاحظ أن الدعم الإيراني للمقاومة اللبنانية والفلسطينية قد تبلور في إطار هذا الفراغ الذي نجم عن تخلي النظام العربي عن المقاومة.
وعلى الصعيد الفلسطيني وقعت المقاومة في الشرك الذي نصبته لها اتفاقيات أوسلو1993 بقبولها –أي المقاومة- فكرة تأسيس سلطة في ظل الاحتلال، وعن طريق هذا القبول تم تحييد أهم فصائل المقاومة الفلسطينية في حينه وهي حركة فتح التي تحولت من قوة مقاومة ضد إسرائيل إلى شرطة محلية تقف بينها وبين الشعب الفلسطيني ناهيك عن آثار انغماسها في "الحكم" ومغانمه. وفي البدء نأت "حماس" –أهم فصيل مقاوم بعد فتح- بنفسها عن المشاركة في لعبة أوسلو، غير أنها غيرت توجهها الاستراتيجي عندما قررت خوض الانتخابات التشريعية في مطلع2006، وبفوز حماس بهذه الانتخابات انضمت إلى شقيقتها فتح في ابتلاع طعم السلطة الذي يتناقض مع منطق حركات التحرر الوطني القائم على الكر والفر، فأصبح لحماس قوات رسمية يمكن تدميرها بصواريخ إسرائيلية وقيادات علنية يمكن اغتيالها. وهكذا تراجع الأداء المقاوم لحماس، وزادت الأمور سوءاً بالحصار الذي فرض على حماس من قبل فتح بقيادة رئيس السلطة الوطنية المنتمي إليها، وهو الأمر الذي وصل إلى الصدام المسلح الكامل بين الحركتين في يونيو2007 والذي وصل بالمقاومة الفلسطينية إلى أخطر مراحلها، وبانشغال فصيليها الرئيسيين بترسيخ وجود كل منهما على الأرض التي يقف عليها في مواجهة شقيقه مما يمكن تصور تأثيره الفادح على "فعل المقاومة" وإمكانات التسوية معاً، فالمقاومة تخسر بداهة ولو جزءاً من إمكاناتها بسبب هذا الصدام، وعملية التسوية مستحيلة في ظل وجود رأس للسلطة الفلسطينية لا يسيطر على كافة أراضي ما يسمى بالحكم الذاتي الفلسطيني.
وعلى الصعيد الفكري تواجه المقاومة بأنصار "ثقافة الخنوع" الذين لا يفتأون يؤكدون على أن طريقها مسدود وأن جريمتها في حق شعبها لا تغتفر، أو أنها بأعمالها غير الناضجة (كإطلاق الصواريخ على سبيل المثال) لا تتسبب إلا في مزيد من العنف الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وهذا المنطق مردود أولاً لأن النهج البديل (أي التسوية) عقيم وسيبقى كذلك دون ممارسة فعل مقاوم حقيقي وثانياً لأن تاريخ المشروع الصهيوني على أرض فلسطين –كأي مشروع استعماري- يشير إلى أن العنف المفرط سمة من سمات الاستعمار، وهل يمكن على سبيل المثال أن نقارن العنف الإسرائيلي الحالي الذس يرده أنصار ثقافة الخنوع إلى إطلاق الصواريخ الفلسطينية بالعنف الذي مورس ضد الشعب الفلسطيني لحظة نشأة دولة إسرائيل وفي أعقابها على سبيل المثال.

ختام:
هكذا تبدو معضلة المقاومة/التسوية في الوضع العربي في سياق الصراع مع إسرائيل، فالتسوية مستحيلة لأن ثمة خللاً بنيوياً في ميزان القوى العربي-الإسرائيلي يجعل دولة الاحتلال في غير عجلة من أمرها لإنجاز تسوية، والمقاومة تواجه صعوبات هائلة بسبب المتغيرات التي أشير إليها في السابق، ولكي يصل العرب الفلسطينيون إلى تسوية متوازنة فإن ثمة جهداً خارقاً يتعين عليهم بذله يبدأ بإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتخلص من أوهام أوسلو (السلطة الوطنية في ظل الاحتلال)، والتفرغ بدلاً من ذلك لمهمة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية في ظل المتغيرات الجديدة، فليس معقولاً أن تكون المنظمة وفقاً لقرار القمة العربية في الرباط في1974 هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني دون أن يكون فيها تمثيل لحماس، فإذا نجح الفلسطينيون والعرب في مهمة إعادة البناء هذه أصبح بمقدورهم أن يديروا حواراً حول الاستراتيجية المثلى للنضال مع إسرائيل والتي يجب أن تتبنى رؤية واضحة ومتماسكة لإدارة الصراع وتحدد أدوات النضال لتحقيق هذه الرؤية بدءاً بالعمل الدبلوماسي والإعلامي ومروراً بالمقاطعة الاقتصادية والعصيان المدني وانتهاءً بالنضال المسلح، وعلى الظهير العربي للمقاومة أن يدرك أن نكوصه عن دعم هذه المهام المطلوبة لن يكون له من نتيجة سوى زيادة الاختراق الإيراني والأمريكي للنظام العربي طالما أنه يتواني عن الوفاء بمهامه الأساسية.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزالدين بن عبد الله
عزالدين بن عبد الله
مشرف منتدى الحقوق و العلوم السياسية
  • تاريخ التسجيل : 24-12-2006
  • المشاركات : 5,248
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • عزالدين بن عبد الله will become famous soon enough
الصورة الرمزية عزالدين بن عبد الله
عزالدين بن عبد الله
مشرف منتدى الحقوق و العلوم السياسية
رد: بحث: ستون عاماً من الصراع العربي-الإسرائيلي: جدلية المقاومة والتسوية
16-02-2015, 08:52 AM
د.أحمد يوسف أحمد أستاذ ومدير سابق بمعهد البحوث بالقاهرة الذي تخرجت منه العام الماضي
يدرس بقسم بالعلوم السياسية والاعلام والقانون
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية saif.m
saif.m
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-06-2015
  • المشاركات : 3,006
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • saif.m is on a distinguished road
الصورة الرمزية saif.m
saif.m
شروقي
رد: بحث: ستون عاماً من الصراع العربي-الإسرائيلي: جدلية المقاومة والتسوية
15-07-2022, 09:11 PM
مذكرات تخرج
خلفيات اهداء word
موقع جاهزة
تحميل ماستر حقوق pdf
في القانون العام الاقتصادي
حول الأرشيف pdf
في الإرشاد والتوجيه pdf
في الأرشيف pdf
حول العنف المدرسي pdf
في الدراسة أسلوبية pdf
في تعليمية اللغة العربية pdf
مذكرة تخرج حول يوغرطة
حول كاتب ياسين
وورد
ورسائل ماجستير في الادب العربي
مذكرة تخرج واقع الاتصال في المؤسسات الجزائرية pdf
جامعة ورقلة
اعلام واتصال
مذكرة تخرج حول وظيفة التموين pdf
مذكرة تخرج حول وظيفة الإنتاج pdf
مذكرة تخرج حول وظيفة التسويق
مذكرة تخرج إعلام واتصال pdf
مذكرة تخرج اعلام واتصال
واجهات word
واجهات مذكرات تخرج
واجهة مذكرات تخرج
واجهات وورد
في المحاسبة والمالية pdf
معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية المسيلة
تحميل في الاعلام والاتصال pdf
في علم النفس العمل والتنظيم pdf
ماستر علم اجتماع جريمة وانحراف pdf
مذكرة تخرج حول هندسة التكوين
مذكرة تخرج حول هجومات الشمال القسنطيني pdf
ماستر هندسة مدنية
عناوين هندسة طرائق
هندسة معمارية
عناوين هندسة معمارية
في هندسة الطرائق
هندسة كهربائية
هندسة ميكانيكية
هندسة مدنية
ليسانس هندسة طرائق
ليسانس هندسة مدنية
نشاط بدني مكيف
مذكرة تخرج نموذج
حول نظرية الإدارة العلمية pdf
ماستر نقد حديث ومعاصر
مذكرة تخرج حول نوميديا
مذكرة تخرج حول نظم المعلومات pdf
مذكرة تخرج حول نظام المعلومات pdf
مذكرة تخرج حول نظريات التعلم pdf
مذكرة تخرج حول نظرية المحاكاة
مذكرة تخرج حول نظرية ترتيب الأولويات
نماذج اهداء مذكرات تخرج
نماذج ليسانس
نماذج فارغة
نماذج مذكرات تخرج
نماذج ماستر لغة انجليزية
نماذج تقني سامي في المحاسبة
نماذج pdf
نماذج ماستر
نماذج اعلام و اتصال
نماذج doc
ماستر
معهد التكوين
ماستر أدب عربي جامعة بسكرة
ماستر أدب عربي جامعة قسنطينة
ماستر اتصال تنظيمي pdf
ماستر فنون تشكيلية
ماستر تسيير عمومي pdf
ماستر تعليمية اللغات
ماستر لسانيات عامة pdf
مواقع للبحث عن مذكرات تخرج
مواضيع ليسانس حقوق قانون خاص

مواضيع مذكرات تخرج
مواضيع ماستر اقتصاد نقدي و بنكي
مواضيع ماستر محاسبة وتدقيق
مواضيع تقني سامي في تسيير الموارد البشرية
مواقع لتحميل مذكرات تخرج
محرك بحث مذكرات تخرج
مواضيع ماستر ادارة اعمال
ليسانس
ليسانس علوم اقتصادية pdf
ليسانس تخصص تجارة دولية pdf
ليسانس في علم النفس العمل والتنظيم pdf
ليسانس علم النفس العيادي
لغة انجليزية pdf
ليسانس تخصص تسيير موارد بشرية pdf
ليسانس حقوق قانون خاص
ليسانس تخصص إدارة أعمال pdf
ليسانس إعلام
تحميل مذكرات تخرج
جاهزة للتحميل
ليسانس لسانيات عامة pdf
تحميل ليسانس حقوق pdf
عناوين ليسانس تخصص اتصال
عناوين ليسانس لسانيات عامة pdf
ليسانس في اللسانيات التطبيقية pdf
كلية العلوم الاقتصادية
كيمياء صناعية
كهروتقني
تخصص كيمياء pdf
مذكرة تخرج دراسة كتاب
كيفية تحميل مذكرات تخرج
ليسانس كهروتقني
ليسانس اقتصاد كمي
حول كوفيد 19
حول فيروس كورونا
عناوين ليسانس اقتصاد كمي
عناوين ماستر اقتصاد كمي
ماستر اقتصاد كمي
قاعدة معطيات تسيير مخزون
قانون خاص
قالمة
قانون عام
قانون اعمال
قاعدة المعطيات pdf
قانون اعمال جامعة التكوين المتواصل pdf
مذكرة تخرج قانون أعمال جامعة التكوين المتواصل pdf
مذكرة تخرج قراءة في كتاب
مذكرة تخرج حول قاضي التحقيق pdf
قوالب مذكرات تخرج
عناوين تقني سامي قاعدة المعطيات
تخصص قاعدة المعطيات pdf
عناوين ماستر أدب عربي قديم
عناوين ماستر حقوق قانون جنائي
عناوين ماستر قانون مدني
قانون أعمال doc
في الأسلوبية pdf
في الترجمة pdf
في القانون الدولي العام pdf
في علم النفس المدرسي pdf
في علم النفس pdf
في التحرير الإداري pdf
في اللسانيات التطبيقية pdf
في الأرطفونيا pdf
تقني سامي في تسيير المخزونات pdf
في العلاقات العامة pdf
مذكرة تخرج غرفة الاتهام
جامعة غرداية
مذكرة تخرج حول غرفة الاتهام
عن السكرتارية pdf
علم النفس العيادي
عن التوظيف
علوم طبيعية
علم الاجتماع
علم النفس المدرسي
عن التوحد
علم النفس التربوي الاردن
علوم اقتصادية
عن الطفولة
عناوين في اللسانيات التطبيقية pdf
عناوين ماستر علوم اقتصادية
عناوين في علم الاجتماع الاتصال pdf
عناوين في المحاسبة والتسيير
عناوين تخصص محاسبة
عناوين تقني سامي محاسبة ومالية
عناوين في الترجمة
عناوين تخصص محاسبة تقني سامي
مذكرة تخرج حول ظاهرة التسول
مذكرة تخرج حول ظاهرة الطلاق
مذكرة تخرج حول ظاهرة التنمر
مذكرة تخرج حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية
مذكرة تخرج حول ظاهرة اجتماعية
طلبة المدرسة العليا للقضاء
مذكرة تخرج طبوغرافيا pdf
مذكرة تخرج طبوغرافيا تقني سامي
مذكرة تخرج طالب
مذكرة تخرج طريقة
شبه طبي بالجزائر pdf
حول طرق التدريس
مذكرة تخرج على طريقة imrad
مذكرة تخرج حول طرق التدريس pdf
شبه طبي
عناوين شبه طبي
تخصص علوم طبيعية
مذكرة تخرج ضرائب
حول ضغوط العمل
مذكرة تخرج حول ضغط الدم pdf
مذكرة تخرج العنف ضد المرأة pdf
مذكرة تخرج حول ضغط الدم
صيانة أنظمة الإعلام الآلي
مذكرة تخرج حول صعوبات التعلم pdf
مذكرة تخرج حول صيانة الحاسوب
عناوين ماستر صحافة مكتوبة
حول صعوبات التعلم pdf

حول صعوبات التعلم
ماستر صحافة مكتوبة
ماستر تسويق صناعي
صحافة مكتوبة pdf
صيانة صناعية
حول صندوق النقد الدولي
حول صحافة المواطن
مذكرة تخرج شكر وتقدير
مذكرة تخرج حول شركة المساهمة
مذكرة تخرج حول شركة نفطال
مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس في الحقوق
مذكرة تخرج لنيل شهادة تقني سامي في تسيير المخزونات
شكر وتقدير مذكرات تخرج
شكر مذكرات تخرج
ماستر شريعة وقانون
ماستر أدب شعبي
عناوين تخصص شريعة وقانون
تقني سامي في الاعلام الالي تخصص شبكات
لنيل شهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية
حول شركات التامين
سنة ثالثة ليسانس علم الاجتماع
سنة ثالثة ليسانس
سمعي بصري pdf
سكرتارية
سابقة
سكرتارية pdf
سنة ثالثة اتصال
سنة ثالثة ادب عربي
سنة ثالثة ليسانس تسويق
سنة ثالثة قانون خاص
تحميل تقني سامي في تسيير الموارد البشرية
عناوين تقني سامي تسيير موارد بشرية
عناوين ماستر سمعي بصري
ماستر سمعي بصري pdf
عناوين تقني سامي في المحاسبة والتسيير
مذكرة تخرج بوفلفل زيد
مذكرة تخرج حول زيت الزيتون
مذكرة تخرج جامعة زيان عاشور
مذكرة تخرج حول زواج القاصر
رياضيات
مذكرة تخرج رسام مسقط في الهندسة المعمارية pdf
حول روضة الأطفال pdf
مذكرة تخرج حول رواية ذاكرة الجسد
مذكرة تخرج حول رواية ابن الفقير
مذكرة تخرج حول رواية ريح الجنوب
مذكرة تخرج حول رياض الأطفال
مذكرة تخرج حول رواية الدار الكبيرة
مذكرة تخرج مشرف رئيسي للتربية
مذكرة تخرج اختبار رسم الشجرة pdf
حول رياض الأطفال
ماستر تدريب رياضي pdf
مربي رئيسي للشباب
عناوين ماستر تدريب رياضي
عناوين ماستر رياضة
تدريب رياضي
مواضيع رياضيات
ماستر رياضيات
ليسانس تخصص تدريب رياضي doc
حول ذوي الاحتياجات الخاصة pdf
مذكرة تخرج حول ذوي الاحتياجات الخاصة
مذكرة تخرج الشركة ذات المسؤولية المحدودة
دكتوراه
دراسات نقدية
دكتوراه في علم النفس التربوي
دكتوراه حول الدافعية للانجاز
دراسة حالة اتصالات الجزائر
دكتوراه في العلوم الاقتصادية pdf
دور تكنولوجيا الإعلام والإتصال في تحسين جودة الخدمة
دكتوراه في علم النفس العيادي
دراسات ادبية
دراسات لغوية
حول متلازمة داون pdf
عناوين ماستر دولة ومؤسسات
ماجستير علاقات دولية pdf
عناوين ليسانس تخصص دراسات نقدية
تحميل دكتوراه
عناوين تخصص دولة عثمانية
عناوين ليسانس تجارة دولية
عناوين ليسانس دراسات لغوية
تخصص تجارة دولية pdf
مذكرة تخرج حول خطوات البحث العلمي pdf
خلفيات اهداء doc
خلفيات مذكرات تخرج
خلفيات اهداء مذكرات تخرج
خاتمة مذكرات تخرج
جامعة خميس مليانة
عناوين ماستر تسويق خدمات
ليسانس قانون خاص
ماستر تسويق خدمات
حول تكنولوجيا المعلومات pdf
حول الصدمة النفسية pdf
حول الحكاية الشعبية
حول الاتصالات السلكية واللاسلكية
حول الرواية الجزائرية pdf
حول البنوك الإسلامية pdf
حول الميزة التنافسية pdf
حول الإستراتيجية الاتصالية
جاهزة
جميع التخصصات
جامعة سيدي بلعباس
جامعة سكيكدة

جامعة سطيف 2
جامعة الوادي
جامعة وهران 2
جامعة وهران
جامعة تيزي وزو كلية الحقوق مذكرات تخرج
جدول مذكرات تخرج
أدب عربي جاهزة pdf
عناوين اتصال جماهيري 2020
عناوين ماستر تخصص جباية
مذكرة تخرج ثانوي
مذكرة تخرج ثانوية
مدير ثانوية
حول ثقافة المؤسسة
عناوين مدير ثانوية
تخصص محاسبة وجباية pdf
تخصص اتصال
تقني سامي
تخصص تمريض
تسيير التقنيات الحضرية pdf
تسيير الموارد البشرية
تخصص تأمينات
تخصص اتصال وعلاقات عامة pdf
تحميل word
تحميل ماستر أدب عربي pdf
تحميل pdf
تحميل تخصص تاريخ pdf
تحميل ماستر لغة انجليزية pdf
تحميل خلفيات اهداء word
باللغة الانجليزية pdf
باللغة الفرنسية
باللغة الانجليزية
بصيغة الوورد
بيولوجيا
بالفرنسية pdf
بالانجليزية pdf
بيولوجيا جامعة سطيف
بيئة ونظافة
بطريقة imrad
بحث عن مذكرات تخرج
بناء الشخصية مذكرات تخرج
بحث مذكرات تخرج
بحث حول عناوين مذكرات تخرج
حول الفيس بوك pdf
المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة
ادب عربي
انجليزية pdf
اعلام الي
امانة مديرية
اعلام واتصال pdf
التكوين المهني
اتصال
اتصال وعلاقات عامة
اهداء مذكرات تخرج
افضل مواقع للبحث عن مذكرات تخرج
اهداءات ماستر
اهداء word
العلاج السلوكي pdf مذكرات تخرج
06
02
01
03
جامعة وهران 1
2021
2020
مذكرة تخرج 2020
مذكرة تخرج 2
ماستر 2 محاسبة مراقبة وتدقيق
ماستر 2 اتصال وعلاقات عامة
ماستر 2 ادارة اعمال
عناوين ماستر علوم اقتصادية 2020
عناوين ماستر محاسبة وتدقيق 2015
ماستر محاسبة وتدقيق 2017
ماستر محاسبة وتدقيق 2019
عناوين ماستر محاسبة 2017
حول الصفقات العمومية 2016
عناوين ماستر علوم اقتصادية 2021
علاقات عامة
جامعة الجزائر 3


--------------------------------------------------------------------
مواضيع سابقة لمسابقة الدكتوراه
بحثي - منصة خاصة بالبحوث الجاهزة وخطط البحوث
--------------------------------------------------------------------

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:09 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى