أختان تبكي إحداهما حال الأخرى
22-04-2016, 03:26 PM
أختـــــــــان تبكي إحداهما حال الأخرى


لا حزن على الصدر جاثم يدوم’ ولا سعادة دون سلامة القلوب تنشر أجنحتها على المرء فتقيه السموم
بنيتي لا تبكي أنت ولا أنت الأخرى صغيرتي ’ فالحياة مزرعة الآخرة ولا بقاء على وجه البسيطة إلا للحي القيوم’ فأنظري بنيتي ما أنت زارعة ’ فإن بذرت طيبا وسقيتيه بدموع الصمت دون تأفف أبشري يوم اللقاء يوم الصف...؟
كلاكما أراكما على ظهر مركب من مراكب الدنيا ’ وما كانت مراكبها براسية على شاطئ ’ وأنى لها أن ترسوا وأمواج حيتان البشر تتقاذها يمينا وشمالا بين نقر ونشر ’ بين همز ولمز وعمى بصائرهم لا يهدأ ولا يسكن من غمز..
لا تبكي ابنتي فيراك غريمك الذي لا يرحم دمعك ’ كوني جلدة صلبة قوية
فأنت ابنتي من صلبي وتلك التي تعضدك لنعم الأخت الأخية....
لا تحزني ولا تهيني أيتها الأبية يا ابنة البدوي ابن البدوية .....
والدك ابنتي ليس بقطعة قماش مهلهلة بها يُلمع بلاط داسته حوافر خيول فارسية ولا أنت بخِرقة قماش بالية ......
أنت أنا وأنا أنت وليس لك بعد الله من أحد يشد عضدك ويسند ظهرك وينزع – إن توجب الأمر- لقمة من فيه ليضعها في فمك إلا والدك وأمك ثم بعد ذلك من ولاه الله أمرك ...
صغيرتي ...بنيتي... مهجتي.. عليك بمراقبة الله سبحانه وتعالى في قولك وفعلك
وطاعة بعلك إلا فيما يُغضب ربك.. عليك بمناجاة خالقك حين يخلد الأنام لموتهم الصغرى وتُغمض أعينهم ’ فوا الذي نفس محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- بيده لهو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم لمفرج كربك ومزيل غمك وطامس معالم همك وتحت جناح رحمته إليه يضمك...
بنيتي أنت وأختاك كلكن بناتي فاعلمن أني أبوكن وأني لوالد واعلم حقيقة ما ولدت’ كما عندكن عناء ونصب لدي شغف وقلب وحولي متاعب ولُغُب ’ بيْد أنني لا ولن أدخر جهدا ولا أتهاون ولا أهين ولا أذل إن هي دقت طبول الحرب’ كما كنت فلا زلت وإني بإذن ربي لجدير لأقاوم في يوم ذي مسغبة فكيف بيتيم ذي مقربة وبمسكين ذي متربة ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بنيتي أنا لا أوصيك فأنت خيمة الوصية بل ترينني مذكرك بخصال البنت الأصيلة العربية ’ فقط تمسكي بعروة الله الوثقى وإياه اسألي ولا تملي فيحل بك الوسواس وينزغك الشيطان بنزغ فيضلك ’ ألحي عليه بالسؤل والسؤال وقبول الطلب ’ إنه يحب من يطرق عليه الباب ومنه يقترب ..
بنيتي ليس لنا في هذه الدنيا من رب غيره ندعوه ولا من إله سواه نعبده ’ هو ولينا ووليك ’ هو مولانا ومولاك .... والله من وراء القصد.