معايير اختيار الزوجة و الزوج في المجتمع الجزائري
05-08-2009, 10:54 PM
ابونا ادم عليه السلام كلنا يعرف قصة خلقه و تفوقه على الملائكة بالعلم الذي اتاه الله اياه غير انه لاستمرار الحياة كان و لا بد ان تظهر في حياته امنا حواء رغم انه كان فيما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر .
و صدق الله العظيم القائل // و خلق منها زوجها ليسكن اليها // و السر الرباني الرابط بينهما نجده مبين في قوله تعالى // و جعل بينهما موردة و رحمة// و سماه تعالى في موضع اخر // الميثاق الغليظ//.
و كلنا يحفظ قوله تعالى// المال و البنون زينة الحياة الدنيا // و يتشف المدافعون عن الجنس الناعم ان المراة هي ايضا زينة من زينة الدنيا فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب كذلك زينة البنين لا تتاتى الا بوجود المرأة ،غير انه هناك من يرى ان المرأة شر لابد منه .
و بعيدا عن مكانة المرأة في الاسلام و مكانتها عند بعض من يدعي الاسلام و التي جعل منها اداة تفريخ فحرم عليها الخروج الا بمحرم و حرم عليها التصويت و حرم عليها قيادة السيارة و حرم عليها التعليم و حرام عليه الكلام مع الذكران من العالمين و حللها لنفسه و ان يداعبها و يجامعها و هي في سن الطفولة ، بعيدا عن كل ذلك للمراة في الجزائر شأن اخر .
و بما ان الزواج هو احد الاعمدة التي تبنى عليها الاسرة كونه السبيل الوحيد الذي من خلاله يتم بنائها و التي بدورها هي حجر الزاوية لبناء المجتمع ، نتطرق بالنقاش لهذا المشكل العويص الذي يؤرقنا نحن الرجال ، كيف لا و نحن من يوم اقتناعنا انه حان موسم التزاوج الا و نصبح على هم و نمسي على غم ، نبحث ذات اليمين و ذات الشمال عن شريكة الحياة لكن هيهات فرجل الامس اينما يدق و يفتح له يجب بنت الحلال لا يشوبها شائبة حرة لا يسلم شرفها الرفيع من الاذى حتى يراق على جونبه الدم . اما اليوم فحدث و لا حرج ، غرقنا نحن الرجال في متاهات لا حصر لها و تعقيدات كنا في غنا عنها فرضتها علينا مرأة اليوم بعدما استبدلت الذي هو ادنى بالذي هو خير ، اجبرنا على تغير معايير الاختيار اولها التعليم ثانيها المدنية ثالثها العمل .....الخ
تعالوا نرجع الى الاصل و نغوص في المعايير الحقيقية التي بها نضفر بما نسميها كناية نحن الجزائرين/ببنت الفامليا/.
في المجتمع الجزائري لا صوت فوق صوت المال و لا حتى صوت العقل فيبطل العقل اذا حضر السيد المال و حتى و لو كان مال سحت ، فمال بالك اذا كان هذا المال من جهة المرأة و اهلها فحظوظ الرجل تنعدم حينها ، خصوصا اذا كانت جزائريا حقيقة أي ينتمى الى الشعب الزوال امه الطبقة الكادحة و ابوه المرتب المساوي الحد الادنى للاجر أي سميغ.
من هذه الجزائرية المجنونة التي ترضى برجل راتبه في حدود 20.000دج ؟ و حتى لو كانت اخلاقه تلامس عنان السماء ، كون قضية المال فيها اعتبارات عدة منها المرأة الجزائرية مصابة بجنون الموضة و الانفاق حد الترف على كل ما تراه في تلك القطعة الحديدية المقعرة ، و تحب الافتخار على اقرانها و الترفع عليهن و اخراص السنتهن بماترتديه من فاخر الثياب و الجواهر و المركب المريح .
و بعد ان يسقط الرجل في معيار المال لا اترك له أي فرصة لدراسة ملفه عند اهل المراة اذا تحدثنا عن معيار الحسب و النسب فلا دخل للمرأة فيه كونه يتعداها الى اهلها الذين يرفضون بالاجماع ان يلحق بالعائلة الضارب اصلها و حسبها في القدم برجل مجهول المصدر .
اما معيار الجمال فهو من اقوى الاسلحة في يد المراة اليوم يمكنها من تدبر صفقة خيالية تمكنها من زوج يضمن لها العيش الرغيد و المسكن الواسع و المركب المريح فلا مجال للجدال في امكناية قبول جزائرية جميلة برجل رأسماله الالتزام و حسن الخلق ، ولو ان جما ل المرأة المعنوي اكثر عطاءا من جمالها الحسي .
فلم يتبقى معنا الا معيار الدين و هو ما شدد عليه رسولنا الكريم ، فهو اساس متين للعلاقة الزوجية عند من يقيم للرابطة الزوجية قدرها اما في مجتمع اعرج فحتى الرجل الحسن الخلق و البالغ تقواه ووراه عنان السماء سيجد حرج في الظفر بذات الدين ، ففي تعريفنا للدين لن نكون سواء ، فمنا من يحصر الدين في اللباس فالمتبرجة ربما تكفر و المتحجبة هي اشد تدينا من المستورة و المتجلببة هي اشد النساء تقوى والتزام من كل النساء على الرغم من ان الكل يعلم ان من المتجلببات من كن ابطال مسلسلات في افلام الهواتف النقالة
و استشهد بقول ما فتا يكرره علي احدهم ان نسبة المتجلببات و المتحجبات في حديقة التسلية ببن عكنون يمثل 80*/* من الازواج العزاب.
مرة تقدم صديق لي لا تشوبه شائبة و حسن الخلق من اهل متجلببة يبغي الزواج بها فكان ردها مقبضب و قصير و موجز قائلة : ان كان ملتحيا فمرحبا و الا فلا ، فاختينا حصرت الدين في بضعت شعيرات و لم تتعب نفسها حتى بالسؤال عن مستوى تعليمه و اخلاقه و مصدر رزقه ، و كم هي كثيرة المفاجات ابطالها (المتدينون ) من الرجال كلها صور مخلة بالحياء.
فحتى المتدينات لهن شروط في صاحب الدين سوف لن يقدر على تلبيتها اغلب الرجال كونه يجب ان يكون متدينا على المذهب الفلاني او من الحزب الفلاني المعروف عنه تقديمه للنساء لمناصب حزبية و يحترم نسبة الثلاثين بالمائة التي حددها رئيس الجمهورية ؟
و بين كل تلك المعايير يسقط مشروع الزواج و يروح حلم بناء اسرة مهب الريح ، فلا مانع حينها من القبول باول القادمات على ان لا تكون النتائج مضمونة و العواقب حميدة فلا يستغرب احدكم ان من الزيجات من لم يعمر شهرا و منها من لم يعمر الا اسبوعا ليس الا .
كل هذا من جهة و من جهة اخرى ما هي المعايير التي تقيد المرأة في اختيارها لفارس الاحلام و شريك الدرب ؟
بالرجوع الى المنبع ضاربين الموظة عرض الحائط نجد ان المصطفى عليه السلام يقول
اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبي.
اذا كان للرجل اربعة معايير يختار على اساسها زوجته و حتى ان لم يتقيد بها فالعواقب لن تكون بالضرورة وخيمة ، فان للمرأة في اختيار زوجها معير واحد ليس الا و هو معيار التدين و عواقب عدم التقيد به ينجر عنه فساد كبير و فنتة مضلة و هو ما يتغافل عنه اغلب النساء و لا يقيم له الاهل ادنى حساب .
فصاحب الدين اذا احب زوجته اكرمها و ان كرهها لم يضلمها و يقف دائما عند حدود الله فمن غير المعقول ان نجد متدين زير نساء او يدخل على زوجته سكيرا او يصرف امواله على القمار او يتخذ عشيقات له ، و هو ما تعنبه المرأة مع غير المتدين و ما اكثرهم في مجتمعنا .
الجزائرية لا ترى من الزواج وسيلة و غاية في حد ذاته و لا مشروع مستقبلي تحقق به مراد الله في عباده و امر رسوله الكريم بعيدا عن كل تلك الاعتبارات هي ترى ان الزواج ليست الا صفقة يجب ان تحسن التفاوض عليها لتحقيق اكبر قدر من المنفعة المادية و لو على حساب الغاية من الرابطة الزوجية .
و بين معايير الاختيار عند المراة الجزائرية و عند الرجل الجزائري نجد ان العقد و طرفاه سوف يكون ضحية سوء التدبير فالجزائرية سوف ترجع الى بيتها في القريب العاجل و الرجل سيجد نفسه غير قادر على تكرار المغامر مطلقا و الزواج لطخت صمعته فاصبح مجرد تجاري يؤدي الى الطلاق و ضياع الابناء بعدما كان فيما مضى لبنة من لبنات بناء مجتمع متماسك .