انهيار أسعار الذهب يُرعب "الدلالين" ويجبر المحلات على البيع بالقطعة
18-08-2015, 08:07 PM

عويمر إيمان
يواصل سعر الذهب تراجعه في السوق، ليتراوح ما بين 4500 و5000 دج بالنسبة للذهب المحلي وما بين 5500 و6000 دينار للمستورد على غرار إيطاليا، بالمقابل بلغ سعر الذهب المعاد تصنيعه "الكاسي" 3500 دج للغرام في السوق الموازية و3200 دج في محلات بيع "الصياغة" التي تختلف أسعارها من محل لآخر.
عبر عدد كبير من الباعة المتجولين بشارع العربي بن مهيدي وكذا السوق السوداء بوادي كنيس، وغيرها، عن قلقهم من عزوف المواطنين عن شراء الذهب رغم تراجع قيمته في السوق الجزائرية، وهو ما جعل السوق السوداء تعرف ركودا غير مسبوق.

ورصدت "الشروق" في جولتها تذمرا لدى الباعة الذين أكدوا أن الذهب يأبى الارتفاع وهو ما جعل بعضهم يتخلى عن مهنته بالنظر إلى أن الأرباح تراجعت في السنة الأخيرة، وقال أحدهم: "رغم انخفاض سعر الذهب، إلا أن البيع بـ"التحلال"، حيث وصل سعر المعاد تصنيعه حدود 3500 دج جزائري بعد أن كان 4000 دج في الأشهر السابقة". ولا يعرف الباعة إن كان العزوف راجع إلى فصل الصيف الذي يفرض على الجزائريين مصاريف العطلة والدخول الاجتماعي بدل التفكير في ادخار الذهب، من جهته، قال بائع آخر أن "الذهب في انهيار" والسبب ما يشاع عن جلب الذهب المهرب من ليبيا.

وعند توجهنا إلى محلات البيع الرسمية للاستفسار عن سعر الغرام الواحد للذهب، رفض الكثير منهم الحديث عن السعر، بحجة أن طريقة البيع التي يتبنونها بـ"القطعة"، حيث يجبر الزبائن على اختيار القطعة المراد شراءها ليتم تحديد قيمتها حسب حجمها.

ورفضت إحدى البائعات بالعاصمة القول أن أسعار الذهب تراجعت، بل أنها مستقرة، حيث وصل سعر الذهب المستورد الصافي بدون أحجار 6000 دج، أما المحلي فإنه يصل إلى 5000 دج، لافتة إلا أنه يجب التفريق عند شراء الذهب، لأن المقلد غزا السوق، والزبون ينظر إلى السعر ولا يتحقق إن كانت القطع أصلية بختم أم لا.

ويؤكد الخبير الاقتصادي فارس مسدور، أن سعر الذهب تراجع مؤخرا رغم ارتفاعه في السوق الدولية، لكن يبقى المواطن عازفا عن الاقتناء بفعل تراجع القدرة الشرائية وانخفاض قيمة الدينار بعد الانهيار الذي تشهده أسعار النفط في السوق الدولية التي نزل فيها سعر البرميل خلال الساعات الماضية إلى 48 دولارا للبرميل. وقال مسدور لـ"الشروق" أن المواطنين غير قادرين على شراء الذهب رغم أن أحسن طريقة في الوقت الراهن هي ادخار أموالهم في المعدن النفيس.

وتحدث الخبير عن علاقة وطيدة تربط سوق البترول بالذهب، وقال أنه كلما انخفض سعر البترول تلجأ الحكومات إلى اقتناء مخزون أعلى من الذهب للحفاظ على مدخراتها وهو ما تسبب في التهاب الأسعار، إلا أن ذلك لم يؤثر على السوق الجزائرية بحكم غياب أي علاقة بين قيمة السبائك المتداولة في البورصات العالمية والذهب المسوق في الجزائر.