فنون خطابية ومهارات إلقائية
03-05-2018, 09:03 AM

فنون خطابية ومهارات إلقائية


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

ومضات البدء:
حتى يكون حديثك عامراً له أنداء وأفياء، وظلال وأبعاد، وحتى يكون كلامك مؤنساً مشجياً، منعشاً مشوقاً، وحتى يكون قولك مطرباً مغرياً، خفيفاً شائعاً، وحتى يكون أسلوبك لطيفاً شريفاً، باسماً مبهجاً، وحتى يكون موضوعك عليه طلاوة، وله حلاوة، وفيه نضارة، وحتى تؤثر في الآخرين، فتبذر فيهم التفاهم والتكاتف، فتجني التضامن والتعاون،
وحتى تكون كذلك، بل أكثر: انطلق معي أخي المتميز المبدع في هذه الأسطر حتى نجول ونصول، ونتعلم
مهارة المبدعين المتميزين:( أنت بالطبع أحدهم ): مهارة العظماء.
وصنعة الأبطال
مهارة الإلقاء الفعّال المثمر على دراسة منهجية تركّز على الجوانب العملية أكثر، وبعد أن تستمتع بهذا الموضوع، وتنزل ما تعلمته على واقعك، وتمارس وتجرّب، وتحاول مرةً وأخرى وثالثة، حتى تتقن وتتجاوز حدود الإبداع، ستعلم مدى ما كنت تحتاجه إلى هذه المهارة المهمة، بل واللازمة للجميع، والتي من خلالها ستتعلم الكثير من المهارات، وستتذكر مباشرة قول:( دوسكو درو موند) حين قال :" لو قُدّر لي أن أفقد كل مواهبي وملكاتي، وكان لي حق الاختيار في أن احتفظ بواحدة فقط، فلن أتردد في أن تكون هذه هي: القدرة على التحدث، لأنني من خلالها: أستطيع أن استعيد البقية بسرعة".
وأيضا: ستشعر من خلال ممارستك الدائمة للإلقاء بقول الخطيب المشهور (
زج زجلر) :
" سواء رضينا أم أبينا، فإن الذين يُحسنون الحديث أمام الناس يعتبرهم الآخرون أكثر ذكاء، وأن لديهم مهارات قيادية متميزة عن غيرهم".
إذن أخي هي ليست
مهارة عادية، بل منها: السحر والبيان كما ورد في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال :" قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن من البيان لسحرا".

الخطابة في الإسلام:
في لندن يزدحم الناس حول الخطباء في الركن المخصص لذلك في حديقة ((هايدبارك))، فإذا وقف قسيس ليخطب لا يظفر، إلا بعدد قليل جداً من المستمعين، ويرجع ذلك إلى أن خطبهم لا تعدوا أن تكون أحاديث عن حياة المسيح مأخوذةً عن الأناجيل أو تكون من مطالعات في العهد القديم، أو بعض التعاويذ والترانيم إلى غير ذلك مما هو معروف للناس، وقد سمع مراراً وتكراراً، وأصبح لا يَهزُّ المشاعر، ولا يلمس الوجدان.
ومقارنة بالمثال السابق، فإن
الخطابة في الإسلام لها مبادئ وأصول قامت عليها، وعلى سبيل المثال: خطبة الجمعة وما تتمتع به من مميزات، فجميع المسلمين يحضرونها، ويجلسون لاستماعها، فالكل آذان صاغية للخطيب، وبها يكون التوجيه، فهي ليست مأخوذة من أناجيل مكذوبة أو ترانيم خادعة، بل هي قانون حياة، ومنهج عمل، مدعمة بخير كلام ليس فيه تحريف، وليس من كلام الناس، بل من كلام رب الناس:[ ومن أحسنمن الله قيلاً].

هل يمكن تعلم الخطابة والإلقاء؟:
يقول بعضهم متسائلا: الخطابة صعبة، والإلقاء مستحيل، وأنا سيء في حديثي، فهل يمكنني أن أجيد فن الإلقاء!!؟.
أقول: وبكل سهولة تستطيع أن تتعلم الإلقاء، ولا يعني عزوفك أصلاً عن إلقاء الكلمات: أنك لن تستطيع إجادتها، أو أن إخفاقك في موقف سابق يجعلك تصد عن ذلك، بل انظر بإيجابية، واعلم أنك قد استفدت من موقفك السابق، وتعلمت منه التجارب والخبرات حتى تجعلك تتقن هذا الفن، يقول
إيمرسون: ((إن جميع المتكلمين العظماء كانوا متكلمين سيئين في البداية)).
اعلم أن: القدرات يصنعها الإنسان، و
المهارة يكتسبها ويتعلمها الإنسان.
وقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم:(( إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلمبالتحلم)).
فالإلقاء و
الخطابة علم وأمر يمكن للإنسان أن يتعلمه إذا اتبع قواعده، وسار على نهجه، وجلد على مراسه.
فهذا واصل بن عطاء
- أحد أئمة المعتزلة - كان لديه لثغة في حرف الراء، فحاول أن يقيم لسانه، فلم يستطع، ورغم ذلك، فلم يترك الخطابة بسبب هذه اللثغة، فما كان منه إلا أنه كان يخطب من غير حرف الراء، فأصبح من أوائل الخطباء وأشهرهم.
والآن، وحتى نبحر في هذا الفن الرائع الجميل، فإنه من الأفضل أن نتطرق إلى أمور كثيرة تتعلق بالإلقاء، وحتى تكون دراستنا أكثر منهجية، وتعلمنا أكثر إتقاناً، فسنتعرض إلى ما يجب أن يتحلى به الخطيب من صفات، وكذلك قضية التحضير، فهي ملازمة للإلقاء ومرتبطة به تماماً، ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، فبمستوى إتقان التحضير يكون الإبداع في الإلقاء، وأيضاً التدرب قبل الإلقاء، وكذلك ما يمكن فعله عند الخوف والارتباك، وبعد هذا وذاك: نشرع في ذكر
المهارات الإلقائية والفنون الخطابية.

صفات الخطيب المتميز:
1-
ثقافة الخطيب: وذلك بالإطلاع الجيد على علوم القرآن والسنة، والمعرفة بفنه الذي يتحدث فيه، وإلا كان مناقضاً لنفسه، وسيتضح ذلك للناس سريعاً، وكما قيل:(كل إناء بما فيه ينضح )، فالخطيب المميز هو: أولاً شخص مميز في ذاته، فارفع من ثقافتك، وحسن من أدائك، وكن جاداً في إنجازك.


2- موافقة القول للعمل: وذلك بالصدق في حديثه وعاطفته، وصدقه في علاقته مع ربه، وتطبيقه لما يقول:[ يا أيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون]. و في الحديث المتفق عليه:" يؤتي بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: مالك يا فلان ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟، فيقول: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه".

يا أيهـا الـرجـل المعـلم غـيـره÷ هـلا لنفسك كان ذا التعلـيم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
÷ كيـما يصح به وأنت سقيـم
3- دراسة علوم اللغة: فلا يحسن بالخطيب أن يجعل المرفوع منصوباً، والمنصوب مجروراً، و المجرور مرفوعاً، هذا فيما يتعلق بالنحو، وكذلك إلمامه الجيد بالتراكيب اللفظية، وعلوم المعاني، وامتلاك مهارة لغوية تبنى لديه معجم واسع من المفردات، يزوده بقدرة فائقة على التعبير عن المعنى بأروع طريقة وأبدع أداء.

4- الثقة بالنفس: عندما يكون الخطيب رابط الجأش، لا شك أنه سيكون أكثر وصولاً إلى قلوب وعقول الجمهور، وكذلك يبدع أكثر فيما يريد إيصاله من رسالة.


5- الأمانة العلمية: عزو المعلومات إلى المصادر والمراجع، فهذه أمانة أمام الله سبحانه تعالى.

مرحلة ما قبل الإعداد:
1-
الإخلاص: صحيح أن العمل الجاد يحتاج إلى التعب والجهد، ولكنه يحتاج قبل كل ذلك إلى الإخلاص لله تعالى، والمثل الرائع يقول: ( قل لمنلا يخلص: لا يتعب)، فما فائدة العمل: إن أريد به غير وجه الله تعالى، نعم: لن يكون له أي تأثير لا على المتكلم ولا حتى على المستمعين، إن لم يكن هناك إخلاص (فرب عمل كبير تصغره النية، ورب عمل صغيرتكبرهالنية)، فالخلاص في الإخلاص، ومما يعين على الإخلاص: كثرة الدعاء بأن يجعل الله العمل صالحاً متقبلاً خالصا له وحده، وأن يجعل له بالغ الأثر في الآخرين.

2- ما قبل الإلقاء:
الجمهور: يجب على الخطيب أن يتعرف على جمهوره، ما هي القيم والمبادئ التي يحملونها؟، وما مدى أهمية هذا الموضوع لديهم؟، وما الذي يريدون معرفته ؟، وما هي المشاكل التي تواجههم فيه؟، لأن القاعدة تقول:(شكل حديثك حسب جمهورك).

وكذلك يجب على الملقي أن يعرف كم عدد الحضور التقريبي، فإن كان جمهور صغير (أقل من 25 ) شخصاً، فيعلم الملقي حينئذ أن الانتباه أكثر، فالأمثلة أكثر والأسئلة والمناقشات ستكون مباشرة مع الجمهور، وسيقوم الملقي المتميز بالاتصال بالجميع عن طريق العين.
أما إذا كان الجمهور كبيراً أكثر من ((
25 شخصاً))، فسيحدث السَرَحان، والهمس مع الجار، والتشتت في الانتباه، فعند ذلك يقوم الملقي بالربط والتلخيص وتكرار النقاط المهمة، ليحافظ على تركيز الجمهور وانتباهه. وكذلك مما يجب أن يعرفه الملقي قبل إلقائه: الوقت المتاح له والمكان الذي سيلقي فيه، فإنهما سيساعدانه على القيام بمهمته.


3- الهدف: للأسف أننا في أوقات كثيرة نتحدث بدون أي هدف، فلماذا لا يكون لدينا أهداف صغيرة تخدم هدفاً مرحلياً تصب أخيراً في هدفنا الأخير. ومن خلال ما سبق: نستطيع أن نحدد الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال إلقائنا، فكيف يصوغ الملقي هدفه؟.
إليك هذه الطريقة العلمية المجربة:

اكتب جملة من 25 كلمة أو أقل تشرح موضوع حديثك مرتبطاً بهدفك، وإذا كنت أنت غير واضح في هدفك، فكيف يستطيع المستمع أن يتبين هذا الهدف؟.
فعلمية الهدف تعد عملية سهلة، وتجعل كل شيء بعدها ينساب سهلاً ويسيراً، فأبدأ بها أولاً، وستجد كل شيء بعدها سيغدو سلساً، فلعل هدفك الرئيسي هو أن تعرّف الجمهور على شيء جديد، وتجعله يفكر فيه، ويشعر به ويتذكره دائماً، فكيف ستصل لهدفك؟.
فكر في ذلك جيداً.
يقول
دايل كارينجي:" إن التحضير يعني التفكير والاستنتاج والتذكر واختيار ما يعجبك وصقله وجمعه في وحدة فنية من صنعك الخاص".

كيف تعد وتحضر موضوعاً ناجحاً؟.
* أمور مهمة في اختيار الموضوع:
1- قبل أن تبدأ في اختيار الموضوع أو كتابته: صل ركعتين وادعُ الله أن يوفقك، وأن يختار لك ما فيه الخير، فبيده التوفيق أولاً وآخرا.
2- أن يكون موضوعك مناسباً للتحدث فيه، وكذلك مناسباً للحضور.
3- الإبداع والخروج عن المألوف مطلب مهم في كل موضوع يطرح.
4- عندما يكون موضوعك مصحوباً بروح التفاؤل يكون قبوله أحرى، ويثير النفوس للعمل، فروح التشاؤم تفرضها علينا ظروف هذا الزمن.
5- قبل أن تبدأ في عملية التحضير: قم ببعض التمارين الرياضية، ثم أجلس في مكان مناسب وتخلص من جميع ما يلهيك، ثم ابدأ بالله مستعينا.
6- حاول أن تضع وقت البداية في التحضير، وذلك بالقراءة في الموضوع وجمع الشواهد ووضع العناصر وتصنيفها وترتيبها، وكذلك وقت النهاية من التحضير بحيث يصبح الموضوع جاهزاً في ذلك الوقت، فإن لم تنته منه لاستطرادات الموضوع وحاجته إلى البحث الأطول والأكثر، فإنك إن شاء الله وان اضطررت لزيادة الوقت لإضافات، فسيكون انتهاؤك قريبا مما حددته مسبقاً، لأن هذا من تجربة كثير من الناس أنهم لا ينجزون إذا تركوا الوقت لأنفسهم مفتوحاً .

المفاتيح الست لاختيار العنوان الجذّاب:
*
العنوان الجذاب: بعد تحديدك للموضوع الذي تود التحدث عنه، يجب أن تختار له عنواناً مناسباً وجذاباً، وحتى يكون العنوان جذاباً تعلّم هذه الأسرار في اختيار عنوانك :-
1- اختر عنواناً تحدد من خلاله الفكرة الرئيسية للموضوع دون إبراز الفرعيات.
2- الأسلوب الاستفهامي يجلب التشويق دائماً مثل: (كيف تحضر موضوعاً؟ ).
3- حاول أن لا يزيد عدد كلمات العنوان عن ( ثلاث كلمات).
4- استخدم الأعداد في عنوانك، فهي تجعله أكثر جمالاً مثل:(( خماسية النجاح)).
واخبرك بسرّ آخر في اختيار الأعداد، وهو إن الأعداد الفردية هي أكثر جاذبية واستثارة للسامعين.
5- اجعل العنوان هو آخر ما تكبته، فاختياره أسهل آنذاك.
6- ابتعد عن العنوان الذي يكون مكرراً ومشهوراً، واجعل فيه إبداعاً وحداثة .

مرحلة الإعداد:
تحضير الموضوع: تذكر هذه القاعدة:( حدد الموضوعحلل الجمهورحدد الهدفأبدع أفكاراً).
1- اجمع المراجع واعرف ما هي الكتب التي تساعدك في تحضير موضوعك.
2- أقرأ وتمعن، ثم انتق، وحتى تجيد الانتقاء: لا تترك الدرر التي تلقاها في طيات الكتب أو في الدوريات مثل: الجرائد اليومية والمجلات، بل أجمعها وأقتبس منها وأجعل لها عنواناً.
3- رتب العناوين والمعلومات التي تريد طرحها.
4- سجل ملاحظتك الشخصية ووجهة نظرك، ولا تعتمد فقط على أراء الآخرين وأفكارهم، بل تذكر أن لك عقلا مثلهم، ويمكن أن تضيف وتعدل.
5- الاستشهاد يعطي الموضوع قوة، والاستشهاد يكون بـ ( القرآن الكريم – السنة –القصص - الشعر – أقوال وحكم – إحصائيات – وغيرها).
6- ابحث بجد عن آخر المعلومات، وأحدث الإحصاءات، ولا تعتمد على ما حضرته قبل عدة سنين.
7
- من المسودة الأولى: اكتب كل الموضوع، ولا تدقق، ثم اطبعه على الكمبيوتر، ليسهل تصحيح الأخطاء إن وجدت.
8- التعديل: أضف.. ألغ .. عدل .. ثم أعد الترتيب.
9- التدقيق: دقق اللغة وصحح الأخطاء اللغوية.
10- المراجعة النهائية: الق نظرة نهائية، وتأكد أن كل شيء في مكانه الصحيح.
11- الاختصار النهائي: تأكد من طول الموضوع، وأنه مناسب للوقت، واختصر إن لزم الأمر.
12- والآن: تكون قد وصلت إلى مرحلة كتابة الموضوع، وإليك بعض النصائح:
أ. حاول دائماً إذا كتبت أو حضرت موضوعاً: أن تكتب جملاً كاملة، ولا تكتفي بالترميز.
ب. أكتب فكرة واحدة لكل نقطة فرعية، ثم لخصها بحيث لا تزيد عن سطر واحد.
ج. تذكر وأنت تكتب كل جملة أنها: ( ترتبط بالهدف.. أنها شيقة وممتعة.. وأنها ذات علاقة بالمستمعين.. وأنها جملة قصيرة ).
د. تلطف وليكن كلامك مؤدباً ومراعياً لجميع الحضور.
هـ . أن تكون كلماتك سهلة ومعروفة، واعلم أن كل صفحة مكتوبة بالكامل تأخذ في المتوسط 3-4 دقائق عند الإلقاء.
و . وفي كتابتك النهائية للموضوع على أوراقك الخاصة راع التالي:
- اكتب بخط كبير.
- اترك فراغاً مناسباً بين السطور.
- راجع الإملاء والقواعد النحوية.
- لا تنسَ ترقيم الصفحات.
- لا تدبس الأوراق، ليسهل تحريكها أثناء الإلقاء.
- ضع أوراقك في ملف حتى تبقى نظيفة ومرتبة.
- الأفضل أن لا تكتب المقدمة والخاتمة إلا بعد الانتهاء التام من الإعداد، وحاول في مقدمتك أن تجذب الانتباه، وتذكر هدفك، ثم تعطي فكرة عامة عن موضوعك، وأما في الخاتمة، فلخص ما ذكرته خلال كلامك، وذكرهم بالأشياء العملية التي خلصت إليها حتى تبقى راسخة في أذهانهم.
- ضع نقطة رئيسية لكل 15 دقيقة.
- أربط حديثك بالموضوع الرئيسي.
- اكتب هدفك، ولا تفترض أنك تعرفه.
- لا تحاول تغطية كل الموضوع، ألغ الممل أو البديهي واختصر المقدمات.
- تذكر: أن الخطبة جيدة التنظيم هي: نتاج عقل منظم.
- لا تكتب أي كلمة إلا وستضطر إلى قراءتها.
- حدد هدفك قبل جمع المعلومات.
- حضر .. وحضر .. وحضر .. القاعدة: ( عشرة ساعات تحضير لكلساعة حديث ).
- وبعد انتهائك من التحضير تأكد من التالي:
* اطبع الموضوع، راجع طباعته، وتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية والإملائية ووجود الفقرات والفواصل في أماكنها المناسبة.
* راجع مرة أو مرتين وثلاث، ولا تمل وتأكد من تغطية الموضوع.
* قدر الوقت بحيث لا يتجاوز المدة الكلية للحديث.
* وأخيراً: تأكد من المضمون – التنظيم – الأسلوب- اللغة – القواعد النحوية.

أشكال التحضير:
وهنا يترتب على شكل التحضير: طريقة الإلقاء، ولذا دائماً نقول ونكرر: تحضير وإعداد الموضوع أمر مرتبط تماماً بالإلقاء وطبيعته:


1- القراءة فقط: بحيث يكون الموضوع معد ليقرأ كاملاً، وتأمل الآتي:

" إن خطيب الورقة في وادٍ، والمستمعون في وادٍ، إنه يسير مع أفكاره المنقوشة لا مع أفكار مستمعيه".
إضافة إلى ما فيها من ملل للقارئ والمستمعين، ولكن لا بأس بها في بداية الأمر، وخاصة إذا كان المتحدث جديداً على الإلقاء حتى يتدرب و يتمرس، ثم ينتقل إلى مستوى أعلى.

2- نقاط رئيسية: بحيث لا يكتب الملقي جميع ما يريد أن يقوله بالتفصيل، ولكن يضع أهمها، فيكتفي بالعناوين العامة، ويدون ما قد يحتاج إلى نصه أو قد يصعب حفظه من آيات وأحاديث وأبيات شعرية ومقولات وإحصاءات وأرقام، فهذه الطريقة تجعله يتفاعل أكثر مع موضوعه ومع أعين الجماهير، ويطرح ما يحتاجه من أمامه، لا أن يطرح ما هو مكتوب في ورقته:( ولعل هذه الطريقة هي أفضل الثلاث ).


3- استيعاب كامل الموضوع: إلماماً تاماً بفرعياته وشواهده وتدرجه، وهذا يجعل الطرح أقوى، وذلك مع التأكيد على الاستيعاب الكامل بحيث لا يخل بأي شيء منه، وهذا يكون نتاج قراءة وإطلاع مكثف على الموضوع وإلقائه أكثر من مرة، مما يجعله محفوظاً للملقي.

أهمية التدرب قبل الإلقاء:
تدرب الخطباء مهم جداً، وخاصة للمبتدئين، وكذلك في حالة إلقاء موضوع جديد.
كان
ديمستين- الخطيب اليوناني -معيباً في نطقه، يسخر منه الناس، ويستهزؤون به إذا نطق أو تكلم، فضلاً عن أن يكون خطيباً، ولكن أستاذه الذي يعلمه الخطابة شجعه على إصلاح عيبه، فعكف على المطالعات المختلفة، وجاهد في إصلاح لسانه حتى رأوا أنه كان يحلق نصف رأسه حتى لا يخرج من باب بيته أو يقابل الناس، وأقام في منزله شهراً يتمرن على الخطابة والإشارة، وكان يذهب إلى شاطئ البحر، ويضع في فمه حصاة، ويخطب على هدير الموج كأنه جمهور عظيم حتى صلح لسانه. فانظر معي إلى عزمه وحرصه على التعلم وصبره وجلده، ثم كانت النتيجة بأن أصبح خطيبا بارعاً .
- الاستماع للخطبة مسبقاً بالتسجيل.
- إلقاء الدرس أمام المرآة أو على الجمادات مثل : الأثاث – المراكي …إلخ، وإن كان في ذلك نوع من الطرافة، والبعض ينظر إلى ذلك أنه من المبالغة، ولكن هذا له فوائد منها:

- إزالة الخوف والخجل، وكأن أمامك أناساً تتحدث إليهم، وأيضاً التمرس على المهارات الإلقائية، ففي هذا الموضع ترفع صوتك، وفي الآخر تحرك يدك وهكذا.
- جرب إلقاء الدرس على شخصين فقط، وخذ آراءهم بعد ذلك، ولا يهمك الثناء بقدر ما تحتاج إلى تطويره.
- قس مدة حديثك عند التدرب، ثم عدل حسب الوقت الذي سيتاح لك فعلاً.
- لا تتوقف أثناء التدرب، بل حاول أن تؤدي الخطبة كاملةً، وأترك الملاحظات للنهاية.
- تدرب حتى تشعر بالتمكن والارتياح خاصة في: المقدمة – القصص – النقلات – الوقفات – الخاتمة.
- لا مانع من وجود اختلافات أثناء التطبيق العملي والتدريب، فهذا طبيعي.

مهارات وفنون إلقائية:
-
تذكر معي مرة أخرى أهمية إخلاص عملك هذا لله، وأن الله سيوفق من أخلص له.
- لا تكن خطبتك بتراء أو شوهاء أو جذماء.
ف
البتراء: الخطبة التي لا تفتتح بالبسملة والحمد لله.
و
الشوهاء: الخطبة التي تخلو من القرآن الكريم.
و
الجذماء: الخطبة التي تخلو من الشهادة بعد الحمد.
أذكر هدفك ولخصه، وأعط نبذة عامة عن الموضوع وتسلسل نقاطه.
- لجذب الجمهور وإثارتهم في البداية: جرب أحد النقاط التالية في حديثك:
1- أذكر قصة مثيرة وغير معروفة.
2- اعرض صورة أو دعهم يشاهدون شيئاً.
3- أسال سؤالاً مثيراً غير واضح الإجابة، ودعهم يفكرون في الجواب.
4- أذكر حقيقة أو بياناً مذهلاً أو اذكر إحصائية تدهش المستمعين.
- حاول أن تحفظ غيباً ما ستقوله في أول دقيقة، فهذا يزرع ثقة المستمعين فيك من البداية، ويشعرون أنهم بحاجة للاستفادة منك.
- يقول كارين كاليش:" إن لديك 30 ثانية إلى دقيقتين كي تستحوذ على انتباه الجمهور، والجمهور يكوّن عنك فكرة في هذه الفترة القصيرة، ولهذا فأنت تحتاج إلى لفت أنظارهم والاستحواذ عليهم من اللحظة الأولى".
إن من
الخطأالفادح، واللبس الواضح الذي يقترفه الملقي في المقدمة: الاعتذار بأن يقول:" أنا لست بالخطيب البارع، ولا الملقي المتميز، إنما أحرجني أحدهم لأتحدث أمامكم، فليس لدي الجديد، وإنما فقط للتذكير، وعذراً إن أمللتكم في الدقائق القادمة!!؟".

غفر الله لك: أتقول هذا في المقدمة، ثم تريد منهم التركيز معك، أو أن يعيروك أي اهتمام بعد هذه الافتتاحية السوداوية حتى وإن أبدعت في موضوعك، وأتيت بكل جديد، واستعملت كل فن في الخطابة والإلقاء، فلن تغتفر لك هذه الزلة في فن الإلقاء، طالما كنت تطمح للوصول إلى مراتب الخطباء والعظماء، لأن القاعدة الحقيقية والواقع الميداني يحكيان أن المستمعين يتأثرون بالبداية، ويعلق في أذهانهم الطابع الذي همس به الملقي في آذانهم، وخاصة إذا كان يتحدث عن نفسه وهو أعلم بها، و إن كان يقولها بعضهم من باب التواضع، ولكن حقيقة ليس هذا موضعه، فبهذه الكلمات تتزعزع ثقة المستمعين بالمتحدث.
- لا تقلد غيرك في صوته أو نظرته أو لبسه أو طريقة حركته:( ولا مانع من أن تستفيد من تميز الآخرين).
- اجعل حركتك طبيعية، وتحدث وكأنك تتبادل الحديث مع صديق في الشارع: ألست طبيعياً آنذاك؟. إذن كن طبيعياً هنا.
- لا تقعر الكلام( وهي: الفصحى المبالغ بها )، ولا تتكلف استعمال أسلوب بلاغي أو سجعي، فلن تبدو طبيعياً.
- إذا ذكرت معلومات أو إحصاءات غريبة، وهي بالفعل صحيحة تماماً، فلا تترك مجالاً للشك فيها، بل أذكر أنك راجعتها مرتين مثلاً.
- مما يجعل الناس تتفاعل وتنجذب مع الملقي هو: أن يتقن هذه المهارة الخفية التي قد تخفى على الكثير، وهي: أن تجعل نفسك أحد هؤلاء المستمعين، واجعل نفسك ليس كأي واحد منهم، بل لتكن أنت المستمع المتفاعل من بينهم بحيث تظهر ما تتوقع داخل الجمهور تجاه كلامك بمعنى: أنك تفاعل تماماً مع كلامك، فتغضب في حال الغضب، وتظهر ذلك على قسمات وجهك، ثم تتفاعل أخرى في حال الضحك، فتتبسم وتضحك، وهكذا في ثالثة تسخر في حال السخرية، ولتكن جميع هذه التفاعلات التي تقدمها للجمهور واضحة من خلال نبرات صوتك.
- خلال حديثك تمر بك كلمات هامة جداً، وتشعر أنه من واجبك كشخص مخلص في أداء عمله وإيصال معلومته: أن توضح للمستمعين أن هذه الكلمات مهمة، ويجب التركيز عليها وفهمها جيداً، فماذا تُراك تفعل في مثل هذه اللحظات؟.

إن أفضل وأنجح طريقة توصلك إلى أن يركّز الجمهور على مثل هذه الكلمات هو: أن تقلل من سرعتك الإلقائية، ثم تضغط بصوتك على هذه الكلمات حتى لا تكاد أن تخرجها من مخارجها، وفي تلك اللحظات، سترى جميع المستمعين مشدودين إليك تماماً: جرّب وسترى!.
وما دمت قد أفشيتُ لكم العديد من أسرار الإلقاء، فإليكم هذا السر أيضا، ويسمى:(
الوقفات السحرية )، هذا السر سهل جداً، ولا يحتاج منك إلى أي مجهود، كيف يكون ذلك؟.
الجواب هو:( أن تعلم كيف تستخدم قوة الصمت، ولو لثوان )، وذلك بأن تكون منهمكاً في شرح موضوع معين مستخدماً في ذلك جميع قواك العقلية والحركية والكلامية، ثم وفي لحظة مفاجئة تقف عن الكلام، وتصمت لمدة خمس ثوان فقط، فهذه اللحظات البسيطة تجعل الجميع مباشرة ينظر إليك، فالنائم يستيقظ، والسرحان ينتبه، فيحسن بك أن تستغل انتباه الجميع بأن تذكر شيئاً مهماً لديك :مادمت أنك قد أحسنت بأن جذبت الأنظار، وقبلها العقول.
- ولكن هناك وقفات مهمة لابد منها مثلا: عند انتهاءك من جزئية والانتقال إلى أخرى حتى تشعرهم بالانتقال إلى موضوع جديد، وتذكر أن الوقفات الهامة تبدو لديك أطول مما تبدو للجمهور، فلا تستعجل، وإليك أوقات الوقفات الخمس للإلقاء الفعّال:
1- بعد البدء 2- قبل الكلام 3- قبل أن تسأل 4- قبل البدء الجديد 5- قبل (شكراً).
- هل تعلم أن: القط له أكثر من 100 صوت، وأن الكلب له عشرة أصوات فقط، وأن الزرافة ليس لديها حبال صوتية...الخ.

الخطأ المتكرر والروتين القاتل هو: الرتابة الصوتية لدى الملقي بحيث أنه يستمر على نبرة واحدة لا يغيرها إلا في النادر، وذلك جلي وملاحظ يسمعه الطالب من أستاذه، ويراه المستمع في خطيب الجمعة، فمن المناسب لتجنب مثل هذه الرتابة: أن تكثر من رفع صوتك وخفضه، وأساس مهم في الإلقاء هو: تغيير نبرات الصوت حسب ما يقتضيه الحال، فمثلاً : عندما تحتاج للحديث عن الغرور، فيلزمك أن تضخم صوتك، لأن حال الغرور يقتضي ذلك، وغير ذلك من الأمثلة .
- أحذر و ابتعد عن استخدام بعض الكلمات المملة مثل: آه.. آه، في الحقيقة، بصراحة، بالفعل، كما تعلمون.

كيف تعرف سرعتك الإلقائية؟:
مهم تنويع السرعة في الكلام، فكل حسب موقفه مثل :
1. تحتاج أن يكون كلامك بطيئا في المواضع التالية:
أ. الفكرة المعقدة ب. الفكرة الجادة ج. لنهاية النكتة د. للإثارة.
2. وتحتاج أن يكون كلامك سريعا عند بداية النكتة.
3. تحتاج أن تقف عند تفاعل الجمهور ( ضحك – اندهاش ).

وهكذا الآن تعرّف على
سرعتك الإلقائية؟، فإليك هذه الطريقة العملية :

- خذ جزء من موضوعك أو خطبتك، ثم القها بصوت واضح، وكأنك أمام الجمهور وعلى عادتك، وسجّل ذلك بجهاز التسجيل الصوتي، ثم احسب عدد الكلمات التي قرأتها في الدقيقة ( واعلم أن المعدل الطبيعي 130140 كلمة في الدقيقة، وأعد التسجيل حتى تصل إلى هذا المعدل.
- يجب أن يكون مظهرك لائقا ومرتباً، فلقد بوب البخاري في كتاب الخطبة بابا سماه:(يلبس أحسن ما يجد).
- نظرات الملقلي، وما أدراك ما نظراته؟، من المهم أن تنظر إلى جميع الحضور، وأن تشعر كل واحد منهم، وكأنك تتحدث له، ثم انتقل عشوائيا بين الحضور بعينيك، وتوقف بهما عند كل شخص لثلاث أو أربع ثوان، ثم انتقل إلى غيره.
- ابتسم .. ابتسم .. ابتسم ..
- أما عن حركة اليدين، فضعهما إلى جانبك، فهو أفضل مكان لهما حتى تشعر أنك غير قادر على الاحتفاظ بهما، فاجعلهما تتحركان بطبيعتهما.
- لا تُشر بإصبعك إلى الجمهور، فهذا يجعلك تبدو ديكتاتوريا.
- لا ترفع يديك عن مستوى كتفيك، إلا في مواضع معدودة.
- من الجميل والرائع إذا كان هناك تعداد لنقاط: أن يقوم الملقي بعدها على أصابعه واحدة واحدة، فلها بالغ الأثر.
- من الأفضل أن يتحدث الملقي واقفا، فهو ادعى لاتصاله أكثر بالجمهور.
- أما عن وقوف الملقي وتحركه، فالأفضل الوقوف في مكان واحد، والمشي للحاجة والتحرك بهدوء نحو هدف معين أو لحاجة الموضع الذي وصلت إليه من الكلام بأن تتحرك، فتحرك بما يقتضيه الحال.
- قف على كلتا رجليك، ولا تقف على أحدهما دون الأخرى، فهي ليست الوقفة الصحيحة المستقيمة للملقي، ومن ناحية صحية، فهي أيضا غير جيدة.
- قف مستقيما، وارفع رأسك.
- تفاعل مع حديثك بصوتك وحركاتك، واجعله نابعاً من داخلك، وليكن إيمانك به عظيماً حتى يؤثر في الآخرين.

- ماذا تفعل عند الخوف والارتباك:
-
في استبيان وجد أن 70 % من الناس يخافون عند مواجهة الجمهور، فالخوف طبيعي، ويمر به كل الناس حتى المحترفين، فهذه الظاهرة يمكن التغلب عليها، وهاك علاج الخوف:
- إذا كنت خائفاً لسبب أو لآخر، فخذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء، ثم وجه نظرك لبعض الوقت فوق رؤوس الجمهور، ولا تنظر إلى أعينهم كما يمكنك أن تحدث نفسك: أن الأمر هين ويسير، وحاول كذلك أن تتصنع الابتسامة، وقبل هذا وذاك، استعن بالله وأسأله التيسير.
- افرك يدك قبل دخولك للجمهور.
- إن قراءتك للخطبة عدة مرات يزيد ثقتك بنفسك، مما يجعله يطرد الخوف عنك.
- قد تخطئ في كلمة، فلا ترتبك، وأكمل فهذا طبيعي - وإن وجدت سخرية- فلا تجعلها حاجزا لك، يُحكى أن خالد بن عبد الله القسري من الخطباء المعروفين أجهدته الخطبة على المنبر، فقال:" أطعموني ماء"، فاتخذها الناس سخرية حتى قال فيه الشاعر:
بل المنابر من خوف ومن هلع ÷ واستطعم الماء لما جد في الهرب

نصائح عامة:
-
التوقف أو التشديد على كلمة أو عادة استخدام التشديد هو: الترياق الشافي لمعالجة الملل.
- توقف عندما تنتهي من الموضوع، ولا تتكلم لتملأ الوقت فقط .
- حاول أن يكون المكان جيدا في حجمه وتهويته، وأن تكون مقاعد الجمهور مريحة لهم.
- حاول استخدام وسائل الإيضاح:( الشفافيات – عروض الكومبيوتر – الشرائح – البورجكتر – الأوراق الكبيرة – أفلام الفيديو – الخرائط والرسوم البيانية – جهاز التسجيل السمعي- السبورة ... الخ.
- التمارين تحرك الجمهور، وتجعله يتفاعل معك أكثر وأكثر.
- أكثر من ضرب الأمثلة، فهي تجعل الصورة أقرب في أذهان المستمعين.
- أكثر من ذكر القصص الصحيحة الهادفة، فقد جبلت النفوس على حبها، ولكن اذكر فقد ما يتعلق بموضوعك.
- حتى تجعل صوتك جميلا ورائعاً: ما عليك إلا أن ترطب حبالك الصوتية بشرب كوب من الشاي الساخن قبل اللقاء بدقائق، وأيضاً مما يفيد في تحسين الصوت واستمرار المتحدث لأوقات طويلة براحة تامة: تناول شيء من العسل أو مما يغلب عليه السكريات.
- في ختام اللقاء: لخص أهم الأفكار التي طرحتها، وكيفية الاستفادة من هذا الموضوع في الواقع العملي، وكذلك حاول ختام لقاءك بطرفة أو مرح، لأن الناس يبقى لديها انطباع آخر لحظات، فتحكم عليك من خلاله.

و
بعد:

فهذه مهارات ومعلومات لن تنفع، وستبقى حبراً على ورق: إن لم يحاول ويجرّب الإنسان الطموح لتطوير ذاته تدريب نفسه بنفسِه عليها، وإغلاق باب غرفته عليه – وإن وجد في ذلك بعض الهمز واللمز - ومحاولة تطبيقها واحداً واحداً، وملاحظة ما أتقنه، وما يحتاج إلى تعلّمه، ثم استشارة من يثق فيه من المربين والأساتذة، فهم أصحاب الخبرة والسبق في ذلك.

وأخيراً:

لا تنسونا من صالح دعائكم، فهذا جهد بشري مقل معرّض للخطأ لا محالة، أرجو من الله قبول هذا العمل، ثم أن يحوز على رضاكم، نسأل الله أن يوفقنا للتأثير في الناس وتغييرهم للأفضل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منقول بتصرف يسير عن صيد الفوائد، جزى الله خيرا راقمه.