عراك جماعي يُشعل سطيف!
27-12-2015, 12:31 AM

الشروق الرياضي: كامل الشيرازي

آلت "قمة" وفاق سطيف – مولودية الجزائر (0 – 0)، مساء السبت، إلى نهاية مؤسفة طبعها عراك جماعي بين عناصر النسر والعميد في صورة تختزل كارثية البطولة (المنحرفة) الأولى.

بحسب الأنباء الواردة من عاصمة الهضاب العليا، فإنّ اللحظات التي أعقبت صافرة الختام، شهدت تكهربا بين "خير الدين مرزوقي" مهاجم المولودية و"سفيان خضايرية" وعلى الفور تطوّر التلاسن إلى شجار بين (المحترفين) المذكورين.

وفي النفق المؤدي إلى غرف الملابس، نشب عراك ثان بين "عبد الغني دمو" مدافع المولودية و"جمال الدين بن العمري" نظيره من الوفاق، قبل أن يتطور الموقف إلى عراك شامل اختلط فيه الحابل بالنابل، في وقت تردّد أنّ أحد مناصري المولودية نُقل إلى مستشفى قريب إثر إصابته بأحد المقذوفات.

ويبقى ما حصل غريبا ولا يمت بصلة إلى تاريخ ناديين عريقين ظلت مواجهاتهما أعراسا إلى وقت ليس بالبعيد.

تراكمات

في مساء السبت 21 مارس الماضي، شهد ملعب "عمر حمادي" في "بولوغين" مهزلة مؤسفة لعنف متجدّد كان أبطاله أشباه أنصار "مولودية الجزائر" و"وفاق سطيف" بما كاد أن ينسف قمة "العميد" مع "النسر" آنذاك.

واستمرت المهزلة 9 دقائق وانطوت على العديد من الأحداث المخجلة، ففضلا عن (أرطال) من الكلام البذيء الذي أريد حتى لمشاهدي التلفزيون أن تتأذى أسماعهم به، ظلّت (جماعات) ممن يسمون أنفسهم (أنصار) محسوبين على المولودية والوفاق، يتبادلون التقاذف بأي شيئ وكل شيئ !!!!!!

وتسببت الزوبعة في إصابة "عبد الكريم رايسي" الرئيس السابق للمولودية و"حسن حمار" الرقم الأول في الوفاق، كما راح العديد من المشجعين ضحايا لإصابات متفاوتة، وكادت الأمور تتطور إثر إغراق أرضية الميدان بمقذوفات شتى وإشعال المفرقعات.

ورغم تدخل كل من "عبد الرحمان حشود" و"فوزي شاوشي" لتهدئة الوضع، إلاّ أنّ (المنحرفين) واصلوا عبثهم، وبذل عناصر الأمن جهدا مضاعفا لإنهاء التوتر أمام ذهول البرتغالي "أرتور جورج" والبرازيلي "فالدو"، علما إنّ الأجواء كانت مثالية بين لاعبي المولودية والوفاق.

وتعليقا على ما طاله واضطراره إلى وضع ضمادة على رأسه، لم يخف "حمّار" في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة أسفه العميق وحسرته:"لست ضدّ قانون الكرة فهناك دائما فائز ومنهزم، لكني لست أستوعب ما تعرضنا له، والمساس بشخصي".

ويطرح سيناريو العنف المتجدّد تساؤلات محتدمة عن جدوى عقوبات الرابطة الوطنية، وتوليفة "لقاءات دون جمهور" التي لم تصنع الفارق ولم تقوّض معضلة العنف، تماما مثل المخطط الحكومي الذي أعلنه "محمد تهمي" وزير الرياضة في 11 سبتمبر 2014، وحديثه الطويل العريض عن حراك متسارع لاستكمال النصوص التطبيقية من أجل تفعيل خطة كبح العنف التي تشمل أعوان الملاعب وتنظيم سيرورة لجان الأنصار وتطبيق جميع المعايير الأمنية بصرامة وو.

وكيف يتم تفسير قيام محترفي الرابطة الأولى بممارسة العنف، بدل أن يكونوا قدوة للجماهير؟ وهل ثمّة من يدفع باتجاه التعفين؟