القوانين الحالية جعلت رئيس الرابطة مجرد "بوكيمون" في يد رئيس الفاف
25-01-2018, 07:27 AM


خرج الرئيس السابق لشباب باتنة فريد نزار عن صمته، وأكد بأن الكرة الجزائرية مريضة وتسير نحو المجهول، بسبب الصراعات السائدة في هرم الهيئات الكروية من جهة، وحالة التسيب الحاصلة على مستوى الأندية في جميع المستويات، مؤكدا بأن القوانين الحالية تجعل رئيس الرابطة الوطنية المحترفة مجرد "بوكيمون" في يد رئيس "الفاف".
أكد فريد نزار في حديثه لـ"الشروق" بأن طغيان منطق "أنا وبعدي الطوفان" هو الذي زاد في تأزم واقع الكرة الجزائرية، محذرا من المخاطر التي باتت تهدد مستقبل البطولة والأندية، خاصة في ظل الفراغ الإداري السائد بعد نزع الثقة من رئيس الرابطة الوطنية المحترفة قرباج، وقال فريد نزار بأن ما يحدث حاليا ستكون له انعكاسات سلبية على مجريات مرحلة العودة، مثل ما حدث الموسم المنصرم، موازاة مع انسحاب روراوة ومجيء زطشي على رأس الاتحادية، حينها سدد شباب باتنة الفاتورة غاليا حسب فريد نزار، بعد أن استغلت عديد الأطراف ـ يقول محدثنا ـ ضعف الإمكانات المادية لـ"الكاب"، وحدث الذي حدث في الجولات الأخيرة من البطولة.
القوانين الحالية زادت في هشاشة الجمعية العامة للرابطة
وأوضح الرئيس السابق لشباب باتنة بأن القوانين الحالية كشفت للجميع هشاشة تركيبة وطريقة تسيير أمور الرابطة الوطنية المحترفة، بدليل أن رئيس الفاف زطشي نسفها بجرة قلم، حين نزع الثقة من مسؤولها الأول محفوظ قرباج، وقال نزار بأن الجمعية العامة للرابطة لا تساوي شيئا على ضوء المعطيات الحالية، وهو ما يتطلب إعادة النظر في هذا الجانب، من خلال تأسيس جمعية عامة جديدة تعنى بالأندية وتمنح لها الصلاحيات والاستقلالية في اتخاذ القرارات، كما يجب ألا يكون مستقبلها في يد رئيس الرابطة أو الاتحادية، وهذا ما يتطلب حسب محدثنا إعادة النظر في بنود الاتفاقية الحالية التي منحت جميع الصلاحيات لرئيس الاتحادية، ما جعل رئيس الرابطة مجرد بوكيمون، والدليل أن زطشي ـ حسب نزار ـ استعمل صلاحياته دون اللجوء إلى الجمعية العامة.
وقال فريد نزار بأن الوضع السائد يجعل التشاؤم هو سيد الموقف، وهو ما يتطلب بناء سياسة على أسس صلبة لرد الاعتبار ووضع الجميع في كفة واحدة، وهي الفرصة التي تبدو مواتية حسب قوله مادام أن المنتخب الوطني غير معني بمونديال روسيا، وليس من المرشحين للتتويج بـ"الكان"، ناهيك عن الإقصاء الدائم للمنتخبات الشابة وعجز الأندية الجزائرية في فرض نفسها على الصعيد القاري.

فرق بـ75 مليارا نجت بنقطة والسقوط للفرق المعدومة ماديا
من جانب آخر، حذر فريد نزار من تكرار سيناريو الموسم المنصرم، موازاة مع المرحلة الانتقالية التي مرت بها الكرة الجزائرية في منتصف مرحلة العودة، موازاة مع انسحاب محمد روراوة وانتخاب زطشي خليفة له على رأس الاتحادية، وقال نزار في هذا الجانب "الجميع يعرف كيف تغير هرم الترتيب في البطولة تحت منطق الغاب، حيث ان هناك فريقا بـ75 مليار سنتيم نجا بفارق نقطة، فيما كان مصير السقوط للمعدومين ماديا ومن بينهم شباب باتنة، مضيفا بأن مسلسل تحطيم الأندية مقابل خدمة أندية أخرى هو سيناريو معروف، حيث أن حرمان فريق معين من الإعانات والسبونسور وتكليف حكام معينين لإدارة مبارياته هو عمل كاف لنسفه من المستوى الذي ينشط فيه، كما أشار فريد نزار إلى سيطرة الإعلام على الرأي العام، وكذا ما وصفها بالكوارث الحاصلة في بطولة الهواة وما بين الرابطات وبقية الأقسام السفلى، وهو الأمر الذي يتطلب حسب قوله إعادة النظر في هذا الوضع وفق سياسة مبنية على أسس صحيحة.
وختم نزار هذه النقطة بالقول، يجب أن تعلموا بأن هناك فرقا تحتل حاليا المرتبة الأخيرة، لكنها لن تسقط، لأن مصير السقوط سيكون حليف الأندية التي لا تملك الإمكانات المادية والمحرومة من الإعانات العمومية، ما تسبب ـ حسب قوله ـ بفقدان فرق كبيرة بمرور السنوات، بدليل ما يحدث لاتحاد عنابة ومولودية باتنة واتحاد عين البيضاء وشبيبة تيارت وترجي مستغانم وغيرها من الأندية المعروفة التي باتت تعاني في الأقسام السفلى.

وضعية شباب باتنة صعبة لكن البقاء مهمة غير مستحيلة
وفي ختام حديثه، أكد فريد نزار بأنه لم يقرر إمكانية العودة إلى تسيير شؤون شباب باتنة، رغم تدخل السلطات والجهات الوصية، وأرجع ذلك إلى انعدام الإمكانات والوضعية الصعبة التي يمر بها الفريق، وقال في هذا الجانب "وضعية شباب باتنة صعبة جدا، فهو يحتل المرتبة الأخيرة التي لم يتعود على التواجد فيها، ناهيك عن الصعوبات المالية الكبيرة، حذرت من هذا الوضع منذ عام كامل، وقلت حينها بأن فريق شباب باتنة يسير نحو حالة إفلاس كبير".
وأرجع فريد نزار ذلك إلى غياب الإعانات وكثرة المصاريف قياسا بالمداخيل، ما حال دون مواكبة المسيرين لمتطلبات النادي، وقال فريد نزار بأن هناك فرقا يتم تسييرها بأموال "البايلك"، وأندية أخرى لا تجد كيف تقوم بتسوية أدنى متطلباتها، حتى أن هناك فرقا تملك 4 أضعاف ميزانية شباب باتنة، وفي النهاية نجت الموسم المنصرم من السقوط في آخر لحظة، فكيف لشباب باتنة الصمود في حظيرة الكبار في ظل الوضعية السائدة والفراغ الإداري الذي يميز تسيير شؤون البطولة.