“جيفة”.. لحوم بغال وماعز على موائد الجزائريين!
23-05-2018, 05:39 AM



عادت أخبار حجز لحوم الجيفة والحمير والبغال لتصنع المشهد الرمضاني، وعادت معها تخوفات المواطنين من استهلاك اللحوم الفاسدة التي باتت تزين موائد الصائمين، في ظل ارتفاع المحجوزات وما خفي أعظم، حيث أكدت المنظمة الجزائرية للمستهلكين أن ما يتم تسويقه من اللحوم المغشوشة أكبر بكثير من نسبة المحجوزات ما دفع المستهلكين إلى اللجوء الى الأسواق الموازية لشراء ذبائح حية واقتناء لحم طازج معلوم هروبا من اللحوم المجهولة..
مواطنون وسفارات يقبلون عليه لفوائده الصحية وأسعاره المنخفضة
“مقطع خيرة”.. من مملكة “الديك الرومي” إلى إمبراطورية لحوم الماعز!
مستهلكون يفضلون شراء الذبائح على اللحوم المجهولة



“الذبح والسلخ والبيع” ثلاثية تطبع يوميات منطقة “مقطع خيرة” في دواودة شرق العاصمة خلال شهر رمضان.. مذابح منظمة وأخرى على حواف الطريق.. إقبال منقطع النظير على اللحوم الحمراء ولحوم الديك الرومي، وأسعار معقولة رسمت الرضا على وجوه زبائن جاؤوا من مناطق مختلفة، ومن ولايات مجاورة.
كانت الساعة منتصف النهار، عندما اقتحمت الشروق، امبرواطورية “مقطع خيرة” للديك الرومي، في أيامها الأولى من شهر رمضان، حيث كان الازدحام صورة واضحة لمدى الإقبال الكبير ووجود بعض الجزائريين ضالتهم في هذا المكان، بعد الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم في القصابات داخل المدن، اكتشاف أعوان الرقابة لبيعها لحوما فاسدة.
ولم تعد لحوم الديك الرومي هي وحدها تهيمن في “مقطع خيرة”، كما كان معهودا في سنوات مضت، لأن اللحوم الحمراء وخاصة لحوم الماعز فرضت نفسها، وباتت تستقطب العشرات من زبائن مذابح المنطقة العشوائية والمنظمة، الذين يفضلون لحوما طازجة “فريشكة”.
نحر 600 رأس ماعز يوميا والسفارات في مقدمة الزبائن!


“انظروا كل هؤلاء الزبائن يتوافدون علينا.. مهما كتبتم في جرائدكم ومهما تكلمت عبر وسائل الإعلام عن مذابح عشوائية وعن سلبيات امبراوطورية الديك الرومي “مقطع خيرة” فإن “مشترينا” سيزيدون يوما بعد يوم.. كان الديك الرومي واليوم جاء دور الماعز” قالها صاحب محل كبير وهو قصابة ومذبح في آن واحد.
كان محله والمحلات المجاورة له، غارقة في الدم والروائح الكريهة، وشاحنات مكتظة برؤوس الماعز والديك الرومي، والأغنام، والسلخ والذبح والبيع مهمات تجرى في وقت واحد ومن أطفال وشباب وكهول.. والزبائن ينتظرون وسط حشد من مرتادي منطقة “مقطع خيرة”.
قال صاحب الجزارة والذي لم يتوقف باعة محله، عن تقطيع جزرات الماعز، وبيعها، إن رؤوس الماعز التي تذبح يوميا ومن طرف حوالي 6 محلات مجاورة في المنطقة تبلغ خلال شهر رمضان 600 راس، وإن قصابته تبيع يوميا لحوم 15 رأسا من الماعز، مؤكدا أن سفارات أجنبية وهي البحرين وموريتانيا، والصحراء الغربية والمجر، وهي زبائن دائمة، حيث تبعث ممثلا لها لشراء من 2 إلى 3 جزرات من الماعز في الأيام الأولى لشهر رمضان.
صاحب القصابة كان يتحدث للشروق بشيء من الفخر، والتباهي، خاصة وأن الاكتظاظ على قصابته كان جليا، وأن زبائنه حسب ما عرفناه منهم، جاؤوا من بومرادس والبليدة والمدية والعاصمة.
في جهة مجاورة غير بعيدة عنه، فتح شاب “سمير.ف” في الثلاثينات، محلا لذبح وسلخ وبيع لحم الماعز، واختار “الجدي” الصغير، وهذا حسبه، لأن لحمه مطلوب جدا، حيث أكد لنا، أنه يذبح يوميا 15 رأسا من الماعز، والتي يأتي بها من مناطق معروفة بالعشب الطبيعي، كعين وسارة بالجلفة وقصر البخاري بالمدية، وبوغزول وتيارت.
وأبدى ذات الشاب، شعوره بالسعادة هذا رمضان، لأنه تفاجأ بالإقبال الكبير على محله، ومن شرائح مختلف الأعمار، موضحا أن سكان الجزائر العاصمة هم أكثر زبائنه، وهم من فئة المرضى بالسكري والضغط الدموي والكوليسترول.
وقال الشاب “سمير.ف” إن بيعه للحوم الماعز كان منذ سنوات، حيث قصده الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد عدة مرات لشراء هذا النوع من اللحوم.
وعن أسعار لحوم الماعز والتي كانت تطبع أغلب قصابات مدخل منطقة مقطع خيرة من جهة تسالة المرجة، فإنها تتراوح بين 1000دج و1100دج للكيلوغرام، وكبد الماعز يبلغ سعره 2200دج والزلوف 400دج، وهي أسعار معقولة، حسب الكثير من الزبائن الذين تحدثنا معهم، وهم أغلبهم من العاصمة.
لحوم أغنام وبقري “فريشك” وبأسعار معقولة


وبين اللحوم الحمراء التي تباع على حواف الطريق والتي تباع في القصابات، يجري مرتادو مقطع خيرة مقارنة، حسبما عبّر أحدهم للشروق”نأتي لتمضية الوقت ولشراء اللحوم الطازجة، والتمتع بالمناظر الطبيعية عبر الطريق”.
فرغم أن الأسعار متقاربة عند أغلب الباعة، فهي تتراوح بين 1000دج و1250دج للكيلوغرام من الغنمي، والبقري المحلي 1150 دج للكيلوغرام، إلا أن طرق الذبح والسلخ والبيع تختلف أماكنها وظروفها، فبين العشوائية في الهواء الطلق والمنظمة في محلات نظيفة، يبقى الإقبال كبيرا في جميع الأحوال، وتبقى اللحوم طازجة يشتريها الزبون مباشرة بعد الذبح والسلخ.
الكثير من الشباب، وجدوا من تجارة اللحوم الحمراء تجارة مربحة في مقطع خيرة، فراحوا يعلقون جزرات الأغنام والماعز على أوتاد خشبية وتحت أشعة الشمس، على طول الطريق الذي يشق منطقة “مقطع خيرة”، ومنهم من يختفون وراء جدران القصابات المنظمة، لذبح خروف أو نعجة وبيع لحومها ثورا.
الإمبراطورية العشوائية للديك الرومي تتوسّع.. والبيع لا يتوقف

ورغم أن منطقة مقطع خيرة تتوفر على سوق جوارية منظمة لبيع لحوم الديك الرومي، إلا أن زبائنه غادروه ليكتظوا جماعات جماعات حول عشرات الطاولات التي نصبت تحت الأشجار وعلى حافة طريق السيارات الذي يشق المنطقة.
العشرات من الطاولات، والكثير من المحلات، ولكن الطلبات كثيرة، مما يجعل لحوم الديك الرومي لا تبقى لساعات طويلة تحت الشمس، فذبح الديوك لا يتوقف، حيث الشاحنات الصغيرة المملوءة بهذه الطيور متوقفة ولا ينتهي الطلب عليها.
الشراء بالجملة أو بالتجزئة، والزبائن من نساء ورجال وشباب، جاؤوا من البليدة والعاصمة وتيبازة والبليدة وبومرداس وحتى المدية وشلف، حيث عبّر بعضهم للشروق، عن ارتياحه لتوفر لحوم طازجة من نوعية جيدة وبأسعار معقولة تتراوح بين 550 و650 دج للكيلوغرام.
ويرى بعضهم في فكرة أن لحوم البيع العشوائي لـ”مقطع خيرة”، غير نظيفة ومشكوك فيها، فكرة خاطئة، خاصة بعد الشكوك التي بدأت تحوم حول القصابات في المدن الأكثر كثافة، وقال أحدهم إن لحوم هذه المنطقة تتميز بتسويقها مباشرة بعد عملية الذبح، وأمام أعين المشترين.
بعد حجز مصالح الرقابة 11 قنطارا من اللحوم الفاسدة
إقبال كبير على الأسواق الشعبية لبيع اللحوم الطازجة ببجاية


انتشرت في مختلف مدن بجاية، تزامنا والشهر الفضيل، ظاهرة بيع اللحوم بكل أنواعها، في الأسواق الشعبية بسبب سعرها المعقول وضمان شراء لحوم طازجة على المباشر، بعدما حجزت مصالح الرقابة منذ بداية شهر رمضان أكثر من 11 قنطارا من اللحوم الفاسدة بإقليم الولاية بالإضافة إلى كميات معتبرة من اللحم المفروم الذي تم إعداده مسبقا.
وبالرغم من التجاوزات التي طغت على تسويق اللحوم في الأحياء الشعبية، بدءا من الذبح العشوائي وكذا انتشار مخلفاته من دون الحديث عن الروائح النفاثة والقاذورات التي تحاصر اللحوم والرؤوس والأحشاء المعلقة التي أضحت تخيف حتى الأطفال، والتي يتم عرضها تحت أشعة الشمس وسط الحشرات والغبار، في ظل عدم احترام أدنى معايير السلامة والصحة من طرف الباعة، الذين أضحوا وكأنهم لا يبالون بحياة غيرهم، رغم علمهم المسبق بخطورة اللحوم التي يتم عرضها، بأسعار منخفضة مقارنة بالقصابات، وكأنهم يشفقون على “الزوالي” بعدما أضحت حياته لا تساوي أكثر من 100 دينار، وهي قيمة الفارق بين الأسعار المعروضة بهذه الأسواق الشعبية والمحلات التجارية، مع الاشارة أن القوانين تجبر التاجر على عرض اللحوم داخل الثلاجات، في حين تمنع ذات القوانين إعداد اللحم المفروم مسبقا، مع ضرورة حفظ قطع اللحم المخصصة لذلك وسط حرارة تتراوح بين 3 و7 درجة مئوية- حسب حجم القطع-، وبالرغم من كل ذلك فإن الإقبال على مثل هذه اللحوم “المشبوهة” لا يزال مرتفعا من قبل المواطنين، هربا من الأسعار المرتفعة بالمحلات المرخصة، حيث يظن هؤلاء أنهم قد اشتروا لحوما طازجة وتفادي شراء لحوم فاسدة على غرار ما يتم إعلانه في وسائل الإعلام.
يفضلون اللحوم المعلومة على المجهولة
سكان المسيلة يفضلون “الذبائح” على الجزارين


تزايدت مع بداية شهر رمضان بالمسيلة، ظاهرة البيع العشوائي للحوم الحمراء والبيضاء على مستوى الأسواق الأسبوعية واليومية، وأضحت تشكل ديكورا يوميا أمام مرأى الجميع، دون أن يُحرك أحد ساكنا للجم هذه الظاهرة التي تتسع من يوم لآخر تتهدد الصحة العمومية وتنذر بنتائج وخيمة على المستهلكين، الذين يتحملون قسطا وافرا، نتيجة التهافت عليها على الرغم من خطورتها ومعرفة مصدرها، خصوصا في سوق الكدية وعين الملح، سيدي عيسى وحمام الضلعة وغيرها من الجهات التي تزدهر بها خلال هذا الشهر وعلى مدار العام.
تكفي جولة قصيرة إلى أسواق الولاية، حتى يصطدم الزائر إلى مظاهر الذبح والبيع على المباشر لرؤوس الماشية والماعز وسط الأوساخ والقاذورات وتطاير الأتربة والأوحال التي تحيط بهؤلاء الجزارين الذين يقومون بعرض تلك اللحوم دون المرور على المراقبة البيطرية أو التأكد من سلامة ما يتم عرضه أو خطورته على صحة المستهلكين، بأسعار تنافسية وتخفيضات قد تصل إلى 30 بالمائة من السعر المتداول، تجذب إليها الكثير من المواطنين وتسيل لعابهم، في ظل الالتهاب الذي تعرفه المادة لدى القصابات التي تنشط بطريقة قانونية، ولحوم أخرى مجهولة المصدر وتتضح بالعين المجردة أنها ذبائح نحيفة تم نحرها وسلخها في أماكن غير معروفة، وبعيدة عن أعين الرقابة ونقلها إلى الأسواق والفضاءات التجارية بواسطة مركبات عادية ومهترئة.
ولا تقتصر هذه القضية على منطقة دون سواها، حسب ما استقته”الشروق اليومي” بل أصبحت عامة وعادية أمام مرأى وتحت أنظار الجهات الرقابية لمصالح التجارة والمصالح الأمنية التي تعجز عن محاربتها أو التسلل إليها، على الرغم من الحديث عن تشكيل فرق مراقبة وقمع الغش ودوريات لمصالح الأمن وغيرها، إلا أنه لا أثر لها على أرض الواقع.
كما يقوم آخرون، بعرض وبيع أحشاء الدجاج والديك الرومي على متن مركبات غير مجهزة بوسائل التبريد وفي أماكن غير لائقة تماما، يتمادى أصحابها في التأكيد على سلامتها ومنافعها الصحية من أجل ترويجها، دون مراعاة الأخطار التي قد تنجر عن استهلاكها.
لحوم مسمومة على موائد الصائمين وفرق الرقابة تكشف المستور
حجز 100 قنطار من اللحوم الفاسدة.. وما خفي أعظم



تتواصل محاولات إغراق السوق الجزائرية بكميات اللّحوم غير الصالحة للاستهلاك البشري حيث وقفت مصالح التجارة من خلال مختلف فرقها المنتشرة عبر الوطن على فضائح من العيار الثقيل، حيث فاقت الكميات المحجوزة 100 قنطار من اللحوم الحمراء والبيضاء، كادت أن تهلك المستهلكين الذين يجهلون للأسف ما يأكلون، وهو ما دفع إلى التساؤل والتخوف من وجود كميات أخرى تسربت بعيدا عن أعين الرقابة أو كما علّقوا: “هذا ما كشف عنه وما خفي أعظم”.
وفي السّياق، أكّد عبد الوهاب حركاس، مدير الرقابة على مستوى مديرية التجارة لولاية الجزائر، في تصريح خص به “الشروق”، حجز 300 كلغ من الدجاج غير منزوع الأحشاء، ولا يتوفر على الشهادة الصحية البيطرية من قبل مفتشية التجارة للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس، وذلك خلال شهر رمضان على مستوى محل جزارة اللّحوم البيضاء، وهو ما قد يعرض حياة مستهلكيها للخطر، لاسيما أنها ذبحت دون رقابة بيطرية وقد تكون “مريضة”.
وتضاف هذه العملية إلى عمليات نوعية أخرى عشية رمضان في إطار برنامج الرقابة المكثف لمصالح التجارة، حيث كشف العياشي دهار ممثل مديرية التجارة لولاية الجزائر في حديثه إلى “الشروق”، أنّ عملية مراقبة محلات الجزارة بدأت أيّاما قبيل شهر رمضان ووقفت فرق ولاية الجزائر على ثلاث عمليات نوعية، فعلى مستوى مفتشية التجارة للدار البيضاء حجزت 285 كلغ دجاج مفروم قدرت قيمتها المالية بـ 127 ألف دج، كلها يقول دهار فاسدة وغير صالحة للاستهلاك البشري ولا الحيواني كانت مخصصة لصناعة الشيش كباب، ويضيف دهار أنّ المعني موزع وكان بصدد توزيعها على محلات أخرى.
ويضيف محدثنا بعد التأكد مع مصالح البيطرة، إنّ المنتج فاسد حتى إن ذلك يظهر بالعين المجردة من خلال الرائحة الكريهة المنبعثة منه وتغيّر اللون.
وفي نفس المقاطعة الإدارية وبالضبط في بلدية برج الكيفان حجزت فرقة قمع الغش كمية كبيرة من اللحوم الحمراء والبيضاء قدّرت بـ1723 كغ، حسب ما كشف عنه ممثل مديرية التجارة لولاية الجزائر العياشي دهار.
وأرجع دهّار سبب الحجز إلى عدم صلاحية كمية اللحوم للاستهلاك البشري وحتى الحيواني، حيث إنّها كانت مجمدة ومخزّنة في غرف تبريد سلبية لا تحترم درجة البرودة المطلوبة وتنبع منها رائحة كريهة، ما يدل على فسادها وإتلافها بعد الاتصال بمصالح البيطرة التابعة إلى بلدية برج الكيفان التي عاينت نوعية اللحوم، وأكّدت عدم صلاحية استهلاكها.
وفي غرب العاصمة وبالتحديد بلدية بئر توتة، يقول دهّار، تمكّنت مفتشية التجارة من حجز 15 هيكل خروفة مذبوحة بطريقة غير قانونية ختمت بختم بيطري مزوّر يعادل وزنها 250 كلغ وبلغت قيمتها المالية 280 ألف دج.
أمّا في الوسط وتحديدا على مستوى المفتشية الإقليمية للمقاطعة الإدارية لباب الوادي فحجز 762 كلغ منذ بداية رمضان ما يعادل القيمة المالية لـ 490 ألف و742 دج وفق ما أكدته رئيسة المفتشية لـ”الشروق”، زهرة حمروش، التي أضافت أن الكمية تخص لحوما حمراء وبيضاء ونقانق ولحما مفروما، حيث حولت 155كلغ منها إلى حديقة الحيوانات ببن عكنون وحديقة التجارب بالحامة بسبب غياب الشهادة البيطرية بالإضافة إلى 0.04 طن حولت إلى حديقة بن عكنون، أما الباقية فأتلفت لعدم صلاحيتها للاستهلاك الحيواني والبشري.
ومرّة أخرى تكشف عمليات الحجز هذه جشع التجار ومحلات الجزارة الذين يستغلون إقبال المستهلك على هذه المادة الأساسية في شهر الصيام للتلاعب بحياته وكسب الأموال على حساب حياته.
وبعيدا عن العاصمة، عرفت العديد من الولايات حجز كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة في مقدمتها ولاية قسنطينة التي شهدت فضيحة من العيار الثقيل تم على إثرها حجز أزيد من 30 قنطارا من اللحوم الفاسدة في أحد المذابح العشوائية التي كانت تسوق لحوم البغال، وفي بجاية تم حجز 11 قنطارا من اللحوم الفاسدة والرقم ارتفع إلى 17 قنطارا في البليدة و08 قناطير في المدية، وحسب المعطيات الأولية لوزارة التجارة فإن الكميات المحجوزة تتعدى 100 قنطار وسيتم عرض الحصيلة النهائية قبل نهاية الأسبوع الجاري.
بسبب ارتفاع أسعار اللحوم لمستويات قياسية
سكان الوادي يفضّلون الأسواق الموازية على الجزارين


أدى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء على حد سواء، وبشكل رهيب بولاية الوادي، لإعادة ظهور القصابات العشوائية وبيع اللحوم على طاولات في الأسواق، لاسيما الأسبوعية منها، وكذا على قارعة الطرقات دون مراعاة لأدنى ظروف السلامة الصحية والنظافة، لبيع مثل هذه المواد الحساسة الموجهة للاستهلاك البشري.
ورغم احتواء ولاية الوادي على مذبح له قدرة تموين كامل ربوع الولاية وحتى الولايات المجاورة باللحوم التي يتم ذبحها بطريقة صحية مع توفر شروط النظافة بمقاييس عالمية، وكذلك وجود 5 مسالخ بكل من بلدية البياضة، جامعة، لمغير، الرقيبة وقمار، إلا أن هذه الهياكل لم تمنع البيع العشوائي للحوم في الأسواق والطرقات والشوارع.
وتعرف أثمان اللحوم الحمراء، لكل من الغنم والبقر، ارتفاعا رهيبا، أين يصل سعر الكيلوغرام الواحد لـ 1200 دج، فيما ثمن اللحم بدون عظام ”هبرة” يصل الـ 1500 دج، وبخصوص لحم الماعز فثمنه 900 دج للكيلوغرام، أما الدجاج فقد وصل هذه الأيام إلى حد لم يصله منذ سنوات بولاية الوادي، حيث يُباع بـ 350 دج للكيلوغرام الواحد.
ورغم تغيّر الظروف المعيشية لدى شريحة واسعة من المواطنين، ممن أصبحوا يفضلون شراء اللحم من محلات الجزارين الذين يمتلكون ثلاجات توفر ظروف تخزين صحية ونظافة عالية، إلا أن الكثير من الناس يلجؤون لشراء اللحم من أصحاب الطاولات الذين يعرضون اللحوم للبيع تحت أشعة الشمس، وذلك لانخفاض الأسعار لديهم ولو بشكل نسبي.
ويعمد باعة اللحوم غير المراقبة في الأسواق إلى خفض أسعارها، وذلك لأنهم غير معنيين بكراء المحلات التجارية ولا دفع الضرائب المترتبة عن استخراج السجل التجاري، ولا دفع مستحقات الضمان الاجتماعي التي وصلت خلال السنوات الأخيرة لـ 4.5 مليون سنتيم بالوادي، كما أن الإقبال عليهم يعرف تزايدا رهيبا، بحكم الأسعار المنخفضة، وهناك من الشيوخ من يحن إلى زمن الستينات والسبعينات من القرن الماضي حين كانت اللحوم تباع في الأسواق بهذا الشكل، بالإضافة لكون عملية الذبح بالأخص الماعز، تتم أمام أعين الزبائن الذين يطمئنون على سلامة الذبيحة قبل ذبحها.
أسواق شعبية تبيع الغنم بـ 500 دج للكلغ بالجلفة
تشهد معظم أسواق الأغنام بالجلفة ظاهرة بيع اللحوم بطريقة غير شرعية، خصوصا في سوق الاثنين بمدينة الجلفة وسوق الأربعاء بمدينة مسعد جنوب الجلفة، حيث يقوم الباعة والجزارين ببيع اللحوم بالأسواق بطريقة غير شرعية، والكارثة في ذلك يقوم الباعة بذبح الأغنام بالسوق بطريقة مهينة وأمام مرآى المواطنين، ثم يقومون بسلخها في ظل غياب النظافة، والعجيب في كل هذا أن الجزارين يقومون بذبح الماشية داخل أسوار السوق ثم يقومون بتحويل الماشية قصد عرضها في السوق، ومن خلال الجولة التي قمنا بها عبر السوق، لاحظنا أن الباعة يقومون بجلب فرائس مجهولة المصدر ويتم بيعها بأثمان منخفضة جدا، حيث تتراوح سعر فريسة بالكامل ما بين خمسة ألاف دينار وسبعة ألاف دينار، في حين تباع عند الجزارين في الأسواق الرسمية أكثر من 15 ألف دينار، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مصدر هذه الماشية المذبوحة التي تباع في هذه الأسواق بطريقة غير شرعية وبأسعار منهارة جدا، حيث لا يتجاوز سعر الخروف هناك خمسة ألاف دينار، في الوقت الذي يتجاوز سعره 1200 دينار لدى الجزارين الآخرين، مما طرح علامات استفهام كبيرة وسط السكان، والغريب في كل هذا أن هناك تدافعا كبيرا على هذه اللحوم مجهولة المصدر من طرف المواطنين.
بعد انتشار تسويق لحوم البغال والحمير والنعاج والجيفة
زبدي: المستهلكون يقصدون الأسواق الشعبية لبيع اللحوم للبحث عن الطمأنينة

أكد رئيس الجمعية الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، أن تخوفات المواطنين حول طبيعة ونوعية اللحوم هي “تخوفات مشروعة في ظل ما يتم اكتشافه من مذابح عشوائية، ومن تسويق للحوم غير مراقبة”، معتبرا أنه من خلال جولة بسيطة لبعض الجزارات، نلاحظ وجود لحوم كاملة غير مؤشر عليها من طرف البيطري، مما يدفع – حسب زبدي- إلى الشك حول طبيعتها وطريقة استهلاكها، وهي بالأكيد من “مصادر مجهولة لم تمر على المذابح النظامية”.
وتأسف زبدي، لما حدث في السنوات الماضية، من اكتشاف هياكل ورؤوس أمعاء حمير وبغال، وهو ما يثير شكوكا لدى المواطنين حول ما يقتنونه.
كما تطرق محدثنا، لظاهرة ذبح المواشي الاناث “النعاج”، والذي اعتبره “اعتداء صارخا على الثروة الحيوانية للجزائر”، داعيا لاتخاذ إجراءات رقابية أكثر صرامة من المصالح البيطرية.
ويُبرر زبدي لجوء المستهلكين أثناء المواسم الدينية والولائم إلى الرجوع لنقاط البيع الفوضوية، والتي تتم فيها عملية الذبح والسلخ والبيع بعين المكان “هو بحث المواطن عن الطمأنينة بشأن ما يستهلكه”.