"الفورسابس" كابوس يدفع الحوامل لاختيار العمليات القيصرية!
01-03-2016, 06:22 AM

زهيرة مجراب

تصاحب عملية الولادة جملة من التعقيدات والمشاكل التي قد لا تحسب لها المرأة الحامل أو القابلة والطبيب المشرف على الولادة أي حساب، ليجبر الأطباء على التعامل مع الحالات الطارئة فورا لإنقاذ حياة الأم والجنين معا، إلا أن قلة تحكم بعض الأطباء في هذا النوع من الأداة على غرار "الفورسابس" قد يسبب عاهات للأم والجنين، أو فقدان أحدهما مثلما حدث للكثير من النساء، ما جعل أغلبهن يخترن العمليات القيصرية لتفادي مضاعفات هذه الأداة.

قصدت سيدة عيادة توليد خاصة بحي السعيد حمدين بالعاصمة، إلا أنها فقدت جنينها جراء سوء استعمال الطبيبة المشرفة على عملية الولادة للملاقط الحديدية "فورسابس"، حيث أصيب الجنين بكسر وجروح عميقة على مستوى الجمجمة التي كادت أن تنفصل على رأسه، مما أدى لوفاته وتعريض حياة الأم للخطر.

وإن كانت السيدة السابقة قد فقدت جنينها، غير أن التجربة المروعة ستظل راسخة في ذاكرتها، أما الحالة التي نحن بصدد ذكرها ففقدت رحمها وبذلك القدرة على الإنجاب طوال حياتها بسبب سوء استخدام "الملاقط"، حيث فضلت الضحية أن تلد في العيادة الخاصة عند طبيبتها المتابعة لحملها، غير أنها أصيبت بتعقيدات صحية كون وزن المولود يفوق 4 كلغ، مما أدى بها للاستعانة بالملاقط ومباشرة بعد الولادة تدهورت حالة الضحية وأصيبت بآلام وحمى وغثيان ولم تتحسن حالتها بالرغم من خروجها من العيادة، ليتبين أن الملاقط تسببت في تمزيق رحمها بـ 10 سنتيمتر وتعفنه.

الطفل بوشامي آدم يبلغ من العمر 7 سنوات ونصف، هو أحد ضحايا الولادة بـ "الملاقط" فقد أفقدته القدرة على الحركة والنطق، وهو ما جعل الطفل يعيش طفولة صعبة جدا..

وحول الموضوع، كشف المختص في أمراض النساء والتوليد، الدكتور كارفة صلاح الدين، أن الملاقط هي مخصصة لإنقاذ الجنين، وقد وجدت قبل الولادة القيصرية وليست هي الأداة الوحيدة بل هناك أخرى تدعى الشفاطة "لافونتوز" وتستعمل على نطاق واسع في أمريكا وفرنسا، وأضاف أن هناك حالات معينة فقط يلجأ فيها الطبيب للملاقط، وهي عندما يكون مستوى الرأس منخفضا جدا، غير أن الإشكالية التي جعلت "الفورسابس" مبعثا للخوف لدى العديد من السيدات هو غياب التكوين والخبرة لدى الأطباء المحليين في تقنيات الولادة وعدم تحكمهم بها واستخدامهم الخاطئ للملاقط.