السيدة حليمة/ الشاذلي: لن أوقف الانتخابات وسأستقيل..
10-01-2016, 09:16 PM
آسيا شلابي
صحافية، ورئيسة القسم الثقافي بجريدة الشروق اليومي
أكدت أرملة الرئيس الأسبق الشاذلي، السيدة حليمة بن جديد، أن قرار الاستقالة كان قرارا شخصيا اتخذه الراحل عن قناعة تامة بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ "الفيس المحل" في الدور الأول من الانتخابات التشريعية عام 1991، خوفا على الجزائر من أي انزلاقات، خاصة بعدما أعلنت مجموعة داخل السلطة آنذاك، يتزعمها وزير الدفاع الأسبق الجنرال خالد نزار، عن نيتها في توقيف المسار الانتخابي، وهو ما كان معارضا لخطة الرئيس وضد قناعاته ووعوده .
وشددت حليمة بن جديد، في اتصال مع "الشروق" أمس، على أن الرئيس الراحل رفض رفضا قاطعا القفز على الشرعية الشعبية التي أفضت إلى فوز الفيس المحلّ بأغلبية مقاعد البرلمان، وقال يومها "أستقيل.. لم تجبروني على ذلك ولكني لا أريد تغيير خطتي بالكامل في تسيير الدولة بوقف الانتخابات.. أديت اليمين وأقسمتُ على أن التزم بقيم الجمهورية وأن أحترم إرادة الشعب وهو ما سأفعله " .
الله يعلم ما في قلبي وهو من سيحاسبني
وأضافت السيدة حليمة، في نفس السياق "الشاذلي ـ رحمه الله- فهم ما أراده بعض الجنرالات المعارضين له بعد ظهور نتائج الانتخابات في الدور الأول من أول تشريعيات تعددية في البلاد، وقال "أنا ما نخلطهاش ونعاودها"(وكان يقصد أنه يعارض وقف الانتخابات ثم تنظيم أخرى لاحقا). وقد رفض أن يكون طرفا ضد ما أفرزه الصندوق، لأنه كان يحترم قيم الدولة ومبادئها وعليه فضل الاستقالة وحمل المعارضين آنذاك لاحترام الإرادة الشعبية، مسؤولية الخطوة. وكان يردد عبارة "الله يعلم ما في قلبي وهو من يحاسبني".
وأشارت حرم الرئيس الراحل في معرض حديثها عن فترة الاستقالة إلى أنها لا يمكن أن تقدم تفاصيل غير دقيقة لأنها لم تكن حاضرة عندما أمضى على القرار. إضافة إلى أن الشاذلي بن جديد ـ حسبها - لم يكن يبلغها بكل التفاصيل في تلك المرحلة الحساسة ولم يكن يتحدث كثيرا في البيت، وقالت: "الشاذلي كأي إنسان عاش ضغطا رهيبا في تلك المرحلة ونحن كعائلة لم نرد الضغط عليه أكثر..".
لن أخون القسم على كتاب الله
وأضافت السيدة حليمة: أذكر أنه في ليلة الاستقالة ظل صامتا محتفظا بكل ما يدور في رأسه من أفكار لنفسه.. كان مؤمنا جدا بقضاء الله وظل يردد أنه بذل جهده ليكون في مستوى المسؤولية وأنه لا يمكن أن يخون القسم على كتاب الله في صون الأمانة. حافظ على هدوئه كما عاهدناه دائما وطوال رئاسته للدولة، وفي كل الأحداث التي عرفتها الجزائر ابتداء من أحداث منطقة القبائل سنة 1980"، حيث كان يفضل أن لا ينقل همومه لأفراد عائلته ويُقحمهم في قضايا الحكم وشؤون الدولة.
وفي ردها على سؤال عن مدى صحة ما تردد عن انهياره النفسي قبيل الاستقالة، قالت السيدة حليمة بكلّ رزانة وحكمة: "كما قلت الشاذلي الرئيس هو بشر وأكيد أن الضغوطات التي عاشها في تلك الفترة كانت كبيرة جدا.. وحتى نحن كعائلة مررنا بمرحلة عصيبة جدا منذ تعيينه رئيسا للجمهورية. لم نعط أبناءنا حقهم من الرعاية وكبروا ونحن منشغلون بأمور السياسة رغما عنا، وواجهنا حملات شرسة من الانتقادات والدعايات المغرضة".
عشنا أياما صعبة
وأضافت حرم الرئيس الراحل: "أيام صعبة عشناها على أعصابنا كعائلة كانت تتوقع يوميا المزيد من الأخبار الكاذبة التي كان يروج لها على نطاق واسع.. مستطردة: الشاذلي بن جديد كان رجلا مؤمنا ومجاهدا وثوريا مخلصا خدم الوطن بكل أمانة وصدق وظل وفيا لمبادئه ورفض أن يجزئها أو يتخلى عنها تحت أي ظرف، وعندما وضع في امتحان صعب فضل الانسحاب والاستقالة لإرضاء ضميره".
