"الشعبوية" و"التخبّط" و"السياسة" تطغى على خطاب ماجر
21-10-2017, 05:54 AM


طغى "التخبّط" و"الشعبوية" و"السياسة" على خطاب المدرب الجديد للمنتخب الوطني رابح ماجر، خلال الندوة الصحفية التي عقدها صباح الخميس، بالمركز التقني لسيدي موسى، والتي تعد الأولى بالنسبة إليه بعد تنصيبه الخميس، رسميا في منصبه الجديد، حيث لم تستند تصريحات ماجر بخصوص القضايا المتعلقة بالكرة الجزائرية والمنتخب الوطني لأي أسس علمية وتقنية أو منطقية.
كانت الخرجة الإعلامية الأولى لصاحب "الكعب الذهبي" غير موفقة، حيث ورغم محاولته تقديم المبررات المتعلقة بطريقة "عودته" لتدريب الخضر وكذا تركيبة الطاقم الفني، فضلا عن عدم امتلاكه شهادات التدريب اللازمة، وافتقاده للخبرة المطلوبة تبرير خيار تواجده على رأس الخضر بعد سنوات طويلة من الغياب عن الميدان، وكذا المعايير التي تم اختياره بها، إلا أنه غرق في "الشعبوية" ولم يصل خطابه إلى حد الإقناع بالمشروع الذي ينوي تجسيده مع التشكيلة الوطنية.
تفادى ماجر مع مساعديه مزيان إيغيل وجمال مناد الخوض في تفاصيل صلاحيات كل طرف داخل الطاقم الفني حيث اتفق الجميع على أنهم سيعملون بشكل جماعي من دون تحديد صلاحيات كل طرف بدقة، وهو خطأ فادح لأن الإشراف على منتخب يقتضي تحديد "الربان" الذي تكون له الكلمة الأخيرة في كل القرارات، تفاديا للتداخل في الصلاحيات ما من شأنه أن يفجر مشاكل مستقبلا بدليل تجارب سابقة. ويتضح من خلال ما قاله أعضاء الطاقم الفني خلال الندوة أن ماجر سيكون "الواجهة" فقط وأن أعضاء طاقمه الفني هم من سيقومون بالمهمة كاملة.
وأدهش رابح ماجر الحضور عندما حاول عبثا تبرير عدم امتلاكه الشهادات التدريبية اللازمة للقيام بمهمة المدرب عندما قال"عكس ما يتم الترويج له، أنا أملك الشهادات اللازمة، على غرار شهادة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، شهادة من وزارة الشباب والرياضة، ولو لم أمتلك مثل هذه الشهادات لما دربت المنتخب الوطني مرتين، والفريق الثاني لنادي بورتو فضلا عن أندية في قطر"، مضيفا في تصريح غريب "أفضل شهادة عندي هي مشواري الكروي الكبير وإنجازاتي كلاعب"، رغم أن قوانين الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم واضحة في هذا المجال ولا تسمح له بالتواجد على كرسي الاحتياط لتوجيه لاعبيه ما لم يمتلك إجازة "كاف أ و ب". فضلا عن أن شهادة الاتحاد الأوروبي التي قال ماجر إنه يمتلكها لا تسمح له بالتدريب في المستوى العالي، كما أن شهادة الوزارة ووفق القانون الأساسي للفاف ترخص له بالتدريب في الجزائر مرة واحدة، وهو درب بها مرتين ويستعد الآن للثالثة، وهذا الأمر سيجبر صاحب الكعب الذهبي على المشاركة في تربصات دورية لنيل الشهادات المطلوبة، وإلا فإنه سيواجه مشكلة قانونية كبيرة، أو سيكتفي بدور "المتفرج" بينما يقوم مساعداه بتوجيه التشكيلة من مقعد الاحتياط.
وبلغت "الشعبوية" في خطاب ماجر ذروتها عندما أكد أن "التحليل في الاستوديوهات" يمكن أن يحل مكان العمل في الميدان في رده على عدم ممارسته لمهنة التدريب لأكثر من عشرية، حي قال"مخطئ من يقول إنني بعيد عن الميادين، فبغض النظر عن تجربتي مع المنتخب الوطني مرتين، لقد سبق لي أن دربت في البرتغال وفي قطر، واشتغلت مدة 10 سنوات هناك كمحلل تلفزيوني، فضلا عن اشتغالي بذات المنصب كمحلل في قنوات عربية حللت خلالها البطولات الألمانية والبرتغالية والاسبانية والانجليزية، والتي تعلمت منها كثيرا، فضلا عن أنني أمتلك الموهبة وهو أمر لا يمكن نسيانه بمرور السنين". وضرب ماجر مثالا عن المدرب الألماني المخضرم يوب هاينكس الذي عاد لتدريب بايرن ميونيخ رغم ابتعاده عن الميدان مدة 5 سنوات، وعن هذه "المدة" بالذات تهرب ماجر من الإجابة عن سؤال بخصوص انتقاده (ماجر) لخيار المكتب السابق للفاف بالتعاقد مع الصربي ميلوفان رايفاتس رغم ابتعاده عن الميادين لمدة 5 سنوات، حيث قال إنه لا يتذكّر أنه قال مثل هذا الكلام، رغم أنه موثق في فيديوهات تم تداولها على نطاق واسع في مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، التي تضمنت أيضا تصريحات لماجر ينتقد فيها بشدة المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش وينتقص فيها من إنجازه ببلوغ الدور الثاني في مونديال البرازيل 2014.

ماجر يغازل "الدولة" ويتودّد للاعبين والجماهير
وعن الانتقادات اللاذعة التي تهاطلت عليه عقب الكشف عن تجربته الجديدة مع المنتخب الوطني، قال ماجر إنه يرحب بالانتقادات التي وجهت إليه عقب انتشار خبر تعيينه مدربا خلفا للاسباني لوكاس ألكاراز، وصرح "أنا معتاد على الانتقادات، وأنا قوي جدا وأتقبلها وسأقوم بمواجهتها، لأن الانتقاد جزء من شهرة أي شخصية"، وفي خضم الحديث عن دور جهات نافذة في تعيينه كمدرب للخضر، وظف ماجر الكثير من "السياسة" للرد على هذا الأمر متوددا للسلطة، حيث قال "حتى لو كانت الحكومة هي من فرضتني كمدرب فهذا الأمر يشرفني، ويعبر عن الثقة الكبيرة التي أحظى بها لدى السلطات"، مضيفا "لكن القول بأنه تم فرضي بأوامر فوقية، هو انتقاص لرئيس الفاف خير الدين زطشي وأعضاء المكتب الفدرالي"، وبخصوص طريقة اختيار مساعديه قال ماجر "لا أحد فرض علي المساعدين، أنا من اختارهم، لقد أخبرني زطشي بأنه اختار سعدان للإشراف على المديرية الفنية، وقلت له بأنني وضعته ضمن قائمتي وطلبت منه أن يكون مستشارا فنيا لي وقبل طلبي".
وقام ماجر أيضا بتوظيف أسلوب المغازلة للاعبي المنتخب الوطني رغم انتقاده لهم في العديد من المرات كما تودد للجماهير، حيث قال "ليس لدي أي مشكل مع أي لاعب في المنتخب الوطني، حتى سفيان فيغولي، لقد تم تأويل كلامي بطريقة خاطئة، بدليل أنني تنقلت إلى البرتغال وإنجلترا للقاء براهيمي وسليماني ومحرز"، مضيفا "عكس ما يقال، فإن فلسفتي لا تعتمد على المحليين فقط، المحترفون مكسب كبير للمنتخب لن أستغني عنهم، يجب أن نحترمهم لأنهم ضحوا وقدموا الكثير إلى المنتخب، يجب أن نكون رحماء بهم (في إشارة إلى سليماني ومحرز وبن طالب) وألا ننكر جميلهم، لن نقوم بتغييرات كثيرة على التشكيلة وسنستدعي تقريبا كل اللاعبين ولن نظلم أو نحابي أحدا". ووجه ماجر رسالة إلى الجماهير محاولا استعطافهم قصد مساعدته في مهمته "من يريد أن يعرف من يكون ماجر عليه مشاهدة "اليوتيوب" الذي يعج بفيديوهات عن مشواري الكبير كلاعب".

ماجر يكشف عن أهدافه مع المنتخب والفاف ويصرح:
نعدكم بأنه لن يكون إخفاق مستقبلا وسأرحل من دون ضجة إذا فشلت
وعد المدرب الجديد للمنتخب الوطني رابح ماجر، بعدم تسجيل التشكيلة الوطنية أي إخفاق مستقبلا، مؤكدا بأنه يسعى لتحقيق الأهداف التي سطرها مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم ضمن العقد الذي يربطهما، كما شدد ماجر على أنه سيرحل وطاقمه من المنتخب من دون أي ضجة في حال فشله في تحقيق الأهداف المرجوة.
وقال ماجر خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس، رفقة مساعديه مزيان إيغيل وجمال مناد في تصريح مثير للغرابة حول مستقبل التشكيلة الوطنية "نعدكم بأنه لن تكون إخفاقات مستقبلا، ساعدونا ونعدكم بأنكم ستكونون فخورين بنا"، مضيفا "سنفعل كل شيء من أجل إعادة الثقة والاستقرار للمنتخب، سنعمل كل شيء قصد الخروج من الأزمة"، مضيفا "المنتخب الحالي ليس في نهاية عهده، وحتى وإن قمنا بتغييرات فإن ذلك سيكون بشكل تدريجي لن نقوم بتغييرات جذرية دفعة واحدة"، وتابع "سنسخّر الوقت المتاح لنا من أجل العمل مع اللاعبين المحليين عبر برمجة تربصين شهريا"، وأردف "أتابع مباريات المنتخب الوطني وأعرف جيدا نقاط قوته وضعفه، منتخبنا سيكون مكوّنا من أفضل اللاعبين وسنمنح الفرصة للجميع من دون استثناء، وحتى لاعبو البطولات الخليجية سنلتفت إليهم وسنمنحهم الفرصة ولكن وفق حاجات المنتخب في كل منصب". وعن الأهداف التي سطرها ماجر وطاقمه رفقة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، قال "اتفقنا على ضرورة التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2019 وأعتقد أن ذلك في متناولنا، كما اتفقنا أيضا على التأهل إلى نصف نهائي هذه الدورة، وإذا تمكنا من ذلك فإننا سنمدد التعاقد إلى غاية مونديال 2022، وإذا فشلنا في مهمتنا فإنني أؤكد لكم بأننا سنرحل من دون أي مشكلة ومن دون إحداث أي ضجة".

فتح النار على روراوة مجددا
"أطراف تسعى دوما لتحطيمي.. والخضر خسروا تأشيرة المونديال في لقاء الذهاب الكاميرون"
انتقد المدرب الوطني الجديد رابح ماجر، بطريقة "ضمنية" رئيس اتحاد الكرة السابق، محمد روراوة، عندما أكد أن المنتخب الجزائري خسر تأشيرة كأس العالم خلال عهدة المكتب السابق، عندما تعثر في أول خرجة له في التصفيات أمام المنتخب الكاميروني شهر أكتوبر من العام الماضي 2016 على ملعب "مصطفى تشاكر" بالبليدة، نافيا في ذات الوقت أن يكون "الخضر" قادرين على بلوغ كأس العالم حتى في حال الفوز في مباراتي زامبيا، مضيفا أن الخسارة أمام المنتخب الكاميروني داخل الديار "أثرت" بشكل سلبي على "مشوار" "الخضر" في المسابقة.
ولم يقف ماجر عند هذا الحد، حيث اعتبر أن المكتب الفديرالي الذي كان يقوده محمد روراوة في العام 2000، كان من بين أبرز "نكسات" المنتخب الوطني الذي عين على رأسه وقتها، بهدف بناء منتخب وطني تنافسي، غير أنه أكد لروراوة استحالة العمل من أجل تحقيق أي هدف في كأس إفريقيا 2002، قبل أن يخفق في مهمته بإقصاء التشكيلة الوطنية من الدور الأول في "كان" 2002، ليقال صاحب "العقب الذهبي" من منصبه رغم المباراة الكبيرة التي لعبها المنتخب أمام بلجيكا، على خلفية رفضه تكذيب تصريحات نسبت إلى شخصه من قبل وسيلة إعلامية بلجيكية، تضمنت انتقادات لاذعة ضد روراوة، كما كشف ماجر عن وجود أطراف تحاول دوما "عرقلته" كلما وصل على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري من خلال افتعال المشاكل وزرع البلبلة، فضلا عن التطرق إلى المواضيع التي لا تمت بصلة لما يقوم به كمدرب للمنتخب الأول، وأضاف ماجر أن كل الذين كانوا يتمنون "تعثره" على رأس المنتخب كانوا دوما "يشوشون" عليه رغم البرنامج الذي اصطحبه يومها من أجل إنقاذ المنتخب الوطني".

جمال مناد مساعد مدرب المنتخب الوطني:
"لم أشك أبدا في جدية اللاعبين.. وأؤكد استحالة بناء منتخب بعناصر محلية فقط"
جدد مساعد المدرب الوطني، جمال مناد، تأكيده عدم قدرة بناء منتخب وطني من لاعبين محليين فقط، بالنظر إلى المستوى الذي يقدمه غالبية اللاعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية، كما أضاف هداف أمم إفريقيا 1990، أنه لم يشكك يوما في جدية اللاعبين، وحتى في المستويات التي يقدمونها في المواجهات الرسمية التي لعبوها في القارة السمراء، كما وجه مناد رسالة صريحة إلى رئيس "الفاف" عندما طلب منه ضرورة برمجة مباريات ودية في القارة الإفريقية عشية أي منافسة قارية، أما عن قضية اختياره مساعدا لماجر قال المدرب الأسبق لمولودية الجزائر، إن ذلك إن دل على شيء، فإنما يدل على الثقة الكبيرة التي يلقاها من المدرب الجديد لـ"الخضر".

إيغيل مزيان مساعد مدرب المنتخب الوطني:
"من حق ماجر الحصول على مليار"
لمح المدرب السابق لمولودية الجزائر، والمساعد الجديدي لرابح ماجر، إيغيل مزيان، إلى عدم رضاه عن قيمة الراتب الذي يتقاضاه ماجر على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأول، وذلك من خلال رد فعله أمس في الندوة الصحفية، على أحد الزملاء الذي استفسر ماجر عن أجرته، وما كان للاعب الدولي السابق سوى أن رد عليه إنها أقل من راتب ألكاراز، قبل أن يرد عليه صاحب السؤال "من حسن الحظ"، وهو ما لم يهضمه إيغيل الذي رشح ماجر لتقاضي أكثر مما كان يحصل عليه الكاراز، مستغربا في الوقت ذاته التمييز الذي يطال المدرب المحلي مقارنة بنظيره الأجنبي.

"المنتخب الوطني منهار.. والفوز على نيجيريا قضية شرف"
قال ماجر إن المنتخب الوطني يحتاج إلى تكاتف جميع الجهود من أجل العودة إلى سابق عهده، معتبرا أن "الخضر" باتوا يمرون بمرحلة صعبة، عقب الخروج من سباق التأهل إلى كأس العالم، وهو ما يتطلب الانطلاقة مجددا من قواعد صحيحة وصلبة، ضاربا الموعد لكافة الجمهور الجزائري بتاريخ الـ 11 من نوفمبر المقبل لحساب الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات المونديال أمام المنتخب النيجيري لتحقيق الفوز الذي قال بشأنه ماجر إنه سيكون معنويا لا أكثر، حيث أكد ماجر أنها مباراة رد الاعتبار للمنتخب والدفاع عن شرف الكرة الجزائرية.

"لست خائفا، شخصيتي قوية وأنا متعود على مثل هذه الظروف"
قال ماجر إنه لا يبالي بما يقال في حقه، بخصوص عدم قدرته على النجاح مع المنتخب الوطني بعد تعيينه على رأسه، فضلا عن اعتراض البعض عقب توليه المهمة بعدما أعابوا عليه ابتعاده عن الميادين لأزيد من 11 سنة، حيث قال لاعب بورتو السابق، "إنه متعود على هذه مثل الانتقادات وهو قوي الشخصية لتجاوزها، والتعامل معها بدبلوماسية".

"راتبي أمر "سري" لكنه أقل مما يتقاضاه ألكاراز"
رفض ماجر الخوض في مسألة الراتب الذي يتقاضاه من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، عقب التعاقد معه، رغم إلحاح عديد رجل الإعلام الذين حضروا الندوة الصحفية، حيث كان في كل مرة "يتهرب" من السؤال، وتارة أخرى يحاول المراوغة من أجل تفادي الرد على السؤال، حيث اعتبر "نجم" المنتخب الوطني أن ذلك أمر "سري"، غير أنه فتح المجال للتأويلات، عندما أكد لكافة الحضور أن راتبه أقل مما كان يتقاضاه الإسباني لويس لوكاز ألكاراز، كما حاول ماجر تبرئة نفسه من التفاوض مع زطشي بخصوص راتبه عندما كشف عن عدم طلبه أي شيء، ولم يقف عند هذا الحد بل طلب من الجميع التأكد من ذلك من خلال الاستفسار لدى زطشي.