تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية شمعة الامل
شمعة الامل
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 15-01-2013
  • المشاركات : 44
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • شمعة الامل is on a distinguished road
الصورة الرمزية شمعة الامل
شمعة الامل
عضو نشيط
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: من كل بستان زهرة :
16-09-2013, 09:42 PM
44- اجعل السقف مناسباً :

جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكاً أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له (امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراًعلى قدميك ). فرح الرجل وشرع يذرع الأرض مسرعاً ومهرولاً في جنون.. سارمسافة طويلة فتعب وفكّرأن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها.. ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد .. سار مسافات أطول وأطول وفكّرفي أن يعود للملك مكتفياً بما وصل إليه.. لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد والمزيد.. ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً ..فقد ضل طريقه وضاع في الحياة.. ويقال إنه وقع صريعاً من جراء الإنهاك الشديد .. لم يمتلك شيئاً ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكــفاية أو (القناعة) .

45- قصةجميلةعن التسامح :

كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء،وخلال الرحلة تجادل الصديقان، فضرب أحدهما الآخرعلى وجهه.. الرجل الذي ضُرب على وجهه تألم ،ولكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي .. استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة ، فقرروا أن يستحموا.. والرجل الذي ضُرب على وجهه، علقت قدمه في الرمال المتحركة، وبدأ في الغرق، ولكن صديقه أمسكه وأنقذه من الغرق. وبعد أن نجا الصديق من الموت، قام و كتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي . الصديق الذي ضرب صديقه ،وأنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال ، والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟!.., فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد، علينا أن نكتب ما فعله على الرمال ، حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها.. ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً، فعلينا أن نكتب ما فعل معنا على الصخر، حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحـيـها . تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال ، وأن تنحتوا المعروف على الصخـر .. ما أجمل التسامح ! .. فإنه من الأشياء التي تجعل الحياة جميلة قال تعالى : ( ومن عفا وأصلح فأجره على الله ) ، وقال أيضا : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) .

46- ثمرة سفر :
نحن في أسفارنا الدنيوية نبحث عن أجمل شيء نحمله إلى أعز شخصا علينا .. ونحن في سفر الدنيا ، وسنعود إلى من هو أرحم الراحمين ، فهل فكرنا ماذا سنحمل من زاد ؟.. الكثير منا يتحير ماذا يحمل ، ولكن إذا سألنا القرآن الذي هو تبيان لكل شيء ، سيجيبنا : ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) و ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي لربك راضية مرضية ) فعليك بالجد وهيء قلبا سليما ونفسا مطمئنة ، قبل أن ينتهي السفر .

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: من كل بستان زهرة :
17-09-2013, 11:26 AM
47- فكر قبل أن تعمل :

روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر ، وأثناء تجواله وقع بصره على دكانٍ قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ، كانت البقالة شبه خالية ، وكان فيها رجل طاعن في السن ، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك ، ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار ، اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ، ورد الرجل التحية بأحسن منها ،

وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة ..

وسأل الوالي الرجل : دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟

أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !!

قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية ..
فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال : هل أنت جاد فيما تقول !؟
أجاب الرجل : نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه !!
دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة ..
وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ، ثم قال :
ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع !!
قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها ....!
ولم يبق معي سوى لوحتين ..!
قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة !!
قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة :
نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جداً ..!
تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها (فكر قبل أن تعمل ) ..

تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال : بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟
قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !!


ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ،

وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز ..

قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد ؟
قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !!

لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب ..

وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ، فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..والرجل يرفض ، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار .. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ، ضحك الوالي وقرر الانصراف ،

وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ، ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ،

وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء ..

وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!!



لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل !! )
فتراجع عما كان ينوي القيام به !! ووجد انشراحا لذلك ..!!

وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ،

قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ..!!

ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ، ولما وقف عليه قال :

لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده ..!!


لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ،

ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي


قال له الشيخ : بعتك هذه اللوحة بشرط ..!!
قال الوالي : وما هو الشرط ؟
قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك ، وعلى أكثر الأماكن في البيت ،

وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة ..!!!!!
فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق !



وذهب الوالي إلى قصره ، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن

كثيرة في القصر ، حتى على بعض ملابسه وكثير من أداواته !!!

وتوالت الأيام وتبعتها شهور ، وحدث ذات يوم أن قرر قائد

الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية ، واتفق مع حلاق الوالي

الخاص ، ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك ، إذ كيف سيقتل الوالي ،

إنها مهمة صعبة وخطيرة ، وقد يفشل ويطير رأسه ..!!



ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة : ( فكر قبل أن تعمل !! )


وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسده ، وداخله الخوف ، ولكنه جمع نفسه ودخل ، وفي الممر الطويل ، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك : (فكر قبل أن تعمل ! ) ( فكر قبل أن تعمل !! )
( فكر قبل أن تعمل ) .. !!


وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه ، فلا ينظر إلا إلى الأرض ، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه ..!!




وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ، وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه !!( فكر قبل أن تعمل ) !!


فانتفض جسد ه من جديد ، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد ! وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه :

(فكر قبل أن تعمل !! ) ..


شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة ، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له !!



وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة :


( فكر قبل أن تعمل )

واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق ، وأخذ جبينه يتصبب عرقا ، وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً ، مما زاد في اضطرابه وقلقه ..!


فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده ، فأخذ يراقبه بحذر شديد ، وتوجس ، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه ، فصرف نظره إلى الحائط ، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل ! ) ..!!


فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا ، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !!

وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان ، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به !!

ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه ، وعفا عن الحلاق ..

وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ، وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز ، وشراء حكمة أخرى منه !!


لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ، وأخبره الناس أن العجوز قد مات !!


انتهت القصة .. ولكنها عندي ما لم تنته .. بل بدأت بشكل جديد ، وفي صورة أخرى .!

سألت نفسي :

لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلا :

(الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك ..)

كتبها في عدة أماكن من البيت ، على شاشة جهاز الكمبويتر مثلاً ،

وعلى طاولة المكتب ، وعلى الحائط الذي يواجهه اذا رفع رأسه من على شاشة الحاسوب ، وفوق التلفاز مباشرة يراها وهو يتابع ما في الشاشة !!


وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارته ، وفي أماكن متعددة من البيت ، وفي مقر عمله ...!!



(الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك ....)

(الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك )

بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها ، وأعاد النظر فيها ، استقرت في عقله الباطن ، وانتصبت في بؤبؤ عينيه ، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره ، وتردد صداها في عقله وقلبه ، حيثما حملته قدماه ، رآها تواجهه ..ونحو هذا ..

(الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك ..) أحسب أن شيئا مثل هذا لو نجح أحدنا فيه ، سيجد له اثراً بالغا في حياته ، واستقامة سلوكه ، وانضباطاً في جوارحه ، وسيغدو مباركا حيثما كان ..!!



يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: من كل بستان زهرة :
17-09-2013, 09:59 PM

48- الموهبة الضائعة :
كان أنيقاً للغاية، يشهد له الجميع بالذوق والرقيّ في التعامل.


وذات يوم وقف ليشتري بعض الخضروات من المحل الموجود في واجهة منزله، أعطته البائعة العجوز أغراضه وتناولت منه ورقة من فئة العشرين دولاراً ووضعتها في كيس النقود.. لكنها لاحظت شيئا!!

لقد طبعت على يدها المبللة بعض الحبر، وعندما أعادت النظر إلى العشرين دولاراً التي تركها السيد الأنيق، وجدت أن يدها المبتلة قد محت بعض تفاصيلها، فراودتها الشكوك في صحة هذه الورقة؛ لكن هل من المعقول أن يعطيها السيد المحترم نقوداً مزورة؟ هكذا قالت لنفسها في دهشة!

ولأن العشرين دولاراً ليست بالمبلغ الهين في ذاك الوقت؛ فقد أرادت المرأة المرتبكة أن تتأكد من الأمر، فذهبت إلى الشرطة، التي لم تستطع أن تتأكد من حقيقة الورقة المالية، وقال أحدهم في دهشة: لو كانت مزيفة فهذا الرجل يستحق جائزة لبراعته!!.

وبدافع الفضول الممزوج بالشعور بالمسئولية، قرروا استخراج تصريح لتفتيش منزل الرجل. وفي مخبأ سري بالمنزل وجدوا بالفعل أدوات لتزوير الأوراق المالية، وثلاث لوحات كان قد رسمها هو وذيّلها بتوقيعه.

المدهش في الأمر أن هذا الرجل كان فنانا حقيقيا، كان مبدعا للغاية، وكان يرسم هذه النقود بيده، ولولا هذا الموقف البسيط جدا لما تمكن أحد من الشك فيه أبداً.

والمثير أن قصة هذا الرجل لم تنتهِ عند هذا الحد!

لقد قررت الشرطة مصادرة اللوحات، وبيعها في مزاد علني، وفعلاً بيعت اللوحات الثلاث بمبلغ 16000 دولار؛ حينها كاد الرجل أن يسقط مغشيا عليه من الذهول، إن رسم لوحة واحدة من هذه اللوحات يستغرق بالضبط نفس الوقت الذي يستغرقه في رسم ورقة نقدية من فئة عشرين دولاراً!

لقد كان هذا الرجل موهوباً بشكل يستحق الإشادة والإعجاب؛ لكنه أضاع موهبته هباء، واشترى الذي هو أدنى بالذي هو خير.

وحينما سأل القاضي الرجل عن جرمه قال: إني أستحق ما يحدث لي؛ لأنني ببساطة سرقت نفسي، قبل أن أسرق أي شخص آخر!

هذه القصة تجعلنا نقف مليّاً لنتدبر في أن كثيراً منا في الحقيقة يجنون على أنفسهم، ويسرقونها، ويجهضون طموحها، أكثر مما قد يفعله الأعداء والحاقدون!


وأننا كثيرا ما نوجّه أصابع النقد والاتهام فيما يحدث لنا نحو المجتمع والآباء والحياة بشكل عام؛ بينما أنفسنا نحن من يجب أن نواجهها ونقف أمامها ملياً.

كم عبقري أتت على عبقريته دناءة الهمة وخسة الطموح، وانتهت أحلامه عند حدود رغباته البسيطة التافهة؟!
كم منا يبيع حياته بعَرَض بسيط من الدنيا، ويتنازل عنها؟!
الكثير يفعلونها.. وبسهولة..

إن انعدام البصيرة لَبليّة يصعب فيها العزاء، وإهدار الطاقة التي وهبنا الله تعالى في محقّرات الأمور لَكارثة يصعب تداركها، والعمر –للأسف- يمضي، وتطوي الأيام بعضها بعضا..

فمن يا تُرى يستيقظ قبل فوات الأوان؟؟
من؟!!
49-كلمات لاذعة ساخرة :

الصداقة.:::.
*ينبغي أخذ الناس بجرعات صغيره جدا.
*لا تتحدثوا تماما عن أصدقائي بالسوء لأني قادرعلى ذلك مثلكم تماما.
*الصديق هو انسان نستطيع دائما أن نعتمد عليه لكي يعتمد علينا
الصبا.:::.
*الشبان يغترون بمستقبلهم الشيبان يغترون بماضيهم
*العمر الذي نريده يفسد العمر الذي نحن فيه
*الصبا شيئ جميل ؛لا لأنه يتيح المجال لإرتكاب الحماقات بل لأنه يمنح وقت لتعويضها.
الصحافة.:::.
*فنحمل الشعب على الإعتقاد بعدل ما تجده الحكومة عدلا
*مهنة يقضي فيها المرء نصف حياته في التحدث عما يجهل وانصف الآخر في السكوت عما يعرف
الضحك.:::.
*قل لي مما تضحك أقل لك من أنت
*لا يعاقب المرء أبدا اذا أمات أحدا من الضحك
الطب.:::.
* لنكن متفائلين فالطب قد اكتشف من الأدويه أكثر مما هناك من أمراض
*الطبيب يشفي المرض ؛ ويقتل المريض
* الأصحاء مرضى يجهلون ذلك
الطيش.:::.
*هل لك رأس ؟ للدبوس كذك
*عندما نتعب كي نجد الحقيقة فإن ذلك يكلفنا الإعتراف بأن الطائشين هم الحكماء الحقيقيون
الظهور.:::.
*لطالما رأينا أناسا يصعدون إلى خشبة الإعدام اذ ليس لديهم وسيله أخرى للتعالي فوق الآخرين.

50- مصطلحات على الواقع بواقع :

العاقل
رجل يستشير زوجته، ويفعل عكس ماتقول!

الراقصة
امرأة تؤمن بأن خير الأمور (الوسط(!

التليفزيون
أكبر دليل على حب الإنسان لتعذيب نفسه

التقاليد
هي العادات التي يفرضها الأموات على الأحياء

الأسرار
معلومات تبوح بهاللآخرين ليقوموا باستغلالها ضدك عند اللزوم

الصمت
أروع حديث بين الأصدقاء !..

الصدق
قارة لم تكتشف بعد!..

التاجر البارع
هو من يتسع صدره لسخافات الزبائن,وجيبه لنقودهم

البواب
هو الرجل الذي يفتح باب سيارتك بيد,ويساعدك في الصعود إليها باليد الأخرى ,ويبقى له يد ثالثة لتناول البقشيش

فترة الخطوبة
عملية استطلاع قبل إعلان الحرب

الحرب الباردة
ابتسامة امرأة لامرأة أخرى!..

أشعة الموت
هي تلك النظرة التي تلقيها المرأة على امرأة أخرى ترتدي ثوباً شبيهاً بثوبها

الشائعة
طائرة أسرع من الضوء

الشوك
هو انتقام السمك بعد الوفاة

الأحول
إنسان له وجهتا نظر في آن واحد


يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: من كل بستان زهرة :
18-09-2013, 10:22 AM

51- الأنانية استثمار خاسر : تجربة حكيم :

يُحكى أن مجموعة من الأنانيين اختلف أفرادها ذات مرة مع أفراد مجموعة أخرى من الإيثاريين، فراح الأنانيون يصرّون على أنهم أكثر غيرية واهتماماً ببعضهم من أفراد المجموعة الأخرى .
اقترح أحد أفراد المجموعة الثانية الاحتكام إلى حكيم المدينة الذي كان موضع تقدير واحترام من الجميع، فراقت الفكرة لإفراد المجموعتين وذهبوا يستفتونه في الأمر.
رحّب الحكيم بهم، وبعد أن استمع إلى دعواهم، أمر بإعداد وليمتين، واحدة لكل مجموعة، على أن يتناولوا الطعام في ركنين منعزلين ، بحيث لا يرى أفراد المجموعتين بعضهم أثناء تناول الطعام.
قبل إحضار الطعام، أحضر الحكيم حزمة من العصي وطلب من أفراد كل مجموعة أن يمدّوا أذرعهم إلى الأمام.
امتثلوا لأمره.. فراح يضع عصاً بمحاذاة كل ذراع ممدودة، ويربطها ربطاً محكماً بخيط متين، بحيث لا يستطيع صاحب تلك الذارع أن يلويها نحو وجهه.
عند الانتهاء من ربط جميع الأذرع، أمر بإحضار الغداء وطلب من الجميع القيام إلى الطعام ليأخذ كل منهم نصيبه منه، وراح يتنقل جيئة وإياباً بين المجموعتين ليرى ما سيفعل أفراد كل منهما.

ما أن تحلـّق الأنانيون حول المائدة ( أو السمّاط ) حتى راح كل منهم يمد يديه فيأخذ بعض ما يشتهيه ، ولأنه لم يستطع إيصاله مباشرة إلى فمه، كان يرفع كلتا يديه إلى فوق ويرمي الطعام فاتحاً فمه ليلتقط ما عسى أن يسقط فيه.. ثم يكرر المحاولة فيصيب بعض الطعام ويسقط البعض الآخر خارج فمه المفغور.
بدا ما يفعلونه طبيعياً بالنسبة لهم، لكن ليس للمضيف.

ثم تركهم وذهب إلى مجموعة الإيثاريين، فوجد كل واحد من أفرادها يمسك الطعام بيديه ويقرّبه من فم زميله الجالس قبالته، وبذلك تمكنوا من إطعام بعضهم بعضاً دون فقدان أي مقدار من الطعام، ودون أن تتلطخ وجوههم والثياب.

شبع الإيثاريون وشكروا مضيفهم على الوليمة، في الوقت الذي كان فيه الأنانيون لا يزالون يهوون بالطعام على وجوههم ومعداتهم تصرخ هل من مزيد؟!..

أصدر الحكيم قراره وطلب من الأنانيين أن يقتدوا بأفراد المجموعة الثانية .. لأن الأنانية خصلة ذميمة، بينما الإيثار مزاياه كريمة وفوائده جمة وعميمة.


ومما قيل في الإيثاروالأنانية :
- لا يُدعى الإنسان أنانياً لأنه يهتم بنفسه فقط ، بل لأنه لا يهتم بغيره .
- من يحيا ليخدم نفسه لا غير، يخدم العالم بموته .
- أرني شخصاً يمكنه الذهاب إلى الجنة بمفرده ، وسأريكَ شخصاً لن تفتح له أبوابها .
- الإيثار عنوان السمو ، وجوهر مكارم الأخلاق .
- الأكثر اهتماماً في الآخرين وخدمة لهم ، هو الأسعد والأكثر توفيقاً ونجاحاً في الحياة.
- تتلاشى الفضائل في الأنانية ، مثلما تتلاشى الأنهار في البحار.
- الأنانية هي أصل ومنبع كل الشرور الطبيعية والأدبية.
- كلما ساخت أنانية الإنسان في الحضيض ، كلما ارتفعت نفسه وعظم قدره .
- الأنانية والسعادة لا تجتمعان.
- عندما يتساوى الكل في الأنانية ، لا يختلف العاقل عن الأحمق، بل قد يكون أشد خطراً منه .
- ويزيدنا المتنبي من الشعر بيتاً بقوله :
أرى كلنا يبغي الحياة َ لنفسهِ حريصاً عليها مستهاماً بها صبّا
فحبُّ الجبانِ النفسَ أوردَهُ البقا وحبُّ الشجاعِ الحرصَ أوردهُ الحَربا


ومسك الختام قول النبي صلى الله وعليه وآله وسلم -:

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: من كل بستان زهرة :
18-09-2013, 09:25 PM
52- حياتنا في هذه القصة ! :

في يوم من الأيام كان هناك رجلا مسافرا في رحله مع زوجته وأولاده، وفى الطريق قابل شخصا واقفا في الطريق ..فسأله : من أنت؟.. فقال : أنا المال ..فسأل الرجل زوجته وأولاده : هل ندعه يركب معنا؟..
فقالوا جميعا : نعم بالطبع فبالمال يمكننا أن نفعل أي شيء، وأن نمتلك أي شيء نريده!..
فركب معهم المال.. وسارت السيارة حتى قابل شخصا آخر..
فسأله الأب : من أنت ؟ ..فقال : أنا السلطة والمنصب.. فسألزوجته وأولاده هل ندعه يركب معنا ؟.. فأجابوا جميعا بصوت واحد : نعم بالطبع فبالسلطة والمنصب ، نستطيع أن نفعل أي شيء، وأن نمتلك أي شيء نريده!.. , فركب معهم السلطة والمنصب.. وسارت السيارة تكمل رحلتها..
وهكذا قابل أشخاصا كثيرين بكل شهوات وملذات ومتع الدنيا، حتى قابلوا شخصا..
فسأله الأب : من أنت ؟.. فقال : أنا الدين .. فقال الأب والزوجة والأولاد في صوت واحد : ليس هذا وقته.. نحن نريد الدنيا ومتاعها ، والدين سيحرمنا منها وسيقيدنا ، وسنتعب في الالتزام بتعاليمه وحلال وحرام وصلاة وحجاب وصيام ...، وسيشق ذلك علينا.. ولكن من الممكن أن نرجع إليك بعد أن نستمتع بالدنيا وما فيها ! . . , فتركوه وسارت السيارة تكمل رحلتها ..
وفجأة وجدوا على الطريق نقطة تفتيش ، وكلمة قف، ووجدوا رجلا يشير للأب أن ينزل ويترك السيارة .. فقال الرجل للأب : اٍنتهت الرحلة بالنسبة لك، وعليك أن تنزل وتذهب معي!..
فوجم الأب في ذهول ولم ينطق .. فقال له الرجل : أنا أفتش عن الدين.. هل معك الدين ؟..
فقال الأب : لا .. لقد تركته على بعد مسافة قليلة.. فدعني أرجع وآتى به !..
فقال له الرجل : إٍنك لن تستطيع فعل هذا فالرحلة اٍنتهت والرجوع مستحيل !..
فقال الأب : ولكنني معي في السيارة المال والسلطة والمنصب والزوجة والأولاد و.. و.. و..
فقال له الرجل : إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وستترك كل هذا، وما كان لينفعك إلا الدين الذي تركته في الطريق!.. , فسأله الأب : من أنت ؟.. , قال الرجل : أنا الموت الذي كنت غافلا عنه ولم تعمل حسابه !.. , ونظر الأب للسيارة فوجد زوجته تقود السيارة بدلا منه، وبدأت السيارة تتحرك لتكمل رحلتها ، وفيها الأولاد والمال والسلطة ولم ينزل معه أحد!..
------------
الرجل في القصة يعنى به ملك الموت ، والسيارة هي الدنيا..
قال تعالى : (قل إن كان آبآؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم و أزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين )..
وقال الله تعالى : (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ).

53- غسيل الجدران :

انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد.. وفي صبيحة اليوم الأول، وبينما هما يتناولان وجبة الإفطار، قالت الزوجة - مشيرة من خلف زجاج النافذة : المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما -:
انظر يا عزيزي!.. إن غسيل جارتنا ليس نظيفا !.. لا بد أنها تشتري مسحوقا رخيصا !..
ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق ، في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل ..
وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا ، على حبال جارتها ، وقالت لزوجها :
انظر!.. لقد تعلمت أخيرا كيف تغسل !..
فأجاب الزوج : عزيزتي!.. لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ، ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها .!..

قد تكون أخطاؤك ، هي التي تريك أعمال الناس خطأ.. فأصلح عيوبك، قبل أن تنتقد عيوب الآخرين !.. ولا تنس أن من راقب الناس مات هما !...

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: من كل بستان زهرة :
19-09-2013, 01:35 PM
54- الإيثار :
خرج ملك مع حرسه وحاشيته إلىالبر، لغرض الصيد.. وقبيل الغروب بقليل، أخذ الملك يطارد فريسته بعناد لوحده.. وفي تلك الأثناء هبت ريح عاتية، حاملة معها الغبار، فحجبت الرؤية عنه، فتاه الملك في العراء، وبقي حرسه، وحاشيته يبحثون عنه في العراء.. حتى أدركهم الغروب، وحل الظلام ولكن دون جدوى.. فيأسوا ورجعوا إلى ديارهم، ليعاودوا البحث عن ملكهم في الصباح.
أما الملك عندما أدركه الظلام، ظل يبحث في تلك البيداء، عن مكان آمن يأوي إليه، ليقضي تلك الليلة، ويعود إلى دياره صباحا بسلام .. وبينما هو تائه في ذلك الظلام الدامس يائسا ، فوق صهوة جواده، وإذا به يرى ضوءا بعيدا، حاملا معه بصيص الأمل .. فاتجه بجواده نحو ذلك الضوء، فرأى كوخا صغيرا فطرق الباب، فخرج إليه رجل..
فقال له : السلام عليك!..
فرد عليه الرجل : وعليك السلام!..
فقال الملك : ألك أن تقبلني ضيفا عندك هذه الليلة ؟..
فقال الرجل : على الرحب والسعة.. أهلا وسهلا بك !..
فأخذه الرجل إلى الداخل، وسأله : لعلك جائع ؟.. فقال : الملك أجل !..
فذهب الرجل ، وكانت له شاة فذبحها، وأمر زوجته أن تصنع منها العشاء لضيفه .. وبينما تقوم الزوجة بتحضير العشاء، أخذ الرجلان يتبادلان أطراف الحديث، ولم يخبرالملك صاحب الدار بأنه ملك تلك البلاد. سأل الملك ذلك الرجل، عن أحواله وكيفية معيشته في تلك الوهاد ..
فقال الرجل : كان لي شاة أستعين بما تدر به من حليب ، يكون سببا لمعيشتي، ومعيشة عيالي، ونبيع ما يفيض عن حاجتنا من ذلك الحليب ، في سوق المدينة ، لشراء بقية احتياجاتنا.
فسأله الملك : وأين تلك الشاة الآن؟..
فقال الرجل : لقد ذبحتها توا ، لأقدم لك طعام العشاء.. , فذهل الملك ، وقال : أتقدم لي وسيلة معيشتك الوحيدة عشاء ا؟.. وكيف ستستعين على معيشتك بعد هذا اليوم ؟!..
فرد الرجل : أنت ضيفي، وواجبي الأخلاقي يحتم علي ذلك، وحاشا لله - عز وجل - أن ينساني، وأنا متأكد بأن الله عزوجل سيعوضني بأفضل من ذلك كثيرا.. فهو الذي يرسل الأرزاق، حتى إلى الكائنات في أعماق البحار، حاشا له وهو الرزاق الكريم، أن ينسى عبده فوق البسيطة.
فاستحسن الملك رده، وأعجب به وبعمق إيمانه بالله عزوجل . وبعد أن أتمت المرأة تحضير الطعام ، جاء الرجل به لضيفه، فتناولا العشاء سوية ، وأخذا يتحدثان بمختلف الأحاديث.. حتى صار موعد النوم ، ونام ذلك الملك في ذلك الكوخ البسيط، ليلة هنيئة، لم ينم مثلها في قصره الرنان.
وعندما حل الصباح ، قال الملك للرجل : كان بودي أن أبقى معك عدة أيام، ولكن يجب أن أعود إلى دياري، فإن أهلي قلقون علي الآن، ولا يعلمون ما حل بي ، ولكن أسالك بالله أن تزورني عندما تذهب إلى المدينة، فإذا دخلت المدينة اسأل أي رجل عن (فلان الفلاني)، وقل له أن يدلك على بيتي، فإنه سيأتي بك إلى داري، لأني معروف في تلك المدينة .. , فرد الرجل : سأفعل إن شاء الله.. فتوادعا.
وعندما عاد الملك إلى قصره، قص ما حل به لوزيره ومستشاره، الذي كان يتسم بالحكمة وسعة الأفق، وأخبرالوزير عن ذلك الرجل الكريم ، البسيط بحاله ، الكبير بإيمانه بالله.. فأعجب الوزير بذلك الرجل ، أكثرمما أعجببه الملك.
وبعد عدة أيام ، جاء الرجل إلى المدينة، وبعد أن قضى احتياجاته من سوق المدينة ، سأل أحد السكان أن يدله على دار فلان الفلاني ، فقال له : ما تريد من داره ؟..أتعلم من هذا الرجل ؟..قال له : كلا.. فقال له: إنه ملك البلاد ، وسآخذك إليه، إنه ملك طيب ، وعادل .. فأخذه إلى قصر الملك ، وقال للحرس : إن هذا الرجل يريد أن يقابل الملك.. فأخذه الحرس إلى البلاط لمقابلة الملك.. وحالما رآه الملك، نهض من مكانه، وترك حاشيته، واتجه إلى الرجل وأخذه بالأحضان ، واستقبله
كما يستقبل الملوك والأمراء .. , فقال له الرجل : لماذا لم تخبرني أنك الملك ؟..
فابتسم الملك ، وقال : أنا لا أحب التباهي، وأنا لذت بك كانسان عادي، وأنت قمت بضيافتي على أتم الوجه وأكثر.. ولقد نمت في كوخك المتواضع ، نوما لم أنمه في هذا القصر الفاره.
وبعد أن قضى الرجل ثلاثة أيام في ضيافة الملك ، قال الملك لوزيره الحكيم : إن الرجل يريد أن يعود إلى دياره، وأنا أريد أن أرد له الجميل ، بأفضل مما فعله ذلك الرجل معي ، فما الذي أصنعه معه؟.. وماذا تقترح علي أن أعطيه جزاء لما فعله معي؟.., فأجاب الوزير : إنك لن تستطيع أن تفعل ذلك، ولن تستطيع أن تجازيه كما فعل معك !.., فاندهش الملك ، وقال : كيف ذلك؟.. لقد ذبح لي شاة واحدة، وأنا سأعطيه مئة شاة، وسأعطيه أرضا زراعية من الأراضي التي تعود لي .., فأجاب الوزير : سيدي!.. إن ذلك الرجل لم يعطك مجردشاة واحدة فقط ، وإنما أعطاك كل ما يملك .. سيدي !.. إنما فعله الرجل معك لم يكن كرما، وإنما كان إيثارا من عنده.. وهنالك فارق كبير بين الكرم والإيثار.. فالكرم هو أن تعطي الآخرين، مايحتاجون إليه.. أما الإيثارهو أن تعطي الآخرين ، ما تكون أنت بأمس الحاجة إليه.. سيدي!.. أعطه مئة شاة وأرضا زراعية ، فتكون بذلك معه كريما طيبا فحسب !.. وأما إذا أردت أن تكون ذا إيثارمثله ، فيجب أن تعطيه كل ما تملك ، كما أعطاك هو كل ما يملك ..استحسن الملك رأي وزيره، وشكر الله عزوجل، وأعطى الرجل مئتي شاة ، وأكثر من أرض زراعية من ملكه الخاص .

يتبع : ...

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
  • تاريخ التسجيل : 28-12-2006
  • الدولة : مدينة ميلة , ولاية ميلة , الجزائر
  • العمر : 68
  • المشاركات : 5,284
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • رميته will become famous soon enough
الصورة الرمزية رميته
رميته
رئيس الهيئة الاستشارية
رد: من كل بستان زهرة :
19-09-2013, 09:52 PM
55- الخادمة الخائفة :

عن الجنيد قال : بلغني عن بعض العلماء ببسطام أنه قال : كان لأبي يزيد البسطامي خادمة كثيرة الاجتهاد والبكاء ، والخوف من الله، لا تنام الليل.. قال : فكانت ذات ليلة وقد أخذها النوم، فرأت في منامها ساحة المحشر والملائكة تسحب أصحاب الذنوب إلى جهنم ، فاستيقظت وهي ترتعد وتبكي .. فأقسمت أن لا تنام ليلها.. ولما جنّ عليها الليل ، سمع الناس بكاءها، فعرفوا أن هذا البكاء للخادمة.. وعندما انقطع بكاءها، دخلوا عليها فوجدوها وقد فارقت الحياة على المصلى.

* فائدة : قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ).



56- فاتتني قافلة المستغفرين :


جاء في لآلئ الأخبار أن عددا من الطلبة ذهبوا إلى دار أستاذهم لينهلوا من عمله .. ولما حضروا رأوا الأستاذ في وضع لا يُحسد عليه من البكاء والنحيب .. فراحوا يسألونه ما الذي حدث يا أستاذ ؟.. - منحك الله الصبر الجزيل على ما نزل بك -، ما الذي حصل ؟.. هل مات لك أحد ؟ .. ومتى نذهب معك لدفنه ؟.. ومتى سيقام العزاء على روحه ؟..
فقال : ماذا أقول لكم!.. بالأمس غلبني النوم ولم أصحُ إلا على أذان الفجر، لقد فاتتني صلاة الليل !.. ففاتتني قافلة المستغفرين بالأسحار!.. . لقد مسني الضر ، حيث أقمت القضاء وفاتتني الأداء ، فأي مصيبة أكثر من هذه !.. وما ذاك إلا لكثرة ذنوبي، وعدم خوفي من خالقي!.. وأخذ يبكي حتى سقط على الأرض مغشياً عليه .



57- ملك لسنة واحدة فقط :



منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك , وكان أهل هذه المدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنة واحدة فقط , وبعد ذلك يرسل الملك إلى جزيرة بعيدة حيث يقضي فيها بقية عمره , ثم يختار الناس ملكاً آخر بعده.


وهكذا أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به , وألبسه الناس الملابس الغالية , وأركبوه فيلا كبيراً , وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة لتوديعه , وكانت هذه اللحظة من أصعب اللحظات على كل ملك تنتهي ولايته , ثم بعد ذلك أركبوه السفينة التي تقوم بنقله إلى الجزيرة البعيدة حيث يقضي فيها بقية عمره .


وفي طريق عودة السفينة لاحظوا شاباً يصارع الموج متشبثاً بلوح خشبي , فطلب منهم المساعدة لإنقاذه , فأجابوه شريطه أن يوافق على أن يكون ملكاً عليهم ! ولما أطلعوه على شروط هذا المنصب , وأنه بعد عام سيُحمل إلى تلك الجزيرة املهجورة , كاد أن يتراجع , ولكنه قبِل مرغماً.


وبعد ثلاث أيام من تولي الملك الشاب العرش سأل وزراءه : هل يمكن لي أن أرى هذه الجزيرة التي أُرسل إليها جميع الملوك السابقين ؟ فوافق الوزراء وأخذوه إلى الجزيرة , فرآها موحشة تكسوها الغابات الكثيفة وترتع فيها الحيوانات المفترسة , فلما توغل فيها هاله ما رأى , فقد وجد جثث الملوك السابقين وعظامهم تغطي الأرض , فأدرك أن الحياة مستحيلة في هذه الجزيرة وأن مصيره بعد مرور السنة هو الموت .


حينها .. قرّر الملك الشاب في نفسه أموراً أخذ يُعِدّ لها دون أن ينتبه أحد لما يفعل .


وفور أن تولى زمام الحكم , أخذ يعدل بين الرعية ويعين المظلوم , ويأخذ على يد الظالم حتى أحبه أهل المدينة كلهم , وكلما اقتربت نهاية مدة حكمه , ازدادت الرعية قلقاً عليه وخوفاً , بينما هو يزداد استبشاراً وفرحاً , وقد دعاهم هذا لأن يتعجبوا من فرحته وهو يعلم بمصيره المفزع مع نهاية العام , مع أن الملوك السابققين كانوا يزدادون هلعاً كلما اقتربت مدة نهاية حكمهم , ولكنه وياللعجب شديد الفرح باقتراب يومه هذا !


ولما كان هذا اليوم المحتوم أخبره الوزراء أن فترة حكمة ستنتهي في الغد , وأنهم سيسيرون به ليلقى مصيره في الجزيرة المهجورة حسب قانون مدينتهم .


وعلى غير عادة الملوك السابقين تلقى الملك الشاب الخبر بفرح شديد , وتلقت الرعية الخبر بحزن بالغ على رحيل ملكهم العادل وازداد بكاؤها في وداعه , بينما ظل الملك ضاحكاً مستبشراً حتى تعجب الناس والوزراء .


ولمّا سألوه عن سر سعادته أجابهم : ستعرفون حينما تذهبون بي إلى الجزيرة المهجورة ! وحينما وصل الركب إلى الجزيرة لم يجدوا تلك الجزيرة الموحشة , بل وجدوا حدائق غنّاء , وطرقاً ممهدة , وأنهاراً تجري في أنحائها , ومساكنٌ مشيّدة , ومزارع مثمرة.


فسألوه متعجبين : وأين تلك الجزيرة المهجورة ؟! فأجابهم الملك الشاب : إنني حينما علمتُ أنّني لا محالة قادم إلى هذا المكان , شرعت في تهيئته لمثل هذا اليوم , ولم يُلهِني الحكم وملذته عن التفكير في مصيري المحتوم في هذه الجزيرة , فجمعت العمال الأقوياء وأرسلتهم إلى الجزيرة , وأمرتهم بتنظيفها وتمهيد طرقاتها , وضربت على الحيوانات المفترسة حاجزاً يقي السالكين خطرها , ثم زوّدت المزارع بحيوانات أليفة منتجة , وبنيت البيوت وهيأت مرسىً للسفن , وعمّرت الجزيرة حتى غدت بهذا الجمال .


ولمّا كان الملوك السابقون منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الحكم , كنت أنا مشغولاً بالتفكير في المستقبل وخططت لذلك وقمت بإصلاح الجزيرة وتعميرها حتى أصبحت جنّة صغيرة يمكن أن أعيش فيها بقية حياتي بسلام .


والدرس المأخوذ من هذه القصة يشير إلى أن الحياة الدنيا ما هي إلا مزرعة للآخرة , فينبغي ألا نغمس أنفسنا في شهواتها ونعزف عن الآخرة حتى ولو كنا ملوكاً . ولاننسى قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : ( لاتزال قدما عبد حتى يُسأل أربع : عن عمره فيما أفناه , وعن علمه مافعل فيه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه , وعن جسمه فيما أبلاه ) .


اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة وسكن جنات الفردوس .
يتبع : ...




اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة
التعديل الأخير تم بواسطة رميته ; 19-09-2013 الساعة 10:17 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية صاحب الظل الجميل
صاحب الظل الجميل
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 21-07-2013
  • الدولة : مَنْ ذا الذي يبني على مَوج البحرِ دارًا ... تلكم الدُنيا فلا تتخذوها قرارًا
  • المشاركات : 3,222
  • معدل تقييم المستوى :

    14

  • صاحب الظل الجميل is on a distinguished road
الصورة الرمزية صاحب الظل الجميل
صاحب الظل الجميل
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 11:14 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى