حسن الظن بالله
04-08-2018, 05:07 PM
حسن الظن بالله
سعد راشد المطيري


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

سوء الظن بالله يعد من أعظم الذنوب وحسن الظن به سبحانه من أجل القربات، وأجمل الصفات التي يتصف بها أولياؤه.

* وقد توعد الله من يظن به ظن السوء بقوله تعالى:
[ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ].( الفتح: ٦ ).

* ‏و قال تعالى:
[ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ].( فصلت: ٢٣ ).
ليس ثمة أضر على العبد من سوء الظن بالله، ومن سوء الظن: أن تظن أنه غير مطلع على أعمالك، وأنه سيترك الخلق دون أن يجازيهم على أعمالهم، قال تعالى:
[ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ].( المؤمنون: ١١٥ ).

* وإن ‏حسن الظن بالله: أعظم ما يعقد عليه المرء قلبه، وهو من أجل أعمال القلوب.

* و ‏من حسن الظن بالله: أن ترى الفضل له على عباده في جميع ما يقضيه ويقدره عليهم، وإن بدا ظاهره مراً قاسياً، فرب نقمة في طياتها نعمة.

* و من حسن الظن بالله: أن تعلم أن ما يصيبك من مرِّ القضاء، إنما هو رفعة درجات لك أو عقوبة على ذنب وقعت فيه.‏

* و من حسن الظن بالله: العلم بأنه حرم الظلم على نفسه، وأمر العدل، وقضى بالحق، وهدى عباده، وبصرهم بالسبيل بما أرسل من رسل، وأنزل من كتب وشرائع.‏

* و من حسن الظن بالله: أن تعتقد أن حرمانه لعبده من الدنيا أو توسعته له ليس بدليل محبته لمن أعطى، وإهانته لمن منع، فهي دنيا فانية ليس لها قيمة عند الله، وليست بدار الجزاء.‏

* و من حسن الظن بالله: أن تعلم أنه خلق الخلق لغاية عظيمة، وهي: إقامة العبودية له، ولن يترك الخلق سدى دون أن يجازي المحسن، ويعاقب المسيء.

هذه وقفات مع حسن الظن بالله، أسأل الله أن ينفع بها، ومن أراد التوسع، فليرجع إلى ما كتبه العلامة:" ابن القيم" رحمه الله في:( زاد المعاد) حول هذا المعنى، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.