تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > المنتدى العام الإسلامي

> هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
24-06-2014, 04:31 PM
هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين
لمسابقة القلم الشروقي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

ينتظر طلبتنا وطالباتنا نتائج امتحاناتهم على:" أحر من الجمر"، ونأمل ويأملون ويأمل الجميع لهم النجاح بعد سنوات من الجد والاجتهاد، ولكن يشاء الله أن ينجح بعضهم، ويرسب البعض الآخر، وتلك سنة الله في خلقه:[ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا].
سأخص بكلامي هذه المرة:" الراسبين"، لأن:" الناجحين"، سيحتفي ويحتفل بهم الكثير، وأوصيهم بشيء واحد فقط:" أن يشكروا نعمة الله بحسن طاعته"، بينما:" الراسبون": يغفلهم أكثر الناس، هذا إذا لم توجه لهم أصابع اللوم والاتهام بالتقصير، ولست أقصد هنا: هؤلاء المتهاونين المستهزئين طول السنة، لأنهم يدركون ابتداء أنهم: لن ينجحوا، ف:" فاقد الشيء لا يعطيه"، وهؤلاء لن يكترثوا لمسألة رسوبهم؟؟؟، ولكنني أعني بكلامي: أولئك الذين جدوا واجتهدوا، ولكنهم:" رسبوا" لسبب أو لآخر؟؟؟، فصدموا، وركبهم الهم والغم بعد اطلاعهم على النتائج؟؟؟.
وفضلت أن تكون هذه الذكرى:" موعظة استباقية"، لأننا للأسف: سمعنا سابقا عن حالات انتحار كثيرة حتى في صفوف تلاميذ:" القسم المتوسط؟؟؟"، وذلك بسبب الضغط الهائل الممارس عليهم من محيطهم العائلي أو الدراسي مع قلة:" الزاد الإيماني" لدى أكثرهم.
ولا شك بأن الرسوب في شهادة:" الباكالوريا"، أو:" التعليم المتوسط": يشكل صدمة نفسية لدى الكثيرين مما قد يترتب على ذلك: بعض ردود أفعال لا تحمد عقباها، وذلك إذا ترك الراسب:" نهبة" لوساوس النفس والشيطان؟؟؟.
ووقاية من:" شر ما لا تحمد عقباه": أدعو هؤلاء الراسبين، - بل و:" كل مصاب ومهموم ومغموم"- إلى التأمل في كلام الإمام العلامة الفهامة:" ابن قيم الجوزية" رحمه الله في بيانه:" هدي النبي عليه الصلاة والسلام" في علاج:" حر المصيبة"، وهو كلام نفيس جدا سطره في كتابه القيم:" الطب النبوي":(1/140 -144)، وقد جمع فيه رحمه الله أدوية نافعة لعلاج المصائب، فإلى:" جميل بيانه، وحسن مقاله": رحمه الله تعالى:

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِلَاجِ حَرِّ الْمُصِيبَةِ وَحُزْنِهَا

قَالَ تَعَالَى:[ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ]، وَفِي «الْمُسْنَدِ» عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَارَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا» «أخرجه أحمد ومسلم في الجنائز»
وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ مِنْ أَبْلَغِ عِلَاجِ الْمُصَابِ، وَأَنْفَعِهِ لَهُ فِي عَاجِلَتِهِ وَآجِلَتِهِ، فَإِنَّهَا تتضمن أصلين عظيمين إذا تحقق العبد بمعرفتهما تَسَلَّى عَنْ مُصِيبَتِهِ.
أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْعَبْدَ وَأَهْلَهُ وماله:" ملك لله عزوجلّ حَقِيقَةً"، وَقَدْ جَعَلَهُ عِنْدَ الْعَبْدِ عَارِيَةً، فَإِذَا أَخَذَهُ مِنْهُ، فَهُوَ كَالْمُعِيرِ يَأْخُذُ مَتَاعَهُ مِنَ الْمُسْتَعِيرِ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ مَحْفُوفٌ بِعَدَمَيْنِ: عَدَمٍ قَبْلَهُ، وَعَدَمٍ بَعْدَهُ، وَمِلْكُ الْعَبْدِ لَهُ مُتْعَةٌ مُعَارَةٌ في زمن يَسِيرٍ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي أَوْجَدَهُ عَنْ عَدَمِهِ، حَتَّى يَكُونَ مِلْكُهُ حَقِيقَةً، وَلَا هُوَ الَّذِي يَحْفَظُهُ مِنَ الْآفَاتِ بَعْدَ وُجُودِهِ، وَلَا يُبْقِي عَلَيْهِ وُجُودَهُ، فَلَيْسَ لَهُ فِيهِ تَأْثِيرٌ، وَلَا مِلْكٌ حَقِيقِيٌّ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ مُتَصَرِّفٌ فِيهِ بِالْأَمْرِ تَصَرُّفَ الْعَبْدِ الْمَأْمُورِ الْمَنْهِيِّ، لَا تَصَرُّفَ الْمُلَّاكِ، وَلِهَذَا لَا يُبَاحُ لَهُ مِنَ التَّصَرُّفَاتِ فِيهِ إِلَّا مَا وَافَقَ أَمْرَ مَالِكِهِ الْحَقِيقِيِّ.
وَالثَّانِي: أَنَّ مَصِيرَ الْعَبْدِ وَمَرْجِعَهُ إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُ الْحَقِّ، وَلَا بُدَّ أَنْ يُخَلِّفَ الدُّنْيَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَيَجِيءَ رَبَّهُ فَرْدًا كَمَا خَلَقَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ بِلَا أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَشِيرَةٍ، وَلَكِنْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ بِدَايَةَ الْعَبْدِ وَمَا خُوِّلَهُ وَنِهَايَتَهُ، فَكَيْفَ يَفْرَحُ بِمَوْجُودٍ، أَوْ يَأْسَى عَلَى مَفْقُودٍ، فَفِكْرُهُ فِي مَبْدَئِهِ وَمَعَادِهِ: مِنْ أَعْظَمِ عِلَاجِ هَذَا الدَّاءِ.

وَمِنْ عِلَاجِهِ: أَنْ يَعْلَمَ عِلْمَ الْيَقِينِ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ. قَالَ تَعَالَى:[ مَا أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى مَا فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ].

وَمِنْ عِلَاجِهِ: أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا أُصِيبَ بِهِ، فَيَجِدُ رَبَّهُ قَدْ أَبْقَى عَلَيْهِ مِثْلَهُ، أَوْ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَادَّخَرَ لَهُ- إِنْ صَبَرَ وَرَضِيَ- مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ فَوَاتِ تِلْكَ الْمُصِيبَةِ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ، وَأَنَّهُ لَوْ شَاءَ لَجَعَلَهَا أعظم مما هي.

ومن علاجه: أن يطفئ نَارَ مُصِيبَتِهِ بِبَرْدِ التَّأَسِّي بِأَهْلِ الْمَصَائِبِ، وَلِيَعْلَمَ أَنَّهُ فِي كُلِّ وَادٍ بَنُو سَعْدٍ ، وَلْيَنْظُرْ يَمْنَةً، فَهَلْ يَرَى إِلَّا مِحْنَةً؟، ثُمَّ لِيَعْطِفْ يَسْرَةً، فَهَلْ يَرَى إِلَّا حَسْرَةً؟ ، وَأَنَّهُ لَوْ فتش العالم لم ير فيهم إِلَّا مُبْتَلًى، إِمَّا بِفَوَاتِ مَحْبُوبٍ، أَوْ حُصُولِ مَكْرُوهٍ، وَأَنَّ شُرُورَ الدُّنْيَا أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ، إِنْ أَضْحَكَتْ قَلِيلًا، أَبْكَتْ كَثِيرًا، وَإِنْ سَرَّتْ يَوْمًا، سَاءَتْ دَهْرًا، وَإِنْ مَتَّعَتْ قَلِيلًا، مَنَعَتْ طَوِيلًا، وَمَا مَلَأَتْ دَارًا خِيرَةً إِلَّا مَلَأَتْهَا عَبْرَةً، وَلَا سَرَّتْهُ بِيَوْمِ سُرُورٍ إِلَّا خَبَّأَتْ لَهُ يَوْمَ شُرُورٍ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-:" لِكُلِّ فَرْحَةٍ تَرْحَةٌ، وما مليء بيت فرحا إلا مليء تَرَحًا"، وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ:" مَا كَانَ ضَحِكٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ مِنْ بَعْدِهِ بُكَاءٌ".
وَقَالَتْ هند بنت النعمان:" لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ مُلْكًا، ثُمَّ لَمْ تَغِبِ الشَّمْسُ حَتَّى رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ أَقَلُّ النَّاسِ، وَأَنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَلَّا يَمْلَأَ دَارًا خِيرَةً إلا ملأها عبرة".
وَسَأَلَهَا رَجُلٌ أَنْ تُحَدِّثَهُ عَنْ أَمْرِهَا، فَقَالَتْ:" أَصْبَحْنَا ذَا صَبَاحٍ، وَمَا فِي الْعَرَبِ أَحَدٌ إِلَّا يَرْجُونَا، ثُمَّ أَمْسَيْنَا وَمَا فِي الْعَرَبِ أَحَدٌ إِلَّا يَرْحَمُنَا".
وَبَكَتْ أُخْتُهَا حرقة بنت النعمان يوما، وهي في عزها، فَقِيلَ لَهَا:" مَا يُبْكِيكِ، لَعَلَّ أَحَدًا آذَاكِ؟". قَالَتْ:" لَا، وَلَكِنْ رَأَيْتُ غَضَارَةً فِي أَهْلِي، وَقَلَّمَا امْتَلَأَتْ دَارٌ سُرُورًا إِلَّا امْتَلَأَتْ حُزْنًا".
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ: دَخَلْتُ عَلَيْهَا يَوْمًا، فَقُلْتُ لَهَا:" كَيْفَ رَأَيْتِ عَبَرَاتِ الْمُلُوكِ؟". فَقَالَتْ:" مَا نَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِمَّا كُنَّا فِيهِ الْأَمْسَ، إِنَّا نَجِدُ فِي الْكُتُبِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَعِيشُونَ فِي خِيرَةٍ إِلَّا سَيُعْقَبُونَ بَعْدَهَا عَبْرَةً، وَأَنَّ الدَّهْرَ لَمْ يَظْهَرْ لِقَوْمٍ بِيَوْمٍ يُحِبُّونَهُ إِلَّا بَطَنَ لَهُمْ بِيَوْمٍ يَكْرَهُونَهُ"، ثُمَّ قَالَتْ:

فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالْأَمْرُ أَمْرُنَا ÷ إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ
فَأُفٍّ لِدُنْيَا لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا ÷ تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّهَا، بَلْ يُضَاعِفُهَا، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ مِنْ تَزَايُدِ الْمَرَضِ.

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ فَوْتَ ثَوَابِ الصَّبْرِ وَالتَّسْلِيمَ، وَهُوَ الصَّلَاةُ وَالرَّحْمَةُ وَالْهِدَايَةُ الَّتِي ضَمِنَهَا اللَّهُ عَلَى الصَّبْرِ، وَالِاسْتِرْجَاعِ أَعْظَمُ مِنَ الْمُصِيبَةِ فِي الْحَقِيقَةِ.

ومن علاجها: أن يعلم أن الجزع يشمت عَدُوَّهُ، وَيَسُوءُ صَدِيقَهُ، وَيُغْضِبُ رَبَّهُ، وَيَسُرُّ شَيْطَانَهُ، وَيُحْبِطُ أَجْرَهُ، وَيُضْعِفُ نَفْسَهُ، وَإِذَا صَبَرَ وَاحْتَسَبَ أَنْضَى شَيْطَانَهُ، وَرَدَّهُ خَاسِئًا، وَأَرْضَى رَبَّهُ، وَسَرَّ صَدِيقَهُ، وَسَاءَ عَدُوَّهُ، وَحَمَلَ عَنْ إِخْوَانِهِ، وَعَزَّاهُمْ هُوَ قَبْلَ أَنْ يُعَزُّوهُ، فَهَذَا هُوَ الثَّبَاتُ وَالْكَمَالُ الْأَعْظَمُ، لَا لَطْمُ الْخُدُودِ، وَشَقُّ الْجُيُوبِ، وَالدُّعَاءُ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، وَالسُّخْطُ عَلَى الْمَقْدُورِ.

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا يُعْقِبُهُ الصَّبْرُ وَالِاحْتِسَابُ مِنَ اللَّذَّةِ وَالْمَسَرَّةِ: أَضْعَافُ مَا كَانَ يَحْصُلُ لَهُ بِبَقَاءِ مَا أُصِيبَ بِهِ لَوْ بَقِيَ عَلَيْهِ، وَيَكْفِيهِ مِنْ ذَلِكَ بَيْتُ الْحَمْدِ الذي يبنى لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَلَى حَمْدِهِ لِرَبِّهِ وَاسْتِرْجَاعِهِ، فَلْيَنْظُرْ: أَيُّ الْمُصِيبَتَيْنِ أَعْظَمُ؟؟؟:
مُصِيبَةُ الْعَاجِلَةِ، أَوْ مُصِيبَةُ فَوَاتِ بَيْتِ الْحَمْدِ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ، وفي الترمذي مَرْفُوعًا:" يَوَدُّ نَاسٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لِمَا يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلَاءِ.
وَقَالَ بعض السلف:" لولا مصائب الدنيا: لوردنا القيامة مَفَالِيسَ".

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يُرَوِّحَ قَلْبَهُ بِرُوحِ رَجَاءِ الْخَلَفِ مِنَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ عِوَضٌ إِلَّا اللَّهَ، فَمَا مِنْهُ عِوَضٌ كَمَا قِيلَ:

مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا ضَيَّعْتَهُ عِوَضٌ ÷ وَمَا مِنَ اللَّهِ إِنْ ضَيَّعْتَهُ عِوَضُ

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ حَظَّهُ مِنَ الْمُصِيبَةِ مَا تُحْدِثُهُ لَهُ، فَمَنْ رَضِيَ، فَلَهُ الرِّضَى، وَمَنْ سَخِطَ، فَلَهُ السُّخْطُ، فَحَظُّكَ مِنْهَا مَا أَحْدَثَتْهُ لَكَ، فَاخْتَرْ:" خَيْرَ الْحُظُوظِ أَوْ شَرَّهَا؟؟؟":
فَإِنْ أَحْدَثَتْ لَهُ سُخْطًا وَكُفْرًا: كُتِبَ فِي دِيوَانِ الْهَالِكِينَ.
وَإِنْ أَحْدَثَتْ لَهُ جَزَعًا وَتَفْرِيطًا فِي تَرْكِ وَاجِبٍ، أَوْ فِعْلِ مُحَرَّمٍ: كُتِبَ فِي دِيوَانِ الْمُفَرِّطِينَ.
وَإِنْ أَحْدَثَتْ لَهُ شِكَايَةً، وَعَدَمَ صَبْرٍ: كُتِبَ فِي دِيوَانِ الْمَغْبُونِينَ.
وَإِنْ أَحْدَثَتْ لَهُ اعْتِرَاضًا عَلَى اللَّهِ، وَقَدْحًا فِي حِكْمَتِهِ: فَقَدْ قَرَعَ بَابَ الزَّنْدَقَةِ أَوْ وَلَجَهُ.
وَإِنْ أَحْدَثَتْ لَهُ صَبْرًا وَثَبَاتًا لِلَّهِ: كُتِبَ فِي دِيوَانِ الصَّابِرِينَ.
وَإِنْ أَحْدَثَتْ لَهُ الرِّضَى عَنِ اللَّهِ: كُتِبَ فِي دِيوَانِ الرَّاضِينَ.
وَإِنْ أَحْدَثَتْ لَهُ الْحَمْدَ وَالشُّكْرَ: كُتِبَ فِي دِيوَانِ الشَّاكِرِينَ، وَكَانَ تَحْتَ لِوَاءِ الْحَمْدِ مَعَ الْحَمَّادِينَ.
وَإِنْ أَحْدَثَتْ لَهُ مَحَبَّةً وَاشْتِيَاقًا إِلَى لِقَاءِ رَبِّهِ: كُتِبَ فِي دِيوَانِ الْمُحِبِّينَ الْمُخْلِصِينَ.
وَفِي «مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ» وَالتِّرْمِذِيِّ، مِنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ يَرْفَعُهُ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمُ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَى، ومن سخط فله السّخط» ، زاد: «وَمَنْ جَزِعَ فَلَهُ الْجَزَعُ».

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ وَإِنْ بَلَغَ فِي الْجَزَعِ غَايَتَهُ، فَآخِرُ أَمْرِهِ إِلَى صَبْرِ الِاضْطِرَارِ، وَهُوَ غَيْرُ مَحْمُودٍ وَلَا مُثَابٍ، قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: " الْعَاقِلُ يفعل في أوّل يَوْمٍ مِنَ الْمُصِيبَةِ مَا يَفْعَلُهُ الْجَاهِلُ بَعْدَ أَيَّامٍ، وَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ صَبْرَ الْكِرَامِ، سَلَا سُلُوَّ الْبَهَائِمِ".
وَفِي:«الصَّحِيحِ» مَرْفُوعًا: «الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى».
وَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ:" إِنَّكَ إِنْ صَبَرْتَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَإِلَّا سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ".

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ أَنْفَعَ الْأَدْوِيَةِ لَهُ: مُوَافَقَةُ رَبِّهِ وَإِلَهِهِ فِيمَا أَحَبَّهُ وَرَضِيَهُ لَهُ، وَأَنَّ خَاصِّيَّةَ الْمَحَبَّةِ وَسِرَّهَا مُوَافَقَةُ الْمَحْبُوبِ، فَمَنِ ادَّعَى مَحَبَّةَ مَحْبُوبٍ، ثُمَّ سَخِطَ مَا يُحِبُّهُ، وَأَحَبَّ مَا يَسْخَطُهُ، فَقَدْ شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِكَذِبِهِ، وَتَمَقَّتَ إِلَى مَحْبُوبِهِ.
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:" إِنَّ اللَّهَ إِذَا قَضَى قَضَاءً، أحب أن يرضى به". وكان عمران ابن حُصَيْنٍ يَقُولُ فِي عِلَّتِهِ:" أَحَبُّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَيْهِ".
وَهَذَا دَوَاءٌ وَعِلَاجٌ لَا يَعْمَلُ إِلَّا مَعَ الْمُحِبِّينَ، وَلَا يُمْكِنُ كُلُّ أَحَدٍ أَنْ يَتَعَالَجَ بِهِ.

وَمِنْ علاجها: أن يوازن بين أعظم اللذتين والمتعتين وَأَدْوَمِهِمَا: لَذَّةِ تَمَتُّعِهِ بِمَا أُصِيبَ بِهِ، وَلَذَّةِ تَمَتُّعِهِ بِثَوَابِ اللَّهِ لَهُ، فَإِنْ ظَهَرَ لَهُ الرُّجْحَانُ، فَآثَرَ الرَّاجِحَ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَى تَوْفِيقِهِ، وَإِنْ آثَرَ الْمَرْجُوحَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مُصِيبَتَهُ فِي عَقْلِهِ وَقَلْبِهِ وَدِينِهِ أَعْظَمُ مِنْ مُصِيبَتِهِ الَّتِي أُصِيبَ بِهَا فِي دُنْيَاهُ.

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ الَّذِي ابْتَلَاهُ بِهَا أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يُرْسِلْ إِلَيْهِ الْبَلَاءَ لِيُهْلِكَهُ بِهِ، وَلَا لِيُعَذِّبَهُ بِهِ، وَلَا لِيَجْتَاحَهُ، وَإِنَّمَا افْتَقَدَهُ بِهِ: لِيَمْتَحِنَ صَبْرَهُ وَرِضَاهُ عَنْهُ وَإِيمَانَهُ، وَلِيَسْمَعَ تَضَرُّعَهُ وَابْتِهَالَهُ، وَلِيَرَاهُ طَرِيحًا بِبَابِهِ، لَائِذًا بِجَنَابِهِ، مَكْسُورَ الْقَلْبِ بَيْنَ يَدَيْهِ، رَافِعًا قَصَصَ الشَّكْوَى إِلَيْهِ.
قَالَ الشيخ عبد القادر:" يَا بُنَيَّ: إِنَّ المصيبة ما جاءت لتهلك، وَإِنَّمَا جَاءَتْ لِتَمْتَحِنَ صَبْرَكَ وَإِيمَانَكَ، يَا بُنَيَّ: الْقَدَرُ سَبُعٌ، وَالسَّبُعُ لَا يَأْكُلُ الْمَيْتَةَ".
وَالْمَقْصُودُ: أَنَّ الْمُصِيبَةَ كِيرُ الْعَبْدِ الَّذِي يُسْبَكُ بِهِ حَاصِلُهُ، فَإِمَّا أَنْ يَخْرُجَ ذَهَبًا أَحْمَرَ، وَإِمَّا أَنْ يَخْرُجَ خَبَثًا كُلُّهُ، كَمَا قِيلَ:

سَبَكْنَاهُ وَنَحْسِبُهُ لُجَيْنًا ÷ فَأَبْدَى الْكِيرُ عَنْ خَبَثِ الْحَدِيدِ

فَإِنْ لَمْ يَنْفَعْهُ هَذَا الْكِيرُ فِي الدُّنْيَا، فَبَيْنَ يَدَيْهِ الْكِيرُ الْأَعْظَمُ، فَإِذَا عَلِمَ الْعَبْدُ أَنَّ إِدْخَالَهُ كِيرَ الدُّنْيَا وَمَسْبَكَهَا خَيْرٌ لَهُ من ذلك الكير والمسبك، وأنه لابد مِنْ أَحَدِ الْكِيرَيْنِ، فَلْيَعْلَمْ قَدْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي الْكِيرِ الْعَاجِلِ.

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ لَوْلَا مِحَنُ الدُّنْيَا وَمَصَائِبُهَا، لَأَصَابَ الْعَبْدَ مِنْ أَدْوَاءِ الْكِبْرِ وَالْعُجْبِ وَالْفَرْعَنَةِ وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ: مَا هُوَ سَبَبُ هَلَاكِهِ عَاجِلًا وَآجِلًا، فَمِنْ رَحْمَةِ أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ: أَنْ يَتَفَقَّدَهُ فِي الْأَحْيَانِ بِأَنْوَاعٍ مِنْ أَدْوِيَةِ الْمَصَائِبِ، تَكُونُ حَمِيَّةً لَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَدْوَاءِ، وَحِفْظًا لِصِحَّةِ عُبُودِيَّتِهِ، وَاسْتِفْرَاغًا لِلْمَوَادِّ الْفَاسِدَةِ الرَّدِيئَةِ الْمُهْلِكَةِ مِنْهُ، فَسُبْحَانَ مَنْ يَرْحَمُ بِبَلَائِهِ، وَيَبْتَلِي بِنَعْمَائِهِ، كَمَا قِيلَ:

قد ينعم الله بِالْبَلْوَى وَإِنْ عَظُمَتْ ÷ وَيَبْتَلِي اللَّهُ بَعْضَ الْقَوْمِ بِالنِّعَمِ

فَلَوْلَا أَنَّهُ- سُبْحَانَهُ- يُدَاوِي عِبَادَهُ بِأَدْوِيَةِ الْمِحَنِ وَالِابْتِلَاءِ: لَطَغَوْا، وَبَغَوْا، وَعَتَوْا، وَاللَّهُ- سُبْحَانَهُ- إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا سَقَاهُ دَوَاءً مِنَ الِابْتِلَاءِ وَالِامْتِحَانِ عَلَى قَدْرِ حَالِهِ: يَسْتَفْرِغُ بِهِ مِنَ الْأَدْوَاءِ الْمُهْلِكَةِ، حَتَّى إِذَا هَذَّبَهُ وَنَقَّاهُ وَصَفَّاهُ، أَهَّلَهُ لِأَشْرَفِ مَرَاتِبِ الدُّنْيَا، وَهِيَ :"عُبُودِيَّتُهُ"، وَأَرْفَعِ ثَوَابِ الْآخِرَةِ، وَهُوَ:" رُؤْيَتُهُ وَقُرْبُهُ".

وَمِنْ عِلَاجِهَا: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَرَارَةَ الدُّنْيَا هِيَ بِعَيْنِهَا حَلَاوَةُ الْآخِرَةِ، يَقْلِبُهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ كَذَلِكَ، وَحَلَاوَةَ الدُّنْيَا بِعَيْنِهَا مَرَارَةُ الْآخِرَةِ، وَلَأَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ مَرَارَةٍ مُنْقَطِعَةٍ إِلَى حَلَاوَةٍ دَائِمَةٍ: خَيْرٌ لَهُ مِنْ عَكْسِ ذَلِكَ، فَإِنْ خَفِيَ عَلَيْكَ هَذَا، فَانْظُرْ إِلَى قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ» » .
وَفِي هَذَا الْمَقَامِ تَفَاوَتَتْ عُقُولُ الْخَلَائِقِ، وَظَهَرَتْ حَقَائِقُ الرِّجَالِ، فَأَكْثَرُهُمْ آثَرَ الْحَلَاوَةَ الْمُنْقَطِعَةَ عَلَى الْحَلَاوَةِ الدَّائِمَةِ الَّتِي لَا تَزُولُ، وَلَمْ يَحْتَمِلْ مَرَارَةَ سَاعَةٍ لِحَلَاوَةِ الْأَبَدِ، وَلَا ذُلَّ سَاعَةٍ لِعِزِّ الْأَبَدِ، وَلَا مِحْنَةَ سَاعَةٍ لِعَافِيَةِ الْأَبَدِ، فَإِنَّ الْحَاضِرَ عِنْدَهُ شَهَادَةٌ، وَالْمُنْتَظَرَ غَيْبٌ، وَالْإِيمَانَ ضَعِيفٌ، وَسُلْطَانُ الشَّهْوَةِ حَاكِمٌ، فَتَوَلَّدَ مِنْ ذَلِكَ إِيثَارُ الْعَاجِلَةِ، وَرَفْضُ الْآخِرَةِ، وَهَذَا حَالُ النَّظَرِ الْوَاقِعِ عَلَى ظواهر الأمور، وَأَوَائِلِهَا وَمَبَادِئِهَا، وَأَمَّا النَّظَرُ الثَّاقِبُ الَّذِي يَخْرِقُ حُجُبَ الْعَاجِلَةِ، وَيُجَاوِزُهُ إِلَى الْعَوَاقِبِ وَالْغَايَاتِ، فَلَهُ شَأْنٌ آخَرُ.
فَادْعُ نَفْسَكَ إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ وَأَهْلِ طَاعَتِهِ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ، وَالسَّعَادَةِ الْأَبَدِيَّةِ، وَالْفَوْزِ الْأَكْبَرِ، وَمَا أَعَدَّ لِأَهْلِ الْبِطَالَةِ وَالْإِضَاعَةِ مِنَ الْخِزْيِ وَالْعِقَابِ وَالْحَسَرَاتِ الدَّائِمَةِ، ثُمَّ اخْتَرْ أَيُّ الْقِسْمَيْنِ أَلْيَقُ بِكَ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ، وَكُلُّ أَحَدٍ يَصْبُو إِلَى مَا يُنَاسِبُهُ، وَمَا هُوَ الْأَوْلَى بِهِ، وَلَا تَسْتَطِلْ هَذَا الْعِلَاجَ، فَشِدَّةُ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ مِنَ الطَّبِيبِ وَالْعَلِيلِ: دَعَتْ إِلَى بَسْطِهِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ".انتهى كلام:" ابن قيم الجوزية" رحمه الله تعالى.

نسأل الله أن يرزقنا: علما نافعا، وقلبا خاشعا، وعينا دامعة، ولسانا ذاكرا، ونفسا بقضائه راضية: شاكرة عند النعم، صابرة عند المحن.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
  • تاريخ التسجيل : 16-02-2013
  • المشاركات : 13,118

  • وسام اول نوفمبر جنان الشروق المرتبة الثالثة 

  • معدل تقييم المستوى :

    27

  • اماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the roughاماني أريس is a jewel in the rough
الصورة الرمزية اماني أريس
اماني أريس
مشرفة شرفية
رد: هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
24-06-2014, 04:41 PM
موضوع راق جدا ورسالته سامية فبارك الله فيك بالتوفيق لكل مجتهد
[SIGPIC][/SIGPIC]
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
abchir
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 19-02-2014
  • المشاركات : 1,075
  • معدل تقييم المستوى :

    12

  • abchir is on a distinguished road
abchir
عضو متميز
رد: هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
24-06-2014, 06:36 PM
نقل جميل ونافع لكلام ثمين في وقت حساس .
فالكلام عن النجاح و الرسوب يطول وهو ذو شجون فالناجحون يذكرون بوجوب شكر النعمة و ضدهم يُنبهون أن الفشل يوَلِد النجاح و يُستخلص منه الدروس...
عندما سأل أحد الصحفيين توماس أديسون عن شعوره حيال 25ألف محاولة فاشلة قبل النجاح في اختراع بطارية تخزين بسيطة، أجاب، "لست أفهم لم تسميها محاولات فاشلة؟ أنا أعرف الآن 25ألف طريقة لا يمكنك بها صنع بطارية، ماذا تعرف أنت؟"
فلينتبه إخواننا لذلك فلا يظننّ أحدهم أن هذا الفشل دليل على ضعفهم ويتحول لديهم الى احساس بالندم وعدم الثقة بالنفس،حتى قال أحد الحكماء :
لا يعتبر تفادي الفشل فكرة افضل من التعرض له بالفعل . فالفشل احساس يجب ان يشعر به اكثر الناس شجاعة وحذرا. ليس عليك ان تتجنب الفشل وانما عليك معانقته بكل حب حتى تستطيع ان تحوله لنجاحك انت..!

وهذا الكلام ينطبق أيضا على إخواننا الناجحين، فكم من ناجح لم تُعطى له رغبته وتخصصه الذي أحبه فعدّ ذلك عددم نجاح لهذا تقول الحكمة البليغة : “سِرْ خلف حلمك مع رغبةٍ جادةٍ وعزمٍ وتصميم، فإما أن تنجح، وإما أن تتعلم وتكبر”.
ولنا في غزوة الحديبية أحسن مثال،وذالك أن الرسول عليه الصلاة والسلام أعطى لكفار قريش من المزايا ووافق ـ صلى الله عليه وسلم ـ على شروط بدت للبعض أن فيها إجحافا وذلاً للمسلمين، ومنهم عمر ـ رضي الله عنه ـ الذي قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلى، فقال: فَلِمَ نعط الدنية في ديننا إذاً ؟ ) ( البخاري ) .
لكن ظهر بعد ذلك نفع ما ظنه كبار الصحابة عليهم الرضوان فشلا "فصلح الحديبية كان بابا ومفتاحا لفتح مكة . ولئن لم ينتبه المسلمون لهذا في حينه، فذلك لأن المستقبل غائب عنهم، فقد اختلط المسلمون بالكفار ـ بعد عقد الصلح ـ وهم في أمان، ودعوهم إلى الله، وأسمعوهم القرآن، ولم يُكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه، ودخل في سنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك بل أكثر .. فقد خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الحديبية في ألف وأربعمائة، ثم خرج عام فتح مكة بعد عامين في عشرة آلاف، وهذا ما بشر به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه أثناء رجوعه إلى المدينة بعد عقد المعاهدة والصلح، حينما قال: ( أنزلت عليَّ الليلة سورة لهي أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس. ثم قرأ: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً } (الفتح:1) ) .

قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: " إنكم تعدون الفتح فتح مكة، ونحن نعد الفتح صلح الحديبية " .

تذكر دائماً..

أن الشتاء هو بداية الصيف..
وأن الظلام هو بداية النور..
وأن الأمل هو بداية النجاح..

أعتذر قد لا يكون هذا مكان هذا الرد بل ربما في قسم التنمية ولكن أردت أن يكون متصلا بموضوعك فمعذرة.......أبشـــر.
يامن عدى ثم اعتدى ثم اقترف**** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشِر بقول الله في تنزيله**** ان ينتهو يغفر لهم ماقد سلف
التعديل الأخير تم بواسطة abchir ; 24-06-2014 الساعة 06:40 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 04-09-2012
  • المشاركات : 4,418
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • مُسلِمة has a spectacular aura aboutمُسلِمة has a spectacular aura about
الصورة الرمزية مُسلِمة
مُسلِمة
شروقي
رد: هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
24-06-2014, 08:11 PM
السلام عليكم
بارك الله فيكم أستاذي الكريم
حقيقة نعاني من خلل في تقبلنا للمصيبة و البلاء بشكل عام بسبب عدم إدراكنا لتلك الرسالة التي يحملها ذلك اليلاء أو تلك المصيبة و إذا أدركناها يحول ضعف إيماننا و قلة معرفتنا بالله عز وجل للتسليم بها و الصبر و الإحتساب
فكل شيء من عند الله وسيعود إليه ونحن كذلك
فما أجمل أن تعود تلك الإبتلاءات حاملة صبرنا الجميل
وفق الله طلبتنا للنجاح و فرج عن كل مهموم و مغموم و مكروب عاجلا غير اجلا
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
26-06-2014, 06:44 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

بارك الله فيك أخي:" أبشر": صدقت وبررت في وصفك لكلام العلامة الفهامة:" ابن قيم الجوزية" رحمه الله بأنه:" كلام نافع ثمين في وقت حساس"، ف:" المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد: إذا اشتكى منه عضو: تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" كما ورد في الحديث.
لا داعي للاعتذار أخي، لأن إضافتك كانت قيمة متميزة، ومن صميم الموضوع، وطرق إبانة الحق قد تختلف صورها، لكن حقيقتها وهدفها واحد. بوركت وبورك قلمك.

الأخت:" مسلمة": بارك الله فيك على جميل إضافتك، فقد وضعت أصبعك على مكمن الخلل فينا حين قلت:{ حقيقة نعاني من خلل في تقبلنا للمصيبة و البلاء بشكل عام: بسبب عدم إدراكنا لتلك الرسالة التي يحملها ذلك البلاء أو تلك المصيبة، و إذا أدركناها: يحول ضعف إيماننا، و قلة معرفتنا بالله عز وجل للتسليم بها، و الصبر و الاحتساب}.
وعطفا على قولك، أقول:" كم من نقمة: تضمنت نعمة؟؟؟"، ويكفينا هنا قول:" الودود الكريم، الرؤوف الرحيم" في المصيبة التي حلت ببيت الرسول عليه الصلاة والسلام لما اتهمت زوجته:" الطاهرة المطهرة من فوق سبع سموات: أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها" في عرضها، فقد قال الله تعالى عن تلك المصيبة العظيمة مخاطبا:" أشرف المرسلين، وصحبه الطاهرين، وكل المؤمنين إلى يوم الدين":[ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ]، ففي الآية:" تسلية للنبي صلى الله عليه وسلّم ولأصحابه المؤمنين الصادقين، عما أصابهم من هم وغم بسبب هذا الحديث: البالغ نهاية دركات الكذب والقبح.
أى: لا تظنوا- أيها المؤمنون- أن:" حديث الإفك" هذا هو:" شر لكم، بل هو خير لكم": لأنه كشف عن قوى الإيمان من ضعيفه، كما فضح حقيقة المنافقين، وأظهر ما يضمرونه من سوء للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولأهل بيته وللمؤمنين، كما أنكم قد نلتم بصبركم عليه وتكذيبكم له: أرفع الدرجات عند الله تعالى".
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
28-06-2014, 03:36 PM
يرتقب صدور نتائج امتحانات:" شهادة التعليم المتوسط" اليوم، و بالمناسبة:نهنئ الناجحين، ونذكرهم بوجوب شكر الله تعالى على نعمته، وذلك بحسن طاعته، قال أحد السلف الصالح:" ما أحدث الله لي نعمة إلا أحدثت له طاعة".
أما الراسبون، فنذكرهم بما ورد في أصل المقال، ونزيد عليه اليوم حديث:" عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابه ما يحب: حمد الله وكان له خير،وإن أصابه ما يكره فصبر: كان له خير، وليس كل أحد أمره كله خير إلا المؤمن".(السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني رحمه الله:حديث رقم:147).

فالصبر على المصيبة: يحول النقمة إلى نعمة، والخير فيما اختاره الله جل وعلا.
تقبلوا تحيتي.
ثنميرت.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
02-07-2014, 04:21 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

صدق حدسي، وتمنيت لو لم يصدق حين قلت في أصل مقالي ما يأتي:
" وفضلت أن تكون هذه الذكرى:" موعظة استباقية"، لأننا للأسف: سمعنا سابقا عن حالات انتحار كثيرة حتى في صفوف تلاميذ:" القسم المتوسط؟؟؟"، وذلك بسبب الضغط الهائل الممارس عليهم من محيطهم العائلي، أو المدرسي مع قلة:" الزاد الإيماني" لدى أكثرهم.
ولا شك بأن الرسوب في شهادة:" الباكالوريا"، أو:" التعليم المتوسط": يشكل صدمة نفسية لدى الكثيرين مما قد يترتب على ذلك: بعض ردود أفعال لا تحمد عقباها، وذلك إذا ترك الراسب:" نهبة" لوساوس النفس والشيطان؟؟؟". انتهى كلامي السابق.

لقد طالعتنا جريدة:" الشروق اليومي" ليوم أمس عدد:(4423) بخبر:" محاولة انتحار تلميذة بقصر الشلالة"، وذلك ب:" طعنها لبطنها بخنجر"، والسبب:" رسوبها في شهادة التعليم المتوسط؟".
أسأل الله أن لا تتعدد مثل هذه الحوادث مع تتابع صدور النتائج، ومنها: نتائج شهادة:" الباكالوريا".
وأغتنمها فرصة، لأوجه نداء لكل الأساتذة بأن يهيؤوا تلاميذهم وتلميذاتهم إيمانيا طيلة السنة الدراسية، وأن يفهموهم بأن:" الفشل في الدراسة: لا يعني الفشل في الحياة"، وأن الله تعالى لا يقضي لعبده المؤمن إلا الخير بشرط:" الشكر عند النعمة، والصبر عند النقمة".
وختاما: نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن: يحفظ أبناءنا وبناتنا من كل مكروه، وآخر دعائنا أن الحمد لله رب العالمين.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عبد المنتقم
عبد المنتقم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 19-10-2009
  • الدولة : عاصمة الونشريس
  • المشاركات : 7,042
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • عبد المنتقم will become famous soon enoughعبد المنتقم will become famous soon enough
الصورة الرمزية عبد المنتقم
عبد المنتقم
شروقي
رد: هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
22-08-2014, 06:04 PM
بارك الله فيك اخي الامازيغي على هذه المباردة
و الفسحة ذاك الكلام الهادف التي فتحتها لنا
كم نحن بحاجة الى مجممع واعي يعالج المواضيع
و الامور السلبية المنتشرة بكثافة من حولنا
عوض ان يجد الطالب الراسب جو يساعده على نسيان الخيبة اصبح يجد
جو معكر و نظرات حاقدة و مجتمع لا يرحم صراحة

جميعنا مسؤولون عن هؤلاء الشباب الغير واعين
المغفور لهم ان شاء الله
راقني طرحك و موضوعك اخي
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: هام: رسالة للراسبين والمصابين والمهمومين والمغمومين لمسابقة القلم الشروقي
23-08-2014, 05:30 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

وفيك بارك الله:" أسير الحياة".
صدقت وبررت: بالفعل، نحن جميعا محتاجون إلى أن تتضافر جهودنا لمعالجة الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، فالمسؤولية مشتركة، والهم واحد،و مصيرنا مرتبط بعضه ببعض.
أعتقد بأن:" الاستعانة بالله تعالى، والإخلاص له، والصدق معه، وبذل الأسباب الشرعية": كل ذلك سيذلل كثيرا من العقبات، ويفتح لنا طريقا ثابتا مستقيما في مسيرة الإصلاح بمفهومه الشامل.
وفقنا الله جميعا لخدمة دينه على الوجه الذي يرضاه عنا.
جزاك الله خيرا على كريم مرورك، وجميل تعليقك.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:12 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى