أتباع "فركوس" يمنعون جمع الزكاة نقدا في المساجد!
09-07-2015, 11:48 PM

بلقاسم حوام
صحافي ورئيس قسم المجتمع بجريدة الشروق اليومي
مباشرة بعد إعلان وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن قيمة زكاة الفطر ومطالبة الأئمة بجمعها نقدا بما يحقق مصلحة الناس، سارع الأئمة المحسوبون على التيار السلفي إلى تعليق منشورات في المساجد يطالبون فيها الناس بإخراج الزكاة قوتا. وذلك بعدما جدد الشيخ فركوس نشر فتواه في موقعه يوجب فيها إخراج الزكاة طعاما بما يوافق حسبه المذهب المالكي الذي يمثل مرجعية الجزائريين.
لجأ الأئمة والمصلون المحسوبون على التيار السلفي إلى تعليق منشورات في المساجد تطالب الناس بإخراج زكاة الفطر قوتا، مستندين على فتوى الشيخ فركوس التي قال فيها ".. أمَّا إخراجُ زكاةِ الفطر بالقيمة فقَدْ مَنَعَ مِنْ ذلك الجمهورُ [المالكيةُ والشافعيةُ والحنابلةُ، ولم يُجِزْ عامَّةُ الفُقَهاءِ إخراجَ القيمةِ وأجازَهُ أبو حنيفة" ويُفضِّلُ الحنفيةُ إخراجَ القيمةِ مِنَ النقود في زكاة الفطر على إخراجِ العين(٦١)، وعلَّلوا ذلك بأنَّ المقصود مِنْ أداءِ زكاة الفطر إغناء الفقيرِ الذي يَتحقَّقُ غِناهُ بالعين أو بالقيمة، وأنَّ سَدَّ الخَلَّةِ بأداءِ القيمة أَنْفَعُ للفقير وأَيْسَرُ له لدَفْعِ حاجته.

أمَّا مذهبُ الجمهور فقَدْ علَّلوا مَنْعَ إخراجِ القيمة في زكاة الفطر بورودِ النصِّ في الطعام دون التعرُّض للقيمة، فلو جازَتْ لَبيَّنَها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، مع أنَّ التعامل بالنقود كان قائمًا والحاجة تدعو إليها، والمعلومُ ـ تقعيدًا ـ أنَّ تَأْخِيرَ البَيَانِ عَنْ وَقْتِ الحَاجَةِ لَا يَجُوزُ، فضلًا عن أنَّ القيمةَ في حقوقِ الناسِ يَلْزَمُها التراضي، والزكاةُ ليس لها مالكٌ مُعيَّنٌ حتَّى يتمَّ التراضي معه أو إبراؤُه.."

هذه الفتوى التي تتجدد كل عام تتسبب في فتوى في المساجد بين الأئمة واللجان الدينية والمصلين، حيث يعمل كل طرف على إقناع الطرف الآخر بالصيغة الأنسب لجمع الزكاة، وهذا ما يحول المساجد إلى حلبة صراع.



مسدور: من يطالب بإخراج الزكاة قوتا لا يعرف طبيعة المجتمع

أكد الدكتور فارس مسدور، إمام بمسجد البليدة، أنه من غير المعقول أن نحمل الناس على دفع زكاتهم قوتا، في وقت يعرف الفقر انتشارا متزايدا في الجزائر العميقة. وأضاف أن المسجد الذي يؤمه جمع أكبر قيمة من زكاة الفطر العام الماضي بما يقدر بـ270 مليون سنتيم مقابل 02 كغ من الدقيق دفعها مصلّ محسوب على التيار السلفي. وأضاف مسدور أن وزارة الشؤون الدينية أوصت الأئمة بإخراج الزكاة مالا بما يحقق مصلحة الجميع، غير أن بعض الأئمة المحسوبين على التيار السلفي الذين يكثرون بحسب مسدور في العاصمة، عارضوا الوزارة وحملوا الناس على إخراج زكاتهم قوتا.



بوسنة: القضية فيها خلاف بين العلماء والأفضل دفع الزكاة نقدا

ومن جهته بيّن مفتي جمعية العلماء المسلمين، الشيخ كمال أبو سنة، أن إخراج القيمة في زكاة الفطر اختلف فيه العلماء على قولين، الأول عدم الجواز، قال به الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد، وقال به الظاهرية أيضا...

والثاني: يجوز إخراج القيمة نقودا في زكاة الفطر، قال به الإمام أبو حنيفة وأصحابه وسفيان الثوري والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز. ولعل هذا القول هو الذي يحقق مصلحة المساكين في زماننا هذا في الغالب الأعم، فإن سد حاجة المسكين تتحقق بالنقود أكثر لأن نفعها أكثر من نفع القمح أو الأرز أو ما إلى ذلك، إذ يستطيع المسكين بالمال أن يقضي حاجاته وحاجات أسرته، فالخلاف في هذه المسألة قديم جدا وفي الأمر سعة إن شاء الله ويجب ألا نضيق على الناس. والله أعلم.