600 ألف من "الأقدام السوداء" متمسكون بحقهم في الجنسية وجواز السفر الجزائريين!
01-11-2015, 05:19 PM
حسان حويشة
صحافي بجريدة الشروق اليومي، متابع للشؤون الإقتصادية والوطنية
استغرب المحامي ورئيس جمعية حماية المقابر الفرنسية بالجزائر، جاك كافانا، معارضة الأسرة الثورية لزيارة وفد الأقدام السوداء إلى الجزائر في إطار العيد المسيحي الكاثوليكي "لوتوسان"، مشيرا إلى أن الوفد يأتي بشكل منتظم منذ 7 سنوات على الأقل بهدف ديني ولا مجال لجعله سياسيا، مؤكدا أن الأقدام السوداء ينتظرون قرارا من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتمكينهم من الجنسية وجواز السفر، حتى لا تكون زيارتهم لبلدهم الذين ولدوا فيه بتأشيرة.
وقال جاك كافانا لـ "الشروق" أن وفد الأقدام السوداء قد حل بالجزائر وسيكون له حفل اليوم يوضع خلاله إكليل من الزهور بالمقبرة الفرنسية بسانت أوجان بالعاصمة، وأكد أن الوفد دخل إلى الجزائر من دون أي مضايقات أو صعوبات.
وكشف محدثنا أن أكثر من 60 بالمائة من الأقدام السوداء يرغبون في الحصول على الجنسية الجزائرية والتمتع بجواز السفر الجزائري "وهذا ارتباط بالبلد الذي ولدوا فيه وكما يقول المغني أنريكو ماسياس من غير المعقول أن تطلب فيزا لزيارة بلدك"!
وقدر كافانا عدد الأقدام السوداء الذين يرغبون في الجنسية وجواز السفر الجزائريين بنحو 600 ألف شخص، مشيرا إلى أن الذين غادروا الجزائر في 1962 ومازالوا حاليا على قيد الحياة يقدر بنحو مليون شخص، 60 بالمائة منهم أي 600 ألف يريدون الحصول على الجنسية وجواز السفر.
وعلل المتحدث قوله حتى في الطرف الآخر أي الجزائريين يقومون سنويا بطلب الجنسية الفرنسية وقال "أنا بحكم مهنتي وهي المحاماة استقبل سنويا ما يفوق 120 ملف طلب لحصول الجزائريين على الجنسية الفرنسية".
وبخصوص الملف الذي قدم لوزارة العدل الجزائرية أوضح كافانا أن "السلطات الجزائرية تسلمته منذ 3 سنوات لكن منذ ذلك التاريخ لم نتلق أي رد أو إجابة على الملف".
ويعتقد صاحب المبادرة أن الرد على طلب الأقدام السوداء يتطلب قرارا من الرئيس بوتفليقة وقال "برأيي القانون الجزائري يمنع حصولنا على ما طلبنا لكن قرار من رئيس الجمهورية من شأنه أن يمنحنا ما نصبو إليه".
وبخصوص تجريم الاستعمار وموقف الأقدام السوداء منه، أوضح محدثنا أن القضية تاريخية ومشكل تاريخي بالأساس يعود للمؤرخين وحدهم، مشيرا إلى انه من جهته ينظر إلى المستقبل وكيف نحرز تقدما نحو الأفضل وقال "التاريخ لا يمكن إعادة صياغته وصناعته"، وتابع "الآلام توجد على مستوى كل طرف ولا يمكن أبدا القضاء على عليها عند أي طرف كذلك أنا لا أمري جرا لأي طرف كان والنقاش حاليا يجب أن يبقى للمؤرخين".
وعبر كافانا عن اندهاشه من در الأسرة الثورية ومعارضتها لزيارة وفد الأقدام السوداء، مشيرا إلى أن الزيارة كانت دينية دوما ولا مجال لمنحها طابعا سياسيا. ويروي المتحدث كيف تم إنشاء جمعية حماية المقابر الفرنسية بالجزائر، الذي كان عام 2000 في مأدبة غذاء بقنصلية الجزائري بمدينة مونبولييه الفرنسية، حيث كان القنصل حينها علي سعد، حيث تم طرح القضية بوجود مسؤول الجالية الجزائرية بالخارج يدعى السيد زياري وتم الحديث بشأن الجمعية، مؤكدا أن مسؤول الجالية بالخارجية الجزائرية قال له بالحرف الواحد "هذه جمعية وسنساعدك"، وبناء على ذلك تم إنشاء الجمعية.
وتابع جاك كافانا قائلا بعدها الجمعية نظمت أول زيارة إلى الجزائر في عام 2001، وتم استقبالنا من طرف مسؤول الجماعات المحلية بوزارة الداخلية آنذاك دحو ولد قابلية والجمعية من وقتها دأبت على تنظيم زيارات كل سنة إلى الجزائر، ولم تكن أي معارضة لزياراتها.
وجدد رئيس جمعية حماية المقابر الفرنسية بالجزائر رفضه ورفض الجمعية التام لمسعى السلطات الفرنسية لتجميع المقابر الفرنسية بالجزائر بالتنسيق مع نظيرتها الجزائرية، وقال وزارة الخارجية الفرنسية لم تستشر عائلات الموتى المدفونين في المقابر التي تريد تجميعها.
