عروس البحر
12-09-2018, 07:01 PM
على غير العادة،وصل عبد العالي مبكرا الى مكانه المعتاد حديقة عروس البحر-سميت تيمنا بتمثال امرأة يتوسط الحديقة- فهو على موعد مهم مع صاحب دار نشر مرموقة ..كان صديق ابيه منذ ايام الطفولة ولما سمع منه بأن ابنه كاتب روايات ابى الا أن يعرض عليه النشر معه فهو اولى به من غيره..
جلس على كرسي خشبي عند احدى الزوايا و اخذ يمتع ناظريه الى تحفته الفنية *عروس البحر* نادلة في المطعم المجاور كانت نجمة النجوم.. تفيض بالحيوية و النشاط و المرح..كانت عصفورا نادرا يغرد خارج السرب ،حلق عبد العالي معه بعيدا في سماء الهوى..

و اخيرا ها قد اتى صاحب دار النشر..
-اهلا بك يا ابني،كيف حال ابيك؟
بخير و الحمد لله
- اسمع لا اريد ان اطيل عليك اريد فقط عرضا سريعا لروايتك قبل عرضها على لجنة القراءة حتى تقوم بتعديلها أن اقتضت الامور..حسنا ابدا انا في الاستماع..

ماذا عساي أن اقول و من اين ابدا يا سيدي فروايتي بدات للتو و لم تكتمل بعد و انا متشوق جدا الى معرفة اطوارها..هل تعلم..بكل صدق انا لا اكاد اصدق ان ذلك الدر المكنون يعيش تحت سماءنا الكئيبة و يتنفس هواءنا الملوث و يستمع لاحاديثنا الفظة بل و رغم ذلك يبتسم في وجهك بكل شموخ و يتحدى جراح الحياة القاسية..

-توقف..توقف هنا من فضلك..نعم..نعم..يا ابني قبلت عملك قبل أن تكمل فاسلوبك قد اثار اعجابي انه لامر جميل ان يهتم شاب مثلك بالثقافة و يصف هذا التمثال الشامخ بكل الجمال انها أسطورة و قد اعادتها روايتك البديعة الى الحياة..

سيدي انت مخطىء فانا لا اقصد امرأة التمثال بل نادلة المطعم؟!
تهجم وجه الرجل و لم ينبس ببنت شفة و انطلق مسرعا يطوي جحافل الرجال طيا..لم يلتفت وراءه حتى..