بعد "البي بي سي".. "فرانس فوتبال" تنبش في فساد الرياضة بالجزائر:
24-10-2018, 05:09 AM





دقت، الثلاثاء، مجلة “فرانس فوتبال” الفرنسية الشهيرة آخر مسمار في “نعش” كرة القدم الجزائرية، بعد أن أعدت تقريرا خطيرا يتحدث عن الفساد في كرة القدم الجزائرية ومسألة ترتيب المباريات، في ثاني “تدويل” لمشاكل الجلد المنفوخ “الجزائري” بعد الأول الذي كانت وراءه شبكة “البي بي سي”، ما حول الكرة الجزائرية “المنحرفة” إلى حديث عالمي بخصوص الممارسات المافيوية وقضايا الفساد المسكوت عنها محليا، في سبيل النجاح الكروي المفروش بأموال الرشوة والدوس على كل القوانين والأخلاق والمبادئ والأعراف وحتى “الفطرة الكروية” التي تستند على مبدأ التفوق والفوز للأفضل لا لمن يدفع أكثر.
وصدم تقرير “فرانس فوتبال” الجزائريين والعالم مرة أخرى بعد أن تحدث عن الطرق “الخبيثة” والممارسات الشيطانية للفاعلين في كرة القدم الجزائرية من أجل ترتيب المباريات والبيع والشراء دون حسيب أو رقيب، كاشفة عن أرقام فلكية مقابل الحصول على الفوز وضربات الجزاء، والتي تتغير قيمتها بناء على الزمان والمكان، أي إن حسب مرحلتي الذهاب والإياب أو داخل وخارج الديار، فالنقاط الثلاث خارج الديار يمكن أن يصل سعرها “المقنن” إلى مليار و200 مليون سنتيم، أما ضربة الجزاء خارجا فتبلغ قيمتها ما بين 147 و300 مليون سنتيم حسب أهمية المباراة، في حين أن قيمة التعادل لا تقل عن 300 مليون سنتيم، وهي الأرقام التي قالت “فرانس فوتبال”، استنادا إلى مصدرها الجزائري المدعو “خالد” والضالع في “هندسة” ترتيب المباريات، كانت سببا في ثراء عدة مسؤولين وفاعلين ووسطاء في كرة القدم الجزائرية، مستشهدة بمثال حكم جزائري سابق كان يشتغل كممرض، لكنه اكتسب ثروة طائلة، حسبها، وامتلك عقارات داخل وخارج الجزائر تتجاوز مداخيله المالية كـ”فرملي” وتقارب ممتلكات “الأباطرة” ورجال الأعمال، ما يبرز مدى الفساد المستشري في جسد كرة القدم الجزائرية، والذي “تتشابك” أضلاعه من لاعبين ومدربين ورؤساء أندية وحكام ووسطاء وحتى أنصار أندية، الذي يتدخلون في هذه المعادلة بلغة “التهديد” بالموت لمن يرفض الدخول في صفقات بيع وشراء بعض المباريات، والتي يسيطر عليها وسطاء “مجهولون” للعامة ومعروفون في الوسط الكروي، مهمتهم “عقد الصفقات” بين رؤساء الأندية والحكام.
ويأتي التقرير الثاني الآتي من “خارج الجزائر” والفاضح لممارسات الفساد في كرة القدم الجزائرية، في وقت التزمت فيه الهيئات الكروية والرياضية الرسمية في الجزائر، على غرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة الصمت بخصوص هذا الملف، لا سيما أن زطشي والوزير محمد حطاب “شككا” سابقا في المعلومات التي حملها التقرير السابق لـ”البي بي سي” ووصفوه بـ”الغامض” وغير المتضمن لمعلومات دقيقة، في وقت كانت تحركت فيه السلطات البلجيكية مؤخرا إثر مقال صحفي يتحدث عن فساد في كرة القدم البلجيكية، وأطلقت تحقيقا استمر لعام كامل أسقطت به عدة رؤوس في كرة القدم البلجيكية متهمة بالفساد وترتيب نتائج المباريات.