أيها المواطن السعودي .. ارفع رأسك فأنت فِي بلاد الحرمين أطهر بقعتين، وخير مدينتي
25-09-2007, 10:18 PM
أيها المواطن السعودي .. ارفع رأسك فأنت فِي بلاد الحرمين أطهر بقعتين، وخير مدينتين
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
فَقَدْ كثرت المواضيع المتعلقة بِمَا يجده بَعْضُ أفراد الشعب مِنَ الفقر أَوْ الحاجة، واتخذها بَعْضُ ضعاف النفوس وسيلة للنيل مِنْ حكومة المَمْلَكَة العربية السعودية حرسها الله..
وَلَم أكتب مقالي هَذَا لأكيل المدح لهذه البلاد مَعَ استحقاقها لَهُ، وَذَلِكَ لأني كتبت مقالات تذكر المُسْلِمِينَ بحقوق هَذِهِ البلاد وسأذكر بَعْضَ تِلْكَ المقالات فِي آخر هَذَا الموضوع ..
ولكني أحببت أن أُذَكِّرَ المواطن السعودي والشعب السعودي ببعض النقاط:
أولاً: إن الفقر والغنى بيد الله جل وعلا، وهو سبحانه قد قدر على عباده كل ذلك، بل كتبه في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة..
وحث الله عباده على تقواه ، والتوكل عليه بتعلق القلب به سبحانه وتعالى فقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت ؛ لأدركه رزقه كما يدركه الموت)) ..
= = = == = = = = = = = = =
ثانياً: مع صدق الالتجاء إلى الله، وتعلق القلب بالله جل وعلا فقد أمر الله عباده بأمور منها:
1- أن يجعل المؤمن همه الآخرة ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له.
ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ))..
2- أن يقنع بما رزقه الله، ويشكر الله على نعمته وإن رآها الناس قليلة، فبالشكر تزيد النعم، وبالكفر تزول النعم، وتزيد الغموم والهموم ( 1 ) ..
قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه ؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها))
3- الغنى غنى القلب وليس بكثرة المال والمتاع..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس الغنى عن ظهر إنما الغنى غنى النفس.
وإذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه، وتقاه في قلبه.
وإذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه)) .
4- الحث على بذل الأسباب في طلب الرزق ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفتح الإنسان على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.
يأخذ الرجل حبله فيعمد إلى الجبل فيحتطب على ظهره فيأكل به خير له من أن يسأل الناس معطى أو ممنوعاً)) .
= = = == = = = = = = = = =
ثالثاً: اعلموا رحمكم الله أن ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره ..
وإن من أقبح سبه عمد بعض الناس لتشويه صورته، والقدح في نيته، وأنه لا يفي بوعده إلا ربما بعد سنوات طوال!!
قال أبو الدرداء -رضي الله عنه- : "إياكم ولعن الولاة ، فإنَّ لعنهم الحالقة ، وبغضهم العاقرة" قيل: يا أبا الدرداء ، فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال: "اصبروا ، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت"
وقال أبو إسحاق السبيعي -رحمَهُ اللهُ- : "ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره" .
وقال أبو مجلز لاحق بن حميد -رحمَهُ اللهُ- : " سب الإمام الحالقة ، لا أقول حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين".
وقال أبو إدريس الخولاني -رحمَهُ اللهُ- : "إياكم والطعن على الأئمة، فإنَّ الطعن عليهم هي الحالقة، حالقة الدين ليس حالقة الشعر، ألا إنَّ الطاعنين هم الخائبون وشرار الأشرار" .
= = = == = = = = = = = = =
رابعاً: لماذا لم يسأل أحد الكتاب والمعلقين أين أهل الخير والزكاة من أبناء المليارات من أبناء الشعب؟
سمعت بعض الدعاة يقول: إن أحد الأغنياء زكاة ماله ثلاثون مليوناً، فأراد سكرتيره أن يثنيه عن إخراج الزكاة والاستفادة من المبلغ في تنمية التجارة فلم يضعف ذلك التاجر بل زاد الزكاة فأصبحت خمسين مليوناً ..
وقال ذلك الداعية : فوضعت من تلك الأموال لمحاربة التنصير في إفريقية!
ففي هذه القصة التي سمعتها قبل أكثر من خمسة عشر عاماً أقول: كم بلغت زكاة ذلك التاجر الآن؟
ولماذا تصرف الزكاة في الخارج وقومه في الداخل محتاجون؟!
والذي يزكي بخمسين مليوناً بإمكانه بسهولة أن يخرج خمسين أخرى لأجل الدعوة إلى الله في الخارج..
وهذه من مشكلات بَعْضِ الأغنياء في المملكة وكذا من يتصرف في زكوات أولئك الأغنياء ..
حتى الهدي والأضاحي تجد همة كثيرين منصرفة إلى الخارج دون الداخل مَعَ نص كَثِيْرٍ أَهْل العلم عَلَى المنع مِنْ ذَلِكَ ..
ومشكلة كثير من الأموال تكون دُوْلَةً بين جماعة معينة تصرف الأموال بين معارفها ..
فوالله إني أعرف أناساً عندهم نوع حاجة وتأتيهم من الأموال ما لو أحسنوا استخدامها لكانوا من الأغنياء، مع وجود أناس لا يكادون يجدون قوت يومهم ..
ولو تأملتكم رحمكم الله ليلة عيد الفطر لوجدتم عجز كثيرين عن إيصال زكاة الفطر إلى المحتاجين لأنه لا يكاد يراهم مما يضطرهم لإعطائها لأقرب شخص تظهر عليه علامات الحاجة ولو كان واقعه خلاف ذلك!!
فتجد بعض من يظهر عليه الحاجة من الصوماليين أو النيجيريين أَوْ غَيْرِهِمْ عنده من أكياس الرز العشرات وبعض الفقراء لا يكادون يجدون كيس رز احد!!
فهناك أزمة سوء توزيع الأموال الزكوية ، وسوء تصرف في الأموال من كثير من الأغنياء والفقراء ..
وهناك تقصير من الدولة أيضاً..
فيا إخوان تأملوا الوضع بشكل عام ولا تستجيبوا لداعي الشيطان ليبغض دولتكم إليكم ..
ودولتكم دولة خير وعطاء وبركة ..
وأقسم بالله العظيم غير حانث إن زكاة أموال التجار والأغنياء في المملكة العربية السعودية كافية لسد حاجة جميع الفقراء، وقادرة على إنشاء مساكن لكل محتاج ..
ولماذا لا ينشئ التجار مصانع وشركات وقفية يَكُون ريعها للفقراء والمحتاجين فِي المَمْلَكَة؟!!
وَهَكَذَا فِي وسائل كثيرة لإغناء شعبٍ: دولته وأغنياؤه مِنْ أغنى دول العالم.
= = = == = = = = = = = = =
فمن كان ذا نية صادقة، وحمية على الدين، وغيرة حقيقية على الفقراء فليحاول حل المشكلة من جميع جوانبها ، وعدم تحميل جانب الأخطاء مع الغفلة عن جوانب كثيرة هي من أسباب وجود تلك المظاهر ..
ورجاء خاص ممن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسلك الطريقة الشرعية في عرض تلك المشاكل ..
وحبذا لو يكتب مقال أو مقالات عن معاناة بعض الفقراء أو الأحياء وتكاتف جهود أهل الخير في حلها وبذل الزكاة لها .. وأسأل الله أن يديم على بلاد الحرمين أمنها وأمانها، وأن يزيدها خيراً وبركة ..
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه: أَبُو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
المدينة النبوية 22/7/1428هـ
كتبه: أَبُو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
المدينة النبوية 22/7/1428هـ
الحاشية:
(1) كنت قَدْ علقت عَلَى بَعْضُ المواضيع بقولي:
أسباب تردي الأوضاع والبطالة في المملكة العربية السعودية وغيرها من دول العالم كثيرة منها:
عدم أو ضعف شكر النِّعْمَة عِنْدَ كَثِيْرٍ مِنَ الناس .
فالبلاد السعودية أكرمها الله بدولة تحكم الشريعة، ومرت فترة من الزمان امتلأت أيدي الناس بالمال فيما يعرف بزمن الطفرة، والوظائف موجودة بالألوف سواء كانت في القطاع الحكومي أو الخاص ومع ذلك كان كثير من الناس لا يشكرون نعمة الله، ولا يؤدون حق الله فيها ..
فمظاهر البذخ والإسراف قد اشتكت منها حتى أماكن رمي النفايات!!
وانظر كيف قابل شريحة من الشباب والشيوخ في المملكة نعمة الأمن والسعة في الرزق بسب ولاة الأمر والتشهير بهم، وطعن دولتهم في ظهرها أيام جهيمان ثم أيام أزمة الخليج ثم أخيراً في الأحداث الإرهابية حتى ثبت تورط بعض من يسمون برموز الصحوة!!
أو تظن أن تلك الجرائم وتلك الأفعال المحرمة ترفع البطالة وتنزل نعمة الله على من يؤيد أولئك المجرمين أو يسير في ركابهم أو يسكت عن إنكار أفعالهم؟!!
نعم أكثر الشعب أنكر تلك الجرائم ولكن شر تلك الأفعال قد مس كثيراً من الناس الذين لا علاقة لهم بأهل ذلك الجرم الشنيع لأن الشر يتعدى ضرره..
فالواجب شكر النعم لتبقى وتزداد ..
{لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}
وبعض الناس قد يقول : أين النعمة التي نشكرها ونحن نرى الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وتردي الأوضاع؟
فالجواب:
أن نعم الله لا تعد ولا تحصى ومن يقول ذلك الاعتراض أو يظن ذلك الظن فهو لجهله بنعمة الله عليه ..
وتأملوا في الآية السابقة {لئن شكرتم لأزيدنكم..} قال الله لقوم موسى وهم مشردون عن بلادهم، قد طردهم عدوهم فرعون وطاردهم وحتى بلغ الخوف منهم مبلغاً عظيماً، وعاشوا في أرض قاحلة جاء الماء بعد استسقاء موسى لربه، وجاء المن والسلوى بعد الجوع، فأطعهم الله وسقاهم وأمرهم بشكر نعمة الأمن من العدو ووفرة الطعام والشراب ..
ولو تأملنا هذه النعم التي أمر الله بني إسرائيل بشكرها لوجدناها متوفرة والحمد لله إما عن طريق رواتب الأيدي العاملة أو الجمعيات الخيرية الحكومية أو الخاصة أو الضمان ونحو ذلك ..
فالنعمة موجودة فيجب أن تشكر لترتفع البطالة، ويزداد رزق الناس سعة ..
أما بالسب والشتم، والهمز واللمز والطعن في الدولة، والتشهير بمسؤوليها فهذا ضرب من ضروب كفر النعمة الذي يستوجب الخذلان من الله والعقوبة ..
وما هكذا تورد الإبل!!
• ومن أسباب تردي أوضاع الكثيرين: المنكرات والمعاصي الموجودة والتي يتعاطاها الفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي للأسف الشديد..
فيجب رجوع الجميع إلى الله ليرفع ما بهم من حاجة وعوز ..
• ومن أسباب تردي أوضاع الكثيرين: البدع والضلالات الموجودة عند بعض الناس كاتباع مذهب الخوارج أو المرجئة أو جماعة الإخوان أو التبليغ أو الصوفية أو الشيعة وغير ذلك من صنوف الانحراف العقدي فهذا من أسباب البلاء..
فتلك كلها أسباب من أسباب تردي أوضاع كثير من الناس إضافة إلى التقصير الموجود عند بعض المسؤولين عن مثل هذه الأمور من موظفي الدولة..
فلنصلح أنفسنا وندعو الله أن يصلحنا ويصلحهم، ولنعمل جاهدين لسد الخلل والنقص بالطرق الشرعية لا بالطرق البدعية..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل ..
توثيق المقال مِنْ موقعي:
http://otiby.net/makalat/articles.php?id=225
= = = == = = = = = = = = =
وَهَذِهِ مواضيع ذات صلة:
لماذا ندافع عن المملكة العربية السعودية -حَرَسَها اللهُ رَبُّ البريَّةِ- ؟
http://otiby.net/makalat/articles.php?id=31
معالي الشيخ صالح الفوزان يقول: السعودية مضرب المثل في التمسك بالإسلام
http://otiby.net/makalat/articles.php?id=114
تأملات في المقالة البازية: العداء للدولة السعودية عداء للحق والتوحيد
http://otiby.net/makalat/articles.php?id=164
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلب المملكة العربية السعودية
http://otiby.net/makalat/articles.php?id=150
الحجج القويَّة على وجوب الدفاع عن الدولة السعودية
http://otiby.net/book/open.php?cat=1&book=18
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة