"الشكشوكة" و حريم السلطان! (يستحق النقاش)
28-04-2015, 03:22 PM
"المرأة التي تشاهد قناة سميرة وفتافيت ل 10 ساعات ثم تطيّب العشاء شكشوكة تستحق الشنق" هذه العبارة الساخرة التي تداولها نشطاء "فيس بوك "ونسبوها للممثل الفكاهي عثمان عريوات كنوع من الدعابة، تحتمل ثلاث تفسيرات، رغم أن أصحابها لم يقصدوا منها إلاّ الترويح عن النفس وإضحاك الناس، فاثنان من هذه التفسيرات تبرءان ساحة المرأة من تهمة الكسل و"اليدين المكسورتين"، بينما يورّطها التفسير الثالث ولا تملك نحوه إلاّ أن تطأطئ رأسها وتعترف بخيبتها في المطبخ.
فالتفسير الأول الذي يجعل المرأة تحجم عن إعداد ما تشاهده على القنوات الخاصة بالطبخ هو سبب اقتصادي محض، إذ لا تسمح لها الظروف المادية باقتناء المواد الغذائية التي تدخل في إعداد بعض الكيفيات، خاصة و أن هذه القنوات تحرص على الظهور بمظهر راق جدا، و كأنها موجهة لطبقة الأثرياء فقط، فكيلو لحم خروف ورطل كيوي و200 غرام فستق يدفع المرأة إلى تغيير المحطة وهي تقول" ماعنديش بونكا".
وأمّا التفسير الثاني فيدخل في إطار " الشخابيط و اللخابيط" التي يحاول بعض الطباخين التميّز من خلال تقديمها، إلاّ أنها لا تصنع التميّز بقدر ما تصنع التهكم و السخرية، لعدم تناسقها و خروجها عن المألوف فيما هو متعارف عليه في الطبخ، فتفضل ربة البيت تحضّير "شكشوكة" أو "عدس" على أن توّرط نفسها في كيفية تشبه المعادلات الرياضية المعقدة.
أمّا المرأة التي تستحق أن تقال فيها العبارة سالفة الذكر، فهي تلك التي تتابع مراحل إعداد كيفية في متناول يدها و جيبها، غير أنها تحرم أسرتها من لذة الاستمتاع بمذاقها وطعمها الشهي، إلاّ لأنها لا تريد أن تضيّع الوقت في المطبخ في حين كان يجب أن تكون أمام التلفاز تشاهد حريم السلطان أو أحد المسلسلات المصرية، ولكنها لا تستحق الشنق، بل تستحق أن نقول لها على لسان أفراد أسرتها" كرهنا الشكشوكة و أخواتها".
منقول