تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأدب > منتدى الخاطرة

> ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.

  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
13-09-2015, 09:34 AM

أيها الخلان
من " الشروق " وهذا المكان، مع هذا الزمان.
أقف وأياكم على أطلال ربما أصبحت بالية، ولكنها لا تزال في المخيلة تتلاحق وتترى، عندما صارت أثراً بعد عينٍ؛ وباتت من بقايا ذكرى.
ذكريات أيامٍ.
سقى اللهُ تلك الأيام، ما أطيبها وأجملها، وما أبهاها!
أيا رفقاء القلم.
ويا حداة قافلة البيان، وساقة مطيّ البليغ في صرحنا هذا.
ذروني أغير على نظم أحد فطاحلة العرب؛ دون أن أزيدَ في شعره وقريضه، أو أُنقصَ من حروفه وعروضه وهو يقول:
حداة العيس رفقاً بالنجائب ** فقلبي سار في إثر الركائب
وجسمي ذاب من ألمٍ ووجدٍ ** ومن شوقي إلى لقيا الحبائب
جمعني الله وإياهم في مستقر رحمته.
ولنا سوانح بوح؛ وفي كل بقعة مما شهدنا محطات مع نتف نبضٍ مصفَّى يندلق على جددٍ يابس كأنها غرابيب سودٍ.
فربما تخضلّ النتف، وتستوي على سوقِ تلك المحطات فتُعجِب المارَّة هنا، وتُسّر الناظرين.
وإنه لبوحٌ إن كنتم إياه ترقبون.
ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
13-09-2015, 10:56 AM

وإلى " نيسٍ" فاضتِ الروح من بعد عهدٍ إلى ذلك المهيع الفسيح، والأرض الندية مع زرقة السماء والساحل اللازوردي.
حيثُ مهد الصّبا، وموطن الفُؤاد.
مدينة فيها درجتُ، ومنها خرجتُ.
وهيهٍ يا " نيسُ" ! أ يا مقطع سرّتي، ومجمع أُسرتي.
ويا من أنشأتني تربتها، وغذاني هواؤها، ورباني نسيمها، وحلّت عني التمائم فيها.
وكأني لساني حالي متمثلا بنظم الشاعر وهو يقول:
إذا ما ذكرتُ الدار فاضت مدامعي ** وصار فؤادي نهبة للهماهمِ.
حنينًا إلى أرضٍ بها أخضرّ شاربي ** وحلت بها عني عقود التمائمِ.
وما أريد بالعودة إليه، سوى أنني أريد أن أقول عن ذكريات ماضيات، لأيامٍ خاليات، ولحظات ليال غابرات، ربما استنشق بين طياتها نفائح وفاء، لقطرات ماء ود نقاء
مع زخّات نسيم لقاء. فوق أرض فؤادي هذا الحزين، ونفسٍ مجدبة منذ سنين.
وليس هناك من صديقٍ يُؤانسُ، ولا حبيبٍ يُجالسُ.
ومع رحلة الإغتراب، والشوق يزداد إلى أرض الخلان والاحباب، ومراتعِ الصِّبا والشباب، فلا يعزب عن نفسي ذكريات هذه الأرض.
أرض سُقيتَ وأرتويتُ من مائها العذبِ صفاءَ النّفس، ودرجت في سهولها الرحبة حين تعلمتُ درس التفاؤل، وتأملتُ في رحابها الممتدّة عبر الحياة؛ حين صرت رجلاً.
و" نيس " هي " نيس "


التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 13-09-2015 الساعة 11:58 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
13-09-2015, 05:56 PM

وأنا طفل صغيرٌ، وفتىً غريرٌ.
إنها عيش الحلم في لحظات اليقظة، وذكريات الغفوة في ساعات الحيوية وجنّ النشاط.
لا أدري كيف أصفُ لكم نفسي مع حبوري، ونزق الشباب مع سروري.
وفي تلك الآونة أو ما عرفت من أرض الأجداد، ومرتع الفؤاد.
وبانت " سكيكدة " والباخرة تشق عباب البحر وهي تقترب من الميناء، وهبت نسمات تخبرنا أننا في بقعة غالية رحل عنها جدنّا وجدتنا.
حين نزل الركاب، وانطلقنا سيارتنا فإذا بنا في وادٍ أنيس وأرض أريض.
" سكيكدة " ويا لها من مدينة!
وما أجمل ذلك الطيف الحالم، وما أبهى تلك الذكريات عندما كنتُ ألعب مع أقراني وهم يسخرون مني ومن لكنتي
وآهٍ! كم أريد أن يجتّر فؤادي حديثا من تلك الذكرى، والعودة بالحنين إلى ذلك الماضي، فتتهلل النفس الصادقة ولوعًا بحديث الأشواق، وقتيذٍ عندما كنّا نقضي العطلة هناك؛ عطلة تحلو فيها مؤانسة الخلان من الاهل الاحباء، ولقاء البعداء الأقرباء، بعد نأي وفراقٍ، وشوق وأحتراق، أكتوى بلهيبه القلب، وتكلم عن حبه الجوى والحب.
وكل ذلك كان في عهد الشباب.
إنها " سكيكدة " وسمكها، ومهرجان الفراولة وحمرتها.
ثم ذروني أستعير ما قال فيها شاعرها، وهو يزهو ويقول:
هذي "سكيكدة" يا محلاها ** "روسيكادا" سمّاتها الروم
بابُورٌ وبحرٌ فوقُه غيومْ ** وحُوته عذرا في شطُّه تعوم
ومع " سكيكدة " تعود بي ذكريات لما مضى من سنين، وأنا أعزف لحناً من الماضي، حين تذكرت بعهد الشباب ذلك النقاء ، ثم أريد رسم لوحة الحسن بريشة الود والإخاء.
وتبقى " سكيكدة " جزءً من موطنِ الأجداد.


التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 14-09-2015 الساعة 11:32 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
14-09-2015, 09:21 AM

يا خدين وفاء، وشجين نقاء.
لِم تقلب صفحات ماضٍ قد ولى؟
أ تريد بالآلام تتسلى؟
إيّاك أن تلتفت إلى الوراء، فليس هناك إلاّ ذكريات أحزانٍ، وسوانح أشجان.
فلا تبحث في صفحات الماضي الآفل، فقد يعود إليك رجع الصدى الأليم، ودع عنك هذا العناد.
ومع ذلك أجد نفسي لم أصغِ للنداء، وولجتُ إلى ذلك الخباء.
والبقاء في تذكر لحظات قضيتها في مهد الأجداد.
وماذا أقول يا تُرى؟ وأي أي كلامٍ أسجله للورى؟
وانقضت العطلة، وحانت الرحلة والعودة إلى " نيس "
وبعد مرور أيام قصارٍ.
الجد الحسين أصابته من الهموم ما الله به عليم.
ترى ما الحكاية؟
الحكاية أنه قد طرق سمعه أن أهلنا وأحبتنا الأخلاء، هم متذمرون لعدم لم يكن لهم السبق في زيارتهم.
آهٍ من أهل " سطيف " إن غضبوا!
وواهًا إن قاطعوا وأعلنوا البعاد، وزادوا في الهجر.
ومرتِ الأيام وأتبعتها الشهور تترى.
ودار العام دورته، وجاء الصيف وغرته.
وإلى " سطيف " كانت وجهتنا.
" سطيف " وعنها ماذا أقول؟
وأحبتنا الأخلاء نسوا كل شيءٍ.
واستقبلونا ونحن نقرأ في عيونهم وهي تذرف من الدموع مدرارًا، ولسان حالهم يقول:
يا ذوات لُبّنا، ومهج قلوبنا، فإياكم أن ترحلوا عن ديارنا، واعملوا فأنتم قطعتنا التي تمزقت وأنفصلت عنا، وأنتم ما ينقصنا، وبعدكم عنا بالحزن قد ألهب الفؤاد، وكرهنا تقلّب نوب الزّمان، وعشنا ونعيش ضرب سياط البعد، ولم نقدر على نار تباريح الوجد.
يا له من منظرٍ مؤثرٍ!
دموعٌ مطرزة باحزان يعلوها من الافراح الشيء الكثير.
بكى الجد حسين، وشهقت الغالية فاطمة رغم عاهة النطق عندها، ورابح وعائشة ينظران في وجوم بعيونٍ مترقرقة بالدموع.
ومن الأخلاء من أغشي عليه من هول المنظر.
هيه يا زمن الوداد، ويا أيام الهوى، ويا ذكرى اللحظات النيرات.
ترى ماذا أبقيت لنا من الأخلةِ والخلان؟ وهل هم على ذلك الود يحافظون؟
وتبقى " سطيف " وأحبتنا أنّ لي معهم حكايات ووقفات.
وسوف أعود إلى ذلك من مداخلة إلى أخرى.


التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 18-09-2015 الساعة 09:25 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية warda22
warda22
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 05-09-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 11,951

  • وسام مسابقة الخاطرة اللغز 

  • معدل تقييم المستوى :

    24

  • warda22 has a spectacular aura aboutwarda22 has a spectacular aura about
الصورة الرمزية warda22
warda22
مشرفة سابقة
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
15-09-2015, 04:55 PM
السلام على أخي قسورة
أردت التعليق على ما كتبت عن نيس فشوقتنا لرؤيتها وكنت قد رأيت لها صورا من أقارب لي وجمالها ساحر
لكن رأيت كلمة سطيف فأخذتني الحمية لولايتي وأهلها والجو الذي وصفته يشبه ما يحدث كل مرة يزورنا قريب أخذه البعد تسبق الدموع كل الكلام
في المتابعة لوصفك الذي يرسم صورا تخلد بالذاكرة
تحياتي أخي


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
15-09-2015, 06:38 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة warda22 مشاهدة المشاركة
السلام على أخي قسورة
أردت التعليق على ما كتبت عن نيس فشوقتنا لرؤيتها وكنت قد رأيت لها صورا من أقارب لي وجمالها ساحر
لكن رأيت كلمة سطيف فأخذتني الحمية لولايتي وأهلها والجو الذي وصفته يشبه ما يحدث كل مرة يزورنا قريب أخذه البعد تسبق الدموع كل الكلام
في المتابعة لوصفك الذي يرسم صورا تخلد بالذاكرة
تحياتي أخي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وردة / يا أخيّة.
ومسائكِ نقاء يصاحب للغيم، ودفء أخوّةٍ يزهو له البوح بالقلم.
يا سليلة الكرام.
ويحكِ إن أخوكِ
كتب له على أهله وأسلافه قد افترقوا بين " سكيكدة " و " سطيف ".
وأصبحنا عندما نزور الاحبة في " سكيكدة " يتذمر " الخلان في " سطيف "
وإن سبقنا الزيارة بأهلنا في " سطيف " العالي يغتاظ " السكيكدون " رفقاء النقاء.
وحتى يومنا هذا.
فأخوكِ تسطيعين القول عنه أنه ورث من " سطيف " خيرات القمح " البليوني " وورث من " سكيكدة " طيبة " الفراولة".
وكلتاهما مواطن الأجداد.
ولي لهما الشوق والحب ما الله به عليم.
تحياتي يا أختاه.



التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 15-09-2015 الساعة 11:29 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
16-09-2015, 12:32 AM

يا قارئي
على رسلك.
لستُ أدري كيف طابت نفسي لأرشمَ لك هذا الكلام؟
فانتظر وارعِ إليّ بسمعك، ثم استجمع لي لبك ووعيك.
ترى على أي بقعة أن أعرج بك؟ وأي مدينة تريد؟
إنها " باريس " كورة وعاصمة بلد الفرنسيس.
حيث قال عنها عميد الأدب العربي في الزمن الحاضر:
" بلد السحر والجمال، ومدينة الجن والملائكة "
ومع أول رحلة لي بمفردي، وأنا في أعز شبابي.
كانت مدينة " برج إيفل " .
وبان ذلك البرج يعلوها، وكأنه يحرسها.
ونسمات" السين " تتحول بين الفينة والأخرى إلى بردٍ قارس.
" باريس "
وماذا يُراد منى عنها لأقول؟
قد تخونني أناملي وكأنني أعزف حروفي، لعلّني بعث الذكريات، فأجد نفسي استجدي الحنين، لتلك الأيام الخوالي
وتأبى الحروف أن تُرشَمَ بغير ما أريد سطورها لكم.
والكلام عنها .
ومع ذكريات " باريس " إنه الود بلا ريب، والشّوق بلا عيب،
.لأيام خلت، وأعوام مضت
وصدق "أحمد شوقي " وهو يقول:
لطفَ الله بباريس ولا ** لقيت إلاّ هناءً وسلاما.
وما إن تجولتُ في أزقتها إلاّ وعرفت محاسنها وأنا فيها،
محاسن ترتع فيها النفوس والنواظر معًا.
ولي في " باريس " وجمال " باريس "! عروس أوروبا الفاتنة. وحاضرة " السين" الذي يتوسطها.
وأنا فيها تذكرت " كوزت " و" جان فلجان " و" هوغو" و" زديق " و" فولتير "
ولا شيء سوى أنها " باريس".
مدينة الكنائس.
ولي أمل أن تصبح من حضائر الإسلام.
وما ذلك على الله بعزيز.
ولي عودة بالحديث عنها.
وما هذه إلاّ جرعة لمقدمة فقط.


  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
16-09-2015, 10:47 PM

آل " شروق"
أيا رفاقي.
حتى وأن شبابي فيه بعض شقاوتي، ولكن فيه بسمتي وملامح أفراحي.
لأنه كان أجمل لحظاتي.
أ مكتوب عليّ أن أعودَ بالذاكرة إلى تلك الأيام لِأهتف ثم أقول:
أ يا عصارة الشوق التي صار مخبؤها خلف نبضات ذكرى النقاء مع لهيب الحنين
إن العودة إلى هناك يسري بي الخفق وكأن بالأفق زاد أتساعًا ليملأ الروح بأحلام السنين.
فأين الذين كانوا هنا؟
ثم من أنا؟ ومن هم؟ وإلى أين هم ساروا، وصاروا؟ ثم أين أقطن أنا.
كانت رقيقة، ولكنها ذات شموخٍ.
كانت تحب، ولكن جمالها كان يتسامى على قدر أخلاقها.
وتحايلت على صديقة لها على أن تطلب مني أن أعمل في عطلتي في مؤسسة أبيها وذلك بالتحضير لما يُعرف "بعيد الليمون"

ولكن لم أعد بشيءٍ.
وجاءت العطلة وبعد تفكيرٍ كانت مدينة " مونتون Menton"
وجهتي، وكانت إليها رحلتي.
" مونتون " ترى ماذا أقول عنها؟ وأنّى لي وصف " عيد الليمون " فيها؟

إنها " مونتون "
فهل أتاكم حديثها؟
وعن "عيدها " ماذا أقول؟ يا أصحاب النهى والعقول؟
فنهارها يتحول إلى لون الليمون بهاءً، وليلها يزداد ضوءً و تلألأ.
ترى ما ذكّرني بتلك بـ " مونتون " إلاّ العودة للوراء لذكريات الأشواق، حتى وإن نأت بي الأيام حين سامرت بعض الدمع الرقراق، وإن طاف بي خيال خلانٍ وأحبة، وسماع أنين الاشتياق.
وحين وصلتها وبحثت عن تلك المؤسسة، وبعد دوران وجدتها.
ولما رأتني لمحتُ الفرح عليها، ولم تتمالك وقالت:
لِم تأخرتَ هكذا؟!
ثم استدركت قائلة: كدنا نوظف آخر بدلاً عنك.
وهكذا هي إياها.. سوى الشموخ والعناد.
حتى وأن الجوارح تقول غير ذلك تمامًا.
وبدأت العمل في تصفيف الليمون وهي تسرق نظراتها مني.
ثم تقترب لتتظاهر بمراقبة ما أفعله.. ولتوحي لي أنها الآمرة الناهية في مؤسسة أبيها، حتى وإننا زملاء مقاعد الدرس، ورفقاء الجامعة
وما ذلك سوى نبضاتُ تلك الايام، وأنين الشوقِ المبرّح، وحنين وفاء المتتالي المتتابع
وهكذا " مونتون " وأناسها حبّ يخالطه كثير شموخٍ.



التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 30-08-2016 الساعة 06:07 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
18-09-2015, 02:44 PM


سلامٌ من اللهِ يغشاكم، طبتم وطاب المقام وإيّاكم.
وكانت رحلتي إلى بلادٍ بعيدةٍ، وبالذات إلى "بلد الشمس المشرقة le pays du Soleil-Levant "
وبعد سفرٍ طويل، حطت بي الطائرة في أرضٍ لم نألفها، ووجدتُ نفسي أطيل النظر في وجوهٍ لم أعتد سحنتها.
فلست أدري ما أنا إليه أسير، كما أنني أجهل لغة القوم لولا مخاطبتهم بلسان تشوسر ولغة شكسبير.
وإذا بي في عاصمة السلام، كما سماها " كامو Kammu" الإمبراطور " الإله" ــــ كما في معتقدات هؤلاء القوم ـــــ " هييان كيو Heian-kyo ".
إنها " كيوتو Kyoto " المدينة المعروفة بغابات أشجار " الخيزران " وكذلك ما يزيد في بهائها وجمالها انتشار أشجار الكرز، واليبانيون يتفنّنون في تنسيق تلك الأشجار وخصوصا أزهارها، فيرى المرء الناس وهم يؤمون ساحات معابدهم وبعض أضرحتهم، ومنتزهات حدائقهم لإقامة تلك المهرجانات وقد أعطوا لها اسم " حفل مشاهدة الزهور"

إنها " كيوتو ".

وفي " كاتسورا Katsura " تلك البقعة الحالمة وعلى ضفاف نهارها الرقراق.

ومع البعد عن الديارِ، وحنين الشوق إلى المزار، بعث صاحبنا إلى بعض الأخلة والخلان، حين كتب هذا الكلام:
عند منتصف البوحِ، وجدتُ نفسي مع أولِ وآخر حشرجة الروحِ.
فكل شيء هنا جميل.
ولكن لست أدري لِم أركن روحي إلى ناصيةِ البكاءِ؟
أ هو البعد عنكم مع مشقـّة الرحلة والعناءِ، والجهد والاواء؟!
أين أنتِ؟! هل تسمعين ندائي؟ ..ألا يطربكِ حَدائي؟
لمَ لا تتلاشى المسافات بيننا فنتهامس؟.
ألا تجمعنا الأقدار بركنٍ لكي نتلامس؟
فلا تتركيني في ظلام الشوق الدامس.
وهكذا هو الشوق.
حتى وأن " كيوتو " ما أنسى رغم بهرجتها من تركهم في تلك الديار.
التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 21-09-2015 الساعة 05:41 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
  • تاريخ التسجيل : 22-03-2007
  • الدولة : NICE-France
  • المشاركات : 4,149
  • معدل تقييم المستوى :

    23

  • علي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enoughعلي قسورة الإبراهيمي will become famous soon enough
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف (سابق )
رد: ولنا في كل محطة " مدينة زرتها " وقفة من الوقفات.
19-09-2015, 10:53 AM

أيا جلساء الفضل ذوي الأصل في النسب، ويا خلاّن وأحبة العلم والأدب.
كُتب عليّ ولأعوامٍ مضت أنني ألفتُ رحلة الاغتراب، واصطليتُ بلظى الترحال.
ومع ذلك فقد ورثتُ على ذلك ـــ بحمد الله ـــ صبراً، مما أكسبني في عيشي جدًّا وحزماً.
وكما يقال:
لا خير في من يعرف بقاعٍ أراضٍ أخرى، وهو يجهل أرض الأجداد.
إذن فذروني أرشم لكم بالكتابة عن ذلك
وكأنني أقطف لكم ثمر الحديث أطيبَه، ومن خبر الشوق إلى تلك البلاد مع الود والصدق أعذبَه، ومن حفظ الحب لربوعها ومضاربها أعجبَه
وإلى مضارب " بني مزغنة " كان بالبحر سفري.
أيها الخلانّ
على رسلكم، وخففوا الوطء إنكم بـ " إيكوسيوم "
ولمّا تراءت لي من عرض البحر.
فأمعنتُ النظر، وأكثرتُ البصر. فعاد إليّ البصر يخبرني أنني أقترب من قلعة من قلاع العروبة والإسلام.
التي تكسرت على أعتابها كل أطماع الأعداء الحاقدين.
إنها " الجزائر "
عاصمة البلاد، وقعلة الجزائريين الشداد.

مدينة رأيتها وقد توّجت بالأبيض ذي النقاء والصفاء، نقاء وصفاء أهلها.
وقد تمهدت سبل العمران، فصارت " بهجة " تسر الناظرين.
وصدق من سماها " البهجة "
إذ برز لي " الأوراسي " وهو يطلّ من الأعالي، فيبتسم له " مقام الشهيد " بمنظره الفتان ليحكي للأجيال ملحمة " مليون ونصف مليون شهيدًا " ، وكيف نقلت صوادح الطير إلى أصوات الرشاش تحييها بالتغريد، وعاصمة " قبلة الثوار " تخلد ذلك بالتمجيد.

فطاب لي بها المقام.
رباع ومضارب " سيدي عبد الرحمن الثعالبي " فما أبهجها! وما أبهاها!
فتبزغ الشمس على " بوزريعة " فكأنّ اللجين يذوب على فروعها، وقبل الغروب وكأنها تغزل خيوطًا من عسجدٍ فترسله على " باب الوادي " ، فيسفر القمر مستنيرًا بزينة على " القصبة " في سكون ليلها الهادي.
وما أصدقه من قائلٍ:
أمسيتُ صبًّا بالجزائر لا ** أعدم شجوًا ذبت من لفحتها
فإن تسأل الأحباب عن نزلي ** فها أنا أنعم في جنتها
والشمس أولتها أشعتها ** والبدر حلاه بتحليتها
وخيّم المجد بساحتها ** وفاض بحر الجود في بردتها.
لا شيء سوى أنها " البهجة " مدينة الجزائر ، ذات الجمال الباهر، وحلول مغانيها وأماكنها النواضر، والتي غص وحقد على بهجتها كل عدوّ كافر.
وكم تربص بها كل حاقد الدوائر .
ومع ذلك بقيت شامخة يحكى أهلها للورى أروع البطولات، وللمرء أن يتأمل الدرس بـ " معركة الجزائر" ففيها الخبر اليقين.
وبعد أيامٍ وأنا أتجول في أزقتها، مبانيها وشوارعها وجادتها.
فيممت إلى " الحامة " وحديقتها.

فلم أجدها حديقة بل شتى حدائق، وعشبها كأنه زرابي ونمارق.
وقد أعارها الله ذلك النظر الجميل، بساتين أزهارٍ بنباتٍ أصيل.
تلحف كل ذلك بالبجهة إشراقا، وألبسها نضرة وإيراقا.
لا شيء سوى أنها في مدينة الجزائر.
تنفرج بها كل غمة، ويفتخر برجالها كل أمة.
وما أصدقه من قال عنها:
بلدٌ أعارته الحمامة طوقها ** وكساه حلّة ريشه الطاووس.
ولي عودة بالكلام عنها.
لأنني زرتها مرارًا، وفي كل مرة وجدتُ ما يسر الناظر، ويبهج الخاطر.

التعديل الأخير تم بواسطة علي قسورة الإبراهيمي ; 10-12-2017 الساعة 12:17 AM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 06:38 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى