الخلط بين الثقافة والفن
27-07-2009, 12:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين كنت اتصفح جريدة الشروق الجزائرية استوقفني تصريح ل"لخضر بن تركي"حين سؤل عن جدوى إهدار المال العام في مهرجانات عديمة الجدوى كالمهرجان الإفريقي ومهرجان تيمقاد قائلا بالحرف الواحد: "إذا كان التبذير وإهدار المال العام في سبيل تربية الأجيال والشباب ثقافيا، اي استقطاب الشباب من الشارع الى الفن والسينما والمسرح ، وتكريس مبدأ الثقافة الحقة ، فأنا مع التبذير وليذهب المنتقدون إلى الجحيم"
قد يبدوا كلام بن تركي جمبلا إذا حذفنا جملة " استقطاب الشباب من الشارع الى الفن والسينما والمسرح "لأن الثقافة شيء يستحق التبذير من أجله ،لأنه يقوم بتوعية الشعوب وتليين عقليتها لتصبح ملائمة لما نعيشه في عصر العولمة ، في هذه الجملة بالذات كلام كثير لأن بن تركي أخلط كثيرا بين الثقافة والفن، بل أكثر من ذلك ، فقد حصر الثقافة في الفن
ما معنى الفن الذي تتحذث عنه يا أخ بن تركي، هل هو فن الإبداعات الفكريةوالشعرية أم فن "لابسة من غير هدوم" ،كما حذث في المهرجان الإفريقي ، هل تتحدث عن ثقافة المتاحف والسياحة والآثار والرياضة أم ثقافة روتانا وميلودي،لا أحد ضد السينما كفن لكن لا يجب استغلاله لأغراض أخرى ، كأداة لترويج الثقافة الجنسية لذى الشباب العربي ، نعم مثل هذه المهرجانات إيجابية ، لكن لايجب عرض الفن الهابط
فهل يعقل مثلا أن ينافس فيلم لهيفاءالمحظور في مصر فيلم مصطفى بن بولعيد الذي يستعرض حياة بطل ضمن المهرجان السنمائي العربي
نحن نبحث عن فن يخرج الجزائريين من بؤرة التخلف التي تتمثل في الإنسياق نحو الأهواء والشهوانية لكن البعض ممن يعتقدون أنفسهم" نخبة المثقفين " يسمونها الفن الراقي ، هؤلاء ثقافتهم مجرد سراب يختفي عند الأصطدام بالمثقفين الحقيقين من الغرب ، لهذا الغرب يعتبروننا متخلفين،لأن نخبة المثقفين العرب لا تحتوي رؤوسهم سوى" يسرا" و"الهام شاهين" أو ربما يتعدى ذلك الى "سلمى حايك" و "مادونا"